by amira
Copyright © 2020
ساحِرٌ مِنْ بِلادِ الشَّرْقِ، جَزائِرِيٌّ بِأَصْلِهِ, فَرَنْسِيٌّ
بِجِنْسِيَّتِهِ، مُبْدِعٌ بِلَمَساتِهِ، قَنّاص بِتَسْديداتِهِ، هدّافٌ بِطَبْعِهِ، هادِئٌ في لَعِبِهِ، فائِزٌ بِتَحَدِّياتِهِ، الزّاوِيَة 90 غايَةُ تَسْديداتِهِ، قائِدُ فَريقِهِ، مُحْتَرَمٌ حَتّى مِنْ خُصومِهِ، شُهْرَتُهُ بَلَغَتِ الْقاصيَ والدّانيَ، لاعِبُ الْقَرْنِ.
في عام 1953 هاجَرَ شابٌّ جَزائِريٌّ يُدْعى إِسْماعيل
زيدان إلى فَرَنْسا بَحْثًا عَنْ عَمَلٍ. كانَتِ الْجَزائِرُ آنَذاكَ
مُسْتَعْمَرَةً فَرَنْسِيَّةً لا تَزالُ قَبْلَ حَرْبِ التَّحْريرِ. وَفي
فَرَنْسا اسْتَقَرَّ إِسْماعيل في أحَدِ الأحْياءِ الْفَقيرَةِ في مَدينَةِ
مَرْسيليا الْفَرَنْسِيَّةِ بِدءًا مِنْ مُنْتَصَفِ السِّتّينِيّاتِ. وَهُناكَ
وَجَدَ عَمَلًا في واحِدٍ مِنْ مُسْتَوْدَعاتِ الْميناءِ. وَلَمْ تَزِدْ
أُجْرَتُهُ عَنْ بِضْعَةِ فرنكاتٍ في الْيَوْمِ.
وَعِنْدَما تَحَسَّنَ وَضْعُهُ الْمالِيُّ قَليلًا، تَزَوَّجَ مِنْ «ماليكا»
مُواطِنَتِهِ الْمُهاجِرَةِ، وَأَنْجَبَ مِنْها 5 أبْناءٍ كانَ زينُ الدّين
الْخامِسَ بَيْنَهُمْ وَالْمَوْلودُ في تأريخِ 1972-06-23.
وَيُحْكى أنَّهُ عِنْدَما وُلِدَ آخِرُ الْعُنْقودِ، بَيْنَ ثَلاثَةِ إخْوَةٍ
وأخْتٍ واحِدَةٍ، فَرِحَتْ عائِلَتُهُ كَثيرًا، وَاسْتَبْشَرَتْ بِهِ خَيْرًا، عَلى الرَّغْمِ مِنْ زِيادَةِ أفْرادِ الْعائِلَةِ.
بَدَأَ زيدان مُداعَبَةَ الْكُرَةِ مُنْذُ كانَ في سِنِّ الْخامِسَةِ مَعَ أوْلادِ الْحَيِّ. لَعِبَ وَهُوَ حافي الْقَدَمَيْنِ، وَذلِكَ لِشِدَّةِ فَقْرِ عائِلَتِهِ. وَكانَ ما أنْ يَعودُ مِنَ الْمَدْرَسَةِ حَتّى يَأْخُذُ غَداءَهُ (سانْدويشًا) واحِدًا، وَيَذْهَبَ لِلَّعِبِ مَعَ أَقْرانِهِ، وَهُناكَ كانَ يُبْهِرُ الْجميعَ بِمهاراتِهِ الّتي تَفَجَرَّتْ باكِرًا.
زيدان يَرْتَدي حِذاءَهُ الأوَّلَ
عِنْدَما بَلَغَ زيدان سِنَّ الرّابِعَةَ عَشْرةَ، رَأى أنَّهُ بِحاجَةٍ لِحِذاءٍ رِياضِيٍّ، لِيَلْعَب به، فَمِنْ غَيْرِ الْمَعْقولِ أنْ يَلْعَبَ حافيَ الْقَدَمَيْنِ. وَطَلَبَ مِنْ أَبيهِ شِراءَ حِذاءٍ لَهُ. كانَ والِدُهُ آنَذاكَ يَمُرُّ بِضائِقَةٍ مالِيَّةٍ، وَلكِنَّهُ ما كانَ لِيَرُدَّ طَلَبًا لِابْنِهِ الْمُدَلَّلِ «زيزو»، لِذلِكَ عَمِلَ الْوالِدُ بِجِدٍّ طيلَةَ الشَّهْر،ِ لِكَيْ يُوَفِّرَ لِابْنِهِ ثَمَنَ الْحِذاءِ.
ما إِنْ رَأَى «زيزو» الْحِذاءَ حَتّى طارَ قَلْبُهُ مِنَ الْفَرَحِ. لَقَدْ طَلَبَ مِنْهُ والِدُهُ أنْ يَكونَ مِثْلَ اللّاعِبِ الْفَرَنْسِيِّ الأسْطورَةِ «ميشيل بلاتيني»، لكِنَّ زيدان لَمْ يَكُنْ يَعْشَقُ فَنَّ بلاتيني مِثْلَما يَعْشَقُ فَنَّ لاعبِ أوروغوا «انزوفرانشسيسكولي»، الْمُتَأَلِّقِ آنَذاكَ.
ِنْدَما بَلَغَ زين الدّينِ سِنَّ الرّابِعَةَ عَشْرَةَ، انْضَمَّ إلى فَريقِ «إي إس كان»الْفَرَنْسِيِّ الصَّغيرِ، وَلَعِبَ أوَّلَ مُباراةٍ لَهُ مَعَ
الْفَريقِ أمامَ نادي مرسيليا الْقَوِيِّ آنَذاكَ.
لَمْ يَحْضُرْ والِدُ زيدان الْمُباراةَ، وَذَهَبَ لِلْعَمَلِ بَدَلَ ذلِكَ.
كانَ يَخْشى مِنْ فَشَلِ ابْنِهِ زيزو أوْ إصابَتِهِ في الْمُسْتَطيلِ الأَخْضَرِ. وَلكِنْ سُرْعانَ ما وَصَلَ الْخَبَرُ السّارُ عَنْ طَريقِ واحِدٍ مِنْ أصْدِقاءِ الأَبِ: لَقَدْ بَرَزَ زيزو في مُباراةِ مرسيليا. فَتَرَكَ الوالِدُ الْعَمَلَ، وَعادَ مُسْرِعًا إلى الْبَيْتِ لِيُخْبِرَ زَوْجَتَهُ بِما حَصَلَ، فَبَكَتْ مِنَ الْفَرَحِ.
وَما إِنْ رَأَى «زيزو» الْحِذاءَ حَتّى طارَ قَلْبُهُ مِنَ الْفَرَحِ. لَقَدْ طَلَبَ مِنْهُ والِدُهُ أنْ يَكونَ مِثْلَ اللّاعِبِ الْفَرَنْسِيِّ الأسْطورَةِ «ميشيل بلاتيني»، لكِنَّ زيدان لَمْ يَكُنْ يَعْشَقُ فَنَّ بلاتيني مِثْلَما يَعْشَقُ فَنَّ لاعبِ أوروغوا «انزوفرانشسيسكولي»، الْمُتَأَلِّقِ آنَذاكَ.
Published: Feb 3, 2020
Latest Revision: Feb 3, 2020
Ourboox Unique Identifier: OB-725901
Copyright © 2020