في يومٍ مِنَ الْأَيّامِ الْمُشمِسَةِ، كانَ خالِد يَلْعَبُ في الْحَديقَةِ، فشَعَرَ بِالْمَلَلِ.
فَذَهَبَ إلى أُمِّهِ مُسرِعًا وَقالَ لَها: أُمّي هيّا بِنا نَذهَبُ الْيومَ في نُزهَةٍ،
فَأجابَتْ الْأمُّ: بِكُلِ سُرورٍ يا وَلَدي، وَلَكِنْ إلى أيْنَ سَنَذهَبُ؟
فَأجابَها خالِد: سَنَذهَبُ إلى الْبحرِ الْكَبيرِ، هيّا نُجهِّزُ أغراضَنا بُسرعةٍ.
فَضَحِكَت الأُمُّ موافِقَةً.
2
فَجَهَّزوا الْحاجياتِ وَاَنْطَلَقوا في الْمَسيرِ،
وأثناءَ ذلِكَ، بَدَأَتْ بَعْضُ قَطَراتِ الْماءِ تَنزَلُ عَلى زُجاجِ السّيارةِ،
بَيْنَما كانَ خالِد يَنْظرُ منَ الشُّباكِ، فَظَنَّ بِأَنَّ والِدَهُ كالْعادَةِ يُنَظِّفُ الزُّجاجَ،
وَلَكِنْ بَدَأَ الْماءُ يَنزِلُ بِغَزارَةٍ عَلى السَّيّارَةِ، عِنْدَها أَدرَكَ خالِد بِأَنَّ السَّماءَ تُمْطِر،
فَقالَ خالِد: يا إِلهي! ماذا حَدَثَ؟ لَقَد كانَ الْجوُّ لَطيفًا، لِماذا تلبَّدَتْ السَّماءُ بِالْغُيومِ وَأّمْطَرَتْ؟
4
خالِد كانَ ذَكيًّا جدًّا وَفكَّرَ بِأَنْ يَسأَلُ الْبَحْرَ عَنْ السَّبَبِ،
وَعِنْدَ وُصولِهُم، نَزَلَ خالِد وَصَرَخَ أّمامَ الْأَمواجِ الْخَفيفَةِ
وَالْمِياه تُمطِرُ عَلى وَجْهِهِ: أَيُّها الْبَحْرُ الْكَبيرُ،
لِماذا صَنَعّتَ الْغُيومَ وَقَد أَمطَرَتْ عَلينا؟
6
فَهَدَرَ الْبَحْرُ مُجيبًا: يا صَديقي إِنَّ جَميعَ الْكائِنات الْحيَّة تَحْتاجُ إِلى الْمياهِ،
لِهذا فأَنا أَصنَعُ الْغُيومَ لِتُمْطِرَ بِالْخَيراتِ عَلى الْجَميعِ.
فأَجابَهُ خالِد: يا لَكَ مِنْ بَحرٍ كَريمٍ، إِنَّكَ تُضَحّي بِمياهِكَ لِتَروينا شُكرًا لَكَ،
سَنَعودُ في يومٍ آخَرٍ لِلَّعِبِ معكَ.
8
وَبَعدَ أُسبوعٍ وَالْجَوُّ جميلٌ عادوا لِزِيارَةِ صَديقَهُم الْبَحْرَ الْكَريمَ
وَلَعِبوا سَويًّا بِالرِّمالِ وَتَلاطَفَتْ أَمواجُ الْبَحرِ بَيْنَ أَيْديهم.
10
Published: Jun 24, 2018
Latest Revision: Jun 24, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-504317
Copyright © 2018