1. ولد الشيخ ابراهيم الهجري (ر) في اوائل القرن التاسع عشر سنة (1804) م , نشأ في قرية الاشرفية من قرى غوطة ودمشق وترعرع بها,والده الشيخ محمود ابو حمزة الملقب بالهجري,
ظهرت بوادر النبوغ والذكاء على الشيخ ابراهيم الهجري منذ صغره,
وكانت حركاته كحركات الشيوخ , فكلما بلغ اخذ في الحفظ والدرس واشتهر في الدين والورع .
2.انتقل الى جبل حوران المعروف بجبل الدروز ونزل في قرية قنوات , التي اصبحت فيما بعد بلدة مقصودة من جميع انحاء البلاد , وكان كل من دخلها يفرح ويتعجب بما يرى من الشيخ ابو حسين ابراهيم (ر) , ويسمع من ادابه وعلمه حتى اصبحت قنوات زهرة البلاد وعاصمتها الدينية , وصارت تقصدها الزوار من البلاد وخارجها .
سيادته وحسد آل حمدان وعدواتهم له :
اصبح الشيخ ابراهيم الهجري (ر) الامر الناهي في البلاد , فبعد ان علم الناس بعمله وعلمه وآدابه وسياسته ونفوذ امره , امروا له بالسيادة . فقد امرهم ببناء الخلوات وإقامة السواس .وقد قسم للناس قراءة الرسائل الشريفة على ليالي الاسبوع كما هي الان .
شعر الدروز ان لهم اب شفوق يهتم بمصالحهم فالتقوا جولة واقتربوا منه وأطاعوه , فهداهم ووعظهم بالصالحات .
كذلك كان الشيخ بمثابة القاضي العادل للناس , فكل من وقع عليه ظلم سيشكي الى الشيخ فينصفه ممن ظلمه ويفرض الحرم الديني على الظالم حتى يفي الى الحق ويعطي المظلوم حقه .
كان زعماء الجبل في ذلك الوقت مشايخ ال حمدان , وقد حسدوا من الشيخ ابراهيم الهجري (ن) , واظهروا له العداوة ورحلوه من قنوات الى خربة الشوف , فاحتاجت اهالي البلاد اليه وصارت تطلبه من ال حمدان , مما ادى الى ارجاعه الى قنوات .
بعد عودته الى البلاد , كثر الوافدين اليه , فطلب الشيخ من اهل قنوات ان لا يتثقلوا بالضيوف , لان الله سيعوض عليهم اضعافا .
لم ينته حسد ال حمدان , فقد تعمد كبيرهم الى اذلال الشيخ الهجري (ن) , لكن الله لم يرض ذلك , فقد جعل الله الشقاء والتعاسة وزوال ملكهم , عندما قام اسماعيل الاطرش بالهجوم عليهم والانتصار . ومنذ ذلك الوقت فقد ال حمدان عزهم وبذلك اشتهر الشيخ وزاد برهانه . رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته .
يروى ان الشيخ أبو حسين إبراهيم الهجري ذهب في زيارة الى احدى قرى السويداء…
فاستقبل استقبالاً حميمًا في ساحة القرية..لما كان له من عظيم المنزلة في قلوب الناس.
فهم الجميع في دعوته الي بيوتهم للتبارك به ..
فتزاحمت الشيوخ.. و الرجال من حوله يتسابقون بدعوته لاقامة وليمة غداء..
احتفالا به .. وبحضور جميع اهل القرية ..
و من بين الجموع كان هناك رجل تظهر عليه معالم الطيبة و الكرم و التواضع..
و يتسم بفقر الحال .. يرتدي ثياب مهترئة..
عرف بين اهل قريته بفقر حاله الشديد .. تقدم من الشيخ
و دعاه بكل حميمة لبيته.. ليقيم له الغداء..
كما و دعى ايضا الجميع للحضور.. لتناول الغداء ..
فما انه انتهى من تقديم الدعوة.. و الا ببعض الرجال تتقدم منه.. وتهمس له:
( كيف ستقدم الطعام للشيخ و اهل القرية.. و انت فقير الحال عاجز عن اطعام نفسك و اسرتك ..)
لم يكترث الرجل مما سمع من هؤلاء الرجال… فكانت فرحته بقبول الشيخ لدعوته عظيمة…
فالشيخ أبو حسين قبل دعوته هو بالذات…. من بين الكل!!!!
فهم مسرعاً الي بيته ليخبر زوجته بما جرى.. و لكي تستعد لتحضير الطعام..
لكنها هي الاخرى واجهته بكلام مجرح.. و هي الذي عُرفت بين اهل القرية ببخلها الشديد…
و قالت له كيف تفعل هذا… و انت تعلم اننا لا نملك من الأغنام سوى خروفين نربيهما طوال السنة..
كي نصنع منهم مؤنة السنة من الدهن ؟؟؟
أجابها الرجل الطيب: لا باس .. فالله خير الرازقين!
همت الزوجة بتحضير الطعام .. و ذهب الرجل ليصطحب الشيخ الى بيته..
فلما وصلوا الى بيته.. دخل الرجل الى المطبخ ليتفحص الوضع ..
ففوجئ بمنسفين نصف مملوئين من الطعام ..
ويغطيهما القليل القليل من اللحم.. فعاد الى الحضور..
ومعالم القلق و الاحراج واضحة على وجهه…
فأقترب منه الشيخ أحمد طيب الله ثراه.. و أستاذنه بدخول المطبخ..
فدخل الشيخ أحمد وبارك له بالطعام و قرا عليه ..
ثم نظر الى الرجل و قال له .. لا تقلق!!!
يقال ان جميع اهل القرية تناولوا الغداء بصحبة الشيخ… و فضل الكثير من الطعام!!
كما وأن المرأه آنذاك .. أعني زوجة الشيخ البخيله .. امرأة الشيخ الفقير .. كانت قد وضعت وخبأت قسم من
المعلوفه جانباً لتبقيه للبيت .. فنادى سيدنا الشيخ الفقير وقال له :- أتيني بالباقي من المعلوفه .. فقال الفقير :-
إنّ هذا كل ما لدينا (لم يكن يعرف بفِعْلَة امرأته) .. فقال سيدنا الشيخ:- (لا, يوجد هناك كذا في المكان كذا
( (وهذه كرامه ومكاشفه اخرى لسيدنا الشيخ ر ) .. فذهب الشيخ وتفحص الأمر .. فتبين أن الأمر كما أخبره
وكاشفه سيدنا الشيخ .. فسُرّ الفقير بوجود كميه اخرى من الطعام .. ولأن المشايخ سيجابروه أكثر .. بينما غضبت
المرأه وحنقت على الشيخ الذي لم يُبق لهم شيء .. وفضح أمرها !! فجابر الشيوخ والضيوف كلهم .. وبقي من ورائهم ..
أكثر مما خبأته المرأه .. ببركة سيدنا الشيخ أبي حسين – ر- !!!
فعلمت المرأه أنها كانت مخطئه .. وعرفت مكانة سيدنا الشيخ وكرامته عند الله تعالى .. وتعلمت أن لا تبخل على أهل الخير .
وتعرف قدرهم .. وتجود عليهم !!
فببركة الشيخ التقي نفعنا الله ببركاته.. تبارك الطعام وفاض حتى كفى الجميع.. و بَّيض وجه الرجل الطيب امام اهل قريته
Published: Jan 13, 2019
Latest Revision: Jan 21, 2019
Ourboox Unique Identifier: OB-556005
Copyright © 2019