نهر الذهب

في مكان جبلي منعزل ببلاد من بلاد الشرق ,كان هناك واد خصيب تحيط به من

جميع جوانبه جبال صخريه شديده الانحدار .كان ينبع عدد من النهار السريعه المتدفقه

يلتقي مع منبعها صخره عاليه تشع فوقها اشعه الغروب الذهبيه, وتغمر شلالاته حتى

تبدو وكأنها اسلاك من الذهب ولهذا اطلق عليه الناس في المناطق المجاوره ” نهر الذهب”.

 كن بجانب ذلك النهر ثلاثه اخوه يدعى كل منهم:احمد, نعمان ووسام.

وكان الاخوين الكبيران يعيشان من فلاحه ارض نهر الذهب , ولكنهما كانا

في غايه الحرص عليها وبهذه الطريقه جمع الاخوين اكبر ثروه في تلك البلاد .

كان لهذان الاخوين اخ صغير يدعى “وسام” لم يتجاوزالثانيه عشر من عمره

لطيفا محبا لكل الكائنات.

لا يؤيد اخويه بما يفعلانه لذلك جعلاه طاهيا لهما .

سارت الأمور على هذا الحال زمنا طويلا الى ان حل فصل الصيف

اضطرب به الجو جدا حتى ان جميع البلدان أصبحت باسوأ الحالات.

فقد تساقطت الثمار من فوق الأشجار قبل ان تنضج ولم يأتي القمح

بمحصول ما و ماتت الابقار , والاغنام ففي ذلك اليوم قرر وسام ان

ينجّي بلاده من هذا الجوع الأليم .

فقرر ان يذهب حين تلملم الشمس اشعتها فبدأ يرتب وينظم

اغراضه وطعام ومخزون كامل. فجأه سمع صوت باب يدق

ففتح الباب وما ان راى الا وهو مخلوق غريب عجوز كان له

انف طويل جدا ووجه شديد الاحمرار وشعر ابيض كالثلج طويل

ومسترسل على ظهره ولم يكنطول هذا القزم لا يتجاوز اربع اقدام

ونصف قدم على رأسه عمامه  مرتفعه  كأنها “طرطور” ارتفاعها

مثل طوله نفسه وكان يرتدي معطفا عظيم الاتساع .

انتابت وسام دهشه بالغه لهذا الذي راه حتى انه لم يستطع ان ينطق بحرف

واحد فصاح السيد القصير:

“دعني ادخل!”

قال وسام تفضل !!

• سوف ادلك على طريقه كيف سوف تنقذ اراضيك من الهلاك.

• ماذا كيف ذلك؟؟ هل استطيع

• نعم واليك الخطه : سوف تذهب الى الغابات الاستوائيه وتنتظر

  حتى تمطر وبعد اذن سيأتي قوس قزح فتذهب الى نهايته هناك

• يوجد صندوق ستأخذه وبعدها سيكون هناك زر تضغط عليه فيأتي

  طير سيأخذك لوطنك .

• لكن من سيرافقني ؟؟

• لا احد سوف تذهب لوحدك الان سوف يأتي الطير لياخذك ان كنت تريد .

وذهب القزم ولم يعد يراه تشجع وسام واخذ اغراضه وانتظر حتى يأتي الطير.

اتى الطير ركب وسام على ظهره فحلق به عاليا عاليا…..

وعندما وصل الى وطنه حاملا معه الصندوق

ففتحه ورأى في داخله قنينه كان فيها مياه من ذهب.

صب المياه في النهر الجاف حتى راى نهرا يشبه النهر الذهبي قد تفجر من نبع

جديد يقع بين الصخور واخذ يشق له مجرى ممتلئا بالماء وسط ارض الوادي

الجافه وبينما كان وسام يقف ليرى النهر الجديد انبتت الأرض كثيرا من النباتات

الخضراء الزاهيه وتفتحت مختلف أنواع الازهار والورود وزينت بالوانها المتناسقه

جميع حافات مجاري الماء الوليده  الرقراقه واذا بنهر الذهب يعود ليصبح حديقه غناء

واذا باراضيه التي اضاعتها القسوه وعدم الرحمه قد اعادها الحب والعطف والايثار.

مع تمنياتي لكل القراء السعادة والهناء