مدرسة يسوع الشاب – دون بوسكو
موضوع الوظيفة: بداية الثورة الصناعية في بريطانيا بالذات(1800-1700)
في إطار موضوع:البحث العلمي
تحت إشراف المعلمة المحترمة:ريتا ناصر
بمساعدة أمينة المكتبة المحترمة:ريتا ناصر
اسم الطالب: محمد عيسى
لمى فاخوري
هيثم بيطار
مريانا خليف
الصف:الثامن
الشعبة:”2″
تاريخ التسليم:2017/5/10
الفهرس
ألمقدمه…………………………………………………………………….1-2
الفصل الأول:الحياة في بريطانيا قبل الثورة الصناعية…………………………….3-4
الفصل الثاني:بداية الثورة الصناعية في بريطانيا وتبلورها…………………………5-6
الفصل الثالث:التغييرات التي أحدثتها الثورة الصناعية والإنسان في شتى المجالات…. 7-8
التلخيص والاستنتاج:……………………………………………………………9
المصادر والمراجع:…………………………………………………………….10
ألمقدمه
الثورة الصناعية مصطلح يشير إلى التغيير الذي حدث في الحياة خصوصا في الغرب , خلال القرن الثامن عشر وأوائل قرن التاسع عشر الميلاديين ,كما يدل على الحقبه الزمنية نفسها كذلك
بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر ميلادي ,وانتقلت إلى أجزاء من أوروبا وأميركا الشمالية في بداية القرن التاسع عشر ميلادي وبحلول منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ,انتشر التصنيع في أوروبا الغربيه وشمال شرقي الولايات المتحدة الامريكيه. وقد أدت الثورة الصناعية في زيادة عظيمه في الإنتاج كما أخرجت التصنيع من نطاق المنزل والورشة الصغيرة وأحلت الآلات ذوات المحركات محل العمل اليدوي. وطورت المصانع لتصبح أفضل وسيله للجمع بين الآلات والعمال لتشغيلها.ِ
ومع تقدم الثورة الصناعية نشأت الحاجة إلى مستثمرين جدد والى مؤسسات ماليه لتوفير المال من اجل توسع اكبر للتصنيع ,وهكذا أصبح الممولون ,وكذلك المصارف أمرا مهما في تطور الثورة الصناعية ولأول مره في التاريخ الأوروبي ,قام عدد من رجال الأعمال الأثرياء بأداره ألصناعه وتنظيمها.
اختلف المؤرخون حول أهميه الثورة الصناعية وقد ركز بعضهم على إن أهميه الثورة تكمن في الزيادة الكبيرة في إنتاج البضائع ,وكان الاعتقاد السائد إن هذه الزيادة أسهمت في رفع مستوى المعيشة خلال القرن التاسع عشر الميلادي ,وكانت أكثر فائدة مما فعلته الهيئات التشريعية واتحادات العمال ,وركز آخرون على الجوانب السلبية للثورة ,وأشاروا إلى السكن المزدحم وغير الصحي ,وظروف العمل البالغة السوء التي تسبب. فيها التصنيع السريع في المدن.
أنكر بعض المؤرخون إن تكون الثورة الصناعية ثوريه ,بمعنى كونها فتره التغييرات كبيره ومفاجئه ,ويصر هؤلاء المتخصصون على إن العناصر الاساسيه للثورة الصناعية يمكن إرجاعها إلى التطورات التي حدثت في أوروبا منذ مئات السنين قبل القرن الثامن عشر ميلادي.
ترجع جذور التقدم العلمي إلى عنصر النهضة (من القرن الرابع عشر إلى السادس عشر الميلاديين) ,وقد طور ليوناردو دافينشي الفنان الايطالي والعبقرية العلمية عددا من الإشكال الاليه في رسوماته وأشكاله ,وتم تصنيع هذه التطورات المبكرة مره أخرى في الثورة الصناعية.
ويتفق معظم المؤرخين اليوم على أن الثورة الصناعية كانت نقطه تحول عظيمه في تاريخ العالم ,فقد حولت العالم الغربي من مجتمع ريفي زراعي إلى مجتمع حضري صناعي ,وقد جلب التصنيع الكثير من المنافع المادية ,ولكنه أيضا ترك عددا كبيرا من المشكلات التي لا تزال قائمه في العالم الحديث فمثلا تواجده معظم الدول الصناعية مشاكل تلوث الماء والهواء.
سؤال بحث : لماذا بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا بالذات؟
الفصل الأول: الحياة في بريطانيا قبل الثورة الفرنسية.
الفصل الثاني: بداية الثورة الفرنسية في بريطانيا وتبلورها.
الفصل الثالث :التغييرات التي أحدثتها الثورة الصناعية والإنسان في شتى المجالات.
الفصل الأول:الحياة في بريطانيا قبل الثورة الصناعية
قبل الثورة الصناعية كان أقل من 10% من سكان أوروبا يعيشون في المدن. والباقون يعيشون في بلاد وقرى صغيرة منتشرة على امتداد الريف. وكان هؤلاء الناس يقضون معظم يومهم العملي في الزراعة. ولما كان باستطاعتهم بيع الفائض من الطعام في البلدان المجاورة، فإنهم كانوا يزرعون مايزيد قليلاً عما يحتاجونه لأنفسهم. ويصنعون معظم ملابسهم، وفرشهم وأدواتهم من المواد الخام المُنتَجة من المزارع أو الغابات.
وقد وُجِدَ نوع من الصناعة في كل أنحاء أوروبا الغربية قبل الثورة الصناعية. والقليل من التصنيع كان يتم في متاجر الروابط في المدن الصغيرة. وكان العمال الحرفيون في هذه المتاجر يستخدمون أدوات بسيطة لتصنيع منتجات مثل الملابس والأدوات المعدنية والحليّ والمنتجات الجلدية والمشغولات الفضية والأسلحة. وكان بعض المنتجات المصنوعة في المدن الصغيرة تتم مقايضته بالطعام المُنتَج في الريف. وكذلك كانت منتجات المدن تُصَدَّر لمبادلة ثمن الكماليات المستوردة من الخارج، أو تُرْسَل إلى المستعمرات في مقابل المواد الخام. ومع ذلك، كان معظم التصنيع يحدث في المنازل في المناطق الريفية. والتجار الذين يُسمون المقاولين الملتزمين
يوزعون المواد الخام على العمال في منازلهم ويجمعون المنتجات التي تم تصنيعها. وفي المنزل كانت الأسرة بأكملها تعمل معًا لتصنيع الملابس ومنتجات الطعام، والنسيج والمصنوعات الخشبية. وكان العمال أنفسهم مصدرًا للقدرة المستخدمة في التصنيع. وكانت الدواليب المائية مصدرًا للقدرة في بعض الصناعات. كانت طريقة الحياة تختلف من مكان لآخر، اعتمادًا على المناخ والتربة والبعد عن المدن والطرق التجارية. وكانت حياة معظم الناس القاسية تدور حول المواسم الزراعية (الزراعة والفلاحة والحصاد وتسويق المحصول). وعاش الناس تحت الخوف الدائم
لاحتمال فشل محاصيلهم. والكثير منهم عانوا من سوء التغذية. ونتيجة لذلك أصابتهم الأمراض، وشاعت الأوبئة. وقلّ انتاج العمال كما قلّ عدد الذين يحصلون على دخول كبيرة، وانحصرت هذه القلة في ملاك الأراضي الزراعية ورجال الأعمال وذوى المناصب الرفيعة. وكان القليل من المال يدَّخر أو يتم استثماره في مشروعات تجارية. وفي واقع الحال كان هنالك قليل من فرص الاستثمار. قبل الثورة الصناعية، خضعت معظم الدول الأوروبية لحكم ملكي، كان لملاَّك الأرض الكبار، والتجار الأغنياء، ولبعض رجال الكنيسة في هذه الدول، نفوذ سياسي كبير. لكن العمال والمزارعين خفتت أصواتهم في الحكومة. بل إن الكثير من الدول لم تجر انتخابات. وعلى الرغم من وجود برلمان في بريطانيا، فلم يسمح بالتصويت إلا لدافعي الضرائب من الذكور. وغالبًا فإن قلة من المقترعين هي التي تحدد من يمثل مقاطعة ما في بريطانيا. وقد تغيَّرت كل هذه الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع تطور الثورة الصناعية.
الفصل الثاني : بداية الثورة الصناعية في بريطانيا وتبلورها
بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا لأسباب متعددة , منها المخزون الكبير من الفحم الحجري والحديد وهما المصدران الطبيعيان اللذان اعتمد عليهما التصنيع, كانت المواد الخام الاخرى تأتي من مستعمرات بريطانيا . وبحلول منتصف القرن الثامن عشر الميلادي اصبحت البلاد القوة الاستعمارية الرائدة في العالم , ولم تعد مستعمرات بريطانيا مصدر للمواد الخام فحسب بل اصبحت تمثل اسواقا للمنتجات المصنعة.
في اواخر القرن الثامن عشر الميلادي ازداد الطلب على البضائع البريطانية وذلك دفع الاعمال الصناعية الى التنافس فيما بينها على العدد المحدود من العمال وكمية المواد الخام مما رفع تكاليف الانتاج وادى الى تقليل الارباح ولم يعد بالإمكان الاستجابة للطلب الا بزيادة قدرة بريطانيا على الانتاج بتكلفة غير باهظه, رفض التجار البريطانيون رفع اسعار بضائعهم وقد حققوا هدفهم عن طريق تطوير الآلات والمهارات الفنية.
كان اعظم مظاهر الثورة الصناعية ادخال الآلة ذات المحرك في صناعات النسيج في انجلترا واسكتلندا, وقد حدث هذا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي , ولذلك اصبح علامة بارزة لبداية عصر المصنع الحديث.
وفي ظل النظام المنزلي كان التجار يشترون اكبر كمية من المواد ويستخدمون اكبر عدد يحتاجونه من العمال ويمولون العملية بالكامل والبعض منهم يمتلك معدات الغزل والنسيج واكواخ العمال.
أفرز نظام الصناعة المنزلية العديد من المشكلات للتجار فوجدوا صعوبة في تنظيم مقاييس الصّنعة والمحافظة على جداول زمنية لإكمال العمل,مع ازدياد الطلب على القماش تعين على التجار منافسة بعضهم في اغلب الأحيان على العدد المتوافر المحدود من العمال في منطقة ما, وادت كل هذه المشاكل الى الزيادة في النفقات.
بدأت الزراعة وكذلك الصناعة الريفية بالتأثر بالتغييرات التي احدثها تصنيع انتاج النسيج, ومن اجل مقابلة الطلب المتزايد على المنسوجات والمنتجات الأخرى بدأ ملاك الأرض بزراعة المواد الخام في اراضيهم مفضلين ذلك على زراعة الغذاء.
فأحدثت الثورة الصناعية تغيرات عظيمة في طريقة حياة الناس وبرزت التغيرات الاولى محليا ولكن بحلول اوائل القرن التاسع عشر الميلادي ادرك الناس الثورة الاقتصادية والسياسية التي شملت البلاد, وانتشرت الامتيازات التعليمية والسياسية التي كانت في وقت ما حكرا على الطبقة العليا بين الطبقة المتوسطة المتنامية .
حلّت الآلات محل بعض العمال لكن اخرين حصلوا على فرص جديدة في العمل مع الآلات, وعلى الرغم من ذلك عاش معظم العمال تحت ظروف قاسية في المدن الصناعية المتوسطة, في الطبقة العاملة احتفظ بعض اصحاب الاعمال في السابق بعلاقات طيبة مع عمالهم على المستوى المحلي واستشعروا نوعا من المسؤولية تجاههم لكن مثل هذه العلاقة اصبحت غير ممكنة بعد الثورة الاقتصادية الكبيرة فقد وظف الصناعيون الكثير من العمال ولم يكن باستطاعتهم التعامل الشخصي معهم , فقد كانت اجور المصانع متدنية, والنساء والاطفال يشتغلون عمالا غير مهرة ولا يحصلون الا على جزء يسير من اجور الرجال المتدنية والاطفال (ومعظمهم دون العاشرة) يعملون ما بين 10و14 ساعة في اليوم, وبعضهم قد اصبح مشوها بسبب عملهم او مقعدا بسبب الآلات الخطرة.
فقد كان معظم عمال المصانع فقراء واميين فلم يكن السكن في المدن الصناعية المتنامية قادرا على مواكبة هجرة العمال من المناطق الريفية ونتج عن ذلك زحام زائد وحاد وعاش الكثير من الناس في ظروف غير صحية الى حد بعيد مما ادى الى تفشي الامراض.
ففي الطبقتان الوسطى والعليا امدت الثورة الصناعية الناس بمنتجات وفرت وسائل جديدة للراحة وملائمة لمن يستطيعون الحصول عليها, وحصلت الطبقة المتوسطة التي كانت تتكون من اصحاب الاعمال والمهن على مكاسب سياسية متزايدة , وبحلول منتصف القرن التاسع عشر ميلادي كانت مصالح الاعمال التجارية قد سيطرت بدرجة كبيرة على سياسات الحكومة البريطانية.
قبل الثورة الصناعية كان في انجلترا جامعتان فقط هما جامعة اوكسفورد وجامعة كمبردج لكن الثورة ابرزت الحاجة الى المهندسين والى الكتبة والعمال المهنيين ونتيجة لذلك اصبح التعليم امرا حيويا فقام بعض الافراد والجماعات بإنشاء بعض المكتبات والمدارس والجامعات.
فقد بدأت اساليب التصنيع تنتشر من بريطانيا الى الاقطار الاخرى سريعا بعد بداية الثورة الصناعية وقد حاولت بريطانيا ان تمارس احتكارا على مكتشفاتها ومهاراتها, ومنعت هجرة العمال الحرفيين وايضا تصدير الآلات .
ففي عام 1750م استقر الصانع اللانكشايري جون هولكر في فرنسا حيث ساعد في تحديث طرق الغزل في صناعة النسيج, وفي عام 1789م هاجر صمويل سليتر[1][2]الى الولايات المتحدة حيث بنى مصنعا للنسيج في رودايلاند وانتقل وليم كوكلير (وهو نجار من لانكشاير) الى بلجيكا عام 1799م وبدأ تصنيع الات النسيج, وفس سنة 1817م انشأ جون بن كوكريل مصانع بالقرب من لييج أنتجت مواد الجسور والمدافع والقاطرات والآلات البخارية .
وفيما عامي 1810و1812م قام فرنسيس كابوت لوويل , رجل الأعمال الأمريكي بزيارة مصانع لانكشاير للنسيج في والثام في ماساشوسيتس ,وكان هذا واحدا من المصانع الاولى في العالم التي جمعت تحت سقف واحد كل عمليات تصنيع القماش القطني, وفي عام 1838م جاء الصناعي الالماني الشهير الفرد كروب الى شفيلد حيث تعلم احدث الطرق في عمليات تصنيع الفولاذ.
فبلجيكا اصبحت الدولة الثانية في التصنيع وفيما بين عامي1830و1870م طورت البلاد سريعا صناعتها الثقيلة بعون مالي كبير من الحكومة.
اما فرنسا فبدأت التصنيع خلال منتصف القرن الثامن عشر لكن التقدم توقف في اواخر ذلك القرن وبداية القرن التاسع عشر الميلادي بسبب الثورة الفرنسية والحروب التي دخلها حاكم فرنسا نابليون بونابرت.
اما المانيا فكانت تمتلك الموارد الطبيعية التي يحتاجها التصنيع لكن عوائق سياسة واجتماعية اقعدت البلاد, وقبل توحيدها عام 1871م ظلت المانيا مجموعة من الولايات المنفصلة التي كانت عاجزة في معظم الوقت عن التعاون الاقتصادي فيما بينها.
الولايات المتحدة فلقد حدث اول تصنيع خارج اوروبا في المستعمرات البريطانية التي اصبحت الولايات المتحدة فيما بعد ونشات بالمستعمرات مجموعة واسعة من الصناعات كان اكثرها نجاحا بناء السفن.
بحلول اوائل القرن التاسع عشر الميلادي طورت صناعة الاسلحة الخفيفة الات وادوات صالحة لإنتاج اجزاء من القطع بمواصفات ثابتة للإنتاج بالجملة, وبدا الانتاج الصناعي خاصه انتاج النسيج والمعادن الخفيفة في الزيادة الكبيرة بالولايات المتحدة في العشرينيات من القرن التاسع عشر الميلادي.
وبداية من ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي انتشر التصنيع سريعا في كل الانحاء الشرقية للولايات المتحدة, وعلى وجه الخصوص حققت صناعه الحديد في بنسلفانيا تقدما عظيما اذ ان الحديد قد تمت ملاءمته لتصنيع الآلات الزراعية وقضبان السكك الحديدية ومجالات متعددة من الاستخدامات الهيكلية.
وبحلول الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي, مكنت نوعية الحديد الامريكي وسعره مصنعي الحديد في الولايات المتحدة من منافسة مصنعي الحديد في بريطانيا في الاسواق العالمية.
[1] وهو عامل نسيج من ديربيشاير.
الفصل الثالث:التغيرات التي أحدثتها الثورة الصناعية والإنسان في شتى في جميع المجالات
أدّت الثورة الصناعيّة إلى رخاء اقتصاديّ وتَقدّم من النواحي الطبية والصناعيّة والاقتصاديّة في جميع أنحاء أوروبا وخاصّة في إنكلترا، فقد ازدادت إيرادات الدولة، وأصبحت تملك فائضاً من الأموال، ومن أهمّ نتائج هذه الثورة
تغيرات اقتصادية
كان من نتائج الثورة الصناعيّة تحسين كمية ونوعية الإنتاج على حدّ سواء في مُختلف القطاعات، مع تخفيف الجهد والنفقات المُترتّبة على أصحاب الصناعات. وقد احتكرَ ملكية المصانع وأدوات الإنتاج عددٌ قليلٌ من رجال الأعمال والصناعيِّين، الذين كانت لهُم ملكية المصانع والبنوك والمناجم والأسواق وشركات السكك الحديدية، وحقَّق هؤلاء ثراءً عظيماً وعاشوا في رخاءٍ كبير أدّت الثورة الصناعية أيضاً إلى الثورة الزراعية، حيث تزايد الاستثمار في مجال الزراعة وطُوِّرت تقنيات لتحسين الغذاء وزيادة المساحات المزروعة.
تغييرات اجتماعية
أحدثت الثّورة الصناعيّة تغيّراتٍ كبيرة في النّظام الطّبقي في المجتمع الأوروبي، بحيث انقسم المجتمع إلى طبقتين، الأولى هم أصحاب المصانع والمؤسسات التجاريّة والصناعيّة ورؤوس الأموال (الطبقة البرجوازيّة)، حيث كان هؤلاء في قمّة الرّخاء الاقتصادي، والثانية هي طبقة العمّال وهم العاملين في المصانع، وغالبيتهم من النّازحين من المناطق الريفيّة بحثاً عن فرص عمل الّتي قامت بتوفيرها المصانع. وألزم ذلك الدّول على التدّخل للحدّ من سلبيّات هذا التفاوت من خلال وضع عدد الروابط.
والقوانين الّتي من شأنها حماية نظام العمل، كإصدار تشريعاتٍ عُماليّة تتعلّق بالضمان الاجتماعي، وتتضمّن الشؤون الصحيّة
للعمّال. أدَّت الثورة الصناعيّة إلى انتقال مُعظم السكّان من العمل في الوظائف اليدويّة في الزراعة إلى الوظائف الجديدة التي توفَّرت في القطاع الصناعي، ممَّا أدى إلى توجّه أعدادٍ هائلةٍ من العُمَّال من الريف إلى المدن الصناعية للعمل بأجور زهيدة في وظائف مُرهقة، وتدنَّت أحوالُ هذه الطبقة فغرقت في الفقر المدقع، واضطرَّ جميعُ أفرادها من الرجال البالغين إلى النساء والأطفال للعمل بالمصانع سعياً للرزق. مع بدء القرن التاسع عشر تمكَّن هؤلاء العمال من الحصول على الحقّ في تكوين النقابات، وبعد ذلك جاءت قوانين لتنظيم العمل في المصانع ساعدت على تحسين الظروف المعيشيَّة ومنح الضمان الاجتماعي لعُمَّال.
تغيرات سياسيّة وثقافيّة
كان للثورة الصناعيّة أثرٌ كبير على كافة المستويات، وعلى وجه الخصوص المُستويين السياسي والثقافي، وكان من نتائجها:
1)تشريعُ الضمان الاجتماعي لتأمين العُمَّال من الحوادث والأمراض والبطالة.
2) منح العمال بشكلٍ عام والنساء خاصّة حقّ الانتخاب والتصويت.
3)ظهور عددٍ من الأحزاب السياسيّة التي أخذت على عاتقها الدّفاع عن حقوق العمال ومصالحهم، والمشاركة في الحياة السياسيّة للدول.
4)اشتداد المُنافسة بين الدّول الصناعيّة في سعيها للسيطرة على المصادر الرئيسيّة للمواد الخام، إضافةً للأسواق الخارجيّة، وكذلك مصادر الطاقة، وطُرُق المواصلات حول العالم.
من النتائج الأخرى على الصعيد الثقافي ظهور الفكر الشيوعي؛ فقد أدَّت الظروف المعيشيّة التي ترتّبت على الثورة الصناعية إلى ظهور الماركسية والدعوة لمجتمع أكثر إنسانية، وترتَّب عليها وقوع الثورة البلشفيّة في أكتوبر عام 1917م والتي أدخلت الشيوعيّة إلى الاتّحاد السوفييتي السابق وروسيا لاحقاً.
التلخيص والاستنتاج
تفجرت الشرارة الأولى للثورة الصناعية في بريطانيا باكتشاف الآلة البخارية في ستينيات القرن الثامن عشر، فتسارعت وتيرة ازدهار صناعة النسيج والصلب وهما أهم الصناعات يومها. وبعد ذلك انتشرت الظاهرة إلى باقي أرجاء أوروبا ثم أميركا الشمالية في مطالع القرن التاسع عشر.
والواقع أن قيام الثورة الصناعية يبقى في المقام الأول تتويجا منطقيا لتطور علمي هائل جاء ثمرة النهضة الأوروبية التي قامت قبل ذلك بقرنين، كما أنه -بدرجة أقل- نتيجة منتظرة لازدهار الصناعة التقليدية والتجارة العالمية، مع ما رافق ذلك من بروز الحاجة إلى وسائل وأدوات إنتاجية تُمكن من الاستجابة للحاجة المتزايدة للسوق العالمية التي لم تعد الصناعة التقليدية اليدوية قادرة على تلبيتها.
بيد أنه لا بد من إبراز حقيقة أن تطور إنتاج الفحم الحجري في بريطانيا -وهو مصدر الطاقة الأهم في العالم حينها- فتح عيون الفاعلين الاقتصاديين على استشراف آفاق توظيف هذه الإمكانيات على نحو أنجع بإدماجها في القاعدة الإنتاجية.
ترسخت الثورة الصناعية أولا في بريطانيا، فازدهرت صناعة النسيج واستخراج الفحم الحجري وصناعة الصلب، وتوسعت شبكات المواصلات وظهرت الجسور الحديثة، وإن كانت السكك الحديدية لم تظهر إلا في أواسط القرن الموالي.
وعلى المستوى الاجتماعي نشأت طبقة عاملة حول المناطق الصناعية وظهرت حرف صناعية، وبدأ الواقع الجديد يُغير بشكل ملموس أنماط العيش وعادات الناس، وأخذ مفهوم التمدن في التبدل فأصبح معياره الأساسي وجود المصانع التي باتت تميز الحواضر الكبرى عن الوسط القروي، الذي كان في أغلبه لا يزال يعيش عصر ما قبل الصناعة.
ويرى مؤرخون أن الثورة البريطانية امتدت من 1770 إلى 1830، وهو ما مكّن بريطانيا من تحقيق تفوق هائل جعلها القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم إلى أواسط القرن العشرين.
ومع بدايات القرن التاسع عشر، عرفت دول أوروبا -وعلى رأسها فرنسا– التصنيع متأثرة بالثورة الصناعية البريطانية، وقد دخلت فرنسا عصر التصنيع بشكل فعلي بعد ثورة 1789 وتحديدا خلال ما يُعرف بفترة “ملكية يوليو”، أي في حدود سنة 1830.
وفي تلك المرحلة، كانت ألمانيا هي الأخرى -ومعها أغلب بلدان أوروبا الغربية- تخطو على نفس الطريق، كما انتشر إشعاع الثورة الجديدة إلى أميركا الشمالية. ولم تصبح ألمانيا دولة صناعية إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، متخلفة عن سويسرا وبلجيكا اللتين عرفتا التصنيع على نطاق هام منذ أربعينيات ذلك القرن.
المصادر والمراجع
(موسوعة أعلام الفكر العربي:المجلد2,مصر:مكتبه مصر,(السنة؟
موسوعة المعارف ألحديثه:المجلد1,المغرب:حقوق الطبع العالمية,1988.
الموسوعة العربية الميسرة:المجلد الأول,بيروت:دار الجيل ,2001.
http://mawdoo3.com/تعريف_الثورة_الصناعية
https://docs.google.com/viewer
http://www.onefd.edu.dz/cours_1as/fichiersPDF/122/ev2/histoire/F122-histoir2-L04.pdf
Published: May 16, 2017
Latest Revision: May 16, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-313456
Copyright © 2017