by esam dwere
Artwork: تاريخ
Copyright © 2017
مؤتمر وانسي و”الحل النهائي”
في 20 يناير من عام 1942، تجمع خمسة عشر عضوًا من أعضاء الحزب النازي رفيعي المستوى وزعماء الحكومة الألمانية لاجتماع هام. واجتمعوا في قسم من برلين يتميز بالثراء في فيلا بجوار بحيرة معروفة باسم وانسي. وعقد الاجتماع رينارد هيدرك، الذي كان كبير مبعوثي رئيس القوات الخاصة هنرك هيملر، بغرض مناقشة “الحل النهائي للقضية اليهودية في أوروبا” مع قادة رئيسين من غير القوات الخاصة الألمانية،بما في ذلك وزيري الخارجية والعدل، اللذين كان تعاونهما ضروريًا
وكان “الحل النهائي” هو اسم التشريع النازي للتدمير المخطط بعناية والمتعمد أو الإبادة الجماعية لكل يهود أوروبا. استخدم النازيون المصطلح الغامض “الحل النهائي” لإخفاء سياسة القتل الجماعي عن باقي العالم. وفي حقيقة الأمر، تحدث الرجال في وانسي عن طرق القتل، وعن التصفية، وعن “الإبادة”.
ولم يشر مؤتمر وانسي، كما عُرف بعد ذلك تاريخيًا، إلى بداية “الحل النهائي”. وكانت جماعات القتل المتنقلة قد بدأت بالفعل في ذبح اليهود في أراضي الاتحاد السوفيتي المحتلة. وبالأحرى، كان مؤتمر وانسي مكانًا لكشف “الحل النهائي” رسميًا للقادة غير النازيين ممن سيساعدون في ترتيب نقل اليهود من كافة أنحاء الأراضي الأوربية التي تحتلها ألمانيا إلى معسكرات “الإبادة” التي تديرها القوات الخاصة في بولندا. ولم يعترض أيٌ من الحضور في وانسي على السياسات المعلنة. ولم يحدث مسبقًا أن تعهدت دولة عصرية بقتل شعب كامل.
الحياة في الغيتو
عادةً كانت الحياة في الغيتو حياة لا تحتمل. وكان الزحام الشديد هو السائد. فقد كانت أكثر من عائلة تعيش في شقة سكنية واحدة. وكانت أنابيب المياه مكسرة، والفضلات البشرية ملقاة في الشوارع إلى جانب القمامة. فانتشرت الأمراض المعدية كانتشار النار في الهشيم في مثل هذه الظروف السكنية غير الصحية. وكان الناس في حالة من الجوع الدائم. وحاول الألمان عمدًا تجويع المقيمين بالسماح لهم بشراء كميات قليلة من الخبز والبطاطس والسمن. وكان لبعضهم أموال أو أشياء قيمة تمكنوا من مبادلتها للحصول على الطعام الذي كان يتم تهريبه إلى الغيتو، في حين أن البعض الآخر أُكره على التسول أو السرقة ليظل على قيد الحياة. وفي أيام الشتاء الطويلة، نادرًا ما وجد وقود للتدفئة، وكان العديد من الناس يفتقدون إلى الملابس الكافية. فضعفت قوى الناس من الجوع والتعرض للبرد وأصبح من السهل إصابتهم بأي مرض من الأمراض، ومات عشرات الآلاف في الغيتو من المرض أو الجوع أو البرد. وانتحر بعض الأفراد للهروب من حياتهم البائسة.
وفي كل يوم كان عدد الأطفال اليتامى في ازدياد، وربما اضطر العديد منهم للعناية بأطفال أصغر منهم عمرًا. وكان الأطفال اليتامى يعيشون عادةً في الشوارع، يتسولون كسرات الخبز من الآخرين الذين يملكون القليل منه أو لا يملكون شيئًا على الإطلاق. وقد تجمد العديد منهم حتى الموت في الشتاء.
وللنجاة والبقاء على قيد الحياة، اضطر الأطفال إلى أن يكونوا واسعي الحيلة وأن يفيدوا أنفسهم. وساعد الأطفال الصغار في غيتو وارصوفيا أحيانًا على تهريب بعض الطعام لعائلتهم وأصدقائهم بالزحف عبر الفتحات الضيقة في حائط الغيتو. وكانوا يقومون بذلك متحملين مخاطرة كبيرة، وكانت تتم معاقبة من يُلقى القبض عليه كمهربين معاقبة أليمة.
وحاول العديد من الأشخاص الصغار الاستمرار في التعليم عن طريق ارتياد فصول مدرسية ينظمها الكبار في العديد من الأحياء اليهودية. وبما أن تلك الفصول كانت تعقد بشكل سري، تحديًا للنازيين، اعتاد الطلاب على إخفاء كتبهم تحت ملابسهم في وقت الضرورة، كي لا يتم الإمساك بهم.
ومع أن المعاناة والموت كانا في كل مكان حولهم، لم يتوقف الأطفال عن اللعب بالدمى. وأحب بعضهم الدمى أو الشاحنات التي أتوا بها إلى الغيتو معهم. كما كانوا يصنعون الدمى، باستخدام كل ما يمكن استخدامه من قطع القماش أو الخشب الذي يمكنهم العثور عليه. وفي حي لودش اليهودي، حوّل الأطفال الجزء العلوي من علب السجائر الفارغة إلى أوراق للعب.
}تاريخ{
.اعداد:خديجة دويري
.تقديم للاستاذ:سعيد عباس
.المدرسة :ابن سينا الشاملة-نحف
♥♥
Published: Dec 13, 2017
Latest Revision: Dec 13, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-394333
Copyright © 2017