شولاميت سپير نْڤُو
لحظات من السكر
الترجمة العربية: منشي سپير
لوحة الغلاف: شُولاَمِيت سپير نْڤُو
تصميم الغلاف: استير بن هاروش
تَحَوُّل
تَحَوَّلْتُ إِلَى هَيْكَلٍ مُوسِيقِيٍّ
إِلَى حَقْلٍ مِنْ رَحِيقِ ٱلشَّهْدِ
إِلَى بُحَيْرَةٍ
إِلَى عَاصِفَةٍ
إِلَى فَصْلِ ٱلَّرَبِيعِ
إِنْ تَذْهَبْ عَنِّي
فَأَذُوبُ كَٱلسِّحْرِ
بَيْنَ ذَرَّاتِ ٱلرَّمْلِ.
يُسَافِرُ مَرَّةً أُخْرَى
يُسَافِرُ مَرَّةً أُخْرَى
كُلُّ شَيْءٍ مَرْزُومٌ، رَبْطَةُ ٱلْعُنْقِ ٱلْبَدْلَةُ ٱلسَّكْسُفُون
وَكَلِمَاتٌ لَمْ تُقَلْ
حُبٌّ لَمْ يُفْلِحْ فِي بَسْطِ جَنَاحِهِ
مَطْوِيٌّ كَمَا ٱلْجَنِينِ
بِٱلرَّغْمِ مِنِ ٱنْتِهَاءِ أَشْهُرِ ٱلْحَمْلِ
لَدَيْهِ لَنْدَن، مِيلاَنو
وَمَقْهَى أَرُومَا
هُنَاكَ يَرْتَشِفُ قَطَرَاتِ ٱلسَّعَادَةِ
يَتْرُكُ بِيَدِي وَرْدَةً صَفْرَاءَ
يَطْلُبُ ٱلْقَلِيلَ فَقَطْ
وَيُسَافِرُ.
دَرْدَشََاتٌ مَعَ ٱلْمَطَرِ
ذَهَبْتُ لأَلْتَقِيَ مَعَ الْمَطَرِ
قَالَ لِي إِنَّهُ سيَكُونُ رَطِباً
وَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَوْعِدَ مَجِيئِهِ
وإِنْ كَانَ سَيَأْتِي فِعْلاً
فَلَعَلَّهُ يَرْغَبُ أَنْ يَهْطِلَ مَائِلاً
وَلَكِنَّهُ لَمْ يَعِدْ شَيْئاً.
قُلْتُ لَهُ
تَأْتِي عَاصِفَةً
تَأْتِي قَطَرَاتٍ
تَأْتِي مَطَراً
تَأْتِي غَدًا
فٱلْمُهِمُّ أَنْ تَأْتِيَ.
فِي مَصَبِّ ٱلْمَاءِ
فِي مَصَبِّ ٱلْمَاءِ بِٱلْمَدِينَةِ ٱلْكُبْرَى ٱلْمُدَخَّنَةِ
لَحْظَةً بَعْدَ ٱلْغُرُوبِ
دَنَتْ عُيُونُهُ فِي شَبَكَةِ سَمَكٍ
بَسَطْتُهَا أَمَامَهُ
كَيْ أَسْمَعَهُ يَقُولُ لِي كَلِمَةَ حُبٍّ
لَمْ تَتَصَاعَدْ أَنَّاتُ ٱلنَّوارِسِ عَلَى صَفْحَةِ ٱلْمَاءِ
تُحِيطُ بِهِ قُضْبَانٌ حَدِيدِيَّةٌ صَدِئَةٌ فَقَطْ
لَمْ يَكُنْ مَكَانٌ أَكْثَرُ جَمَالاً
مِنْ لَحْظَةِ عُبُورِ صَوْتِهِ ثَنَايَا شَعْرِي.
إِذَا لَمْ تَدْعُنِي
إِذَا لَمْ تَدْعُنِي لِلرَّقْصِ
لَنْ أَنْثُرَ لَوْناً
لَنْ أتَبَعْثَرَ ذَهَباً
فَأَغُوصُ دَاخِلَ صَدَفَةٍ
كَمَا لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ
فَقَدَتْ صَوْتَهَا فِي ٱلْبَحْرِ
وَلٰكِنْ
لَوْ رَفَعْتَنِي ثَانِيَةً
وَٱصْطَدْتَنِِي بِشَبَكَةٍ مِنْ نُورٍ
وَدَعَوْتَنِي أَنْ أَرْقُصَ لَكَ
أَرْتَفِعْ
وَأَرْقُصْ لَكَ
حَتَّى يَتَلاَشَى ٱلْمَاءُ
عَنِّي.
بَعْدَ ٱلْمَطَرِ
هُناكَ أَيْضًا هَطَلَ ٱلْمَطَرُ
وَحُقُولُ عَبَّادِ ٱلشَّمْسِ
تَبَدَّلَتْ بِٱلْقُطْنِ ٱلأَبْيَضِ
وَهُنَا أَيْضًا هَطَلَ ٱلْمَطَرُ
أَمَّا أَنَا
فَبِأَيِّ شَيْءٍ تَبَدَّلْتُ?
بَعْدَ أَنْ كُنْتُ قُطْناً نَاعِمًا يَذُوبُ
في بَحْرِ أَصَابِعِكَ
بَعْدَ أَنْ كُنْتُ بُذُوراً ضَاحِكَةً.
أَنْتَ
أَنْتَ ٱللَّحْنُ
أَنا ٱلْكَلِمَاتُ
أَنْتَ ٱلْعَصَافِيرُ
أَنا ٱلْشَجَرَةُ
أَنْتَ ٱلْبَحْرُ
أَنا ٱلْعَاصِفَة ُ
أَنْتَ ٱللَّيْلُ ٱلَّذِي يَغْمُرُ أَلْفَ كَوْكَبٍ
في أَعْماقِ جَسَدِي
أَنَا ٱلْقَمَرُ ٱلْمُنْبَهِرُ أَمَامَ شُبَّاكِكَ.
مَحَطَّات
سَافَرْتُ مَعَ ٱلْقِطارِ
مَرَرْتُ وَإِيَّاهُ
مَحَطَّةَ ٱلْمَطَرِ
مَحَطَّةَ ٱلرَّمْلِ
مَحطَّة َٱلْبَحْرِ
وَعِنْدَ مَحَطَّةِ ٱلْقَلْبِ
ٱنْزَلَقْتُ عَنْ خَطِّ ٱلسِّكَّةِ ٱلْحَدِيدِيَّةِ.
عِنْدَمَا أُبْقِي
عِنْدَمَا أُبْقِي
ٱلْقَلْبَ مُتَشَنِّجًا
دُونَ أَنْ أُحَاوِلَ
ٱلذِّهَابَ
يَنْظُرُ إلَيَّ وَيَقُولُ شِعْراً
وَتَتَصَاعَدُ مِنْ عُيُونِهِ نَظْرَةٌ رَقِيقَةٌ
لِثَانِيَةٍ
يُتِيحُ لِي أَنْ أَرَى
ٱلنُّورَ
فَأُتِيحُ لَهُ
أَنْ يَنْظُرَ
ٱلْمَطَرَ.
حُبّ إِيه
ذَاتَ مَرَّةٍ غَنَّتْ أُمّ كُلْثُوم وَشَدَتْ
إِلَى أَنْ رَأَيْتَ
نَبَضَاتِ
ٱلْقَلْبِ
وَٱلدُّمُوعُ
تَغْمُرُ ٱلْجَسَدَ
“حُبّ إِيه
الّي انْتَ جاي تقول عليه”
هُوَ ٱلْحُبُّ ٱلَّذِي لَمْ تَعْرِفْهُ
هُوَ صَحْرَاءُ ٱلأَلَمِ
وَشَذَرَاتُ ٱلسَّعَادةِ
تَنَقَّلَتْ شَارِدَةً .
عَلاَمَاتُ ٱلطَّرِيقِ
إِنْتَظَرْتُكَ
حَتَّى لَوْ لَمْ أَعْرِفْ بِأَيَّةِ سَنَةٍ حَدَّدْنَا مَوْعِداً
كُنْتُ عَصْفُوراً يُنَطْنِطُ
كُنْتُ فَرَاشَةً تَتَحَلَّى بِأَلْوَانِهَا
حَتَّى لَوْ كُنْتُ سَمَكَةً بَيْنَ كَوَاكَبِ ٱلْمَاءِ
لَوْ عَبَرْتَ بِٱلْقُرْبِ لَرَأَيْتَ
ٱلنُّورَ
ٱللَّوْنَ
ٱلْمَاءَ
ٱلَّتِي خَلَعْتُهَا عَنِّي
وَتَرَكْتُهَا لَكَ عَلاَمَاتٍ عَلَى ٱلطَّرِيقِ.
إِنَّهُ يَرْقُصُ مَعِي
إِنَّهُ يَرْقُصُ مَعِي فِي هٰذَا ٱلْمَسَاءِ
وَأَنَا أَنْسَى
يَحِقُ لِي أَنْ أَكُونَ سَنْدريلا
فَوْقَ جَزِيرَةٍ صَغِيرَةٍ
يَحِقُ لِي أَنْ أَقْطِفَ بَسْمَةً
مِنْ وَجْهِ ٱلْبَدْرِ
وَأُرَفْرِفُ حَافِيَةً
وَجَمِيلَةً .
إِلاَّ ٱمْرَأَة ٌ
تُرِينَي سُوزَان كِتابَ شِعْرِهَا
مُنَمَّقًا بِأَحْرُفٍ عَرَبِيَّةٍ
تَقْرَأُ لِي قَصِيدَةَ حُبٍّ وَتُتَرْجِمُهَا
بِٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ ٱلْحُبَّ هُوَ ٱللُّغَةُ ٱلوَحِيدَةُ ٱلَّتِي لاَ تَحْتَاجُ تَرْجَمَةً
تَكْفِينِي عَيْنَاهَا
صَوْتُهَا ٱلْعَاطِفِيُّ
وَحَرَكَةٌ ناعِمَةٌ بِيَدَيْهَا.
عِنْدَمَا أَجْلِسُ مَعَ سُوزَان عَلَى الْكَرْمِل
نَرَى قَطَرَاتِ ٱلدُّمُوعِ
تَغُوصُ كَأسْمَاكٍ وَاجِمَةٍ
إِلَى أَنْ تَعْلُوَ مِنَ ٱلْقَلْبِ وُرُودٌ بَنَفْسَجِيَّةٌ
وَعَلَى قَدْرِ جَمَالِ ٱزْدِهَارِهَا
يَكُونُ مِقْدَارَ أَلَمِهَا
لَيْسَ فِي حَوْزَتِهَا جَوَابٌ
إِذْ لاَ تَفْهَمُ رَدَّهَا
إلاَّ ٱمْرَأَةٌ فَقَطْ.
مَرَّةً أُخْرَى فِي ٱلْقَهْوَةِ
مَرَّةً أُخْرَى فِي ٱلْقَهْوَةِ
أَتَطَلَّعُ فِي قَرَارَةِ ٱلْفِنْجَانِ
رُبَّمَا
تَرْتَفِعُ بِٱلْمَنْقَعِ ٱلأَسْوَدِ
ذَرَّاتُ ٱلسُّكَّرِ.
فِي كُوخٍ صِينِيٍّ
مَاذَا يَهُمُّنِي ٱلآنَ وَأَنَا حَافِيَةٌ فِي حُقُولِ ٱلأَرْزِ
وَبِٱللَّيْلِ فِي كُوخِ قَشٍّ قَرِيبٍ
رِيَاحٌ تَلْعَبُ بِقَصَبِ ٱلْخَيْزَرَانِ
وَسَرِيرُ ٱلْخَشَبِ يَهْتَزُّ مِنَ ٱلْحُبِّ
مَاذَا يَهُمُّنِي أَنْ أَكُونَ مُنْحَرِفَةَ ٱلْعُيُونِ
وَبِزَوَايَا عَيْنَيَّ مُعَلَّقَةٌ
دُمُوعُ ٱلسَّعَادَةِ
ٱلَّتِي لَهَا مَكَانٌ فِي ٱلْعُيُونِ ٱلْمُسْتَدِيرَةِ .
أَللَّيْل
أَللَّيْلَ
يُغْمِضُ ﭐلْبَحْرُ عَيْنَيْهِ
وَﭐلنَّوَارِسُ ﭐلْجَائِعَةُ تَلْحَسُ صَفْحَةَ ﭐلْمَاءِ
أَكَّدْتَ لِي أَنْ أَجِدَكَ بِجَانِبِي
صَبَاحاً
حَتَّى وَلَوِ ﭐكْتَفَيْتَ.
شكر وتقدير
شكرا للسيد منشي سپير على اخلاصه وخبرته في الترجمة, وبالاضافة الى كونه الاب لشولاميت هو ايضا ابا لهذا الكتاب.
شكرا للكاتب الدكتور محمود عباسي الذي منحنا بلطفه الكبير الكثير من وقته وخبرته ومن تجاربه الغزيرة في الشعر العربي والعبري والذي نور لنا الطريق بملاحظاته القيمة.
شكرا للقاضية المتقاعدة هداسا احيطوف-هرطمان التي رافقت الكتاب من بدايته الى نهايته بحكمة.
* شولاميت سپير نْڤُو مع منشي سپير
Published: Apr 27, 2015
Latest Revision: Apr 27, 2015
Ourboox Unique Identifier: OB-46736
Copyright © 2015