الدرس الأول: الحجّ والعمرة

مفهوم الحج:

*******

هو قصد بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وعرَفة على وجه التعظيم

لأداء أعمالٍ محددةٍ، بشروط مخصوصة، استجابة لأمر الله تعالى.

*******

حكمه:

الحجّ ركن من أركان الإسلام، وفرضٌ على المستطيع من المسلمين

قال تعالى: {ولله على الناس حِجّ البيت منِ استطاعَ إليه سبيلا}.

منافع الحجّ:

للحجّ منافع وفضائل متعددة، منها:

1. يعادل الجهاد: عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل من العمل، أفلا نجاهد؟

قال صلى الله عليه وسلم: “لكنّ أفضلَ الجهاد، حجّ مبرور” [البخاري].

2. مغفرة الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمّه” [البخاري].

3. الحجّاج والمعتمرون وفدُ الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“الحجّاج والعمّار وفد الله، إنْ دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم” [النسائيّ].

شروط الحجّ:

يجب الحجّ على المسلم إذا تحققت فيه الشروط التالية:

1. العقل: لقوله صلى الله عليه وسلم: “رُفع القلم على ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصّغير حتى يكبر

وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق” [ابن ماجه].

2. البلوغ: إلا أنّ الصبيّ إذا حجّ صحّ منه الحجّ، وإذا بلغ وجب عليه حجّ الفريضة.

3. الاستطاعة: لقوله تعالى: {ولله على الناس حِجّ البيت منِ استطاعَ إليه سبيلا}. [آل عمران:97].

فلا يجب الحجّ إلا على منْ توافرت فيه الاستطاعة بأنواعها: البدنية، المالية، الأمنية، والمُحرم للمرأة.

العمرة:

*****

تعريفها:

هي الطوافّ بالبيت والسعيُ بين الصفا والمروة.

 ******

حكمها:

من الفقهاء من عدّها سنّة مؤكدة، ومنهم من اعتبرها فرضًا.

 ******

حكمة مشروعيتها:

هي ذات الفضائل التي ذُكرت في الحجّ.

مواقيت الحج والعمرة:

*******

الميقات المكاني:

يُحرم المعتمر من الميقات الذي تتّبع له بلده، وهي نفس مواقيت الحجّ.

******

الميقات الزماني:

وقت الإحرام للعمرة هو كلّ السنة باستثناء يوم عرفة ويوم النّحر ويومين بعده.

أما مواقيت الحجّ الزمانية فهي أشهُر: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة،

وهي التي يصح فيها انعقاد الحج ويقع فيها التمتع بالعمرة إلى الحج.

*****

أنظر الملحق في الصفحة التالية =>

أركان العمرة:

1. الإحرام.

2. الطوافّ بالبيت.

3. السعيّ بين الصفا والمروة.

4. الحلق أو التقصير.

محظورات الإحرام للحاجّ والمعتمر:

بي

انتهى الدرس الأول.

يتبع .. الدرس الثاني في أعمال الحجّ.

الدرس الثاني: أعمال الحجّ

أولا: الإحرام

مفهومه: هو نيّة أداء الحج أو العمرة، أو أداؤهما معًا.

حكمه: ركن من أركان الحجّ والعمرة، ولا يصحّ أحدهما دونه.

أنواعه: يُؤدّى الإحرام على ثلاثة أوجه:

1. الإفراد: وهو أن ينوي المسلم أداء الحجّ وحده، فيقول عند إحرامه: (اللهم إني نويتُ الحجّ فيسّره لي وتقبّله منّي).

2. القِران: وهو أن ينويَ المسلم أداء الحجّ والعمرة معًا، فيقول عند إحرامه: (اللهم إني نويتُ الحجّ والعمرة فيسّرهما لي وتقبّلهما منّي).

3. التمتّع: وهو أن ينويَ المسلم أداء العمرة أولًا ثم أداء الحجّ، فيقول عند إحرامه: (اللهم إني نويتُ العمرة متمتّعًا بها إلى الحجّ).

سنن الإحرام:

يُسنّ لمن أراد الإحرام ما يلي:

1. الاغتسال.

2. وضع الطّيبِ على البدن قبل أن يلبس ملابس الإحرام، وهذا خاصّ بالرجال.

3. صلاة ركعتين.

4. التّلبية: بأن يقول: (لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبيّك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك).

ثانيًا: الطواف

وهو العمل الثاني من أعمال الحجّ، والطوافّ معناه الدّوران حول الكعبة سبعة أشواط.

أنواعه:

1. طواف القدوم: وهذا يفعله الحاجّ عند وصوله للبيت الحرام، وهو سنّة.

2. طواف النّفل: وهذا يفعله الحاجّ أو المعتمر في أي وقت، مُحرمًا أو غير محرم.

3. طواف الإفاضة: وهذا يفعله الحاجّ بعد الوقوف بعرفة، وهو ركن من أركان الحج.

4. طواف الوداع: وهذا يفعله الحاجّ عندما يريد أن يغادر البيت الحرام، وهو واجب.

شروطه:

1. الطهارة من الجنابة والحدث والحيض والنّفاس.

2. ستر العورة.

3. أن يكون عدد الأشواط سبعة.

4. أن يكون الحِجرُ داخلًا في طوافه.

5. ابتداء الطواف من الحجر الأسود، كلّ شوط تكون بدايته من محاذاة الحجر الأسود.

ثالثًا: الوقوف بعرفة.

في اليوم التاسع من ذي الحجة يصعد الحجّاج إلى صعيد عرفة، والوقوف بعرفة يبدأ من يوم التاسع

وينتهي بغروب شمسه، ويُعد هذا الوقوف ركنًا من أركان الحجّ، ولا يصحّ بدونه، ومن لم يقف في عرفة فحجّه باطل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الحجّ عرفة”.

رابعًا: الوقوف بالمُزدلفة والمبيت بها.

بعد غروب شمس اليوم التاسع من ذي الحجة يفيض الحجّاج من عرفة إلى المزدلفة، ويبقى الحاجّ بالمزدلفة

إلى ما بعد منتصف ليلة العاشر من ذي الحجة وهي ليلة العيد، وهو واجب من واجبات الحجّ.

خامسًا: رمي الجمار.

بعد أنْ يصلّي الحاجّ الفجر في المزدلفة ليلة العيد، يتوجّه إلى مِنى لرمي جمرة العقبة بسبع حصيات،

وهذا الرمي واجب من واجبات الحجّ، وبعد الرمي يحلّ له التحلّل الأول.

سادسًا: النّحر.

يذبح الحاجّ يوم العيد في منى شاة وتُسمّى الهدي، وذلك إن كان حجّه متمتّعًا أو قارنًا.

سابعًا: الحلق والتقصير.

بعد ذبح الهدي يوم العيد يحلق الحاجّا شعره أو يقّصره، والمرأة تقصّر فقط.

ثامنًا: طواف الإفاضة.

بعد أن ينتهي الحاجّ من الحلق يوم النّحر يذهب إلى مكة المكرمّة ليطوف طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحجّ.

تاسعًا: السّعي.

بعد الطوافّ يصلّي الحاجّ ركعتين وهما سنّة الطوافّ، ثم يشرب من ماء زمزم، ثم يتوجّه إلى المسعى للسّعي بين الصفا والمروة

سبعة أشواط، والسعي ركن من أركان الحجّ. عندما ينتهي الحاجّ من السعي يتحلّل التحلّل الثاني، وبه يُعتبر الحاجّ قد انتهى من أركان الحجّ.

عاشرًا: المبيت بمنى ورمي الجمار.

بعد طواف الإفاضة والسعي، يرجع الحاجّ إلى منى ليبيت فيها ليلتين، ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة

وهذا المبيت واجب من واجبات الحجّ، فيرمي في الحادي عشر والثاني عشر الجمرة الصغير بسبع حصيات، ثم الوسطى ثم الكبرى.

الحادي عشر: طواف الوادع.

بعد الرمي يتوجّه الحاجّ إلى مكة فيمكث فيها حتى يعود إلى بلده، فإذا أراد المغادرة فإنه يطوف طواف الوداع سبعة أشواط، وهو واجب من واجبات الحجّ.