مصابيح السماء
المقدمة:-
“وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلنا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ”
كلما نظرنا إلى السماء ليلا نعجب بجمال النجوم وبريقها الأخاذ في ظلمات الكون الأسود. يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: “وَزَيّنّا السّمَآءَ الدّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ” ، وفي آية أخرى يقول عز وجل: “اَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ”
2
النجوم
يعد الكون الفسيح بكل ما فيه أحد المعجزات الدالة على خلق الله عز وجل فقد خلقه في نظام متناه في الدقة بشكل لا يمكن للعقل تصوره، وتعد النجوم إحدى هذه الأجرام السماوية والتي تعد من أشهر وأهم الأجرام السماوية الموجودة في هذا الكون الفسيح.
ما هي النجوم؟
النجوم هي عبارة عن أجسام كروية موجودة في الفضاء وتقوم ببعث كميات هائلة من الطاقة التي تبثها في أرجاء الكون كله، لذا تعد النجوم أحد أهم وأكبر مصادر الطاقة الموجودة في الكون كما هو الحال في الشمس التي تعتبر أقرب نجم للأرض والمصدر الرئيسي للطاقة على سطحها والتي لولاها لما كانت الحياة ممكنة على سطح هذا الكوكب.
4
كيف تتكون النجوم؟
النجوم في الأساس تنشأ من سحابة من الغازات التي تستمر في الدوران بسرعة كبيرة وتتجاذب مع بعضها البعض عن طريق قوة الجاذبية الخاصة بها مما يؤدي إلى إنتاج الحرارة كافية للبدأ بالانفجارات النووية التي تصدر الطاقة من على سطحها، ويحتل الهيدروجين النسبة الأعلى من الغازات التي تشكل النجوم يليه الهيليوم والذي يشكل ربع النجم تقريباً ثم مجموعة من العناصر الأخرى.
5
طيف ضوء الشمس:-
يعتبر الضَّوء مصدراً لجميع الألوان، فهو عبارةٌ عن انعكاسِ أحد ألوان الطَّيف، والتي يعدّ مصدرها الأساسيّ ضوء الشمس، وقد كان لنيوتن الدور الأكبر في تاريخ تفسير تركيبة الضَّوء الأبيض، وتفسير ماهيَّة تركيب الضَّوء، وذلك باعتباره أوَّل من وضع التفسير المنطقيّ الذي يوضّح تركيبة الضوء وخصائصه المختلفة، فقد اعتمد في ذلك على النَّظريَّات الميكانيكيَّة البحتة، وبناءً على ذلك استنتج بأنّ الضوء يتركّب من جسيماتٍ دقيقةٍ تسير ضمن خطوطٍ مستقيمةٍ إلا إذا اعترضها جسم ما
6
الوان الضوء:-
هي عبارة عن مجموعة من الأضواء مختلفة الألوان، عددها سبعة، وهي مختلطةٌ مع بعضها البعض، مُشكِّلةً الضوء الأبيض، وتُسمَّى هذه الأضواء ألوان الطيف السبعة، وهي عبارة عن أشعة ذات أطوالٍ موجيةٍ مختلفةٍ، ويمكننا تحليلها عن طريق وضع منشورٍ أمام الضَّوء الأبيض، فيتحلَّل إلى الألوان السبعة المرئيَّة وهي تتدرج من اللون الأحمر إلى اللون البنفسجيّ، ثم تأتي بعد ذلك سبعة ألوان غير مرئيَّة، وألوان الطيف السبعة المنظورة هي:
الأحمر
البرتقالي
الأصفر
الأخضر
الأزرق
النّيلي” الأزرق الغامق”
البنفسجيّ
8
مما تتكون النجوم؟
تتكوّن النجوم بشكل أساسي من مجموعة من الغازات، حيث يشكل غاز الهيدروجين فيها ما نسبته تسعين بالمئة من وزنها، أما العشرة بالمئة المتبقية فتتوزع بين غازات الهيليوم، والأكسجين، والنيون، والصوديوم، والمغنسيوم، والكالسيوم، والحديد بنِسَب ضئيلة جداً قد لا تتعدى الواحد بالعشرة من تكوين النجم.
10
دورة حياة النجوم:-
للنجوم كما لكل مخلوق خلقه الله في الكون دورة حياة يعيش فيها فالنجم كما أنّه يولد في النهاية فإنّه يصل بعد ذلك إلى قمّة نشاطه ثم يهرم ويموت فيما بعد، فحيث يستمر النجم بالتقارب والانهيار على بعضه البعض نتيجة لقوة الجاذبية الخاصة به وبعد أن يتم استهلاك الهيدروجين في التفاعلات النووية لانتاج الطاقة وعنصر الهيليوم – حيث تعدل الانفجارات النووية التي تحدث على سطح النجم قوة الجاذبية الخاصة به فيتوقف عن الانكماش لفترة من الزمن – يبدأ النجم بالانكماش على بعضه البعض والاقتراب من مرحلة الانهيار الكامل أو موت النجم، ولكن قبل الانهيار وبعد نضوب الهيدروجين يتحول النجم إلى ما يعرف بالعملاق الأحمر والذي يكون حجمه أكبر بعدة مرات من الشمس، وعند موت النجم يتحول هذا النجم إلى شكل آخر بحسب كتلته، فالنجوم التي تكون كتلتها قليلة جدا تتحول إلى ما يعرف بالقزم الأبيض والذي يخلو من الهيدروجين إلّا أنّه يستمر بالإشعاع لسنين طويلة نتيجة للطاقة المختزنة فيه أصلا والتي يتمر بإشعاعها حتى يبرد كلياً، وبحسب العلماء فإنّ شمسنا تعد إحدى النجوم التي تتحول في نهاية المطاف إلى قزم أبيض. أمّا في حال كانت كتلة النجم كبيرة فإنّه سيتحول إلى نجم نيوتروني أو ثقب أسود وقد وضع العلماء حدوداً لكتلة النجوم التي تتحول إلى هذه الأشكال فأعلى النجوم كتلة هي التي تتحول إلى ما يعرف بالثقوب السوداء أمّا النجوم التي تكون كتلتها أقل من ذلك فتتحول إلى النجوم النيوترونية وهي النجوم التتي تتكون نتيجةً لاندماج بروتونات وإلكترونات النجم مع بعضها البعض نتيجة لقوة الجاذبية الخاصة بهذا النجم.
12
موت النجم:-
يتطور العملاق الأحمر ليصبح غلافاً سديمياً كوكبياً، على شكل سديم كوكبي كروي، كما تكوّن مادة القلب المتبقية قزماً أبيضاً حجمه بحجم الأرض تقريباً، وكثافته كبيرة جداً، فيتطور العملاق الأحمر لينفجر انفجاراً عظيماً، ويشع طاقة هائلة جداً في مدة زمنية قصيرة، ويسمى حينئذ بالنجم فوق المستعر، في حين تكون مادة القلب المتبقية اعتماداً على كتلتها نجماً نيوترونياً يبلغ قطره تقريباً عشرين كيلومتراً، أي أنّ كثافته أكبر بمليون مرة من كثافة القزم الأبيض، مما يولّد انفجاراً هائلاً ينتهي بالنجم على صورة ثقب أسود.
14
17
المجرات
المجرّة عبارة عن تجمعات هائلة الحجم تحتوي على مليارات النجوم والكواكب والكويكبات والنيازك والأرقام، وتحتوي أيضاً على بقايا النجوم والمادة المظلمة والغبار الكوني، كما أنها مأخوذة من الجذر اللغوي “مجر” ويعني: الكثير.
18
حجم المجرة:-
ان المجرة الواحدة على الأغلب تكون مليئة بكميات هائلة من النجوم، فالمجرات القزمة يكون بها حوالي بضعة آلاف النجوم، أما عن تلك العملاقة فيكون بمقدار المئة ترليون نجم، وجميعها تأخذ مركز الثقل مداراً لها.
21
تصنيفات المجرات:-
هناك ثلاثة تقسيمات رئيسة للمجرات وهي الإهليجية والحلزونية وغير المنتظمة بعيداً عن المجرات الإهليجية والحلزونية، فإنّ أغلب المجرات الكونية هي مجرات قزمة وهي صغيرة جداً بالمقارنة مع المجرات التقليدية حيث إنها تكون أقل من 1% من حجم درب التبانة، وتحتوي على بضع مليارات النجوم مقارنة مع المجرات الإهليجية أو الحلزونية، ويقال إن المجرات القزمة تحوم حول مجرات أكبر منها، فدرب التبانة مثلاً لديها حوالي اثنتي عشرة من المجرات التابعة لها، ولا نستطيع فصل المجرات القزمة عن المجرات الإهليجية أو الحلزونية، لأنها قد تكون مثلها تماماً لكن بشكل مصغر.
22
ما هو الانفجار العظيم؟؟
في علم الكون الفيزيائي، نظرية الانفجار العظيم أحد النظريات المطروحة في علم الكون و التي ترى بأن الكون قد نشأ من وضعية حارة شديدة الكثافةتقريبا قبل حوالي 13.7 مليار سنة. نشأت نظرية الإنفجار العظيم نتيجة لملاحظات الفريد هيل حول تباعد المجرات عن بعضها، مما يعني عندما يؤخذ بعين الإعتبار مع المبدأ الكوني أن الفضاء المتري يتمدد وفق نموذج فريدمان-لميتر Friedmann-Lemaître model للنسبية العامة. هذه الملاحظات تشير إلى أن الكون بكل ما فيه من مادة وطاقة انبثق من حالة بدائية ذات كثافة وحرارة عاليتين شبيهة بالمتفردات الثقالية gravitational singularity التي تتنبأ بها النسبية العامة. ولهذا توصف تلك المرحلة بالحقبة المتفردة.
فإذا كان الكون يتمدد فما من شك أن حجمه في الماضي كان أصغر من حجمه اليوم، وأن حجمه في المستقبل سيكون أكبر منهما. وإذا تمكنا من حساب سرعة التمدد يمكننا التنبؤ بالزمن الذي احتاجه الكون حتى وصل إلى الحجم الراهن، وبالتالي يمكننا تقدير عمر الكون وهو 14 مليار سنة تقريباً. تتحدث نظرية الانفجار العظيم عن نشوء وأصل الكون إضافة لتركيب المادة الأولى primordial matter من خلال عملية الاصطناع النوويnucleosynthesis كما تتنبأ بها نظرية ألفر-بثه-گامو Alpher-Bethe-Gamow theory .
24
26
Published: Dec 21, 2017
Latest Revision: Dec 21, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-397390
Copyright © 2017