تنّمية الإبداع
ألكس أوزبون يقول: “كل الناس قادرون على التفكير إبداعياً إذا لم يتم منعهم من ذلك بالتربية والتعليم”. ويقول مكسيم غوركي الروائي والقاص الشهير: ” يكمن في كل إنسان قوة الباني الحكيمة ولا بد من إفساح التطور والازدهار لها لكي تثري الأرض بعجائب ومعجزات جديدة”. وأطرف ما قيل في الإبداع “الجهل أقصر الطرق لتصبح مليونيراً.
هذه الأقوال تؤيّد ما جاء في نظريّة سبيرمان حول امتلاك العامل الخاص الذي يمكن أن يؤدّي إلى الإبداع رغم ضعف العامل العام للذكاء فالبعض لا زال يحصي الذكاء والإبداع على حد سواء بالتحصيل العلمي العالي ودرجة الذكاء.
انّ عمليّة الإبداع عمليّة ككل العمليّات الأخرى لا بد لها من مراحل لتتم بها ومن هذه المراحل:
1. الإعداد والتحضير: تحديد المشكلة ودراستها وتمحيصها، وجمع المعلومات وتحليلها وفهم عناصر هذه المشكلة فهماً جيداً قبل حلها.
2. الاحتضان والكمون: امتصاص العقل لكل ما يتعلق بالمشكلة من معلومات وخبرات مكتسبة واحتضانها.
3. الإشراق أو الإلهام: وهي ولادة الفكرة الجديدة والتي بدورها ستؤدي إلى حل المشكلة.
4.التحقق أو(إعادة النظر): وهي مرحلة إعادة النظر في الفكرة.
ميسّرات التفكير الإبداعي:
ونعني بها الأمور التي تساعد على الإبداع وتسهل على المبدعين القيام بها ومن هذه الميسرات:
1. ميسرات تتعلق بالأسرة.
2. ميسرات تتعلق بالبيئة المدرسية.
3. ميسرات تتعلق بالمجتمع.
الميسّرات التي تتعلّق بالأسرة:
1. تنمية المهارات المعرفية من حيث القراءة والاطلاع والتفكير.
2. الشعور بالاستقلالية والحرية والأمان من الأمور الضرورية لخلق بيئة تساعد على الإبداع.
3. متابعة الأسرة للأبناء والتعاون مع المدرسة على حل مشاكلهم وتطوير قدراتهم الإبداعية.
4. العناية بالأبناء نفسياً وجسمياً وعقلياً وروحياً لينمو الابن نموا سليماً.
5. رفع المستوى التعليمي للأبوين للتمكن من مساعدة الأبناء وتحفيزهم وفهم احتياجاتهم.
ميسّرات تتعلق بالبيئة المدرسية:
للمدرسة دور فاعل في تنمية قدرات الطالب الإبداعية ووضعه على الطريق الصحيح لاستخدامها في انجع السبل وأفضلها ومن هذه الميسرات نذكر ما يلي:
1- على المعلم أن يتعامل مع التلميذ المبتكر بوعي ومسؤولية لدفعه بالإحساس بقيمة ابتكاره.
-
إعطاء الفرصة لكل التلاميذ للتعبير عن الرأي والنقاش الجماعي.
-
الابتعاد عن التلقين والاستعاضة عنه بإثارة الموضوعات لتحفيز الطلبة على والابداع.
-
عدم ا القسوة في التعامل مع الطلاب والسخرية من إبداعاتهم مهما كانت بسيطة.
-
التشجيع على المثابرة والتنافس واحترام خيالات الطلاب.
-
دعم المعلم مادياً ومعنوياً لتحفيزه أيضاً على مساعدة الطلاب والوقوف إلى جانبهم.
7- التركيز على صفات مهمة كالدقة والموضوعية والتفكير والروح الجماعية والأمانة والشجاعة الأدبية والمرونة الفكرية والثقة بالنفس.
ميسّرات تتعلق بالمجتمع:
1. تأمين الظروف المساعدة على الإبداع والابتكار.
2. القضاء على الأمية عن طريق البرامج التعليمية والتربوية.
3. توفير الكتب والقصص والمنشورات المختلفة لتنمية قدرات الطالب على التفكير 4. التركيز على الأفلام والبرامج الإذاعية والتلفزيونية الهادفة والبعد عن غير الهادفة.
5. التوعية بأهمية الإبداع والابتكار عن طريق وسائل النشر المختلفة.
6.وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لجني ثمار العمل.
7.انشاء النوادي الصيفية وخلق النشاطات الهادفة لقضاء الطلبة أوقات مفيدة ..
8. تنمية مفهوم البقاء للأصلح.
9. تنمية حب الوطن وخدمته في نفوس الطلبة.
لذلك كان من واجبنا في مدرسة شعب الاعدادية العمل بكد واجتهاد لإعطاء الطلاب اليات لتنمية ابداعاتهم خاصة من خلال المشاريع العلمية التي تم التعامل معها في” معرض العلوم” ومشروع ” شباب تنهل الماء والمعرفة” ومشروع “غلوب“، وبرامج كريب، و”الاطباء الصغار“، و “الروبوتيكا “، و بسيخو سهل وبرنامج الفنون والابداع. من خلال هذه لبرامج اشترك طلابنا في مسابقات وحصدوا الجوائز القيمة.
كذلك تعطي المدرسة اهمية كبيره للأبداع الادبي من خلال اللغات حيث يبدع ابناؤنا في كتابة الخاطرة، القصة القصيرة، الروية والحكاية الشعبية بالإضافة لقرض الشعر بأشكاله المختلفة التي تبين على مدى اهتمام المدرسة في تنمية الابداع فشكر كبير يرفع لجميع الطلاب الذين رفعوا اسم المدرسة عاليا وتقديري لجميع الزملاء الذين رافقوا الطلاب في اعمالهم خطوة خطوة واعطوهم الثقة للتميز والابداع.
كلمة اخيره ارفع خاص شكري للأستاذ أكرم ريان مركز اللغة العربية وزملائه طاقم العربية على الجهود المبذولة من اجل خروج هذا العمل الابداعي لحيز التنفيذ ولكم الشكر كله.
باحترام
خالد هدهود
مدير المدرسة الإعدادية
3
كلمة العدد
في كلّ عامٍ يبادرُ طاقمُ الّلغةِ العربيّةِ في مدرسةِ شعب الاعداديّةِ بإصدارِمجلّةِ شعلةِ الابداعِ، وهذا هو العددُ السّادس عشر نضعهُ بين أيدي طلّابِنا الأعزّاء الّذين ساهموا بدوْرِهم ولم يبخلوا بكتاباتِهم الابداعيّةِ الأدبيّةِ، وقد طرقوا أنواعًا أدبيّةً متعدّدةً، فمنها القصّة القصيرة، ومنها الخاطرة والمقالة والقصيدة والصّورة القلميّة، معلنينَ عن ثورةٍ متوهّجةٍ في مجالِ الأدبِ والّلغةِ.
فالّلغةُ العربيّةُ مكانتُها عاليةٌ في نفوسنا، واحترامُها واجبٌ في تعليمنا وعملِنا، لأنّها ذات قداسةٍ وهالةٍ، وهي رمزٌ من رموز وجودِنا وهويّتِنا، وهي بالتّالي لغةُ القرآن الكريمِ، وهي باقيةٌ إلى الأبدِ.
ارتأينا في هذا العامِ أن ندفعَ طلّابَ المرحلةِ الاعداديّة لمبادرةِ عمليّة البحث العلمي تحت عنوان ” مشروعُ الشّعرِ في الّلغةِ العربيّةِ “، بحيث قام معلّمو الّلغةِ العربيّةِ بإرشادِ الطّلّابِ لعمليّةِ البحثِ والمهام التّنفيذيّة بالالتقاء معهُم ومتابعةِ العملِ على شكلِ مجموعاتٍ، توجيههم ودفْعهُم للبحثِ والتّنقيبِ عن مقوِّماتٍ أساسيّةٍ خلّاقةٍ ذات قيمةٍ عليا على طريق التّقدّم والنّجاح.
وهذا العملُ الابداعيّ والتّوجّه المستقبليّ الّذي نُعيرُهُ اهتمامًا كبيرًا من خلالِ تقييم الطّالبِ تقييمًا بديلاً، كأداةٍ أخرى في عمليّةِ تقييم الطّالبِ. وبذلك التّوجّهِ نكونُ قد أصبنا في عمليّة الإرشادِ لدفْعِ المسيرةِ التّعليميّةِ نحو مجالاتٍ متعدِّدةٍ في عمليّةِ البحثِ العلميّ.
يحثُّ طاقمُ الّلغةِ العربيّةِ طلّابَنا على الكتابةِ الابداعيّةِ والتّعبيرِ الكتابي، الّذي نرى هذا المجالَ أو هذا الرافدَ من روافد الّلغة العربيّة له قيمة عليا وأهميّة كبيرة لدفْعِ الطّالب إلى الأمامِ، ولصقلِ شخصيّتهُ من خلال المحادثةِ والتّعبيرِ الشّفوي، ومن خلال الحوارِ مع الآخرِ.
وأخيرًا أقولُ إنّ في كلِّ صفٍّ ملاكْ
أُعاتبُهُ فيقولُ رِضاكْ
وإذا استلطفتُهُ أحيا البسمةَ على مُحيّاكْ
وإذا ناديتُهُ قامَ تبجيلاً فِداكْ
أعلِّمُهُ الأدبَ، فيزدادُ وقارًا
حتّى أنّكَ تسمعُ صداكْ
أعلّمُهُ القواعدَ، فيتخبّطُ في الشِّباكْ
لأنَّ في القواعد عمقُ الهلاكْ
أسألُ نفسي لماذا كلُّ ذاكْ؟!
فيأتي الجوابُ صارخًا
تحتاجُ القواعدُ لفنّانٍ على هواكْ
أُعلّمُهُ التّعبيرَ، فيرتبكُ أيّما ارتباكْ
أسألُ نفسي، لماذا كلُّ ذاكْ؟
لماذا يتأتئ هذا الملاكْ؟
وهو ملاك!
فأعاتبُ نفسي وأصارحُها
يحتاجُ التّعبيرُ لعاشقٍ يسبحُ في القراءة
وهي مصدرُ سناكْ
وإذا رفعْتَ صوتَكَ في مرماكْ
ضاقَ بكَ ذرعًا
يقولُ ماذا دهاكْ؟
هوِّنْ عليكَ يا أستاذ
تكفي الإشارةُ لفهم مبتغاكْ
وأظلُّ أسألُ مَنِ الذنبُ في هذا وذاكْ؟
المعلّمُ طبعًا، وهل غيرُهُ التقاكْ؟!
أيّها الطّالبُ، أيُّها الملاكْ
أنتّ وحدكَ دونَ سواكْ
ارفعْ رايةَ العلمِ
واجتنبْ سبُلَ الهلاكْ
وكلُّ عامٍ وأنتم بخير
باحترام
مركّز الّلغة العربيّة
الأستاذ أكرم ريّان
5
رجعت ميّتنا
هدية لكل من عانقت روحه قطرة ماء من سلسبيلك يا شعب
رجعت ميتنا بعد طول انتظار
خمسة أشهر مش قلال
من كانون حتى أيار !
رجعت وبالقلب غصّة علّي صار
من ميّة شعب ارتووا وعبّوا لجرار
ميّتنا أحلى من الشهد
عرفوها لكبار والصغار
يمّا ! ميّة شعب روحي
لمّا غابت عنّا جوّاية قلبي نار
ظلّي يا بيارنا فيّاضة
وطفّي عطشنا
ليل ونهار
ويلّي ما بيعرف ميّتنا
يسأل عنها الحبق والميرميّة
يلّي مزينة الدار
يسأل النعنع يلّي لولاها
أخضر ما صار
يسأل الشاعر
يلّي خلّت قوافيه أزهار
يسأل زيتونة سورية
منها ارتوت،
بتحكيلوعنها أسرار وأسرار
لمّا قطعوا عنّا الميّة
وبدّلوها بميّة محلّية
عرفنا قيمتها ميّة بالميّة
هاي ما هي منّة من أحد
هاي هدية من ربّ البرية
فيها حياتنا ومهجتنا
وفيها أيّامنا الهنيّة
قدّيش احزنّا لمّا غابت عنّا
ونزلت على البلد بليّة
وقلنالهن ما بدنا ميّة محليّة
ويوم بعد يوم
صرنا نتابع القضيّة
يمّا ! الميّة وحّدتنا
وصرنا نحلف بالميّة
يمّا ! الميّة طهّرتنا
وصرنا عيلة وأهليّة
ظلّك يا بيار وحدينا
وروي قلوبنا العطشانة
بالمحبّة الشعباويّة
فيضك ما راح ينسانا
ما دام في أسود
بعرينك يا شعب قويّة
الأستاذ : معين فاعور
7
التّعاونُ
كان هناك رجلٌ على وشكِ الموتِ، فكان يريدُ أن يتركَ وصيّةَ لأولادهِ الثلاثةِ.
فناداهم أمامَهُ وقال لهم أحضروا عودَ خشبٍ، فأحضروه، فقال لواحدٍ منهم اكسرْهُ، فكسرَهُ الولدُ.
ثم قال الآن أحضروا عدّةَ أعوادٍ متشابهةٍ، فأحضروها، وقال للولدِ الأوّلِ، حاولْ أن تكسرَها معًا، فحاولَ أن يكسرَها فلم يستطعْ، وأعطاها لأخيهِ الثّاني، فحاول، ولم يستطعْ، فأعطاها لأخيه الثّالث، فحاولَ بكلِّ قوّتِهِ، فلم يستطعْ، فكان هذا مثالًا على أنّ العودَ عندما كان واحدًا استطاعَ أن يكسرَهُ، ولكن عندما كانت ملتصقةً ببعضها لم تنكسرْ، وهذا يعني التّعاون …
أيّ أنَّ الرّجلَ كانتْ وصيّتُهُ هي التّعاون…
منى عبد الحليم
الثّامن ج
9
حادثةٌ في يومٍ ماطرٍ
في يومٍ من أيامِ فصلِ الشّتاءِ حيث كانَ الجوُّ ملائمًا للذَهابِ لنُزهةٍ، ولم يَكن البَردُ شديدًا، وَأعلَنَتِ الأرصادُ الجَوّيةُ أنّ الجَوَّ صحوٌ، وأنّها لن تمطرَ، فقرّرَتْ عائلةُ لينا الذّهابَ في نزهَةٍ بين أحضانِ الطّبيعَةِ.
جهّزوا ما يلزمهم للرّحلةِ، ثمّ ذهبوا. أوقَفوا السيارَةَ في مَكانٍ بعيدٍ وَمشوا حتّى وَصلوا إلى مَكانٍ جَميلٍ جدًا.
كانَ ذلك المكانُ رائعًا، مَكسوًّا باللَّونِ الأخضَرِ من أعشابٍ وَأشجارٍ وَزهور. فوَضَعوا أشياءَهم وَجَلسوا هناكَ. وَبَيْنما كانوا يَستَمْتعونَ بالحَديثِ وَبالمنظرِ الجَميلِ، فَجأةً بدأتِ السّماءُ تمطرُ، ولم يَحملوا مَعَهم المظلّات، فَكانتْ صَدمَةٌ لَهم جَميعًا، جَمعوا أمتعَتَهم بسرعَةٍ وَوَقَفوا تَحتَ شَجَرَةٍ كَبيرةٍ، لكنّها لم تَحمِهم بالكاملِ منَ المَطرِ المنهمرِ المتساقط ِ.
اشتدّ المَطرُ عَليهم، ولم يَستطيعوا الوصولَ إلى السّيّارة؛ لأنّ
مكانَها بعيدٌ من هناك، لذا بَقوا يَنتظرونَ تحت تلك الشَجَرةِ حتّى تبلّلوا ، َوشعَروا ببردٍ شديدٍ .
بَعدما يقاربُ الساعَةَ، توَقّفَ المَطَرُ عن الهطولِ وظهَرَتْ أشعّةُ الشّمسِ، وبعدها ظَهَرَ قوسُ المَطَرِ، فذهبوا جميعًا بسرعةٍ إلى السّيّارةِ ووضعوا أمتعتَهم فيها، ثمّ عادوا إلى بيتهِم.
وَبَعدَ هذا اليوم أصيب افرادُ الأسرَةِ جَميعًا بالمَرَضِ .
لوريلا زيتون
السّابع “أ”
11
ساعةُ الزّمنِ
غريبٌ يدخلُ الوريدَ ويغمرُني فرحًا، ويصفعُني حبًّا وتمسّكًا بشيءٍ ما شيءٌ يسمّونهُ الحياة.
أعشقُ نغمتَها وأعشق روحَها، نحن نتنفسُ الهواءَ والحياةَ، تتنفّسُ الحبَّ والشّجن.
إذا زلزلَ زلزالٌ يخلقُ أرضًا جديدةً، وإذا دُمّرتْ ألفُ أرضٍ، تبقى الحياةُ دمعةً في القلبِ، بسمةً في الوجهِ، ذكرى في نفوسِنا مدى العمر.
نحن نتذكّرُ ما هو سرّ هذه الذّكرى، نعم هي الحياة، فعلينا أن نعرفَ أنَّ الحياةَ ساعةُ زمنٍ طويلةٍ، تبقى محفورةً داخلَ القلبِ.
فهذه الساعةُ هي سماءٌ، لكن بلا لونٍ، لونُها بلونِ الحياة.
الزمنُ يلفُّ بنا، يوقظنا في ساعةٍ من الحياةِ، أجراسُ الحبِّ تدقُّ على قلبي المفعمِ نغمات، وعبَق وردٍ وياسمين، في حين لم يعد للإنسان ظلٌّ وللكلامِ معنىً. أقفلُ قلبي على همسةٍ تقولُ ” الحياةُ ضحكةٌ مرسومةٌ على الأرضِ مدى العمرِ، إذا ضحكنا تضحكُ لنا كلَّ يومٍ وكلَّ ساعةٍ “.
لمى تركي
التّاسع “د”
13
محظوظةٌ
محظوظةٌ بالأقدارِ الّتي أتعثّرُ بها عند كلِّ انتكاسةٍ. لوهلةٍ أظنُّ أنَّ شيئًا ما يقفُ دون سعادتي، يقفُ ضدّي، فتغيّرُني النّواقصُ بالكمالِ التّام.
محظوظةٌ بوقتيَ المهدورِ حينما أقفُ على ناصيةِ السّخافاتِ، فأراها تزهرُ في داخلي ما أصبحَ عفَنًا.
محظوظةٌ بالعزلةِ الّتي تشبعُني اختلاطًا.
بالوحدةِ الّتي تحفلُ بي، فتغريني بالتّمسُّكِ بها بعد أن تعرّي الجميعَ أمامي، لتجعلني رفيقًا لا يملّ من صحبتِها.
محظوظةٌ بالصّباح بصوتِ فيروز، بالابتسامةِ الّتي أنقشُها على وجهي، بأكاليلَ الفرحةِ الّتي أرتديها، لتتدفّقَ جميعُها تيارات من العادةِ إلى نفسي.
محظوظةٌ برفقتي بالّلا محسوس النّابضِ، المليءِ بالحياةِ.
الأشياءُ الّتي يراها البعضُ ساكنةً وأراها خاشعةً تتنفّسُ!
محظوظةٌ بالأشياءِ الّتي أحاولُ الكتابةَ عنها الآن، ولا أستطيعُ
أراها تركضُ أمامي إلى مدى ليس ببعيدٍ مني، ولكن لا أقوى الانقضاضَ عليها.
أريدُها أن تحضرَ، وأريدُ منها الابتعادَ. أراها تتبسّمُ لي فأضحكُ منها.
محظوظةٌ بأشياءَ لا حصرَ ولا قيمةَ لها عند معظمِهم، ولكن بالنسبةِ لي هي قد صهرتني، شكّلتني، وفي كلِّ يومٍ تهدمُني لتعيدَ هيكلتي بهيئةٍ لا أعرفُها …..
تُرهقُني تارةً وتستهويني تاراتٍ أخرى.
ريما جمل
التّاسع “ب”
15
سرُّ النّجاحِ
ذهب شابٌ إلى أحدِ الحكماءِ فقال له، هل تستطيعُ أن تذكرَ لي ما هو سرُّ النّجاحِ؟
فردَّ عليهِ الحكيمُ بهدوءٍ وقال له “سرُّ النّجاحِ هو الدّوافعُ”.
فقال الشّابُّ “ومن أين تأتي هذه الدّوافعُ”؟!
فردَّ عليه الحكيمُ “من رغباتِكَ القوّيّة والمشتعلة.
استغربَ الشّابُّ وسأله كيف تكونُ عندنا رغباتٌ قويةً ومشتعلةً؟
فاستأذن الحكيمُ لعدّة دقائق وعادَ بوعاءٍ كبيرٍ مليءٍ بالماءِ، وسأل الشّابَّ، هل أنت متأكّدٌ أنّكَ تريدُ معرفةَ مصدرِ الرّغباتِ القويةِ والمشتعلةِ؟
فأجابهُ بلهفةٍ، طبعاً!
فطلبَ منه الحكيمُ أن يقتربَ من وعاءِ الماءِ وينظرُ فيه، ونظرَ الشّابُّ إلى الماءِ عن قربٍ، وفجأةً ضغطَ الحكيمُ بكلتا يديهِ على رأسِ الشّابِّ ووضعها داخلَ وعاءِ الماءِ.
ومرّتْ عدّةُ ثوانٍ ولم يتحرّكِ الشّابُّ، ثم ببطءٍ يخرجُ رأسهُ من الماءِ، ولمّا بدأ يشعرُ بالاختناقِ، بدأ يقاومُ بشدّةٍ، حتى نجح في تخليصِ نفسهِ وأخرجَ نفسَهُ من الماءِ، ثم نظر إلى الحكيمِ وسألهُ بغضبٍ “ما هذا الّذي فعلتهُ؟
فردَّ وهو ما زالَ محتفظاً بهدوئهِ وابتسامتهِ سائلاً ما الّذي تعلّمتهُ من التّجربةِ؟
قال الشّابُّ لم أتعلّمْ شيئًا. فنظرَ إليه الحكيمُ قائلاً:
لا يا بنيّ، لقد تعلّمتُ الكثيرَ، فخلال الثّواني الأولى أردتُ أن تُخلّصَ نفسَكَ من الماءِ، ولكن دوافعكَ لم تكن كافيةً لعملِ ذلك، وبعد ذلك كنت دائمًا راغبًا في تخليصِ نفسكَ، فبدأتَ في التّحرُّكِ والمقاومةِ، ولكن ببطءٍ، حيثُ أنَّ دوافعَكَ وقوّتكَ لم تكنْ قد وصلتْ بعد لأعلى درجاتها، وأخيرًا وعندما شارفتَ على الغرقِ أصبحَت عندكَ رغبةً مشتعلةً لتخليصِ نفسِكَ ،وعندئذٍ فقط أنت نجحتَ، لأنّهُ لم تكنْ هناك أيّ قوةٍّ في استطاعتها أن توقفَك، ثمّ أضافَ الحكيمُ الّذي لم تفارقْهُ ابتسامتُهُ الهادئة ، “عندما يكونُ لديكَ الرغبةُ المشتعلةُ للنّجاحِ، فلن يستطيعَ أحدٌ إيقافك ” .
نوال طه
التّاسع ب
17
أسرارُ الحياةِ
استيقظتُ يوماً باكرا في السّاعةِ الخامسةِ والنّصف صباحاً، شعرتُ شعورًا غريبًا لا أعرفُ ما هو ذلك الشّعور، نظرتُ من شرفةِ بيتي إلى عالمِنا، رأيتُ الشّمسَ تشرقُ وتبعثُ أشعّتها كخيطانٍ صفراء، رأيتُ النّورَ ينبعثُ من كلّ مكانٍ، فكلّ صباحٍ هو بدايةُ حلمٍ وهدف جديد، فما علينا إلّا أن ننسى الأمسَ ونبدأ من جديد وننتظرُ يومًا أجمل، لا شيء أجمل من أسرارِ الحياةِ الّتي بدأت بالظّهورِ من الصّباحِ وتدرّج الصّعودِ ليومٍ جديد.
خلقَ اللهُ الكونَ في تعاقبِ ليلٍ و نهار، ليجعلَها محطاتِ تغييرٍ للنّفسِ البشريّةِ، ومحطاتٍ تتوقّفُ عندها كلُّ حالاتِ اليأسِ، وتبدأ بها أنغامُ الأمل.
أسرارٌ في تلكَ الأشعّةِ الذهبيةِ، أسرارٌ مخبّأةٌ لكلِّ إنسانٍ في كلّ صباحٍ، أسرارٌ يصعبُ تصديقها وأسرارٌ ستبقى مخبّأةٌ للأبد.
دخلتُ في مغارةِ الأحلامِ أفكّرُ وأفكّر، كم هي جميلةٌ هذه الحياة! كم هي واسعةٌ وغريبةٌ!!
استيقظتُ من مخيّلتي وحتّى الآن لم أعرفْ ما هو ذلك الشّعور الغريب الذي أحسستُ بهِ، لكن عرفتُ ما هي الحياة وما هي قيمتها – لذا- فالحياةُ أمل، فمن فقدَ الأملَ فقدَ الحياةَ.
الاسم : ديما دكوري
الصّف : التّاسع *أ*
19
العصفورُ الأزرقُ
في يومٍ مشمسٍ مليءٍ بالجدِّ والاجتهادِ، خرجتُ إلى الطّبيعةِ لأتأمّلَ الطّبيعةَ الجميلةَ المليئةَ الألوانِ، الحيوانات، والعشبَ الأخضرَ الجميلَ المكسوّ بالطّبيعةِ، وتغاريدَ العصافيرِ الجميلةِ.
جلستُ على العشبِ الأخضرِ وبدأت بأكل الشّطيرةِ. عندما أنهيتُها بدأتُ باستماع الموسيقى الهادئةِ، وكنتُ أذهبُ إلى جانبِ الشّجرةِ وألتقطُ صورةً بجانبها وبجانبِ وردةٍ جميلةٍ ملوّنةٍ بالّلونِ البنفسجيّ والأبيض، كان هناك في الطّبيعةِ شلّالٌ جميلٌ ينزلُ منه الماءُ بغزارةٍ، التقطتُ صورةً بجانبِ الشّلّالِ.
رحتُ أتجوُّل بالطّبيعةِ الجميلةِ، عندما كنتُ أتجوّلُ وجدتُ فرخًا صغيرًا عمرُهُ لا يتجاوزُ الشّهرَ، كان ساقطٌ على الأرضِ، ذو جناحيْن مكسوريْن. فقرّرتُ الاعتناءَ به.
عندما ذهبتُ إلى البيتِ، أخبرتُ أمّي بكِّل ما جرى، ووافقتْ هي وأبي أن أعتنيَ بهِ حتى يشفى ويصبحَ قادرًا على الطّيرِ.
في اليومِ التّالي دعوْتُ طبيبَ الحيواناتِ إلى بيتِنا لكي يعالجَ الفرخَ الصّغيرَ، فعالجهُ وقال لنا أنّ يومَ نطعمَهُ ونسقيَهُ ونعطيَهُ الظروفَ الّتي يحتاجُها، وبعد مرورِ خمسة أشهرٍ أصبحَ الفرخُ عصفورًا جميلًا ملوّنًا بالّلونِ الأزرقِ الغامقِ والأزرقِ الفاتحِ. إنّهُ الآن قادرٌ على الطّيرِ. تعلّقتُ بهِ كثيرًا، فطلبتُ من والديّ أن يبقيا عندي، فتردّدا قليلًا ثمّ قالا: حسنًا. فرِحتُ كثيرًا، وفي اليومِ التّالي ذهبتُ أنا والعصفورُ إلى الطّبيعةِ، كان هناك بائعٌ يبيعُ الخبزَ، فاشتريتُ لي قطعةً وقطعةً أخرى للعصفورِ. تجوّلنا لمدّةِ ساعةٍ في الطّبيعةِ، ثمّ عدتُ أنا وصديقي العصفورُ إلى البيتِ، وقلتُ في نفسي هذا أصبحَ عصفوري، لماذا لا أعِدُّ له بيتًا خاصًّا بهِ في طعامٍ وماءٍ.
أحضرتُ الأخشابَ وصنعتُ له قفصًا كبيرًا كي يرتاحَ بهِ، دهنتُهُ بالّلونِ الأبيضِ والأزرقِ، وعشنا في سعادةٍ كبيرةٍ.
صفا منصور
السّابع “د”
21
الكسولانِ
كان فتىً كسولًا يدعى عليّ، كان يرعى الأغنامَ رغمًا عنه، وفي أحدِ الأيامِ كان يفكّرُ ويقولُ لو أنّ لي زوجةً ترعى الأغنامَ بدلًا منّي، حتّى لا يضيع شبابي في العملِ. أريدُ أن أستثمرَ شبابي في الراحةِ والاستمتاعِ بالسّرير. فتقدّمَ لخطبةِ ابنة الجيران، وكانت مشهورةً بالكسلِ مثلهُ.
ففرح أهلُها لأّنّ أحدًا جاء يخطبها، ومن الذي جاء يخطبَها؟! إنّهُ عليُّ الكسولُ، وكما يقولُ المثلُ (طنجرة و لقيت غطاها). تزوّجَ عليٌّ إليزا وعاشا في بيتٍ صغيرٍ وأخذت إليزا ترعى الأغنام َكلَّ يومٍ، وفي أحدِ الأيّامِ خرجَ الزّوجُ مع زوجتهِ لرعي الغنمِ وليس ذلك لأنّهُ صار نشيطًا، ولكن لأنّهُ تعبَ من النّومِ، فأراد أن يخرجَ و يتعبَ قليلًا حتّى يحسُّ بطعمِ النّومِ بعد التّعبِ، فلمعتْ في ذهنِ الزّوجةِ فكرةٌ ذكيّةٌ، فقالت لماذا يا زوجي العزيز لا نبيعُ هذه المعزاتِ ونشتري بدلًا منها خليّةَ نحلٍ من جارنا؟ فقال لها: يا لكِ من زوجةٍ ذكيّةٍ، حقاً إنّكِ رائعةٌ، أليسَ النّحلُ أفضل؟ يخرجُ كلَّ يومٍ ليجمعَ الرّحيقَ دون أن نخرجَ معهُ ونُتعبَ أنفسنا ويعودَ في المساءِ ومعهُ عسلاً كثيرًا، وما علينا سوى أن نأخذَ هذا العسلَ، فقالت الزّوجةُ: بالإضافةِ إلى ذلك فالعسلُ سهلُ التّخزينِ، أمّا الحليب فسريع الفساد.
فذهبا إلى الجارِ وبادلاه العنزَ بالخليّةِ، وقد قبِلَ الجارُ ذلك عن طيبِ خاطرٍ، وأمضيا ليلهما ونهارهما على سريرهما يرتاحان، ووضعا فوق السّريرِ رفًّا فوقهُ جرّةَ عسلٍ، وبجانبِ السّريرِ وضعا عصىً ليتناولا الجرّةَ بسهولةٍ أن يحتاجا للنهوض من الفراش، وفي أحدِ الأيّامِ قال عليٌّ لإليزا، النّساءُ يطيبُ لهنّ أكلَ الحلوى كثيرًا، وأظنُّ أنّك قد أجهزت على العسلِ كلّهِ بدوني. فقالت له زوجتهُ: ما رأيكَ أن نبيعَ من هذا العسلِ ونشتري عنزةً ثمنَ البيع من حليبها ونشتري بقرةً، وهكذا حتى يصيرَ لدينا ما يكفينا الحاجة “
فقال لها ” نعم إنّها فكرةٌ رائعةٌ، ولكنّنا نحتاجُ إلى من يرعاها، فنحن لن نضيعَ أثمنَ أوقاتِنا في العملِ، فقالت إليزا: ما رأيك، ننجبُ طفلًا؟ فقال لها: أجل هذا أفضلُ حلٍّ، فقالت له: كيف به إذا عصاك ولم يسمعْ كلامك؟ أو لو كان كسولًا لا يحبُّ العمل؟ فقال لها: سأهوي على رأسهِ بهذه العصى، هكذا، ورفع العصى، فأصابت جرّةَ العسل، وسقطت فانكسرتْ، فانسكب العسلُ منها على الأرض.
فما كان منهما إلا أن قالا في برودٍ، لقد ارتحنا من همّ الغنمة، وارتحنا من همّ الابن العاصي، لقد كانت هذه صدمة أتعبت أعصابنا، هيّا بنا ننام لنرتاحَ من هذه الصدمةِ.
سنين شحيبر
الثّامن ج
23
دمعةُ صغيرٍ
حجبَ اللّيلُ بستائرِهِ السّوداءَ أشعّةَ الشّمسِ، فَتَراجعتْ بدورِها خجلةً. في هذا الوقتِ كان احمد ينظرُ إلى سطوع البدرِ، وإلى النّجومِ الّتي لمعتْ حولهُ فجعلتِ السّماءَ أكثرَ زهاءً.
وبينما كان ينظرُ إلى السّماءِ تخبّطتْ أسئلةٌ عديدةٌ في رأسِهِ،
هل أنا الفَتى الوحيدُ الّذي ينتظرُ أمَّه منذُ وقتٍ طويلٍ؟
هل ستأتي أمّي؟ أم أنّني لن أراها؟
وأخذَ يُردّدُ بصوتٍ خافتٍ:
كم أردتُ أن أكونَ مثلَ أيِّ فتىً آخر لهُ أمٌ، كم أرغبُ أن أحتضنَها!
أمّي لو تعرفينَ كم أحبّكِ! لماذا تركتِني؟!
الطالبة: حلا فاعور
الصف: السابع أ
25
أمّي
سمعتِ الخالةُ أماني، زوجةُ والدِه الثانية كلامَهُ عن أمِّهِ، فبدأتْ بالتّكلّمِ معهُ والتّخفيف عنهُ، وقالت لهُ: أمّك قد توفّيتْ قبلَ عامٍ من هذا التّاريخِ بحادثٍ، حيث كانتْ تعبرُ الشّارعَ على ممرّ المشاةِ،
وإذ بشاحنةٍ تدهسُها. نُقلتْ إلى المشفى، وفجأةً وهي في العلاجِ المكثّفِ فقدتِ القدرةَ على التّنفّسِ وتوفيتْ.
حزنَ احمد كثيرًا، وبدأ بالبكاءِ. قالتْ له خالتهُ، هذا قضاءُ الله لا نقدرُ أن نغيّرَهُ، أجابَ احمد: هذا صحيحٌ يا خالتي.
راضتهُ الخالةُ أماني وقالتْ لهُ: غداً عطلة، سوف نذهبُ إلى المقبرةِ لزيارةِ قبرِ والدتكَ، وبعدها نذهبُ إلى الحانوتِ لشراء الحلوى، لنتسلّى ونلعبَ سويًّا. فرحَ احمد كثيراً، ووافقَ على ما قالتهُ خالتهُ.
وفي اليومِ التّالي ذهبَ احمد مع خالتهِ أماني وزاروا أمَّه، وذهبوا بعدها إلى الحانوت واشتروا بعض أنواعِ الحلوى، وذهبوا إلى الحديقةِ وأكلوا الحلوى، ولعبوا سويّاً، واستمتعوا كثيراً …
الطالبة: حلا فاعور
الصف: السابع أ
27
أّمّي
إذا تركني النّاسُ أنتِ لا تتركيني
أنتِ الدّواء لدائي
ما أجملكِ يا أمّي
ما أصفاكِ يا أمّي
على الأوجاعِ ولدتِني
وبأيدي مؤلمة ربّيتِني
وبعيونِ الأتعابِ رعيتِني
وبأرجلٍ شاقّةٍ حملتِني
أنتِ الّتي سهرتِ الّليالي من أجلي
كلّ دمعةٍ من عيونِك الجميلةِ غاليةً
أحبُّكِ…
يا أجملَ الأمّهات
ها قد نضجتُ يا أمّي وعرفتُ…
أنّكِ أنتِ الحنانُ بأكملِهِ…
أنتِ الحضنُ الدّافئُ…
أنتِ الوقايةُ…
أنتِ بيت أسراري…
كريستين شقيرات
الثّامن “ج”
28
أمّي
أنتِ شمعةٌ يشعُّ منكِ النّور
أنتِ أزكى من كلِّ العطور
لأجلكِ كتبتِ هذه السطور
يا نبعَ العطاء
يا جبالًا من الوفاء
حملتِني تسعة شهورٍ في شقاءْ
أمّي أنتِ لستِ أحسنَ مَنْ في الدّنيا
أنتِ الدّنيا بأكملِها
ربّي احفظْها واحميها بقلبي
أنت الحبّ يتغللُ في عروقي
يا بلسم جروحي
أنتِ كلّ أموري
أمّي شمعةٌ تضيءُ هذا الكون
العالمُ كلُّه يحتفلُ بهذا اليوم
وأنا من بين كلّ هذا المجموع
أقولُ لكِ كلُّ عامٍ وأنتِ بخير
أمل حميد
“السّابع “د
29
حُلمُك مَسؤوليَّتَك
نعيشُ الحياةَ مرّة ًواحدة ًفقط… ليس أكثر!
لذا استغلّ يومَكَ ولا تيأسْ أبداً، أعرفْ قيمةَ حياتِك، فكم من طاعنٍ بالسنِّ يتسلّقُ حائطَ حاضرهِ بحسرةٍ ليطلَّ على ماضي شبابه ِ…ليجد نفسَه محصورًا بين سيناريو حياتهِ القديمة، تتصارعُ وتتشابكُ بدماغهِ الذكرياتُ…تأنيبُ الضّميرِ…ضياعُ حلمهِ .ِ.. السّبيلُ الخاطئ ُ… تتصارع كجنودٍ أعداء في حربٍ دمويّةٍ!
ضاعَ زمن ُهذا العجوز… ضاعَ آخذًا معهُ حلمَه، كالسّهمِ الّذي يغتالُ عدوَّهُ في حربٍ طاحنة ٍغدارةٍ …
لنقفَ في زوايا غرفنا على انفرادٍ… لنصفّي ذهنَنا ولنحلَّ جميع َالعقدِ المتشابكةِ في رؤوسِنا جميعًا معًا … ونسترخي ونبدأ بالتّفكير …
لا نستطيعُ أن نكرّرَ سببَ هذه الحربِ الطّاحنةِ، ليس الزّمنُ الغدارُ، ولا السَّهمُ وليس الأعداءُ، إنّما صاحبُ ذلك الحلمِ الذي يلقي خطيئتهُ على عدوِّهِ! عدوّه هو السَّهمُ.. هو الزّمنُ… عدوّهُ هو الحياةُ … عدوّهُ هو كلّ من ألهاهُ عن تحقيقِ حلمهِ… هل فعلًا السّببُ يعودُ لهم؟! بالطّبع لا، فكلٌّ منّا يجب ُعليهِ أن يتولّى مسؤوليّةَ حلمهِ، وألّا يهربَ من يدهِ، يجبُ على كلِّ واحدٍ من جيشِنا ألّا يصافحَ كفَّ عدوِّهِ، وإلّا سوفَ تتآكل يدُه وتشيخ ُ وهو لا يزالُ يضيِّعُ وقتَهُ، ولم يحققّْ غايتَهُ من الحياةِ بعد. تعلّمْ كيف تضعُ حلمَكَ بين كفّاتِ يديكَ، وتسيطرُ عليه، وتمشي خطواتٍ ثابتةً لتحقيقهِ.
(استغلّ يومَكَ كما لو أنّهُ آخرُ يومٍ في حياتِكَ!) ضعْها قاعدةً في دماغِكَ، اعرضْها كلَّ يومٍ أمامَ رأسِكَ، وردّدْها مرارًا، أمعنْ النّظرَ بحروفِ كلماتها! واكتشفْ ما وراءَ السّطورِ.
كهلًا كان هو… سواء كان يسعى لحلمٍ أو لا! ولكن هل حقًا لا يهم إذا كان هناك هدفًا وغايةً تسعى إليها، وتخطو خطواتِ الجِدِّ في حياتِكَ أم لا؟؟
اخطفْ برهةً من حياتِكَ، وتمعّنْ بالأمرِ، واعرضْ أمامَ حدقتيكَ هذا السّؤال… اطرحْهُ بشجاعةٍ أمامَ دماغِكَ، وفكّرْ مليًّا وفكّرْ …
حلمٌ تضعُهُ أمامَ وجنتيكَ… تتأمّلُ بهِ وتردّدُ: يجبُ أن أفعلَ هكذا… أستطيعُ تحقيقَهُ بسهولةٍ… لن أُضيعَ ثانيةً واحدة في سبيلِ ضياعهِ… أجل أنت في الطّريقِ الصّحيحِ
لتحقيقِ حلمكَ..
ديما خوالد
الثامن هـ
31
الشّاعر إبراهيم طوقان
– وُلدَ الشاعرُ إبراهيمُ عبد الفتاح طوقان في مدينة نابلس سنة 1905 م وهو ابن لعائلة طوقان الثرية .
– تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس ، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم التركي ؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر ، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة .
– ثم أكملَ دراسَتَه الثانوية بمدرسة المطران في الكلية الإنجليزية في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام ، وتتلمذ على يد ” نخلة زريق” الذي كان له أثر كبير في اللغة العربية والشعر القديم على إبراهيم .
– بعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923ومكث فيها ست سنوات نال فيها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929م ، ثم عاد ليدرّس في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس.
– انتقل للتدريس في الجامعة الأمريكية وعَمِلَ مدرساً للغة العربية في العامين (1931 – 1933 ) ثم عاد بعدها إلى فلسطين.
– وفي العام 1936 تسلم القسم العربي في إذاعة القدس وعُين مُديراً للبرامجِ العربية ، وأقيل من عمله من قبل سلطات الانتداب عام 1940. – ثم انتقل إلى العراق وعملَ مدرساً في مدرسة دار المعلمين ، ثم عاجله المرض فعاد مريضاً إلى وطنه .
– كان إبراهيم مهزول الجسم ، ضعيفاً منذ صغره ، نَمَت معه ثلاث علل حتى قضت عليه ، اشتدت عليه وطأة المرض حيث توفي في مساء يوم الجمعة 2 أيار عام 1941م . وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره .
أعماله الشعرية:
1. ديوان إبراهيم طوقان (ط 1: دار الشرق الجديد، بيروت، 1955م).
2. ديوان إبراهيم طوقان (ط 2: دار الآداب، بيروت، 1965م).
3. ديوان إبراهيم طوقان (ط 3: دار القدس، بيروت، 1975م).
4. ديوان إبراهيم طوقان (ط 4: دار العودة، بيروت، 1988م).
أعماله الأخرى:
الكنوز؛ ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان/ مقالات ، أحاديث إذاعية ، قصائد لم تنشر ، رسائل ومواقف . إعداد المتوكل طه (ط 1: دار الأسوار- عكا. ط 2: دار الشروق، عمّان ، بيروت).
طوقان بين عائلته ومرضه
كان إبراهيم هزيل الجسم ضعيفاً منذ صغره، وهو الأخ الأكبر لشاعرة فلسطين فدوى طوقان التى عانت من تقاليد المجتمع وقتها التى كانت تعتبر مشاركة المرأة في الحياة العامة أمراً غير مقبول فلم يتح لها إستكمال الدراسة ! ولكنها استمرت في تثقيف نفسها بنفسها وتولى إبراهيم طوقان امرها ونمى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر ثم شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية.
تزوج طوقان من سيدة من آل عبد الهادي وله من الأبناء جعفر وعريب. إلا أن طوقان بسبب ضعفه الجسمانى نَمَت معه ثلاث علل حتى قضت عليه، اشتدت عليه وطأة المرض إلى أن توفي مساء يوم الجمعة 2 مايو عام 1941 وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره.
وكانت شقيقته فدوى من أكثر الناس تأثرا بوفاته فكتبت سيرة لحياته، ذكرت في ختامها أنه كان لإبراهيم مصحف صغير لا يخلو من جيبه. ولما توفي كان ذلك المصحف تحت وسادته. ولا تزال إلى اليوم ثنية ثناها في إحدى صفحات سورة التوبة. وكانت هذه الآيات الشريفة آخر ما تلاه من كتاب الله أثناء مرضه :” الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله ، وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم”.
شعر طوقان إنعكاس لشخصيته
ومما وصف به شعر طوقان كلمات للأديب الأستاذ الدكتور ناصرالدين الأسد، رئيس الجامعة الأردنية ، قال فيها :” وأهم سمات هذا الشعر أنه في مجموعه يسير على عمود الشعر العربي بسلامة أسلوبه واختيار ألفاظه وإشراق ديباجته .. واضح لا غموض ولا إبهام ولا رمزية فيه، يعرض المعنى من غير تكلف ودون أن يجهد نفسه أو يجهد القارئ بالغوص العميق على المعنى أو بالخيال المنجنح والمجاز المعقد، ألفاظه قريبة سهلة عذبة لا إغراب فيها مع جزالة وبعد عن الابتذال”
وكان إبراهيم طوقان الأبرز بين شعراء جيله في فلسطين وقد كرس معظم طاقته الشعرية لقضية وطنه حتى أن تلاميذه كانوا يحفظون القصائد والأناشيد التي ينظمها فيلهب بها حماسهم ويبعث الأمل في نفوسهم. وكان طوقان يقول شعر الغزل والوصف والهجاء والوطنيات، ولكن وطنيات إبراهيم تظل خير ما كتب من الشعر، فكان يهجوا العملاء وكل خائن لوطنه، كما قال الشعر يستحث على الثورة والانتقام من الأعداء وتخليص البلاد مما يخططه لها المستعمرون.
ومن أشهر قصائده :
الشهيد، الفدائي، الشهداء الثــلاثة وقصيدة موطنى التى اعتبرت النشيد الوطنى لفلسطين.
إعداد الطالبة : بيان طربيه
“السّابع “أ
33
التّخاصُمُ بينَ أخوةٍ من أجلِ لعبةٍ!
في بلادٍ مليئةٍ بالحُبِّ، الخير، والسّلامِ. في بيتٍ قديمٍ، الأرضُ فيه جرداءُ، لكنّهُ مليءٌ بأعشاشِ الطّيورِ الجميلةِ. بجانبهِ بيوتٌ قديمةٌ منذُ سنواتٍ. الدّهانُ فيه مهترئٌ، مليءٌ بالشّقوقِ، يروي قصّتهُ بكلِّ اشتياقٍ وحبٍّ، وذكرياتٌ من الصّعبِ نسيانِها.
عائلةٌ صغيرةٌ تحترمُ بعضَها البعض. لا تتشاجر، الأخُ للأخِ، والأختُ للأختِ، الجيرانُ تحترمُهم، يتساعدونَ فيما بينهم، يحبُّ الجارُ جارَهُ، مليئةٌ بالدّفءِ والأمان.
في يومٍ من الأيّامِ تشاجرَ أبناءُ هذا البيتِ وأبناءُ بيتِ جيرانِهم، وهذا التّخاصُمُ كان على لعبةِ كرةِ قدمٍ.
ذهب كلٌّ من الأولادِ ليشتكي لأبيهِ، وتخاصمَ الأهلُ، وحاربوا بعضَهم البعض، وكلُّ ما كان في الماضي من الحُبِّ واحترامِ الجارِ انتهى، فالحبُّ قد انتهى بسببِ لعبةٍ!
وهل هذا يُعقلُ أنْ يحصلَ؟!
مرّت سنواتٌ عديدةٌ وهم يحترمون ويحيّونَ بعضهم وخلال أقلّ من عشر دقائق بسببِ لعبةٍ!
في إحدى الأيّامِ قرّر أحدُ الجيرانِ إصلاحَ الوضعِ وسوءَ التّفاهمِ البسيطِ الّذي حلَّ ما بينَ البيتيْن، لكي يحلَّ المشكلةَ بينَ البيتيْن والجيرانِ الّذين قضوا كلَّ الحياةِ مع بعضِهم، فكان يعتبرُ كلُّ واحدٍ الآخرَ كأخٍ وصديقٍ له، ولكن بعد هذه المشكلةِ الكبيرةِ شعر أحدُ الجيرانِ بأنّ هذا الوضعَ والأمرَ بدأ لا يريحُهُ، أيّ أنّهُ متخاصمٌ مع صديقِ عمرهِ وجارهِ، ولأجلِ إصلاحِ المشاكلِ الّتي حلّتْ بينَهم بسببِ أبنائِهمِ الصّغارِ، قرّر أحدُ الجيرانِ أن يحضُرَ شيخُ القريةِ لإصلاحِ سوءِ التّفاهُمِ الّذي حصلَ بينَ جاريْنِ قضوا أكملَ عمرِهم مع بعضٍ بدونِ حدوثِ مشاكل.
ذهبَ للشّيخِ وطلبَ منهُ أن يحلَّ المشكلةَ فيما بينِهم، مع أنَّ مشكلةً بسيطةً كهذهِ لا أعتقدُ أنّها تستحقٌّ كلَّ هذا، وبعد ذلك شرحَ له الجارُ أنّهُ يريدُ الإصلاحَ فيما بينِهم، وشرحَ له كلَّ ما حدثَ، وما هي المسألة والمشكلة الّتي حلّتْ فيما بينِهم. فذهبَ معه الشّيخُ، وعندما وصل إلى الجارِ الآخرِ أخرجهُ من بيتهِ وأوقفَهُ أمامَ جارِهِ الّذي تخاصمَ معهُ لأجلِ أشياء سخيفةٍ، ولأجلِ سوء تفاهمٍ بين أولادهم.
فبدأ الشّيخُ بالقولِ، هَلْ لهذا السّبب تتخاصمونَ؟! عيبٌ عليكم، أنتم أخوةٌ وجيران وتتعاملون مع بعض منذ عدة سنين باحترامِ الواحدِ للآخرِ، وتتخاصمونَ بعد هذه الرّفقةِ والاحترامِ، ومشاعر الأخوّة فيما بينكم من أجلِ شيءٍ سخيفٍ، وليس فقط سخيفٍ، وأيضًا لا يستحقُّ التّخاصمَ عليه، حقّاًّ هذا شيءٌ غريبٌ، أنتم أخوةٌ، أَتتخاصمونَ لأجلِ لعبةٍ فيما بينَ أولادِكم؟ حقًّا للأسفِ على الوضعِ الّذي وصلنا لهُ اليوم، إنّهُ بسببِ أبنائكم تتركونَ رفقتَكم وحياتَكم الأخويّةَ الّتي قضيتُموها مع بعضِكم البعض لسنين طويلة، وبعد انتهائي من كلامي هذا أريدُ فورًا أن تُصافحَ أيديكم اليدَ الأخرى”. بعد هذا الكلام المؤثّر عانق الجاران بعضهُما البعض، واعتذرا لبعض عن سوءِ التّفاهُمِ، وعن التّخاصُمِ الّذي حلّ بينَهما، فقط لأجلِ لعبةٍ ما بينَ أولادِهم، وبعدها بدأ الجاران بالضّحكِ على الشّيءِ الّذي تخاصما من أجلهِ وشكرَ الجاران الشيخَ على مساعدتِهِ لإعادتهِم من جديدٍ كمعاملةِ أخٍ لأخيهِ وليس عدوًّا لعدوِّهِ، وكلُّ واحدٍ منهُما قال للآخر ” سنبقى سويًّا لمدى الحياةِ، وليس فقط كجاريْن، وأيضًا كأخوةٍ ولا شيء يستطيعُ التّفريقَ بينَنا، وهذا وعدٌ”.
صفا منصور
السّابع “د”
35
تسعةُ حروفٍ
فصلُ الرّبيع ليس كلمةً من تسعة حروفٍ، بل هو الطّبيعةُ الخلابةُ.
هو أجملُ من التّأمُّلِ في روعةِ الفراشات الصّغيرةِ، والعصافيرِ المغرّدةِ، ولا يوجدُ ما هو أجملُ منَ الأشجارِ الّتي تشمخُ أغصانُها إلى السّماءِ، فتعانقُ الرّيحَ، وتغنّي لها أجملَ الأغنياتِ. ومنها ما تلتصقُ بالأرضِ وكأنّها تحكي لها سرًّا لا يعرفُهُ أحدٌ غيرها، فما أروع مفاتن الطبيعةِ، خصوصاً حين تتغيّرُ وتتبدّلُ.
فالغابةُ الخضراءُ في الرّبيعِ، والّتي تمحو الخضرةَ والبهجةَ للطّبيعةِ الخلّابةِ.
ما أروعَ منظرُ الشّروقِ والغروبِ، فعند الشّروقِ تبدأُ الشّمسُ بإلصاقِ بياضِها على صفحةِ السّماءِ، لتعلنَ للحياةِ ابتداءَ يومٍ جديدٍ، فتشرقَ الطّبيعةُ بكلِّ ما فيها.
وما أروع وقت غروبِ الشّمسِ فترسَمُ خطوطُ الشّفقِ الأحمر على صفحةِ السّماءِ، لتظهرَ لوحةً فنيّةً باهرةً، لا يستطيعُ إبداعَها أيُّ فنّانٍ.
مهما قمتُ بوصفِ فصلِ الرّبيعِ وطبيعتِهِ الخلّابةِ، فلن أستطيعَ أن أوفيَ ولو جزءًا صغيرًا من حقِّها.
هذا هو فصلُ الرّبيع الّذي ليس من تسعة حروفٍ وحسب، بل هوالطّبيعة بنفسها.
الاسم : إنارة شحادة
الصّف : السّابع ب
37
شموعٌ تحترقُ
لا يمرُّ يومٌ إلّا ونسمعُ ونقرأ عن اعتداءٍ على معلّمٍ حَدَثَ في هذه المدرسةِ او تلك، وفي مختلف مناطقِ بلادنِا من الجليلِ وحتّى النقب، مروراً بالمثّلث والمنطقة الوسطى.
إنّ هذه الاعتداءاتِ المتكرّرة من الطّلابِ وأهاليهم أدّت إلى أن يفقدَ المعلّمُ هيبتَهُ وسلطتهُ وبالتّالي يفقدُ احترامَهُ.
زملائي الطّلّاب: كلُّكم تعرفونَ أنّ المعلّمَ هو العمودُ الفقريّ والأساسيّ لعمليّةِ التّربيةِ والتّعليم، وإنّهُ يتعبُ كثيراً من أجِل أن يوصلَ المعرفةَ والعلمَ لطلّابهِ، وينيرَ طريقَهم وعقولَهم وأفكارَهم بالعلمِ والوعيِ والقيمِ الأخلاقيةِ.
لقد نَظَمَ الشّعراءُ قصائدَهم في المعلّمِ وشبّهوهُ بأنّهُ رسولٌ، لا بل هو رسولٌ فعلاً، لأنّهُ يحملُ رسالةَ العلمِ والتّربيةِ وبناءِ المجتمع.
قال أحمد شوقي أمير الشّعراء:
“قمْ للمعلّمِ وفِّهِ التّبجيلا كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أرأيتَ أشرفَ وأجلّ من الّذي يبني وينشئ أنفسًا وعقولا”
إنَّ التّطاولَ والاعتداءَ على المعلّمِ وعدم احترامهِ وهدْمِ شخصيّتهِ يؤدّي بالنّهايةِ إلى هدم المجتمع؛ لأنّ المجتمعَ بحاجةٍ إلى ثلاثة عناصر أساسيّة يحتاجُ إلى جنديٍّ يحميه والى عامل وفلاح يغذّيه والى معلم يعلمه ويربيه. وإذا هُدِمت شخصية المعلم هُدِم المجتمع
رسالتي إلى الطّلاب أوّلاً ثمّ الأهالي احترموا المعلّمين وردّوا لهم هيبَتهم واحترامَهم. المعلّمون يستحقّون المكافآتِ والأوسمةَ عِرفاناً لعملِهم ولفضلِهم. واذكروا الحديثَ الشّريفَ لنبيِّنا محمد صلّى الله عليه وسلم: “وما خُلقتُ إلّا معلّماً”.
ديمة خطيب
التّاسع ب
39
صديقانِ يمشيانِ في الصّحراءِ
تبدأ القصّةُ عندما كان هناك صديقانِ يمشيانِ في الصّحراءِ، خلال الرّحلةِ تجادلَ الصديقان فضرب أحدُهما الآخر على وجهِهِ.
الرُّجلُ الّذي ضُرِبَ على وجههِ تألّمَ، ولكنّهُ دونَ أن ينطقَ بكلمةٍ واحدةٍ كتب على الرّمالِ: اليومُ أعزُّ أصدقائي ضربني على وجهي.
استمرَّ الصّديقان في مشيِهما إلى أن وجدوا واحةً، فقرّروا أن يستحمّوا.
الرّجُل الّذي ضُربَ على وجههِ علقتْ قدمُهُ في الرّمالِ المتحرّكةِ وأخذ يغرقُ، ولكنَّ صديقَهُ أمسكهُ وأنقذهُ من الغرق.
وبعد أن نجا الصّديقُ من الموتِ قام وكتب على قطعةٍ من الصّخِر: اليومُ أعزُّ أصدقائي أنقذ حياتي.
الصّديقُ الّذي ضربَ صديقهُ وأنقذَهُ من الموت سألهُ: لماذا في المرّةِ الأولى عندما ضربتُكَ كتبتَ على الرّمالِ والآن عندما انقذتكَ كتبت على الصّخرة؟
فأجاب صديقُهُ: عندما يؤذينا أحدٌ علينا أن نكتبَ ما فعلهُ على الرّمالِ حيث رياحُ التّسامحِ يمكنُ لها أن تمحوها، ولكن عندما يصنعُ أحدٌ معنا معروفًا، فعلينا أن نكتبَ ما فعل معنا على الصّخرِ حيثُ لا يوجد أيّ نوعٍ من الرّياحِ يمكنُ أن يمحوها.
منى عبد الحليم
الثامن ج
41
طفلٌ يروي قصّتهُ
أنا طفلٌ صغيرٌ سأروي لكم قصّةَ طفولتي، قصّتي مختلفةٌ عن باقي قصص الأطفالِ السّعيدة. في طفولتي لم أنعمْ بالحنانِ والحبِّ من الوالديْن، بل كنتُ وحيدًا، طفلًا وحيدًا في عالمٍ قاسٍ جدًّا، قستْ عليَّ الحياةُ.
ففي البدايةِ فقدتُ أغلى ما أملكُ في هذه الدّنيا وهم والديَّ.
عندما كنتُ أنظرُ إلى الأولادِ في مثلِ عمري، كان الحزنُ يداخلني، ولكنّي لم أستطعْ مشاركتَهُ مع أحد، ضاقتْ عليّ الحياةُ، حتّى أنّي قد فقدتُ إيماني بالحياةِ، كنت كجسدٍ بلا روح.
عملتُ ليلًا ونهارًا من أجل كسبِ المالِ، ولم أكنْ أجني ما يكفي من طعامٍ، كنتُ بلا مأوى، أنامُ على الرّصيفِ في البردِ القاسي.
حاولتُ مرارًا إشعالَ شمعةٍ وإكمالَ الطّريقِ، ولكن لم أنجحْ، أردتُ الموتَ وتمنّيتُهُ، لكن لم أستطعْ، فما الحياةُ إلّا رحلة قصيرة نجتازُها.
عندما كنتُ أكدُّ وأعملُ من أجلِ جنيِ القليلِ من المالِ، كنتُ أسمعُ الكثيرَ منَ الإهاناتِ موجّةً لي. في البدايةِ لم أكنْ أهتمُّ، ولكن عندما أصبحَ أصدقائي القدامى يوجّهونَ الإهاناتِ لي، كانت دموعي تسيلُ على مقلتيّ بدون أن أشعرَ، يقولون صديقك رفيق عمركَ، ولكن ما استنتجتُ من ذلك أنّ كلَّ ما في الحياةِ يوجدُ له مقابل حتّى ولو كانت الصّداقةُ.
وحتّى لا أطيل عليكم هذه هي قصّة حياتي المؤلمة، وعندما كنتُ أكتبُها لكم كانت دموعي تسقط على خدّيَّ، ولكن لم أعلم إن كانت هذه دموعُ الفرحِ، لأنّي وجدتُ من أشكي له همّي، أم دموعُ الحزنِ لِما عشتُهُ في هذه الحياة….
اسم الطالبة: جنى خطيب
الصف: السابع د
43
الموسيقى الّتي تُلْهِمُني
في يومٍ منَ الأيامِ قررّتُ الذّهابَ في رحلةٍ إلى الغابةِ ربّما للتّمعُّنِ بجمالِ الطّبيعةِ، وسماعِ الموسيقى الطّبيعيّةِ الحقيقيّةِ، وهيَ موسيقى العصافير.
جهّزتُ نفسي وذهبتُ بِدرّاجتي الهوائيّةِ ذاتَ الّلون الأزرق في جولةٍ إلى أحضانِ الطبيعةِ، وعندَ وصولي إلى بدايةِ الغابةِ استنشقتُ الهواءَ النقيَّ، وسمعتُ زقزقةَ العصافيرِ، وفجأةً سمعتُ صوتاً غريباً، ولأوّلِ مرّةٍ في حياتي أَسمعهُ، فبدأْتُ أَنظرُ حولي لِمعرفةِ صاحبِ هذا الصوتِ الجميلِ، فَعِنْدَما نظرتُ إِلى أَعلى الشّجرةِ، فَإِذْ َهُوَ طائرُ الحسّونِ، فقد عرفْتُهُ عن طريقِ تذكّري للأُستاذِ حسن، وَهُوَ معلّم العلومِ، لأنَّهُ قد شرح لنا عنه سابقاً، فهو طائرٌ بهيٌّ جذَّابٌ، يتمتَّعُ بوجهٍ أحمر فاتحٍ، ورأسٍ أسودَ في أعلاه، وَوَجْنَتَيْنِ ناصعتا البياضِ، وَجَناحَيْنِ أسوديْن يتخلّلُ كُلٌّ منهما شريطٌ أصفرٌ مُذهَّبٌ. فالحسونُ يملكُ تغريدًا عذبًا، رخيمًا، فهو ذو صوتٍ مذهلٍ ولا يوصفُ.
وعندها قلتُ: في هذا اليومِ سمعتُ صوتَ أجمل وأَعذب مخلوقٍ على وجهِ الأرضِ. وبَعْدَها ذهبتُ لِلاستراحةِ لِتناولِ الطّعامِ بِوجودِ صوتِ الحسّونِ العذبِ، وَعِنْدَ انْتِهائي مِن تناولِ وَجبتي ذَهبتُ مِنَ أَجلِ إِكمالِ رِحلتي الاسْتِكْشافيَّةِ في الغابةِ.
ركبتُ دَرّاجتي وَتعمّقتُ في الغابةِ أَكثرَ فأَكثرَ، فَعِنْدَها سمعتُ صوتاً، فإِذْ هُوَ نفسُ الطّائرِ الّذي رأَيتُهُ في بدايةِ رِحلتي، فأَخذتهُ وأَكملتُ مَعهُ رِحْلتي، وَعِنْدَها تَعَطَّلَتْ دَرّاجتي وَحَلَّ الليلُ، ولا أَعرفُ طريقَ العودةِ لِبدايةِ الغابةِ.
وَبعْدَها جرّبتُ أَنْ أُصَلّحَ دَرّاجَتي، وَعِنْدَما صَلَّحْتُها فَإِذا بِالحَسُّونِ يَطيرُ مِنَ يَدي وَيذهبُ نَحْوَ طريقٍ معيّنٍ، فَتَبِعْتُهُ بِدَرّاجَتي الزّرقاء، فَعِنْدَما نَظَرْتُ إِلى الأَمامِ رَأَيْتُ نَفْسي خارِجَ الغابةِ مَعَ صَغيري الحسون، فَعِنْدَها قَفَزْتُ مِنَ شِدَّةِ الفَرَحِ وَعُدْتُ مَعَ صَغيري الحسّون إِلى البَيْتِ. وَعِنْدَما وَصَلْتُ إِلى البَيْتِ قَصَصْتُ لِوالَدَيَّ رِحْلَتي الاسْتِكْشافِيَّةِ الّتي قُمْتُ بِها في الغابةِ، وَفي نِهايَةِ شَرْحي عَنِ الأَشْياءِ الّتي فَعَلْتُها انتابَني سُؤَالٌ، فَسَأَلْتُهُمْ إِيّاهُ بِقَوْلي لَهُمْ، أَيُمْكِنُ لِصَغيري الحسّون أَنْ يَعيشَ مَعي؟ فَأَجابَ والِدَيَّ نَعَمْ بِكُلّ تَأْكيدٍ، وَبِكُلِّ سُرورٍ، فَعِنْدَها فَرِحْتُ كَثيرًا، وَبَدأْتُ بِبِنايَةِ قَفَصًا جَميلًا وَرائعاً، وَدَهَنْتُهُ بِلَوْني المُفَضَّلِ أَلا وَهُوَ الأَزرق، وَعِشْتُ مَعَهُ وَمَعَ عائِلَتي طَوالَ سِنين، وَبِكُلِّ سُرورٍ وَارْتِياحٍ.
عدن منصور
التّاسع “أ”
45
عندَ المساءِ
عند المساءِ تسكنُ النفوسَ وتهدأ القلوبُ ويستقرُّ كلُّ شخصٍ في بيتهِ مع عائلتهِ، ولكن هذا لم يكن حالُ أبي محمد عندما يعود إلى البيتِ من عملهِ، فقد كان مهمومًا، وأنا لا أرى في عينيهِ إلّا الدّموعَ، فاقتربتُ منهُ وقلتُ له : ما بك يا أبي ؟
فقال لي: اذهبي واطلبي من جميعِ أفرادِ العائلةِ أن يأتوا إلى هنا، لكي أخبركم عمّا يحصلُ معي.
فعندما اجتمعنا بدأ بالكلامِ، وأخبرنا بأنّ عمّي في المشفى، لأنّهُ أغميَ عليه في العملِ.
مرّت الأيّامُ والشّهورُ، وعمّي ما زال في المشفى، فأبي كان يزورُهُ كلَّ أسبوعٍ ويطمئنُ عليه، ولكن الأطباء أخبروه بأنَّ وضعَهُ ليس جيدًا.
عند مجيء العيدِ طلبتُ من أمّي وأبي أن نذهبَ إلى المشفى لكي نزورَ عمّي ونطمئنَّ عليه، وعندما وصلنا ذهبتُ إلى غرفتِهِ.
فتحتُ البابَ، ودخلتُ لأسلّمَ عليهِ، مع أنّني كنتُ أشعرُ بالخوفِ لأنّني لا أحتملُ أن أرى شخصًا مريضًا.
قلتُ لنفسي بأنّي مجبرةٌ على أن أقوّي نفسي وألّا أخافَ من أيِّ شيءٍ، وأمشي لكي أسلّمَ عليه. اقتربتُ منه وسلّمتُ عليهِ وقلتُ لهُ: الحمدُ لله على سلامتِكَ. نظرتُ إليه بابتسامةٍ لطيفةٍ منّي لكي يشعرَ بأنّه قويٌّ وكلّنا معه.
ومرّت الأيّامُ وعمّي لا يزالُ يرقدُ بالمشفى، وفي يومٍ ما ردّ أبي على مكالمةٍ من أقاربنا، حيثُ أخبرونا بأنَّ حالةَ عمّي أصبحتْ أحسن بكثيرٍ من ذي قبل، وأنّه سيرجعُ إلى البيتِ قريبًا، وقد كان ذلك التّحسنُ مفاجأةً لنا وللأطبّاء، وبالفعلِ بعد عدّة أيّامٍ من تلك المكالمةِ علمنا بأنّهُ رجعَ إلى البيتِ بصحّةٍ وسلامٍ، ففرحنا كثيرًا، وذهبنا لزيارتهِ، وعند وصولِنا وجدنا بأنَّ جدّتي كانت تعدُّ لحفلةٍ تدعو فيها جميعَ أقاربِنا احتفالًا بعودتهِ سالمًا.
فرح خوالد
التاسع ج
47
أحلام ليان
كانت هناك فتاة اسمها ليان، كانت مميّزة، لأنّها تملكُ قوّةً خارقةً. في الحقيقة هي لم تكن تستطيعُ الطّيرانَ أو الاختفاءَ، بل كانت عندما تنامُ تحلمُ بأشياء تحدثُ في المستقبل، وإذا كانت أشياء سيئةً كانت تغيّرُ المستقبلَ.
ولكن إذا غيّرت المستقبلَ سوف يحدثُ شيءٌ سيّءٌ لشخصٍ آخر، وذلك بسببِ أنّها غيّرتْ مستقبلَ شخصٍ ما.
أغمضتْ ليانُ عينيها وهي تتمنّى أن لا يحدثَ شيءٌ سيٌّئٌ في أحلامها، في أحلامها، كانت هناك سيارةٌ تسيرُ بسرعةٍ كبيرةٍ جدًّا ولا تهتمُّ لإشاراتِ المرورِ، ولحسنِ الحظّ إنّها لم تصطدم بأحدٍ.
وفجأةً اصطدمت هذه السّيارةُ بسيّارةٍ أخرى. يومٌ كان المنظرُ مروّعًا، فقد انقلبتِ السّيّارتان إلى الجهةِ الأخرى، وبداْت النّيرانُ تشتعلُ في السّيّارتيْن، وللأسف لقد مات كلَّ من كان داخلهما بسبب جروحهم والنّارِ المشتعلةِ بهما.
استيقظتْ ليانُ وهي مذعورةٌ من المنظر الذي راْتهُ. في الصّباح ذهبت إلى المدرسةِ، وعند عودتهِا راْتِ السّيّارةَ الّتي رأتها في حلمِها. ركبت ليانُ في “التاكسي” ولحقت بالسّيارةِ، ولحسن الحظِّ إنّها كانت مشتركةً في دورة “جمباز”، فصعدتْ إلى أعلى “التّاكسي” وقفزتْ إلى السّيّارة التي سيحدثُ معها حادثٌ.
دخلتْ إلى السّيّارةِ بواسطة الّشبّاك. قال السّائقُ: من أنت؟ وماذا تفعلين هنا؟ “ليان: جئت لأمنع الحادث. السائق: أنتِ مجنونةٌ، اخرجي من سيّارتي.
ليان: أنا لا أكذب عليك أيّها السّائقُ. لم تجد ليانُ إلّا طريقةً واحدةً لإيقافِ السّائقِ، بما اْنّهُ عنيدٌ للغايةِ، فضربتِ السّائقَ على راْسهِ وأفقدتهُ وعيَهُ، واْخذتْ مكانَهُ، واْوقفتِ السّيارةَ ولحسنِ الحظّ اْنَّ والد ليان يعملُ في السّيارات، واْخبرها كيف يوقفون السّيارةَ، ومن الجيّدِ اْنّهُ لم يحدث حادث، ولكن في نفسِ الوقتِ انتصرَ شخصٌ آخر بسبب السّائقِ، فقد قتل أمَّهُ، وجعل حياتَهُ كالجحيم.
لمى خوالد
السّابع “ب”
49
عيدُ الأم
الأمّ هي الّتي ربّتنا وكبّرتْنا وسهرتْ علينا ليالي. الأمُّ هي عبارةٌ عن كلمةٍ
واحدةٍ، ولكن مفعولها كبيرٌ جدًّا.
والأمُّ هي المربيّةُ الحقيقيّةُ لتلك الأجيالِ النّاشئةِ.
والأمُّ هي مدرسةٌ إذا أعددتَها أعددْتَ شعبًا طيّبَ الأعراقِ.
الأمُّ هي من تحيا وتعيشُ من أجلِ بناءِ أسرةٍ متماسكةٍ مترابطةٍ، هي
من تُظهرُ كنوزًا مضيئةً في الظّلماتِ لترشدَنا إلى طريقٍ صحيحٍ، وتسهرُ
كالقمر.
إن أصابنا مكروهٌ أو علّةٌ في الّليالي تكونُ كالمقصّ الّذي يقطعُ الأشواكَ، الجرحَ والأذى من ربيع العمر.
الأمُّ هي أجمل اسمٍ تنطقُ به الحياة.
الأمُّ التي تتوجّعُ عن ابنها أو ابنتها عندما يتضايقون أو يتألّمون من شيء.
أمّي أنتِ الأملُ في حياتي، أنتِ الرّوح، يا شمعة تضيءُ دربي.
أمّي عندما أتضايقُ من أحدٍ، تأتين وتواسينني.
أنا أحبُّ أن أجلسَ بجانبِ أمّي وأفرّغَ الّذي يضايقُني، وأنا أخبّئ أسراري مع أمّي لأنّها هي الوحيدة التي تؤتمَنُ على أسراري.
أمّي هي الّتي تفهمنا ما هو الصّحيح وما هو الخطأ.
قمر أبو زيد
الثّامن ب
51
كبرتُ وتعلّمتُ
كَبرْتُ وَتَعَلَّمْتُ الكَثيرَ مِنَ الأشْياءِ، مِنْها الإيجابِيّة ومِنْها السَّلبِيَّة، هذِهِ الأُمورُ التّي تَعَلّمْتُها عَلَمَتْني أن لا أثِقَ بِأحَدٍ ثِقَةً عمياءَ، لأنّ بهذا الزّمَن وَالوَقت الحالي تَغَيّرَتِ الكَثير مِنَ الأمورِ عَن السّاِبقِ، في هذا الزّمانِ لا تَسْتَطيعُ أن تُفَرِّقَ مَن هُوَ الّذي يَتَمَنّى لَكَ الخَيْرَ، وَمَن الّذي يَتَمَنّى لَكَ الشَّرَّ.
كَبرتُ وَعَرفْتُ أنَّ هذه الدُّنْيا يوجَدُ بها الكَثير مِنَ الأشْخاصِ الشّرّيرين الذّين يَتَمَنّونَ الشّرّ للجَميعِ، وعَرَفْتُ أْيضًا أنَّهُ لا يوجَدُ وَلَنْ يَكونَ أيْضًا أشْخاصٌ كَالمَلائكَة نَظَيفينَ كَالثّلْج الأبْيَضِ.
كَبرْتُ وَعَرفْتُ أنّ لَيْسَ كُلُّ النّاس صادقَةً اِتجاهي، وَمَشاعرُها صادِقَةٌ اِتجاهي، عَرَفْتُ أنّ هذِهِ الأشْخاصَ كاذِبَةٌ، الكَذِبُ والحِقْدُ والحَسَدُ تَمْشي في شَرايينِها، تَكْذِبُ وَهِيَ تَنْظرُ إِلى عُيوني، تَتَمَنّى لي كُلَّ الشَرّ وَهِيَ تَضْحَكُ مَعي، هذا هُوَ واقِعُنا، لَقَدْ تَغَيَّرْنا نَحْنُ البَشَر كَثيرًا جدًّا.
كَبرْتُ وَتَعَلَّمْتُ أنّ كُلَّ حادثٍ يَحْدُثُ مَعَكَ سِواءَ كانَ جَيّدًا أَوْ كانَ سَيّئًا، كُلُّ هذا يَكونُ نَتيجَةَ عَمَلٍ سابقٍ قُمْتَ بِهِ، لِذلِكَ عَلَيْكَ أن تُفكّرَ جَيّدًا في كُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطوها، وَفي كُلّ كَلمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِكَ وَالأهَمُّ أن تُفَّكِرَ جَيِّدًا في كُلِّ صَداقَةٍ تُريدُ تَكْوينَها، لأنّ لَيْسَ كُلُّ النّاسِ مِثْلَ بَعْضٍ، وَلا تَنْخَدعُ بِسُهولَةٍ بِمَنْظَرِ الأشْخاصِ؛ لِأنّ لَيْسَ كُلُّ شَخْصٍ يَبْدو مِنَ الدّاخِلِ كَما يَبْدو مِنَ الخارِجِ.
عَلّمَتْني الحَياةُ أنْ أفَكِّرَ جَيِّدًا في كُلِّ عَمَلٍ أقومُ بِهِ، هَلْ رَأَيْتُم أيُّها البَشَر إلى أيْنَ وَصَلْنا؟! هذا هُوَ الواقِعُ، الحَسَدُ، وَالغَيْرَةُ، والكَراهِيَّةُ، تَسْكُنُ في قُلوبِنا.
أَنا أَتَمَنّى لو بَقِيْتُ طِفْلَةً صَغيرَةً ومَع أفْكاري البَريئَةِ، يا ليتني لَم أرَ كَيْفَ تَبْدو هذِهِ الحَياةُ، وبقيتُ طِفْلَةً صَغيرَةً، أظُنُّ أنّ كُلَّ النّاسِ مَلائِكَةٌ وَنَظيفَةٌ تَمامًا.
بيان طربيه
السّابع “أ”
53
لنحكي بصراحةٍ
يقولون إنّ الأحلامَ الكبيرةَ لطفلٍ صغيرٍ هي مجرّدُ أحلامٍ ليس أكثر… أحلامٌ طائشةٌ، وإنّها فقط كما يقال عنها أحلام اليقظة. ويقولون أيضًا إنّهم مجرّدُ ملائكة لا يتفهّمون ولا يدركون متاعبَ الحياةِ ومشاغلَها.
-
أبي… أريدُ أن أصبحَ عالمًا… أريدُ أن أكتشفَ شيئًا ما، أو لربّما أخترع اختراعًا يفيدُ البشريّةَ. وهكذا سأصبحُ مشهورًا بين النّاس والأصحاب!
-
ههه… حسنًا يا بنيّ…
آهٍ.. كم تزعجُني هذه الضّحكةُ السّاخرةُ على حلمٍ عظيمٍ، وكم يسرُّني سماع هذه الكلماتِ الرّقيقةِ الخجولةِ من طفلٍ صغيرٍ.
ولولا أنّ الزّمنَ غدّارٌ والحياةُ صعبةٌ لصارَ هذا الطفلُ “رجلًا”، وصار هذا الرّجلُ عالمَ العلماءِ، ومخترعَ الاختراعاتِ.
رسالتي باختصارٍ مفيدٍ…
هنالك حدٌّ لحقيقةٍ معيّنةٍ … ولكنْ لا حدود لأحلامٍ عظيمةٍ!
وإذا أردتَ تحقيقَ حلمٍ ما، فما عليك إلّا أن تتمعّنَ بحائطِ الغرفةِ المظلمةِ وتجلسَ على الأرضِ الموحلةِ، وتسألَ نفسَك السّؤالَ الأعظمَ والأهمّ. ألا وهو: ماذا أريدُ؟ ماذا أريدُ من هذه الحياة؟!
إنّ هذه الإرادةَ وهذا الحلمَ هما الّلذان سينيران لكَ غرفتكَ، وستتحوّلُ أرضيّتُها إلى ذهبٍ برّاقٍ لامعٍ. قصدي ليس غرفةٌ ولا أرضٌ ولا بيتٌ حتى، إنّما ” حياة”. الحياةُ هي بيتٌ كبيرٌ وهائلٌ مليءٌ بالغرف، وكلُّ غرفةٍ تتّسعُ لشخصٍ واحدٍ فقط. ليست كلُّ الغرفِ متساويةً في المقامِ… هنالك غرفٌ راقيةٌ ومزخرفةٌ، وغرفٌ سوداء وموحلة.
وإذا أردتَ غرفةً ذهبيّةً عليكَ اختيار الدّربِ الصّحيحِ.
أنتَ… أنتِ… نعم أنتم أنا أكلّمُكم!
فلتجلسوا مع أبنائِكم ولو للحظةٍ، ولتسألوهم هذا ” السّؤالَ الأعظم” ولتتفهّموا مشاعرَهم، آمالهم وطموحاتِهم في الحياة. واعلموا أنّ كلمةَ ” لا” غير موجودةٍ في قاموسيَ الخاص، وعليها ألّا تكونَ في قاموسِكم أيضًا. وعليكم أن تعلموا أنّهُ لا يوجد شخصٌ في الدّنيا لا يرغبُ ولا يطمحُ بتحقيقِ شيءٍ ما.
هيّا … هيّا … يا عرب أين أنتم في المجتمع؟!
سؤالٌ صريحٌ ومثيرٌ للاهتمامِ، أليس كذلك؟
ههه… نعم.. نعم أنتم كذلك، فأنتم الآن مثل سمكةٍ بيضاءَ صغيرةٍ في محيطٍ واسعٍ وعميقٍ… هيّا تخيّلوا هذا!
فإبداعكم يتخطّى الحدود!
بقلم الطالبة: آية خوالد
الصّف: الثامن ه
55
موقف ُبطلٍ
في قريةٍ ما، مُنع فيها الزّواجُ عن حبٍّ. اثنان عاشقان يتجرّآن على خرقِ القوانين. بنتٌ تهربُ من زواجِها المغرمة عليهِ لأجلِ حبيبِها.
عندما عرف أبوها بأنّها هربتْ من زفافِها هرع فوراً للبحثِ عنها، وعلمَ بطريقةٍ ما أنّها كانت على علاقةٍ بشابٍ يدعى “راكيش”، فجمع رجالَهُ وذهب لبيتِ الشّاب. وهناك وجدوا صورةً له ولرفاقِهِ في الجامعةِ. فأمر الأبُ رجالَهُ بأن يحضرَ رفاقُ الشّابِ لمعرفةِ مكانَهُ.
نجحوا في إحضارِ شابّيْن بدونِ أيّة مشاكلٍ، ولكن الشّاب الثّالث كان صعبَ المنالِ، وقويًّا، وحاربَ الرّجالَ، ولكن أحدهم غدرَهُ من خلفهِ، فأُغميَ عليه. عندما عاد إلى وعيهِ سألوهُ كثيرًا عن مكانِ “راكيش” و”رينو”، ولكنّهُ أبى أن يخبرَهم رغم معرفتهِ بعنوانِهم. عندما أخذ الرّجالُ الشّابَ الثّالثَ الّذي يُدعى “بابلو” إلى رفاقهِ تظاهرَ أيضاً أمامَهم بأنّهُ لا يعرفُ شيئاً عن “راكيش” و”رينو”، وهنا المفاجأةُ، كان شابٌّ مسجونٌ معهم، ولكنّهُ ليس صديقهم، بل شابٌّ من لندن، ويزور الهند لأوّلِ مّرة وسجنوه.
وهكذا بدأ الشّبابُ الأربعة بالتّخطيطِ للهروبِ. واتّفقوا على خطّةٍ مُحكمةٍ ونفّذوها، ولكن لبابلو كان نقطة ضعفٍ. نعم، إنّها فتاةٌ راَها وأحبّها كثيراً، لقد راَها وهو يحاولُ الهربَ من الرّجالِ.
وهكذا وقف في مكانِهِ ساكتاً، رغم أنَّ رفاقَهُ نادوهُ كثيراً، ولكن ما من جدوى، وهكذا فات الأوانُ على الهربِ، فقد وصل الرّجالُ وألقوا القبضَ عليهم.
عندما أخذوهم إلى زعيمِهم هدّدهم بأنْ لا يهربوا مرّةً ثانيةً. عندما ينفردُ الرّفاقُ الأربعةُ مع بعضِهم البعض بدأوا يوبّخون “بابلو”، فبسببِهِ فشلتِ الخطّةُ. وعندما قال
“بابلو” لرفاقهِ بأنّهُ رأى حبيبَتهُ مرّةً أخرى في هذه القريةِ المعّقدةِ. يا ترى من هذه الفتاةُ برأيكم؟!
للأسفِ إنّها أختُ “رينو” الّتي هربتْ من زفافِها، إنّها طالبةٌ في الكلّيّةِ، ولديها مشروعٌ يجبُ عليها تقديمَهُ. ولكن عائلتها لا تسمحُ بذلك.
لذلك قرّرتْ “ديمبي” الذّهابَ إلى الشّبابِ وسؤالهم عن مكانِ أختها، مع العلمِ أنّهم لم يروْا وجهَها، ولكن “بابلو” وكالعادة أبى إخبارها. فبدأتْ بإقناعِهِ عن طريقِ رشوتِهِ بأنّها ستفعلُ كلَّ ما يطلبُهُ منها.
وهنا تذكّر “بابلو” أنّهُ يريدُ أن يجدَ فتاةَ أحلامِهِ، وبطلبٍ منها ذلك، لكنّها تغضبُ حالمًا تسمعُ بذلك. عندما تذهبُ إلى غرفتِها، وعن طريقِ الخطأ أوقعتْ رسائلَ غراميّةً كانت بين “راكيش” و “ورينو” وبدأتْ هي ورفيقتُها بجمعِها للتّخلُّصِ منها، وللأسفِ لقد وصلتْ إحدى الرّسائلِ إلى عمّها، وهرعَ إلى غرفتِها، ولكن رفيقتها ذهبتْ إلى غرفتِها وتخلّصتْ منها عن طريقِ رميِها في الغرفةِ الّتي يسجنون الشّبابّ فيها.
هكذا وصلتِ الرّسائلُ إلى “بابلو”، ونجتْ “ديمبي” من عمِّها. وعندما بدأ أحدُ الرّفاقِ بالصّراخِ أنَّ هناك رسائلَ حبٍّ وما شابه.
وسمعتْ “ديمبي” صوتَهُ، وذهبتْ هناك مسرعةً، وهنالك بدأ “بابلو” بابتزازِ “ديمبي” بأنّهُ يمكنُ أن يكتبَ في الرّسائل أنّها ساعدتْ “رينو” على الهربِ، وعندما عرضتْ “ديمبي” على “بابلو” مساعدتَهُ في قصّةِ الفتاةِ، وهنا رفاقُهُ انتهزوا الفرصةَ، وبدأوا بطلبِ الغذاءِ والملابس، وما إلى ذلك.
ولكنّ “بابلو” أوقفَهم وطلبَ من “ديمبي” أن تساعدَهُ على أن يرى وجهَ كلِّ فتاةٍ في القريةِ. ووعدتْ ببذلِ قصارِ جهدِها، وفي المساءِ ذهب “بابلو” إلى بيتِ “ديمبي”، وهناك تحدّثَ مع “ديمبي وأعطاها قُرطَ حبيبتِهِ. ولكن عندما رأتْ “ديمبي” القُرطَ علمتْ أنَّ هذا قُرطَها، وفهمتْ أنَّها فتاةُ أحلامِ “بابلو”، وفي الصّباحِ وصلتْ أخبارٌ لعائلةِ “رينو” بأنَّ “راكيش” اتّصل بأمِّهِ. أخبرها بمكانِهِ، فأخذوا الشّبابَ معهم. ولكنّ “بابلو” ذهب وساعدَهم على الهربِ.
وعندما عادوا إلى بيتِهم، أيّ إلى بيتِ “ديمبي”، وجدوا صديقةَ “ديمبي” تُنظّفُ المكانَ، فصدّقوها، ولكن “ديمبي” بقيتْ لكي تأخذَ رسائلَ الحبِّ بين أختِها “راكيش”. فسمعتْ حديثًا يدورُ بينَ الرّفاقِ، بينما “بابلو” كان يقولُ بأنّهُ ساعد “رينو” و”راكيش” على الهربِ، ليحيوا حياةً سعيدةً.
كما أنّهُ يحبُّ فتاةَ أحلامِهِ كثيراً، وبعدها خرجتْ من الغرفةِ، بينما كانت “ديمبي” تتكلّمُ مع رفيقِها على “بابلو”، قالت أنّهُ يعرفُ كلَّ شيءٍ، وبهذهِ الأثناء سمعها عمُّها، فأمرَ بإخراجِ الشّبابِ إلى الخارجِ لكي تقولَ
“ديمبي” من هو الذي يعرفُ مكانَ “رينو” و “راكيش” وهكذا رأى “بابلو” وجهَ “ديمبي” علمَ أنّها فتاتهُ الّتي لطالما أحبّها حتّى الجنون.
وقالتْ “ديمبي” تحت الضّغط أنّهُ “بابلو” من يعرفُ مكانَ أختِها، فأخذ يضربهُ لكي يعترفَ بمكانِهم، ولكنّه كان يستمتعُ عندما يضربُ، لأنّهُ مع كلِّ ضربةٍ كان يتذكّرُ “ديمبي” وأبى إخبارَهم مكانَ الفتاة، ولكن عندما هدّدوهُ بقتلِ رفيقهِ ادّعى أنّهم في “ديلهي”، وهكذا قرّروا الذّهابَ صباحاً للبحثِ عنهم، ولكن قبلَ رحيلِهم قام “بابلو” بزرعِ الشّكِ برأسِ والي “ديمبي” أنّها يمكنُ أن تقومَ بالهربِ أيضاً.
فأمرَ أبوها باصطحابها أيضاً، وفي “دلهي” للأسف حصل غير المتوقّعِ، فقد كان “راكيش” و “رينو” هناك، ولكنّهم لم يروْهمْ في البدايةِ، وبدأوا بالبحثِ عنهم في كلِّ مكانٍ، وفي المحكمةِ رجلٌ منهم رأى فتاةً وشكَّ أنّها “رينو”، فهرعوا إلى الحافلةِ وأوقفوها، ولكن ما من جدوى، وفي نفس اللّحظةِ تذكّرَ “بابلو” وأب “ديمبي” بأنّ “ديمبي” مختفيةُ، فهرعوا للبحثِ عنها.
ووجدوا “بابلو” في مبنى مهجورٍ، كاد شبابٌ متوحّشين أن يتعدّوا عليها، ولكنّهُ أنقذها. وعندما انتهى من قتالِهم بدأ بتوبيخ “ديمبي” لعدم انتباهِها، لأنّها لم تبقَ معهم، فشكرهُ أبوها على إنقاذِها، وفي المساءِ ذهبتْ “ديمبي” إلى “بابلو” لتشكرَهُ على إنقاذِهِ لها، وهناك طلبَ منها اختيار يد، أيّ أنّ كلِّ يد فيها شيء مختلف، عندما اختارتِ اليدَ أخذها إلى مكانٍ لتحقُّق حلمها كعارضةِ أزياء، وهناك كانت”ديمبي” أخرى ومختلفة عن الفتاة الّتي نعرفُها، أيّ أنَّها كانت على طبيعتِها في الصّباح، فردّهم خبرٌ عن كلِّ مكان “رينو” و “راكيش”، ولكنّهم كانوا قد رحلوا ،ولكن “رينو” رهنتْ طوقَها لدفعِ فاتورة النّوم في هذا المكانِ.
وفي المساءِ التقى “بابلو” بأب “ديمبي” فبدأ يشرح له معاناتَهُ وهو مخمورٌ، وفي حالةٍ سيئةٍ، وقد تفهّمَ “بابلو” حالتهُ في اليومِ التّالي، بينما تتحدّث “ديمبي” مع “بابلو” وتعبّرُ له عن حبِّها له وجدوا “رينو” و “راكيش”، وكانوا يريدون قتلهم، وقد دافعَ عنهم “بابلو”، لكن الرجالَ أمسكوا به، وعندما قالت “رينو” بأنّها حاملٌ تركها والدُها قائلاً إنّهُ ليس لديهِ إلّا ابنة واحدة.
من الآن فصاعداً “رينو” ميّتة بالنّسبةِ لهُ، وبعدها اعتذروا عن سوءِ تصرُّفهم مع الشّبابِ الأربعة وتركوهم، وهكذا يتّصلُ “بابلو” واقفاً بلا أيِّ حركةٍ و “ديمبي” ترحل رغماً عنها، لتحضّرَ لزواجِها الّذي لا ترغبُ بهِ.
عند انفصال “ديمبي” و “بابلو” رفاق “بابلو” شعروا بأنّهُ لا يستطيع العيشَ بدونِها، لذلك قرّروا مساعدتَهُ بالهربِ معها، وذهبوا إلى الزّفافِ، وفي الزّفافِ سمعَ أب “ديمبي” وهي تتحدّثُ مع رفيقتِها أنّها تحبُّ “بابلو” وأنَّها لا تريدُ الزّواجَ من المدعوّ “راجو”، وفي هذه الأثناء وصل “بابلو” ورفاقُهُ عندما أخذَ أب “ديمبي” “بابلو” وأبقاهُ إلى جانبِهِ لكي لا يتمكّنَ من الحديث مع “ديمبي” والهربِ معها، وحين تركَ أب “ديمبي” “بابلو” لوحدهِ اجتمع مع رفاقهِ و “ديمبي” وقال لهم، إنّ أباها يعلمُ بكلِّ شيءٍ.
وعندما ذهب أب “ديمبي” إليها ليدعوها عندما نزلتْ لأخذِ بركتهِ فعلتْ كما فعلتْ “رينو” من قبلِها، فقد تمسكتْ برجليّ أبيها، وعندما وقفتْ قالت لأبيها باكيةً، لا تقلق سأعيشُ كما رسمتْ لي حياتي بهذا الزّواج. وبعدها ذهب أب “ديمبي” إلى “بابلو” وقال أتعلّم ماذا يحدث بهذا البيتِ، يقام زواج ابنتي وأنت تعرفُ ماذا حدث مع ابنتي الكبرى ومدى معاناتنا والآن أنت قل لي بصراحةٍ لماذا أتيت؟ تهربُ مع ابنتي الصّغرى أليس كذلك؟
فأجاب “بابلو” عندما كنتم تبحثون عن “رينو” كنت أستهزئ بكم، ولكن الآن أعرفُ شعورَ الأبِ عندما تهربُ ابنتهُ من زفافِها، والّتي هي ابنتك أيضاً، أنت تريدُ أن يتمَّ الزّفافُ، ولكنّي أرغبُ في وقفِ هذا الزفافِ، أنت تريدُ إنقاذَ شرفِكَ، أنا أريد إنقاذَ حبيبتي، كلانا في نفس الحالةِ وإن كان هناك أحدٌ يحبُّ “ديمبي” كثيراً من بعدك، فلن يكونَ غيري، وهنا يرحلُ “بابلو” وبرفقتهِ أصحابهِ، ولكن “راجو” يقفُ له بالمرصادِ، ويبدأُ بضربهِ، أمّا “بابلو” فلم يمدّْ يدَهُ على “راجو” أبداً إلى أن قال “راجو” سوف أقتلَك هنا، وأتزوّج “ديمبي” هناك، لقد غضب “بابلو” كثيراً ووقفَ وردّ ل “راجو” ضرباتِهِ وهزمَهُ، وذلك على ناظر عائلته “ديمبي” فيترجّل “بابلو” للرّحيل، فيوقفهُ والى “ديمبي” سائلاً ما الشيء المميّز فيك، الّذي جعل “ديمبي” تختارُك؟ موكبُ زفافِ ابنتي ينتظرُ في الدّاخلِ، وأنا أقف هنا، لماذا؟ فأجاب “بابلو” لأنّك تحبُّ ابنتَكَ كثيراً، ولا أريدُ أخذ حقّكَ باختيارِ الشّاب المناسب لابنتِكَ، لكن اعلم أنّهُ إذا واجهت “ديمبي” أيُّ مشكلةٍ بعد الزّواج فلن أرحمكَ،عندها قال الأبُ: أينما كانت بعد الزّواج اذا واجهت أي مشكله فأنا لن أرحمك.. خذها.. إنّها لك، وهكذا اجتمع “بابلو” و”ديمبي” سويّاً وتغيّرتِ قوانين القريةِ، فقد أصبح الزّواجُ عن حبٍّ مسموحاً.
ياسمين عزايزة
“التاسع “أ
57
في المدرسة
في بداية العام الدراسي الجديد ذهبت سلام إلى المدرسة، وعندما وصلت إلى الصّف. ركضتْ إلى رفيقاتها لتسلّم عليهنّ، فعلت الأصوات في الصّف ضجيجًا عاليا، وذلك لأنّ كلَّ واحدةٍ منهنّ تريد إخبار الأخريات عما فعلتهُ في العطلةِ الصّيفيّةِ، بينما كانت سلام تتحدّثُ مع صديقتها رأتْ طالبةً تجلسُ في المقعدِ الخلفيِّ ولا يكلّمُها أحدٌ. كان ثوبُ الفتاةِ مليئًا بالبقعِ والأوساخِ، وشعرها مشعٌّث، غير مرتّبٍ إلّا أنّها بدتْ لطيفةً ومهذّبةً.
أخذتِ الأيّامُ تمضي والفتاةُ تجلسُ لوحدِها، منطوية على ذاتها. ذات يومٍ بينما كان تلميذٌ في ساحة المدرسة اقتربت سلام من الفتاة قائلةً: “السّلام عليكم، أنا سلام، أتعلمين؟ نحن في نفس الصّف! وحتّى الآن لم تخبرينا حتى باسمك؟
ردّت الفتاةُ بلطفٍ: “وعليكم السّلام، أنا حلا “. سألتها سلام: ” ألا تحبّين أن يكون لكي أصدقاء؟
ردّت حلا وقد بدتْ ملامحُ الحزنِ على وجهها: “لقد حاولت ذلك، لكن الفتيات كنَّ يبتعدْنَ عنّي كلّما حاولتُ أن أكلّمَ إحداهنّ، والسّبب أنّني فقيرةٌ، فنحنُ عائلةٌ فقيرةٌ لا نملكُ المالَ لشراءِ ملابس جديدة، وأحذية براقة، كباقي الزّميلات، قالت سلام: “لكن السّبب لابتعادهنّ عنكِ ليس فقرك، بل هو عدم اعتنائك بنظافتك الشّخصية، فمن الضّروري غسل ثوبك مرّةً واحدةً على الأقلّ في الأسبوع كما أنّ الفقرَ ليس عيباً، لكنّ العيب هو إهمالك لنظافتك.
وفي اليوم التّالي حضرتِ الفتاةُ إلى المدرسة، وكان ثوبُها نظيفًا وحذاؤها يلمعُ رغم أنّهُ قديمٌ، فاستغربتِ الطّالباتُ، ورويدًا رويدًا بدأتِ الفتياتُ بالاقترابِ منها والتّحّدث إليها.
اندمجتْ حلا مع زميلاتها، وقد زال الحاجزُ الفاصلُ بينهنّ، وبعد مدّةٍ وجيزةٍ أصبحنَ ممّن لا يطقْنَ الابتعادَ عن بعض… وكانت صداقتهنّ متينةً، لا تشوبها شائبةٌ ،علاقة احترامٍ ومودّة …ولم تدعِ الصديقاتُ حلا تشعرُ بأنّها أقلُّ منهنّ في شيء، وحرصنَ على دعمِها والوقوفِ إلى جانبِها …
نسيمة أبو عرب
التّاسع أ
59
نصيحة ٌ
لاحظتُ في المرّاتِ الأخيرةِ تغييرًا على صديقي الحميمِ، وكان مجتهدًا. وعندما اتّصلتُ به لأدعوهُ لنخرجَ في نزهةٍ، ولكنّهُ كان يرفضُ بسببٍ أنّهُ مشغولٌ، وبعد ذلك اكتشفتُ أنّهُ يتحدّثُ مع أحد الزّملاء، وأنّهُ يجلسُ ساعاتٍ طويلةً وكثيرةً أمامَ الحاسوبِ، يتفقّدُ صفحتَهُ ويكتبُ لأشخاصٍ غريبين.
ففكّرتُ كثيرًا وقرّرتُ بأن أشرحَ لهُ عن الضّررِ الّذي قد يحقّقهُ بنفسهِ جرّاءَ هذا الإدمان.
فقلتُ له: أريدُ أن أقولَ لكَ شيئًا، لقد لاحظتُ بأنّكَ تجلسُ ساعاتٍ طويلةً جدًّا على مواقعَ التّواصلِ الاجتماعيّ وتغييرِ سلوكياتِكَ معي كثيرًا.
وعندما دعوتُكَ للخروجِ في نزهةٍ معي بدأت رفضتَ متعلّلًا بأنّكَ مشغولٌ، وقد اكتشفتُ ذلك عندما كنتَ تحادثُ أحدَ الزّملاءِ بأنّكَ تجلسُ ساعاتٍ طويلةً تتفقّدُ صفحتَكَ وتكتبُ تعليقاتٍ لأشخاصٍ لا تعرفَهم، فهذا يسبّبُ لكَ ضررًا كبيرًا، وسوف تكتشفُ ذلك قريبًا، سوف تهملُ دراستكَ كثيرًا وسوف يقلُّ تركيزُكَ في الحصصِ، وسوف يضيعُ معظمُ وقتِكَ أمامَ الحاسوبِ، ولا تستطيعُ التّركيزَ أبدًا.
فأنصحُكَ أن تجلسَ لساعاتٍ قصيرةٍ وتقلّلَ من الجلوسِ أمام الحاسوب، وأتمنّى لك النّجاحَ والتّوفيق.
رنا زعير
السّابع “ب”
61
العيدُ
العيدُ مناسَبَةٌ ممَيَّزَةٌ جدًّا بالنسبَةِ لَنا، وَلَدَينا في القريَةِ أَجواءٌ خاصَّةٌ وممَيَّزَةٌ في جَميع الأعيادِ، تَملأها الفَرحَةُ، السّعادةُ، السّرورُ، الغَبطَةُ، المتعَةُ الكَبيرَةُ، وَهذه الفَرحَةُ لا تَشترطُ على السَفر وَالذَّهابِ إلى مَدينةٍ أخرى، أَو على وجودِ مَدينةِ ملاهي، فَالنّاسُ في البَلدةِ يقومونَ بأَشياء كَثيرةٍ أخرى تَحضيرًا للعيد، كَشراءِ اللَّحم والحلويات وَالمكسّرات والزّينةِ، وَبالطّبع مَلابس العيدِ الجَديدَة الّتي يَسعدُ بها الأَطفالُ.
وفي العيدِ يَقومونَ أَيضًا بأَشياءَ كَثيرَة: كَزيارَةِ الأقاربِ وَالأَصدقاءِ وَالعائلةِ، الاحتفالُ بالعيدِ في القاعاتِ، كَالقيامِ بفَعاليّاتٍ خاصَّةٍ، استقبال الضّيوف ِ، تَناوُلِ الطّعام معًا وَتَناوُلِ المَأكولاتِ وَالحلوياتِ المخصَّصَة بالعيدِ، إطلاق المفرقَعاتِ، وَتَلقّي العيديَّة، أَمّا الأَطفالُ فعندَما يَتَلقّونَ العيديَّةَ من الأَهلِ وَالأقاربِ فَيَسعدونَ بها كثيرًا، ثمّ يَذهبونَ إلى المتاجرِ وَيَشتَرون أَلعابَهم المفَضّلةَ، وَيَلعبونَ بها معًا في الحَيّ.
لوريلا زيتون
السّابع أ
63
وطني
في قلبي ألمٌ شديدٌ على وطني
حروبٌ وسفكُ دماء
اشتقتُ للّعب على أرجوحةِ منزلِنا
ولأمّي الّتي كانت تغنّي لي
لكي أنامَ في حضنِها
اشتقتُ لأصدقائي وصديقاتي
ولاخضرارِ بلادي وضجيج ِ شوارعِها
اشتقتُ لسماعِ صوتِ العصافيرِ
وهي تغرّدُ بأناشيدِها
اشتقتُ لأسوارِك
لهديرِ أمواجِ بحرِكِ
ولصوتِ ضحكةِ أطفالكِ
منذُ أن رأتْ عينايَ النّورَ
شهدتِ القصفَ والدّماء
يقولون سلامًا
ولا نرى إلّا حروبًا وسفكَ دماءٍ
وطنُنا هو مسكننا وهويتنا
وكرامتنا الّتي نفتخرُ بها
يا وطني إليكَ تحيّتي وسلامي..
يارا فاعور / الثّامن أ
65
استقبال طلّاب السّوادس
الحمدُ لله ما غرّد بلبلٌ وصدح، وما اهتدى قلبٌ وانشرح، وما عمّ فينا سرورٌ وفرح. الحمدٌ لله ما ارتفع نورُ الحقِّ وظهر، وما تراجعَ الباطلُ وتقهقر، وما سال نبعُ ماءٍ وتفجّر، وما طلعَ صبحٌ وأسفر.
أمّا بعد؛
سلام الله يثرى ما أقيمت صلاةٌ من عبادٍ خاشعين،
وما جادتْ بماءِ المُزنِ سحُبٌ سقتِ الأشجارَ والزّرعَ الدفين.
سلامٌ عاطرٌ وله أريجٌ من الأعماقِ يعبقُ ياسميناً.
سلامُ الله نهديه إليكم مع الإشفاقِ ممزوجًا حنينًا،
فالسّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ
أهلاً وسهلاً مرحباً يا من أتيتم دارَنا
الفجرُ أشرقَ باسمِ مدرستنا حيّ ضيفَنا
فمرحباً أيّها الضّيوفُ الكرامِ ضيفًا ضيفًا، وأهلاً وسهلاً بكم ألفاً ألفاً، وحيّ هلا بكم، مرحباً بجميعِ ضيوفِنا الأفاضل من مدراء ومعلمين وطلاب، ونقول لكم: حللتُم أهلاً ووطئتم سهلاً.
أهلًا بكم حلّ الضّياءُ بحلِّكم والمسكُ عطّرَ أرضنا، والعنبرُ البدرُ أمسى مشرقاً بقدومِكم، واللّيلُ قد حلَّ مُضيئاً يسفرُ.
ضيوفنا الكرام.. مديرنا الفاضل.. أساتذتنا الأجلّاء.. زملاءنا الأعزّاء.
وها هي سفينتُنا تمخرُ عُبابَ هذا البحرِ المتلاطمِ بأمواجِهِ العاليةِ، وكلّها ثبات ورباطةُ جأشٍ على تحدّي الصّعابِ وتجاوُزِ العقباتِ، لتصلَ لبرِّ الأمان، ولترسوَ في ميناءِ الإخاء، بعد أن غامرت، صبرتْ وصابرت، وكان لزاماً عليها، أن تأتيَ بالجديدِ من الجواهرِ الّتي جمعَها غوّاصُها المهرة، لتعرضَها في سوقِ المحبّةِ والنّقاء.
وبعدُ أيّها الحضورُ: قد حوتْ سفينتُنا من الجواهر ما حوَتْ، واليوم هي في عرسِها البهيج، وليلِها العليل، بعد أن أرستْ، يسرُّها بل ويسعدُها أن تحلّقَ بكم في هذه المناسبةِ، لتهديكم يومًا رائعًا جديدًا، فإلى حدائقِها الغنّاء نحملهم، وإلى أفيائِها الوارفةِ نصحبكم، لنهديكم ازهارَ محبةٍ ووفاء، وعطورَ مسكٍ وصفاء، لنقطفَ معًا زهراتٍ شذيةً، مع نسماتٍ نديّةٍ، فكم فيها من زهرات وزهرات من حدائقِ مدرستنا المعطاءة، وبساتين الغناء.
بيان طربيه
السّابع أ
67
الحياةُ
مَن منّا لم يتساءلْ عن معنى الحياة؟ مِن وجهةِ نظري، الحياةُ عبارةٌ عن خيرٍ وشرٍّ، حيث من جانب هنالك العنصريّةُ والقتلُ وطمعُ المالِ والسُّلطةِ، ومن جانبٍ آخر هنالك الإخاءُ والرّحمةُ والتّسامحُ لنيلِ رضى الله والوالديْن…
منذ زمنٍ كان أكثرُ النّاس ِمتسامحين، ولديهم إيمانٌ قويٌّ بالله وأيضًا كانوا يسعوْن لنيلِ رضى الوالديْن بشتّى الوسائلِ ولا يهتمّون بالجانبِ المادي، حيث كان مسعاهم هو نيْل السّمعةِ الجيّدةِ والكرامةِ والاحترام.
أمّا بالنّسبة للعنصريّةِ والتّمييز، فقد كانت شبه منقرضة، حيث لم يكن هنالك تحريضٌ وكراهيّةٌ بين الأديان، بل العكس تمامًا. لم يكن هنالك فرقٌ بين المسلم والمسيحي واليهودي، فكلُّهم كانوا بنظر بعضهم من الأديان السّماوية.
أمّا في عصرنا هذا، فقد انقلبتِ الموازين تمامًا، فاليوم الشيءُ الأهمُّ للإنسان هو المال، السّلطة، السّعادة الشّخصيّة.
لقد كنّا نهتمُّ لرأي ورضى الوالديْن، ولكن الآن فلا، فأكثرُ النّاسِ تهتمُّ لمصلحتها الشّخصيّةِ. لقد كنّا متسامحين مع بعضِنا البعض، ولكن الآن فلا، فاليوم القتل والعنفُ منتشرٌ بشكلٍ رهيبٍ.
اليومُ هنالك كُرهٌ بين المسلمِ والمسيحي واليهودي، فكلٌّ منهم يعتقدُ أنّ الآخرَ عدوٌّ له، ولكن السّؤال الّذي يجبُ طرحهُ هو: لماذا؟
لماذا نفعل كلَّ هذا؟ مع إنّنا نعلمُ أنّنا نسيرُ بطريقِ الدّمار، ومع ذلك لا نتوقّفُ عن ارتكابِ الأخطاء، لقد نسينا مبادئنا، لقد نسينا المحبّةَ والاحترامَ، ومع ذلك لا يوجد أحدٌ ليقولَ: “هذا خطأ”.
هل نسينا أنّنا جميعا بشرٌ؟ هل هذا ما تعلّمناهُ من أجدادنا؟ أن نكرهَ بعضَنا بعضًا، لماذا لا نجعلُ الحياةَ أجملَ؟ لماذا لا نعودُ يدًا واحدةً؟ ففي النّهاية جميعًا سوف نتحوّلُ إلى ترابٍ…
69
Published: May 24, 2018
Latest Revision: Jun 3, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-485057
Copyright © 2018