الاشتراكية وتأثيرها على الشيوعية by ETAF SQUAD - Illustrated by عطاف ابو نصرة وفرقتها  - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

الاشتراكية وتأثيرها على الشيوعية

by

Artwork: عطاف ابو نصرة وفرقتها

  • Joined May 2017
  • Published Books 1

مدرسة يسوع الشاب – دون بوسكو

موضوع الوظيفة : الاشتراكية وتأثيرها على الشيوعية

في اطار موضوع : البحث العلمي

تحت اشراف المعلمة المحترمة : ريتا ناصر

بمساعدة امينة المكتبة المحترمة : ريتا ناصر

اسم الطلاب : عطاف ابو نصرة

فارس حربجي

عرين ابو مهر

زكريا علي موسى

ابراهيم حسن

ورد عباس

 

تاريخ التسليم : 2017/5/10
2

الفهرس

المقدمة……………………………………………………………….2-3

الفصل الاول : كارل ماركس والفكرة الاشتراكية……………………………..4-11

الفصل الثاني : تأسيس الشيوعية (الحكم)…………………………………12-17

الفصل الثالث : تفشي الايدولوجية الشيوعية والماركسية……………………..18-21

الفصل الرابع: الماركسية وتأثيرها على طبقة العمال…………………………..22-27

التلخيص والاستنتاج:…………………………………………………………31-28

المصادر والمراجع:……………………………………………………………32-31

3

المقدمة

هي مصطلح يشير إلى مجموعة أفكار في التنظيم السياسي والمجتمعي مبنية على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج في الإقتصاد؛ تؤدي بحسب منظريها لإنهاء الطبقية الإجتماعية ولتغيّر مجتمعي يؤدي لإنتفاء الحاجة للمال ومنظومة الدولة. وفي العلوم السياسية والاجتماعية هي ايدوليجية اجتماعية اقتصادية سياسية وحركة هدفها الاساسي تأسيس مجتمع شيوعي بنظام اجتماعي اقتصادي مبني على الملكية المشتركة لوسائل الانتاج في ظل غياب الطبقات المجتمعية والمالومنظومة الدولة.

والشيوعيون من الأفراد والأحزاب هم المتبنين لهذه النظريات والحركات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية الساعية للوصول لذلك النظام الإجتماعي. في سياق الحرب الباردة يشير مصطلح “الكتلة الشيوعية” إلى كتلة جيو-سياسية هيمن عليها الإتحاد السوفييتي وغلب عليها حكم الحزب الواحد أو الدكتاتورية أو الشمولية في تلك الدول. أثّرت الحركة الساعية للوصول للشيوعية بتفسيراتها الماركسية اللينينية بشكل ملحوظ على تاريخ وأحداث القرن العشرين الذي شهد تنافساً حاداً بين الدول التي إدّعت إتباعها لهذه النظرية وأعدائها.

وايضا هي عبارةٌ عن حركةٍ سياسيّةٍ تهدفُ إلى المُساواةِ بين الأفراد في المُجتمعِ الواحد؛ بحيثِ لا يكونَ أيّ فردٍ أفضلُ مِنَ الآخر، فالمُجتمعُ يجمعُ بين أفرادِهِ تحت مِظلّةٍ واحدة. وتُعرفُ الشيوعيّة أيضاً بأنّها مذهبٌ فكريٌّ يسعى إلى تقديمِ المادّة على كل شيءٍ في الحياة، فهو يرفضُ التقيّدَ بالقواعد الدينيّة والاجتماعيّة التي تنظمُ المجتمع، بل يعتمدُ على الاهتمامِ بدور المادّة في إنتاج المجتمع، والفكر الإنسانيّ الخاصّ بالنّاس. يعودُ الظّهورُ الأول لمُصطلح وفكرة الشيوعيّة إلى عام 1917م أثناء اندلاع الثّورة البلشفيّة في الأراضيّ الروسيّة، ولقد قام المُفكّر ماركس بوضعِ الأُُسس الخاصّة بها، والتي انتشرتْ بشكلٍ سريعٍ بين العديد من الشّعوب، ممّا أدّى إلى القضاء على الكثيرِ من المُجتمعات، وظهور مجتمعات شيوعيّة قائمةٍ على الأفكار الماديّة البَحتة، وبعد تبنيّ الاتّحاد السوفيتيّ لهذه الحركة الفكريّة استمرّتْ بالانتشارِ بشكل كبير، وخصوصاً ضمن الدّول التي تبنّتْ الأفكار الخاصّة بها، ولكن انتهى وجود الشيوعيّة مع انتهاء وجود الاتّحاد السوفيتيّ في تسعينيات القرن العشرين للميلاد.

سؤال البحث:كيف اثرت الماركسية الاشتراكية على المفهوم الشيوعي  

4

الفصل الاول:كارل ماركس والفكرة الاشتراكية

ولد كارل ماركس في الخامس من ايار/ماي سنة 1818 في مدينة ترير بروسيا الرينانية. وكان ابوه محاميا و كان يهوديا ثم اعتنق البروتستانتية في سنة 1824  .ولم تكن عائلة ماركس الميسورة و المثقفة عائلة ثورية.

وعندما تخرج ماركس من الجامعة اقام في مدينة بون حيث كان يامل بالحصول على منصب استاذ في الجامعة ولكن السياسة الرجعية التي كانت تسلكها الحكومة كانت قد اقصت, عام 1832 ,لودفيغ فيورباخ عن منصبه كاستاذ, و عادت في سنة 1837 ,فرفضت من جديد السماح له بدخول الجامعة و منعت في سنة 1841 الاستاذ الشاب برونو باور من القاء محاضرات في بون. هذه السياسة الرجعية اضطرت ماركس الى العدول عن الحياة الجامعية.

في سنة 1843 تزوج ماركس في كريزناخ من جيني فون ويستفالن, صديقة طفولته التي خطبها وهو ما يزال طالبا. كانت نوجته تنحدر من عائلة نبيلة رجعية بروسية. وكان اخو جيني فون ويستفالن الاكبر وزيرا للداخلية في بروسيا في مرحلة كانت من اشد المراحل اغراقا في الرجعية وذلك بين 1850 و 1858

في ايلول /سبتمبر سنة 1844 جاء فريدريك انجلس الى باريس لقضاء بضعة ايام فيها فاصبح منذ ذلك الحين الصديق الحميم لماركس. وقد اسهم كلاهما باشد الحماسة في الحياة المحمومة للجماعات الثورية التي كانت انذاك في باريس وكانت تولي هناك اهمية خاصة لمذهب (برودون)  وقد صفى ماركس حساب هذا المذهب تصفية قاطعة في كتابه “بؤس الفلسفة” الذي صدر عام 1847 وخاضا نضالا حادا ضد مختلف نظريات الاشتراكية البرجوازية الصغيرة وصاغا نظرية و تاكتيك الاشتراكية البروليتارية الثورية او الشيوعية (الماركسية). راجع مؤلفات ماركس في هذه المرحلة الممتدة من 1844 الى 1848 في قائمة الكتب. و في سنة 1845 طرد ماركس من باريس لكونه ثوريا خطرا بناء على طلب الحكومة البروسية. فجاء الى بروكسال و اقام فيها. و في ربيع 1847 انتمى ماركس و انجلس الى جمعية سرية  للدعاية هي عصبة الشيوعيين وقاما بقسط بارز في المؤتمر الثاني لهذه العصبة المنعقد في لندن. و في تشرين الثاني/نوفمبر 1847 و بناء على تكليف المؤتمر

 البرودونية هي اتجاه برجوازي صغير في الاشتراكية معادي للماركسية و تسمى بذلك نسبة لمفكرها الفوضوي الفرنسي جون بيار برودون. فقد انتقد برودون الملكية الكبيرة الراسمالية من موقع برجوازي صغير وحلم بارساء ملكية خاصة صغيرة. واقترح انشاء بنوك “الشعب” “و التبادل” يكون بامكان العمال بواسطتها امتلاك وسائل الانتاج وان يصبحوا حرفيين و يضمنوا تسويقا عادلا لانتاجهم.

5

وضع ماركس و انجلس “بيان الحزب الشيوعي” المشهور الذي نشر في شباط/فيفري 1848 .ان هذا الكتاب يعرض بوضوح ودقة عبقريين المفهوم الجديد للعالم, يعرض المادية المتماسكة التي تشمل ايضا ميدان الحياة الاجتماعية و الديالكتيك بوصفه العلم الاوسع و الاعمق للتطور ونظرية النضال الطبقي و الدور الثوري الذي تضطلع به البروليتاريا, خالقة المجتمع الجديد, المجتمع الشيوعي, في التاريخ العالمي

ثم جاءت مرحلة انتعاش النشاط في الحركة الديمقراطية في اواخر العقد السادس و في العقد السابع فدفعت ماركس من جديد الى النشاط العملي. ففي سنة 1864(28 ايلول/سبتمبر) تاسست في لندن الاممية الاولى المشهورة “جمعية الشغيلة و عدد كبير من المقررات و التصريحات 15 العالمية. وكان ماركس روحها كما كان ايضا واضع “رسالتها” الاولى والبيانات. ان ماركس بجمعه شمل الحركة العمالية في مختلف البلدان و سعيه الى توجيه شتى اشكال الاشتراكية غير البروليتارية السابقة للماركسية (مازيني, برودون, باكونين, التريديونية الليبرالية الانجليزية, الانحرافات اللاسالية اليمينية في المانيا, الخ.) في طريق النشاط المشترك وكفاحه نظريات جميع هذه الشيع و المدارس الصغيرة قد صاغ تكتيكا موحدا لنضال الطبقة العاملة البروليتاري في مختلف البلدان. وبعد سقوط كومونة باريس (1871)التي قدرها ماركس في  تقديرا عميقا, اخاذا, باهرا, فعالا, ثوريا “الحرب الاهلية في فرنسا” 1871 وبعد الانشقاق الذي احدثه الباكونيون الاممية لم يعد باستطاعة هذه الاممية ان تعيش في اوروبا وعقب مؤتمر 1872 في لاهاي انتقل المجلس العام للاممية الى نيويورك بناء على راي ماركس. وهكذا انجزت الاممية الاولى مهمتها التاريخية مفسحة المجال لمرحلة من النمو في الحركة العمالية في جميع البلدان نموا اقوى و اشد مما مضى الى ما لا حد له, مرحلة تطور هذه الحركة من حيث الاتساع مرحلة تاليف احزاب عمالية اشتراكية جماهيرية على اساس شتى الدول القومية. وما بذله ماركس من نشاط شديد في الاممية و ما قام به من اعمال نظرية بمزيد من الشدة ايضا قد زلزلا صحته زلزلة نهائية. وقد واصل وضع الاقتصاد السياسي على اسس جديدة و اتمام كتاب “راس المال” جامعا عددا ضخما من المستندات الجديدة و دارسا عدة لغات (اللغة الروسية مثلا) ولكن اقعده المرض عن انجاز كتاب “راس المال”. و في الثاني من كانون الاول/ديسمبر سنة 1881 ماتت زوجته. وفي 14 اذار/مارس سنة 1883 رقد ماركس في كرسيه رقادا اخيرا هادئا و دفن مع زوجته في مقبرة هايغات في لندن. وقد مات لماركس عدة ابناء و ما يزالون اطفالا في لندن حين كانت عائلته تعاني بؤسا

6

مدقعا. وكانت بناته الثلاث متزوجات من اشتراكيين من انجلترا و فرنسا وهن: ايلينوار ايفلينغ و لورا لافارغ و جيني لونغي وابن هذه الاخيرة عضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي.

:الماركسية او الاشتراكية 

الإشتراكية هي إحدة النظريات السياسية و الإجتماعية التي نشأت في أواخر القرن التاسع عشر بشكل علمي ، و قد كانت هناك العديد من الكتابات الإشتراكية قبل تلك الفترة و لكنها كانت تعرف بالإشتراكية الرومانسية ، إلى أن جاء كارل ماركس و هو فيلسوف و عالم إجتماع و إقتصاد ألماني و ألف في المبادئ الإشتراكية و الشيوعية العديد من الكتب و المقالات التي قامت عليها تلك النظرية و تطورت فيما بعد على أيدي العديد من الإقتصاديين و السياسين على السواء . و تنقسم الإشتراكية العلمية إلى ثلاث مناهج أو فروع علوم في البحث ، و هي الإقتصاد السياسي ، و المادية التاريخية ، و المادية الجدلية . و من المفترض أن تقوم دراسة تلك العلوم و تطبيقها في دراسة المجتمعات بتحقيق شروط المعرفة لطبيعة المجتمع و احتياجات تطورة للقيام بالثورة الإشتراكية التي تتحدث عنها الكتابات الإشتراكية . و تعتمد الإشتراكية على مبدأ التساوي في توريع الثروات على المواطنين ، فمن كلٍ حسب طاقته ، و لكلٍ حسب عمله . أي أن كل فرد في المجتمع الإشتراكي لا يجب عليه العمل لساعات طويلة تسبب له الإجهاد و بشكل يفوق طاقته و لا يوفي الأجر في النهاية إحتياجاته الأساسية ، بل تقوك الدولة بتوفير الإحتياجات الأساسية من المسكن و المأكل و الملبس كحد أدنى لكل فرد في المجتمع الإشتراكي ، و يعمل كل فرد في المجتمع لخدمة المجتمع بأسره ، و في الدولة الإشتراكية كما تصورها الفلاسفة يقوم العمال بإدارة مصانعهم للعمل على تحقيق الأرباح و توزيعها عليهم ، و تكفل الدولة التعليم و الخدمات و الصحة . إن تلك المبادئ الإشتراكية تعتمد على إدارة الثروات العامة و توظيفها لصالح المجتمع ، بعكس النظام الرأسمالي الذي يعتمد على إدارة الأشخاص للثروات و توظيفها للمزيد من الأرباح للأفراد و ليس للمجتمع ، و لا ينال الدولة إلا الإستقطاعات الضريبية . كل تلك المبادئ العامة للإشتراكية تقول بأن تطبيقها على أرض الواقع سيسمح بالأمان للمجتمعات و عدم الشعور بالخوف من الفقر في المستقبل أو الحاجة إلى الدواء و الغذاء و عدم امكانية توفيرهم ، و لكن الثورات الإشتراكية في التاريخ الحديث منذ مطلع القرن العشرين و التي بدأت بالثورة الروسية قد جعلت من التطبيق الإشتراكي شئ بالغ الصعوبة ، حيث قامت تلك الدول الناشئة بذلك النظام

7
الاشتراكية وتأثيرها على الشيوعية by ETAF SQUAD - Illustrated by عطاف ابو نصرة وفرقتها  - Ourboox.com

9

السياسي و الإقتصادي الجديد بالدخول في صراعات عسكرية و سياسية مع العديد من الدول الرأسمالية أفقدها في النهاية القدرة على إقامة الدولة و إستمرارها .

وهي ايضا  الماركسية هي منهج افكار ماركس. لقد تابع ماركس و اتم على نحو عبقري التيارات الفكرية الرئيسية الثلاثة في القرن التاسع عشر و التي تعزى الى البلدان الثلاثة الاكثر تقدما في العالم: الفلسفة الكلاسيكية الالمانية و الاقتصاد السياسي الكلاسيكي الانجليزي و الاشتراكية الفرنسية المرتبطة بالتعاليم الثورية الفرنسية بوجه عام. ان ما تتصف به افكار ماركس من منطق رائع و انسجام تام انما يعترف به له حتى خصومه. و تؤلف افكار ماركس بمجموعها المادية الحديثة و الاشتراكية العلمية المعاصرة بوصفها نظرية الحركة العمالية و برنامجها في جميع البلدان المتمدنة في العالم. كل هذا يحملنا على ان نقدم لعرض المضمون الرئيسي للماركسية, مذهب ماركس الاقتصادي, بلمحة موجزة عن مفهموه للعالم بوجه عام

ويوجد ثمانمية مليون من البشر يعيشون في ظل حكومات تنتسب الى المذهب الماركسي.

وكثير غيرهم من الذين يعيشون في ظل حكومات التي لا تنمي الى الماركسية قد وضعوا ثقتهم في احزاب شيوعية ثورية.ان الماركسية تلقى اختلاف واسع بين العائلات والمجتمعات والامم لانها كانت حسب اعتقادهم سبب للكثير من الخلافات الدولية التي نشهدها من الحرب العالمية الثانية.

: يمتاز النظام الإشتراكي بثلاث سمات رئيسية ، و هي 

أولاً : الملكيةِ العامة ( الشعب بكافة طبقاته ) لوسائل الإنتاج :حيث يؤمن الفكر الإشتراكي أنّ التملك الفردي – كتركز الثروة في أيدي الفئة الحاكمة – هي الوسيلة التي يتم من خلالها إستعباد العامةِ و إستغلالهم مقابل عوائد زهيدة ، لا تكفي قوت يومهم ، ومن هنا ينصّ النظام الإشتراكي على عدم السماح للأفراد بتملك وسائل الإنتاج ، وأن تكون تلك الوسائل ( ملكيّة عامة ) للمجتمع كافةً ، وليست حكراً على أفراد معينين ك ( الطبقة الحاكمة ) . ثانياً :التخطيط :ويقوم هذا النظام على وجود ( جهاز مركزي للتخطيط ) ، حيث يقوم بوضع الخطط وتحديد الأهداف التي تهدف إلى الرقي بالمجتمع وتحقيق الإكتفاء للشعب ، بتوفير العمل والسلع للجميع ، وتلتزم جميع المنشآت على العمل على تحقيقها خلال فترة زمنيّةٍ محددة مدروسة بدقة ، وذلك للتوفيق بين الموارد والإحتياجات ، وتحقيق الأهداف المنشودة

للرقي والتنمية والقضاء على الفقر والبطالة قدر الإمكان . ثالثاً : توفبر ما يلزم

10

لإشباع الحاجات الإجتماعيّة :يقوم النظام الشيوعي بدراسةٍ شاملة وعامة لحاجات المجتمع من السلع والخدمات المختلفة ، والموارد المتاحة لتوفير تلك السلع و الخدمات ، وكميّة و الإستثمارات التي يمكن القيام بهاو كيفية تطبيقها على أكمل وجه ، لتأمين إحتياجات المجتمع من السلع والخدمات , وتوفيرها قدر الإمكان . وكما أن هنالك ميزات للنظام ، بكل تأكيد لا يخلو أي أمر أو نظام موضوع من العيوب ، بالنسبة للعيوب التي تهدد إستمرارية النظام الإشتراكي فهي : 1. هشاشة الحوافز الفرديّة وضعفها. 2. القوانين الصارمة و المركزيّة المتشدِّدة . 3. البيروقراطيّة والتعقيدات الإداريّة . أمّا العقبة الرئيسيّة و المشكلة الأساسيّة في تطبيق النظام الإشتراكي ومبادئه ، ترجع إلى إهمال العوامل ( الديالكتيكيّة ) في توضيح و تفسير طريقة الإنتاج الإشتراكي ، أو التطبيق غير الواعي للأسباب أو غيرالمدروس بدقة عالية ، وخاصّة في مرحلة النمو و التطور التاريخي لقوى الإنتاج . وبما أنّ الرأسماليّة تقف عائقاً وتشكل عقبة أمام نمو القوى الإنتاجيّة ، فقد تطورت ( الإشتراكيّة العلميّة ) من هذه المتناقضات للرأسماليّة ، والتغلب عليها لا يتم إلاّ بإلغائها ، وأن تحل بدل علاقات الإنتاج الرأسمالي ، علاقات الإنتاج الإشتراكي . ومن هنا يتضح لنا أن الجوهر الأساسي للإشتراكيّة ( إقتصادي بحت ) ، ويتعلق بالملكيّة ووسائل الإنتاج ، وسوء توزيعها واحتكارها من قبل الرأسماليين ، واتخاذ قرارات إستخدام هذه الوسائل ، وكيفية توزيع الناتج القومي المحقق من هذا الإستعمال بشكل عادل . وبرغم المزايا العادلة التي أُسس عليها النظام الإشتراكي ، إلاّ أن التطبيق العملي العلمي لهذا النظام قد أظهر العيوب ، التي كانت تمس جوهر النظام وعمقه وأساسه ، مما أدى إلى فشلل تطبيقه و إنهيار عدد من الدول الإشتراكيّة ( كالإتحاد السوفييتي ) ، وانكماشها ، وتأثر عدد كبير بالنظريات الأخرى ، ( كالرأسماليّة العصريّة ) . وأخيراً ، بالرغم من العيوب التي أدت إلى إنكماش الدول الإشتراكيّةِ وانهيار بعضها ، إلا أن المبادئ السّامية التي أُسس عليها هذا النظام ، والذي سأطلق عليه (( نظام لنصرة الكادحين الفقراء في الأرض )) ، تجعلني أُمجد تلك الأهداف ، وأحترم كل من يسعى لتطبيقها ، والعمل على دراسة عيوبها للوصول إلى نتائج إيجابيّة في معالجة تلك العيوب ، للحدّ من تقدم الرأسماليّة التي غزت العالم ، ليزداد الأفراد والدول الغنية ثراءً، على حساب دولٍ وشعوب يطرق الموت أبوابها لشدة الجوع والفقر .

وهي نظامٌ سياسيٌ، واقتصاديٌ، واجتماعيٌ يُناديّ بالشّراكةِ بين أفراد المُجتمع الواحد في كافّةِ المجالات العامّة. وتُعرفُ الاشتراكيّة أيضاً بأنّها توزيع المُلكيّة العامّة بين الأفراد الذين يعيشونَ ضمن دولةٍ

واحدة من خلال العمل

على إلغاء المُلكية المُطلَقة لعناصر الإنتاج، والتي تسعى إلى توقّف العمل بالقواعدِ، والمَبادئ الاجتماعيّة، واستبدالها بكل شيء يُحقّق المُساواة بين الأفراد من وجهةِ نظرٍ اشتراكيّة.[٣] تعودُ الأفكار الأولى للاشتراكيّة إلى القرن التّاسع عشر للميلاد، حيث ظهرتْ حركةٌ تَسعى إلى التخلّصِ من التّأثير الرأسماليّ على المُجتمعات، وفرض قيودٍ تساعدُ على التخلّصِ من السّلطة الكاملة لأصحاب رؤوس الأموال، والأدوات الإنتاجيّة على مَصادرِ الإنتاج الخاصّة بهم، فاعتمدتْ على تطبيق فكرةِ التّعاون بين أفراد المُجتمع الواحد في الاستفادةِ من نتائج الإنتاج بدلاً من تقديمه إلى أصحابِ العمل مُباشرةً، وساهم ذلك في تطبيق التّعاون بين كافّة الأفراد وفقاً للفكر الاشتراكيّ، وفي القرن العشرين للميلاد بالتّزامنِ مع ظهور أفكار المُفكّر ماركس، وقد ساهم ذلك في انتشارِ الاشتراكيّة بشكلٍ كبير بين الدّول في العالم، وما زالت بعضُ هذه الدّول تعتمدُ على الفكر الاشتراكيّ حتى هذا اليوم

11

الشتراكية.والدين

كون الماركسية علم بحت يعني انها لا تؤمن بأية قوة خارجة عن الطبيعة تسيطر على حركة الطبيعة او تسيرها وفقا لهواها بل تعتبر الطبيعة، الكون، مادة في حركة تسير وتتطور وفقا لقوانين معينة توصل الانسان الى اكتشاف بعضها وما زال يجهل الكثير منها وان الانسان يكتشف خلال تطوره المزيد من القوانين التي تسير الطبيعة وتحدد شكلها في حركتها وتطورها وتغيرها, لذلك

 تعتبر الماركسية الاديان كلها مرحلة من مراحل تطور الفكر الانساني. فقد جابه الانسان لدى خروجه عن نطاق الاحياء الاخرى طبيعة قاسية كان من الصعب عليه التغلب عليها فكان يطلب المساعدة من قوى تصور انها قادرة على مساعدته او انها سبب معاناته. فعبد كفه مثلا لان كفه كانت وسيلته الكبرى للحصول على طعامه وعبد الحيوان الذي كان يعيش على اصطياده وفي مراحل اكثر تقدما عبد الشمس او القمر او النجوم وفقا لما اوحاه له تفكيره البدائي حول الطبيعة والقوى المسيرة لها. وكان التفكير بوجود الالهة باشكالها وانواعها مرحلة عالية من تطور الفكر البشري بلغت اقصاها في التفكير بوجود اله واحد هو الخالق للعالم والمسيطر عليه ومسيره وفقا لهواه ورغباته.

 تبدأ الديانات كحركة تلبي بعض حاجات المجتمع في حينها سرعان ما تنسجم مع التكوين الطبقي للمجتمع. فكما ان المجتمع في كافة المراحل يتكون من طبقات مستغلة وطبقات مستغلة تصبح الديانات ايضا جزءا من هذا التركيب الطبقي. فتتألف فئات دينية تشكل جزءا من الطبقات المستغلة وجزءا لا يتجزأ من دكتاتورية الدولة القائمة بينما تتحول الاغلبية الساحقة من اتباع تلك الديانات الى جزء من الطبقات المستغَلة. وبذلك تتحول الديانة الى ادوات استغلال لتابعيها ولاتباع الديانات الاخرى اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا على حد سواء.

 تميز الماركسية بين الديانات بصفتها سلطة ووسيلة استغلال للكادحين وبين الديانات كتقاليد راسخة في اذهان الناس البسطاء والكادحين عن ايمان واعتقاد. فهي تفضح بشدة سيطرة الدولة والمؤسسات الدينية على جماهير الشعب واستغلالها وتكافح ضد كل انواع التمييز الديني واضطهاد الديانة الرسمية للديانات الاخرى واستخدامها وسائل لخلق العنعنات والتصادمات التي تبعد الكادحين عن وحدتهم في النضال ضد الطبقات المستغلة دينية كانت ام دنيوية. ومن الناحية الثانية تستخدم التثقيف والاقناع بين الجماهير الكادحة لابعادها عن التعصب وعن التصادمات بين الديانات المختلفة والتيارات المختلفة في ديانة واحدة. وفي الوقت الذي تكافح ضد كل انواع الاستغلال الديني تراعي الناس البسطاء في معتقداتهم ولا تبدي عداء لهم بسبب تدينهم.

 فصل الدين عن الدولة تبقى ثمة علاقة بين الدولة والسلطات الدينية. وهذا يعني انه لا تبقى ديانة رسمية للدولة ولا ديانة سائدة وديانات ثانوية. والدولة هي دولة علمانية تعامل الناس بصفتهم مواطنين بصرف النظر عن صفاتهم الدينية. وهذا من شأنه ان يزيل كافة النزاعات الدينية وما يرافقها من مجازر واضطهادات وتمييز الاشخاص.وفقا.لدياناتهم

 فصل الدين عن الثقافة العامةو فلا يسمح بالتثقيف الديني في المدارس بل يقتصر تثقيف الاجيال الجديدة على الثقافة العلمية البحتة. وايقاف اية اعانات مالية لمؤسسات دينية ايا كان شكلها. والخلاصة

هي ان على الدكتاتورية البرولتارية ان تمنع اية وسيلة من وسائل الاستغلال على اساس ديني. ولكن هناك مهام ديمقراطية

بصدد موقف الماركسية من الدين. فالصفات الديمقراطية لدكتاتورية البروليتاريا تجاه الدين هي اعلان حق كل انسان بان يعتنق دينا او ان لا يعتنق اي دين. فدولة دكاتورية البروليتاريا تمنح لكل شخص الحق في ان يعتنق الدين الذي يؤمن به ولا تضطهد او تميز شخصا في اي مجال من مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسبب ممارسته تقاليده الدينية او بسبب عدم تدينه. فالاشخاص متساوون في حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بصرف النظر عن تدينهم او عدم تدينهم ولا توجد في بطاقات هوية اي شخص اشارة الى الدين الذي ينتمي اليه ولا يحق لاي مسؤول ان يسأل عن ديانة شخص اثناء توجهه للدولة من اجل اية قضية او اي استخدام.

12

الفصل الثاني : تأسيس الشيوعية الحكم

الشيوعية هو مصطلح ذو مدلولات ومعاني متعددة , فقد يكون شكلا لحكومة , نظاما اقتصاديا , حركة ثورية , طريقة حياة , هدفا او مثلا اعلى . وهي مجموعة افكار عن كيف ولماذا تحركت احداث التاريخ وفي اي اتجاه جرت .

وقد طور هذه الافكار بشكل رئيسي هو فلاديمير لينين , الذي كان قائدا ثوريا روسيا , في مطلع القرن العشرين الميلادي وذلك بالاعتماد على كتابات كارل ماركس .

اصبحت الشيوعية احدى اكبر القوى في العالم التي شكلت احداث التاريخ بعد البدايات الاولى للقرن العشرين.

تشير الادبيات الماركسية الى ان الهدف البعيد للشيوعية هو اقامة مجتمع تسوده المساواة بين المواطنين ويتواجد فيه الامن الاقتصادي للجميع . وقد نادى الشيوعيون بان تمتلك لحكومة الممثلة للطبقة العاملة المصانع والالات ووسائل الانتاج الاساسية الاخرى بدلا من الافراد , ولأن تقوم هذه الحكومة بالتختطيط للانشطة الاقتصادية .

وتتراوح اساليب الوصول الى السلطة والمحافظة على استمراريتها بين العنف الثوري وبين الدعاية والتعليم         وكثيرا ما يتم الخلط بين مصطلحي الشيوعية والاشتراكية ,  والشيوعيون يشيرون الى معتقداتهم واهدافهم على انها اشتراكية .

وقد استخدموا هذه الكلمة في الشعارات الرسمية لجمهورياتهم , في حين لا يعتبر الاشتراكيون الذين يسمون غالبا الديمقراطيين الاشتراكيين انفسهم شيوعيون , فالاشتراكية قد ترتكز او لا ترتكز على تعاليم ماركس ولكن معتقدات الاشتراكيين لا ترتكز علو تعاليم لينين , ترتكز الشيوعية على تعاليم كل من لينين وماركس , ويسعى كل من الشيوعيين والاشتراكيين الى ان تكون الملكية عامة والى تنظيم وسائل الانتاج الرئيسية وفي الوقت الذي يحبذ فيه الاشتراكيون الوصول الى اهدافهم بالوسائلب السلمية والقانونية فانهم لا يعارضون استخدام القوة في تحقيق اهدافهم.

تحتلف الشيوعية اختلافا كبيرا من قطر شيوعي الى اخر , غير ان هناك ملامح رئيسية تشترك فيها هذه الاقطار بصورة او اخرى , وذلك حتى اواخر الثمانينات من القرن العشرين الميلادي وهذه الملامح تتمثل في:

الحزب الشيوعي : كان هذا الحزب نقليديا , وسيلة الشيوعيون للوصول الى السلطة وممارستها , وتفرض الاحزاب الشيوعية على تحو تقليدي المتطلبات الصارمة لتصويتها.

كما تتسم المركزية الشديدة والقادة هم الذين يتخذون القرارات المهمة بالاضافة الى ذلك تلزم الاحزاب الشيوعية اعضاءها بالطاعة التامة , فبعد ان يتبنى الحزب سياسة ما , فعلى جميع الاعضاء الموافقة على خط الحزب الى ان يتم تبني برنامج اخر.

13
الاشتراكية وتأثيرها على الشيوعية by ETAF SQUAD - Illustrated by عطاف ابو نصرة وفرقتها  - Ourboox.com

وفي اغب البلدان الشيوعية تقل نسبة المتنمين الى الحزب الشيوعي عن 10% على الرغم من ان الانتماء الى الحزب يعد طريقة للجصول على وظيفة والحفاظ عليها

ادى قادة الحزب من البلدان الشيوعية دورا اساسيا في صنع اهم القرارات الحكومية , والتأكد من متابعة تنفيذ هذه القرارات , فالحزب يربطبين مختلف التنظيمات التي تساند النظام الحاكم , وتشمل هذه التنظيمات : الحكومة , الشرطة , الجيش و الادارات المركزية التي تسيطر على الزراعة والصناعة.

ومعظم البلدان الشيوعية لديها هيئة تشريعية وطنية منتخبة , وفي اغل المنتخبات لا يسمح بالتصويت الا للاشخاص الذين يوافق عليهم الحزب , يضاف الى ذلك ان هذه الهيئات التشريعية ليس لها الا سلطات محدودة واعضاء هذه الهيئات يمررون بدون اثارة اسئلة في الغالب جميع القوانين التي يقترحها قادة الحزب الشيوعي .

الشيوعية والاقتصاد : كانت ادارة الاقتصاد المسؤولية الرئيسية للحكومات الشيوعية , وفي اغلب الدول الشيوعية تملك الدولة معظم الاراضي والمصارف والموارد الطبيعية , والصناعات وقطاعات عريضة من التجارة والنقل , كما قد تعمل الحكومة ايضا على تشغيل جميع وسائل الاعلام من اذاعة وتلفاز ونشر وانتاج الافلام. ومعظم القرارات الاقتصادية الرئيسية يتخذها مخططو الحكومة , على ان تتوافق مع سياسات الحزب الشيوعي , فالمخططون عليهم ان يقرروا ماذا وكم يجب ان ينتج؟, بجانب تقريرهم مستوى اسعار السلع ورسوم الخدمات .

:التغير الاقتصادي

حققت معظم الدول الشيوعية بدون شك خلال عدد من السنوات تقدما سريعا في بناء مصانعها , وثمة اسباب عديدة لهذا النمو الصناعي السريع .

منها ان غالبية هذه الدول لم يكن لديها سوى صناعة بسيطة عندما استولى الشيوعيون على السلطة فيها , وجعل الحكام الجدد التصنيع احد اهدافهم المهمة , تمكن هؤلاء الحكام من التركيز لفترة على تطوير منتجان الصناعة الثقيلة مثل : الفولاذ , الالات دون اعتبار لمتطلبات الافراد من طعام , كساء واسكان وفي مطلع ثمانينات القرن العشرين بدأ العديد من الناس يدركون الاصلاحات الرئيسية ضرورية لزيادة كفاءة الانتاج ولتحسين نوعية السلع والخدمات . وفي اواخر ثمانينات القرن العشرين بدأت العديد من الدول الشيوعية في اجراء اصلاحات اقتصادية جذرية .

15

:الشيوعية والحرية الشخصية

اعتبر الشيوعيون ان اهدافهم في بناء الحزب والدولة تأتي في المقدمة على حساب الحقوق الحريات الشخصية . وفي الماضي حاول الشيوعيون في معظم الدول ان يثبطوا المواطنين عن القيام بأداء العبادة الدينية لانهم اعتبروا الدين عائقا للتطور.

ترتكز الشيوعية الحديثة على نظريات ماركس كما فسرها وطورها لنين وهذه النظريات تسمى غالبا بالنظريات الماركسية اللينينية.

عبر ماركس عن افكاره الاساسية اولا في البيان الشيوعي (عام1848م) الذي كتبه مع فريدريك انجلز , واعتفد ماركس ان السبيل الوحيد لضمان السعادة وقيام مجتمع متألف هو في وضع العمال في مركز السيطرة وكانت افكاره ردة فعل ضد معاناة العمال الشديدة في كل من فرنسا , انجلترا والمانيا , حيث كان معظم عمال المصانع والمناجم يتقاضون اجورا زهيدة ويعملون ساعات طويلة في ظروف غي صحية .

وكان ماركس مقتنعا بان انتصار الشيوعية امر محتم , وكان يؤكد ان التاريخ يسير وفق قوانين معينة ثابتة , تماما كما يتقدم من مرحلة الى اخرى , وتتميز كل مرحلة بنضالات تقود الى مرحلة اكثر تطورا , والشيوعية كما اعلن ماركس هي مرحلة تطور العليا.

وحسب ما يرى ماركس , يمكن مفتاح مراحل التطور للناس في مجال انتاج السلع. وكان يعتقد ان مالكي المصانع  ارادتهم على الناس بقوة نفوذهم الاقتصادي , كما كان يعتقد ان الصراع الطبقي هو الوسيلة التي يمكن بوساطتها الانتقال بالتاريخ من مرحلة الى اخرى تالية , وان الطبقة الحاكمة لن تتخلى ابدا بارادتها عن السلطة , ولذلك فان الكفاح والعنف هما امران حتميان.

وقد نادى ماركس بالغاء الرأسمالية وهي نظام اقتصادي تكون ملكية وسائل الانتاج الرئيسية في ملكية خاصة ويعتقد ماركس ان صراعا بدور بين البرجوازية والبرولتاريا في ظل الرأسمالية , فالبرجوازيين هم مالكو وسائل الانتاج والبروليتاريا هي طبقة العمال.

16

كانت فلسفة ماركس تقوم على اساس مادي فحواه ان الحياة مادة فقط وان تطور الحياة البشرية كتطور الحياة الطبيعية يتم بالية حتمية وكان يعتقد ان عقل الانسان نفسه هو مجرد انعكاس للمادة وليس للحياة الانسانية اساس روحي ما ورائي لذلك كانت النظرية ترفض الاديان جميعا.

توقع ماركس ان تختبر نظرياته في كل من المانيا , بريطانيا او في بعض الدول المتقدمة صناعيا , لكن ذلك حدث في روسيا المتخلفة نسبيا حيث نجح الشيوعيون لاول مرة في اقامة حكومة شيوعية , وطوال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين نشط الشيوعيون المحليون في العديد من البلدان لكنهم لقوا هزائم قاسية في كل من الصين , المانيا , ايطاليا واسبانيا . وفي عام 1919م ساعد الشيوعيون الروس في انشاء الكومنتيرن (الدولية الشيوعية) , ووحد الكومنتيرن جميع الاحزاب الشيوعية في العالم في تنظيم ثوري منظم , واصبح اداة في يد القادة السوفييت , ولما باءت محاولات هذا التنظيم في تشجيع الثورات في البلدان الاخرى بالفشل تم الغاء هذا التنظيم عام 1948م.

وقد اتاحت الحرب العالمية الثانية فرصا للشيوعيين في كسب العديد من الدول ففي عام 1939م و1940م ضم الاتحاد السوفييتي كلا من لاتفيا ولتوانيا واستونيا , بالاضافة الى اجزاء من بولندا , فنلندا ورومانيا .

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية ساعد الجنود السوفييت في تحريرالعديد من الدول من السيطرتين الالمانية واليابانية , ومن هنا اصبحت البلدان التالية : بلغاريا , المانيا , بولندا , رومانيا وكوريا الشمالية ديمقراطيات شعبية مرتبطة بأحلاف ومعاهدات عسكرية , اقتصادية وسياسية كع الاتحاد السوفييتي .

وبعد الحرب العالمية الثانية نشيت في الصين حرب اهلية بين الشيوعيين والوطنيين , وقد كان للشيوعيين بقيادة ماوتسي تونج اليد العليا في هذه الحرب وفي عام 1949م سيطر الشيوعيون في الصين على كافة الاراضي .

وفي عام 1946م انشات تسعة احزاب شيوعية اوروبية , وقد سيطر السوفييت على الكومينفورم وحاولوا استخدامه من اجل ضمان استمرار الاحزاب الاخرى في اتباع سياستهم .

وفي اواخر الاربيعنيات من القرن العشرين وعدت الولايات المتحدة حلفاءها بمساعدة الحكومات غير الشيوعية التي كانت على وشك السقوط تحت سيطرة الشيوعيين , ومن هنا نشـأ صراع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وعرف هذا الصراع بالحرب الباردة .

17

وفي اواخر الثمانينات القرن العشرين , شهدت معظم البلدان الشيوعية فترات طويلة من الركود الاقتصادي , فقد ثبت فشل السياسات الاقتصادية في تحسين الكفاءة الاقتصادية وفي تطوير تقنيات جديدة . وقد حاولت العديد من الدول ان تواجه هذه المشكلات بمحاولة اجراء اصلاحات اقتصادية.

وفي الاتحاد السوفييتي اصبح ميخائيل جورياتشوف رئيسا للحزب الشيوعي عام 1965م, واقترح اصلاحات سياسية واخرى اقتصادية تتبنى اقتصاد السوق , وفي ظل الاصلاحات السياسية سمح للمواطنين السوفييت بتشكيل احزاب سياسية غير شيوعية , وفي انتخابات عام 1989م سمح ان ينافس اعضاء من خارج الحزب الشيوعي للحصول على اغلب مقاعد الشعب في الاتحاد السوفييتي , كما سمح لهؤلاء الاعضاء بالتشريح مجلس السوفييت في خمس عشرة جمهورية وكذلك في الحكومات المحلية .

وفي الصين بدأ دنج كسياوينج بادخال اصلاحات اقتصادية في نهاية سبعينيات القرن العشرين , واولاصلاحاته كانت تشجيع عائلات الفلاحين على استئجار المزارع وانتاج السلع من اجل بيعها في السوق الحرة .

وفي اوروبا الشرقية , عام 1989م اكتسحت التغيرات السياسية المثيرة دول اوروبا الشرقية التي كان يسيطرعليها الاتحاد السوفييتي , منذ اواخر اربيعينيات القرن العشرين مثل : المانيا , بولندا , بلغاريا ورومانيا , وقد ادت هذه التغييرات الى تقليص حادة لسيطرة الاحزاب الشيوعية على اغلب دول اوروبا الشرقية , وقد نتج عن الانتحابات الحرة في بولندا قيام حكومة ائتلافية حصل فيها غير الشيوعيين على معظم المراكز.

وقد فتحت المانيا الشرقية حدودها الطويلة مع المانيا الغربية , وانتهى احتكار الحزب الشيوعي للسلطة السياسية فيها , اما في رومانيا فقد ادت الثورة الدموية الى اعدام رئيس الحزب شاوشيسكو وسيطر الشيوعيون الذين تعهدوا باتاحة حريات اكبر على الحكم .

واليوم تراجعت الشيوعية بوصفها نظاما للحكم في جميع ارجاء العالم بل انها فقدت مناصريها في الدول الشيوعية .

 وفي الدول الشيوعية وبحلول عام 1992م لم تعد الشيوعية تحوز سلطو الا في الصين وكوبا ولاوس وكوريا الشمالية وفيتنام . وبادرت حكومتا الصين وفيتنام باجراء اصلاحات اقتصادية .

اما في الدول الغير الشيوعية , رغم وجود احزاب شيوعية صغيرة في فرنسا واليونان والبرتغال والمملكة المتحدة الا ان ممثليها في الهيئات التشريعية قليلون جدا او منعدمون تماما . وفي ايطاليا انشق الحزب الشيوعي على نفسه , واسقط الحزبان الوليدان السياسات الماركسية من ادبياتهما . اما الاحزاب الشيوعية في اوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق فقد صنفت نفسها بوصفها احزابا اشتراكية وتخلت عن المبادئ الشيوعية .

18

الفصل الثالث:تفشي الايدولوجية الشيوعية والماركسية

:الفكر الاشتراكي بنظره اخرى

أدى انتشار النمط الرأسمالي في الإنتاج بفضل التقدم التقني الذي أفرزته الثورة الصناعية وتركز رأس المال في أيدي أقلية (البورجوازية) إلى حالة استقطاب حاد داخل المجتمع تمخض عنها نشوء طبقتين متعارضتيْ المصالح هما: البورجوازية (أصحاب رأس المال) والبروليتاريا (العمال).

وأمام تعاظم أعداد العمال الملتحقين بالمدن للعمل في المصانع إضافة إلى بداية تشكل الوعي لدى طبقة العمال بذاتها وبمدى بؤس أوضاعها الاجتماعية وحجم استغلال أرباب العمل لها؛ برزت إلى الوجود حركة عمالية منظمة للدفاع عن حقوق العمال والمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.

ووفرت الأفكار الاشتراكية سندا فكريا وأساسا نظريا لنضال الحركة العمالية، بدعوتها إلى الانتقال من مجتمع رأسمالي تتركز فيه الثروة في أيدي أقلية إلى مجتمع اشتراكي تتوزع فيه الثروة بشكل عادل، ويعيش فيه الجميع في مساواة ورفاهية ووئام.

الأفكاروالمبادئ
بالرغم من اتفاق الاشتراكيين حول المبادئ الكبرى والغايات فإنهم انقسموا تاريخيا إلى تيارين مختلفين يتبنى كل منهما مذهبا مغايرا: الاشتراكية المثالية والاشتراكية العلمية. وتتمثل أوجه التباين بين هذين التيارين في المنطلقات وبعض المبادئ، بالإضافة إلى السبل التي يقترحانها لترجمة غاياتهما واقعا على الأرض.

وقد اتفق الاشتراكيون بشكل عام على مطلب العدالة في توزيع الثروة، وضرورة تحجيم الملكية الخاصة مقابل تعزيز الملكية  الجماعية لوسائل الإنتاج. كما أنهم يؤمنون جميعا بمنح الدولة دورا رياديا في الحياة الاقتصادية،

لكن حجم هذا الدور يختلف عن كل من الفريقين لاشتراكية المثالية تقوم على نزعة إنسانية ونقد أخلاقي للرأسمالية، وتدعو للانتقال إلى نظام اجتماعي يحقق العدالة والرفاهية للجميع، من خلال تعزيز الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج والعمل التعاوني والتعليم الشامل لكل الناس، والقضاء على الفقر وعلى كل أشكال  الاستغلال.

ويرى المحسوبون على الاشتراكية المثالية أن دور الدولة هو التعاون مع القطاع الخاص (اقتصاد مختلط)، من أجل تصحيح الاختلالات التي قد تنتج عن اللجوء إلى مؤسسة السوق بغرض تنظيم الإنتاج.

ومن جملة هذه الاختلالات أن ينتج السوق عرضا يفوق الطلب بكثير مما يؤدي إلى تبذير الموارد، أو العكس مما يؤدي إلى ندرة تسبب غلاء الأسعار.

19

ويؤمن الاشتراكيون المثاليون بالطرق السلمية وغير الثورية لبلوغ مرادهم وتحقيق أملهم في بناء مجتمع اشتراكي يسوده العدل  والمساواة، لأن الإنسان في نظرهم كائن عقلاني مجبول على الطيبة، ولا حاجة إلى العنف الثوري لإقناع كافة المجتمع بتبني أفكارهم. وهذا الذي جعل مخالفيهم من بقية الاشتراكيين يصفونهم بالمثالية.

ويعد كل من الإنجليزي روبرت أوين والفرنسيين سان سيمون وشارل فوريي من أبرز المفكرين الذين يمثلون هذا التيار داخل الاشتراكية.

الاشتراكية.العلمية
أنصارها يقولون إنهم يستندون إلى فهم علمي ونقد عقلاني للرأسمالية، فهم يرتكز على رؤية مادية لحركة التاريخ باعتباره صراعا مستمرا بين الطبقات وكفاحا متواصلا من أجل نيل الحقوق.

ويرى منظرو هذا المذهب أن الراسمالية ليست إلا مرحلة فقط ولن يتوقف التاريخ عندها، بل سيتجاوزها كما تجاوز غيرها (الإقطاعية  والعبودية)، وستتحول المجتمعات الإنسانية إلى نمط جديد من التنظيم الاجتماعي (المجتمع الاشتراكي).

ويعتقدون أن إشاعة الوعي لدى طبقة البروليتاريا (العمال) بضرورة تبني الخيار الثوري هو السبيل الوحيد الكفيل بخلخلة الوضع القائم وإحداث التحول المنشود.

وبخصوص دور الدولة في الاقتصاد، فإن منظري الاشتراكية العلمية يؤمنون باحتكار الدولة لكل وسائل الإنتاج دون أي  استثناء، وتأميم كل المقاولات المملوكة للخواص. ويرون أن الإنتاج ينبغي أن ينظم بشكل مركزي وموجه عبر إسناده إلى هيئة للتخطيط تقوم مقام السوق في الاقتصاد الرأسمالي.

كما أنهم -خلافا لأصحاب الاشتراكية المثالية- ينظرون إلى المجتمع الاشتراكي الذي تسهر فيه الدولة على تنظيم الإنتاج باعتباره مرحلة تاريخية انتقالية فقط (مرحلة التحول الثوري)، ستقود في النهاية إلى قيام الشيوعية حيث يصبح المجتمع خاليا من الطبقات وتلغى الدولة لانعدام الحاجة إليها حينئذ. ويعد كارل  وصديقه فريدريك إنجلز رائدين لهذا المذهب بامتياز.

20

:انتشار الفكر الشيوعي في الحاصر

وبعد الحرب العالمية الثانية ، ساعد الاتحاد السوفيتي في فرض هذا النظام السياسي على الصين وكوبا والعديد من دول اوروبا  الشرقية. وفي اسيا  أدى نجاح الثورة الشيوعية في الصين وكوبا  عام  1949لى نمو الأقاليم الشيوعية والحركات السياسية في دول أخرى شملت كوريا وفيتنام  . وكانت هذه الأنظمة الشيوعية المركزية بعيدة تماماً عن المجتمعات النموذجية التي تخيلها كل من ماركس وانكلز   في ذلك الوقت بدأت (الحرب الباردة)وسباق التسلح بين الاتحاد السوفيتي وامريكا

وفي بداية الثمانينات من القرن العشرين، كان ثلث سكان العالم يعيشون تحت أنظمة شيوعية تشترك فيما بينها بصفات معينة وهي: تبني الماركسية ـ اللينينية، رفض الرأسمالية والملكية الفردية، وتسلط الدولة على النشاط الاقتصادي، والسيطرة المطلقة للحزب الواحد.

ومنذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، خضعت المجتمعات الشيوعية لتراجع وركود حقيقيين في أنظمتها الاجتماعية والاقتصادية، وأدى عدم الاستقرار الناتج من الإصلاحات التي بداها كورياشىف إلى سقوط النظام الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفيتي  عام 1919 ، وانهيار الأنظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية  وفي أنحاء أخرى من العالم. واندثرت الشيوعية كحركة عالمية موجهة مركزياً، ولم يعد هناك أمل حقيقي في عودتها. ولكن بعض الأحزاب الشيوعية مازالت موجودة تمارس اللعبة السياسية ضمن الأنظمة الديمقراطية. أما في الصين وبعض الدول الشيوعية الأخرى فقد غيّرت الإصلاحات الاقتصادية الجذرية صورة الأحزاب الشيوعية، ولم يتبق اليوم سوى نظامي كوبا وكوريا ، محافظين على الصورة التقليدية للأحزاب الشيوعية

21

22

الفصل الرابع: الماركسية وتاثيرها على طبقة العمال

ولقد اثرت بشكل كبير الشيوعية او بالاحرة الماركسية على البروليتاريا او طبقة العمال فقد كان العمال قبل الشيوعية بطهضين لا يوجد لديهم اي حقوق لاكن مع قدوم الفكر الماركسي ووضعه مع فكر الرفقى الاخرون تكون لدينا حزب اصبح يحارب لهذه الطبقة بال اسس دولة كاملة لهذه الطبقة بها قوانين تخدمها ……

فالبروليتاريا هي الطبقة التي -من بين كل طبقات المجتمع- تعيش كليا من بيع عملها فقط, لا من أرباح أي نوع من أنواع رأس المال. و لا تتوقف معيشتها بل وجودها ذاته, على مدى حاجة المجتمع إلى عملها, أي أنها رهينة فترات الأزمة و الازدهار الصناعي و تقلبات المنافسة الجامحة. بإيجاز إن البروليتاريا هي الطبقة الكادحة لعصرنا الراهن.

كيف.ظهرت.البروليتاريا؟
 لقد نشأت البروليتاريا في إنجلترا خلال النصف الثاني من القرن الماضي (الثامن عشر) على إثر الثورة الصناعية التي قامت منذ ذلك الحين في جميع البلدان المتحضرة في العالم.
كان الحافز لهذه الثورة الصناعية هو اختراع الآلة البخارية و مختلف أنواع آلات الغزل و الأنوال الآلية و عددا كبيرا من الأجهزة الميكانيكية الأخرى, التي بحكم ثمنها الباهض لم يكن قادرا على شرائها سوى كبار الرأسماليين, مما أدى إلى تغيير شامل لنمط الإنتاج السابق و إلى إزاحة الحرفيين القدامى نظرا لأن هذه الآلات أصبحت تنتج سلعا أفضل و أرخص من تلك التي أنتجها أولائك الحرفيين بأنوالهم اليدوية و أدواتهم البدائية.
و هذا ما يفسر كيف أدى دخول الآلة على النشاط الصناعي برمته إلى تحويله بين أيدي كبار الرأسماليين و إلى إفقاد الملكية الحرفية الصغيرة (أنوال, أدوات عمل…) كل ما لها قيمة, مما مكّن الرأسماليين من السيطرة على كل شيئ في حين فقد العمال كل شيء  و لقد أدخل نظام المانيفاكتورة -أول الأمر- في صناعة النسيج و الملابس ثم ما أن كانت الانطلاقة الأولى لهذا النظام حتى انتشر سريعا ليشمل سائر الفروع الصناعية كالطباعة و صناعة الخزف و المعادن و أصبح العمل مقسما أكثر فأكثر بين مختلف فئات العمال, بحيث أن العامل الذي كان في السابق ينجز عمله كاملا صار لا يؤدي إلا جزءا فقط من هذا العمل. و قد سمح تقسيم العمل هذا بإنتاج سلع على نحو أسرع و بالتالي بكلفة أقل و صار دور العامل مقتصرا على أداء حركة آلية جدُّ بسيطة و مكررة باستمرار تستطيع الآلة أداءها ليس فقط بنفس الجودة بل بأفضل منها.
و سرعان ما سيطرت المكننة و الصناعة الكبيرة على جميع فروع الإنتاج الواحد تلو الآخر تماما مثلما حصل بالنسبة للغزل و النسيج و هكذا وقعت كل الفروع الصناعية بين أيدي كبار الرأسماليين و فقد العمّال بذلك هامش الحرية الذي كانوا يتمتعون به سابقا. و زيادة عن المانيفاكتورة ذاتها وقعت الأنشطة الحرفية شيئا فشيئا تحت سيطرة الصناعة الكبيرة, إذ تمكن كبار الرأسماليين من إزاحة المنتجين الصغار المستقلين و ذلك بإنشاء الورشات الكبرى حيث المصاريف العامة أقل و إمكانية تقسيم العمل أوفر. و هذا ما يفسر الإفلاس المتزايد من يوم لآخر للطبقة الحرفية الوسطى و التغيير الشامل في وضعية العمال و نشوء طبقتين جديدتين سرعان ما انصهرت فيها

23
الاشتراكية وتأثيرها على الشيوعية by ETAF SQUAD - Illustrated by عطاف ابو نصرة وفرقتها  - Ourboox.com

بقية الطبقات شيء فشيء الا وهي

 – طبقة كبار الرأسماليين الذين يحتكرون في كل البلدان المتحضرة ملكية وسائل العيش و المواد الأولية و أدوات العمل (الآلات و المصانع) اللازمة لإنتاج وسائل العيش. إنها طبقة البرجوازيين أو البرجوازية.
– طبقة الذين لا يملكون شيئا و المضطرين إلى بيع عملهم للبرجوازيين مقابل الحصول على الضروريات لإبقائهم على قيد الحياة. إنها طبقة البروليتاريا أو البروليتارييون.

:ماهي الظروف التي يبيع فيها البرولوترين عملهم للبروجوزيون

 إن العمل سلعة كغيرها من السلع و بالتالي يتحدد سعرها على أساس نفس القوانين المعمول بها بالنسبة لأية سلعة أخرى. و في ظل سيادة الصناعة الكبرى أو المنافسة الحرة (مما يعني نفس الشيء كما سنبين فيما بعد) يساوي سعر أي بضاعة ما -دائما- ما يعادل كلفة إنتاجها. و بالتالي يكون سعر العمل هو أيضا مساو لكلفة إنتاج العمل. لكن كلفة إنتاج العمل تتمثل في كمية وسائل العيش الضرورية لجعل العامل قادرا على استئناف و مواصلة عمله و لإبقاء الطبقة العاملة بصفة عامة على قيد الحياة. فالعامل إذن لا يتقاضى مقابل عمله سوى الحد الأدنى الضروري لتأمين تلك الغاية. و هكذا يكون سعر العمل -أو الأجر- هو الحد الأدنى الضروري لإبقاء العامل على قيد الحياة. و بما أن الأحوال الاقتصادية قد تسوء تارة و تزدهر تارة أخرى فإن العامل يتقاضى مقابل عمله أقل أو أكثر حسب تلك الأحوال, تماما مثلما يتقاضى الرأسمالي مقابل بيع سلعة ثمنها ليرتفع او ينخفض حسب الاحاول الاقتصاديى و هكذا, كما يتقاضى الرأسمالي -إذا عادلنا بين ازدهار الأحوال و كسادها- ما يساوي كلفة الإنتاج لا أكثر و لا أقل, فإن العامل لن يتقاضى كذلك أكثر أو أقل من الحد الأدنى لإبقائه على قيد الحياة. و مع تغلغل التصنيع الكبير في جميع فروع الإنتاج, يتعاظم التطبيق الصارم لهذا القانون الاقتصادي للأجور.

25

: الطبقة البروجونزية

إن واحدة من أكثر النقاشات هزلاً هي التي تسمعها تقول أن الأوضاع لم يكن لها أن تختلف عما هي عليه الآن. ولكـن الأوضاع بالفعل كانت مختلفة، ليس في مكان بعيد على الكرة الأرضية، ولكن هنا في هذه الدولة وليس منذ زمنا طويلا. فمنذ حوالي ٢٥٠ عاما، ربما اتّهمك الناس بالجنون إذا ما وصفت لهم العالم الذي نعيش فيه اليـوم بمدنـه الـضخمة ومصانعه الكبيرة وطائراته ورحلات فضائه، وحتى بنظم السكك الحديدية. كان كل ذلك سيفوق خيالهم. لقد عاش الناس قـديما في مجتمع تهيمن عليه الزراعة، ولم يخطوا غالبيتهم عشرة أميال خارج قراهم حيث تَحدد نمط الحياة – كما كان سائدا لآلاف السنوات – على تعاقب الفصول. ولكن منذ ٧٠٠ أو ٨٠٠ سنة، حدث تطور في المجتمع كان من نتائجه مناهضة النظام القائم بأكمله. بدأت مجموعـات من الحرفيين وأصحاب الأعمال التجارية بناء مستقبلهم في المدن؛ فهم لم يعودوا يقدمون خـدماتهم مقابـل لا شـيء للـسيد الإقطاعي كما فعل باقي السكان، ولكنهم كانوا يبادلون منتجاتهم مع السادة والأقنان على اختلافهم مقابل الطعام. وبشكل متزايد، أصبحوا يستخدمون المعادن الثمينة كمعيار لهذا التبادل. وبالتالي، فالنظر إلى كل نوع من المبادلة كفرصة للحصول على عدد أكثر قليلا من المعادن الثمينة وتحقيق الربح لـم يعد يمثل خطوة كبيرة للأمام. في البداية، استطاعت المدن أن تبقى على قيد الحياة من خلال تأليب السادة الإقطاعيين ضد بعضهم البعض. ولكن بتحسن مهارات من لديهم من حرفيين، استطاعوا تكوين ثروة أكبر، وبالتالي زاد نفوذهم كثيرا. فـ “البرجوازية” أو “الطبقات الوسطى” قد بدأت تظهر كطبقة من ضمن نسيج المجتمع الإقطاعي في العصور الوسطى. ولكنهم استطاعوا أن يحققوا ثراءهم بطريقة مختلفة تماما عن السادة الإقطاعيين والذين كانوا يسيطرون على المجتمع. فلقد عاش السيد الإقطاعي مباشرة على الإنتاج الزراعي الذي أخرجه عبيده من أرضه بالقوة. فالسيد قد استخدم قوته الشخصية ليجعلهم يقومون بهذا العمل بدون أن يكون مضطرا لدفع أي أجر لهم. وعلى عكس ذلك الوضع، عاشت الطبقات الغنية في المدن على بيع السلع غير الزراعية. كما أنهم كانوا يدفعون للعمال أجورا من أجل إنتاج تلك السلع، إما باليوم أو الأسبوع. مركز الدراسات الدراسات الاشتراكية الاشتراكية ـ وهؤلاء العمال، وهم في غالبيتهم من العبيد الهاربين، كانوا “أحراراً” في الذهاب والعودة كما شاءوا طالما أنهم انتهـوا من العمل الذي يأخذون عليه أجراً. أما الشيء الإلزامي “الوحيد” بالنسبة لعملهم فهو أنهم كانوا سيموتون من الجوع إذا لم يجدوا عملا عند أحد. أما الأثرياء فكانوا يزدادون ثراء لأن ذلك العامل “الحر” اضطر – بدلا من الموت جوعا – إلى أن يقبل بأجر على عمله أقل من قيمة السلع التي كان ينتجها. وسوف نرجع إلى هذه النقطة فيما بعد. أما ما يهمنا الآن فهو أن طبقة البرجوازيين الوسطى والسادة الإقطاعيين قد حصلوا على ثرواتهم من مصادر مختلفـة تمام الاختلاف. وهذا جعل لديهم الرغبة في أن يروا المجتمع منظماً بطرق مختلفة. إن المجتمع المثالي بالنسبة للسيد الإقطاعي كان مجتمعا يتحقق له فيه النفوذ المطلق على أراضيه الخاصة وبدون التقيد بالقوانين المنصوص عليها أو تدخّل أي شخص من الخارج، وأيضا ضمان عدم هروب عبيـده. أراد ذلـك الـسيد أن تبقـى الأوضاع كما كانت عليه في أيام والده وجده، بحيث يقبل كل فرد الوضع الاجتماعي الذي ولد به. أما طبقة البرجوازيين الغنية الحديثة، فقد رأت الأمور بشكل مختلف. لقد أرادوا فرض قيود على نفوذ الإقطـاعيين أو الملوك لكي يتدخلوا في أمور تجارتهم أو ليسرقوا ثروتهم. كان عندهم حلماً بتحقيق ذلك من خلال منظومة مستقرة من القوانين المكتوبة، يتم تجهيزها وفرضها بواسطة ممثلين لهم. فلقد أرادوا أن يحرروا الطبقات الفقيرة من العبودية حتى يستطيعوا العمل في المدن (ويزيدون من ثروة البرجوازيين). فبالنسبة لهم هم شخصيا، نال آباءهم وأجدادهم الكثير من المعاناة تحت حكم السادة الإقطاعيين، فهم بالتأكيد لم يرغبـوا في استمرار ذلك الوضع. باختصار إذن، أراد البرجوازيون إحداث ثورة في المجتمع. ولم تكن صراعاتهم مع النظام القديم بسبب عوامل اقتصادية فقط، ولكن أيضا لدوافع أيديولوجية وسياسية. وتعلق الخلاف الأيديولوجي أساسا بالعامل الديني – في مجتمع نسبة الأمية غالبة به – حيث كان المـصدر الرئيـسي للأفكار العامة عن المجتمع هو خطبة الكنيسة.

26

وحيث أن الكنيسة في العصور الوسطى كان يديرها الأساقفة والرهبان، والذين كانوا ينتمون هم أنفسهم لطبقـة الـسادة الإقطاعيين، فقد حرضت الكنيسة على الأفكار المؤيدة لتلك الطبقة وهاجمت الكثير من ممارسات برجوازيي المدن باعتبارهـا “خطايا”. ولذلك نجد أنه في ألمانيا، هولندا، إنجلترا وفرنسا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، قامت الطبقـات الوسـطى بالدعاية لدين خاص بهم: البروتستانتية، وهي أيديولوجية دينية تدعو إلى حسن التدبير والاتزان والعمل الشاق (خاصة بالنسبة للعمال!)، وأيـضا استقلالية الطبقات الوسطى عن نفوذ الأساقفة والرهبان. لقد أبدعت الطبقة الوسطى إلهاً في خيالها، في مقابل إله العصور الوسطى. واليوم، يحكى لنا في المدرسة أو على شاشة التليفزيون عن الحروب الدينية العظمى أو الحروب المدنية لتلـك الفتـرة كأنها كانت فقط نتاج للاختلاف الديني، وكأن الناس كانت تحارب وتموت لمجرد اختلافهم حول دور جسد أو دم المـسيح فـي العشاء الرباني. ولكن كانت هناك الكثير من الأمور الخطيرة، خاصة الصراع بين نمطين للمجتمع مختلفين تمام الاختلاف ومبنيين على طريقين مختلفين لتنظيم إنتاج الثروة. في بريطانيا، كسب البرجوازيون المعركة. وعلى الرغم من كون ما حدث في تلك الأثناء يبدو مرعبا للطبقة الحاكمة اليوم، فإن أجدادهم وصلوا للسلطة بقطع رأس الملك وتبرير ذلك بما نص عليه لغو الأنبياء في التوراة. ولكن في مناطق أخرى، كسب الإقطاعيون المعارك في الجولة الأولى. ففي فرنـسا وألمانيـا، تـم سـحق الثـوريين البرجوازيين البروتستانت بعد سلسلة من الحروب المدنية الفظيعة (على الرغم من أن الديانة التي بقيت في شمال ألمانيا كانـت نموذج إقطاعي للبروتستانتية). واضطر البرجوازيون أن ينتظروا قرنين أو أكثر قبل أن يحرزوا النصر، وذلك في الجولة الثانية التي لم تلبس عبـاءة الدين في باريس ١٧٨٩

27

الراسمالية

في مجتمعات العبودية والإقطاع، كان على الطبقات العليا أن تخلق القوانين التي تسيطر بها على الجماهير العاملة.فـإذا لم تفعل ذلك، كان يمكن لأولئك الذين يعملون لدى السيد الإقطاعي أو مالك العبيد الهرب، تاركين الطبقة المتميزة بدون أفـراد يعملون في خدمتها. مركز الدراسات الدراسات الاشتراكية الاشتراكية ـ  ولكن الرأسمالي عادة لا يحتاج إلى مثل تلك السيطرة القانونية على الفرد العامل. إنه لا يحتاج لأن يمتلكه ولكنه يجب أن يتأكد من أن العامل الذي يرفض العمل لدى الرأسمالي سوف يموت من الجوع. فبدلاً من امتلاك العامل يمكن للرأسمالي أن يزدهر ويتقدم لأنه يملك ويسيطر على مصدر عيش العامل: أي الآلات والمصانع. فالاحتياجات المادية للحياة كانت تُنتَج بواسطة عمل البشر. ولكن يصبح هذا العمل غير مفيد على الإطلاق بدون آلات تحرث الأرض وتصنّع المواد الخام. ويمكن أن تتنوع هـذه الآلات تنوعا كبيرا، بداية من الآلات الزراعية البدائية مثل المحراث والفأس، وانتهاء بالآلات المعقدة والتي تجدها في المصانع الحديثة. وهكذا، فبدون الآلات لا يستطيع حتى أكثر العمال مهارة أن ينتجوا الأشياء التي يحتاجها البشر للبقاء على قيد الحياة. لقد كان تطور تلك الآلات – والتي عادة ما يطلق عليها “وسائل الإنتاج” – هو العامل الذي يفصل بين إنـسان العـصر الحديث وأسلافنا القدامى في العصر الحجري. فالرأسمالية تعتمد على امتلاك وسائل الإنتاج هذه بواسطة قلة من الأفراد. وفي بريطانيا اليوم، على سبيل المثال، يمتلك ١ %من السكان حوالي ٨٤ %من الأسهم والسندات في الصناعة. كما تتركز في أياديهم آليات التحكم الفعال في الغالبية العظمى من وسائل الإنتاج – مثـل الآلات، المـصانع، حقـول البترول، وأفضل الأراضي الزراعية. ويستطيع غالبية الجماهير أن يحصلوا على وسائل عيشهم فقط إذا سمح لهم الرأسماليون بالعمل في وبوسـائل الإنتـاج تلك. إن هذا يعطي الرأسماليين قوة هائلة لاستغلال عمل البشر الآخرين، حتى إذا كان “الكل متساوي” أمام القانون. لقد مكث الرأسماليون عدة قرون لكي يشيدوا نظم احتكارهم وسيطرتهم على وسائل الإنتاج. ففي إنجلترا، على سبيل المثال، كان على البرلمان في القرنين السابع والثامن عشر أن يمرر أولا سلسلة مـن اللـوائح الصارمة والتي قضت على الفلاحين بالطرد من أراضيهم التي حرثوها لقرون عديدة، أي وسائل إنتاجهم. وأصبحت الأرض ملكاً لقسم من الطبقة الرأسمالية، وتم إجبار سكان الريف على بيع عملهم للرأسماليين أو أن يموتـوا من الجوع. وعندما حقق الرأسماليون هذا الاحتكار على وسائل الإنتاج، منحوا الجماهير الحرية والمساواة الـشكلية فـي ممارسـة الحقوق السياسية مع

28

التلخيص والاستنتاج

…..راي الفرقة بالشيوعية

وكما راينا في الوظيفة كان هناك الكثير من التناقد بين مصدر ومصدر ثاني فبعض المصادر نادت وقالت عن الفكر الشيوعي بالكفر بسبب لجؤ الكثير من ماسيسيه  للالحاد لاكن باعتقادنا الشخصي( بعض اعضاء الفرقة القديرة) كل هاذا هراء لان مايهم هو المحتوى(المغرى) فنحن بشكل عام لانرى الى الظاهر ولا نتطرق للب فما فعلت الشيوعية في فترتها القصيرة نسبيا عظيم فقد كانت في فترى معينى كدعوى رسمية  للام للتحرر من الاظهاض ومنظومة الدولة الراسمالية الفاسدة وقد انجبت افكارها الكثير من الشخصيات التي رسخت وما زالت  ترسخ ليومنا هذا الافكار النضاليه والانسانية كتشي جيفارا ……..  فكان كتحدي بين الاعضاء للعمل مع هذه التخبط بالفكر فبعض الاعضاء ومنهم انا والرئيسة عطاف نرفض قطعا التكلم ان الشيوعية هي مذهب كفر صحيح انها تنادي بالالحاد لاكن كما قلت  فوق نحن في مجتمع ينظر بصطحيه على الامور

وكان في الجهة المقابلة الاعاض الاخرون الذين كانو ومع الشرح لهم والتفسير لاكن كانو يعممون بالكفر للشيوعية وهذا ليس فكر خاطئ فبالنهاية لكل واحد وعقليته وهتذا ما يجعل وظيفتنا متميزه باسلوبها بتناقدها هي واصحابها

 

ذا واحد من شعارات الشيوعية، وهو مذهب مادي في نشأته ، وكذلك في فكرته ومنهجه وفلسفته ، يرفع شعارات أخرى توحي باستغراقه في المادية إلى حد الإلحاد ، منها مثلا : ” وحدة العالم تنحصر في ماديته ” ، ” المادة سابقة في الوجود على الفكر ” ، ” لم يكن هناك وقت لم تكن المادة موجودة فيه ” ، ” الإنسان نتاج المادة ” ، ” الفكر نتاج الدماغ ، والدماغ مادة “.

ويخطئ من يظن أن الشيوعية أو بشكل أدق ” الاشتراكية “، مجرد مذهب اقتصادي ، بل هي فلسفة مادية في تفسيرها للعوامل المؤثرة والطبيعة الاجتماعية ، وتعتمد المادية الجدلية : (الديالكتيك) في تفسيرها للتاريخ .

أصح النظريات في أصل نشأتها : أنها واحدة من الأفكار التي تشكلت في عقول المجتمعات الغربية نتيجة الصراع مع الكنيسة ورجال الدين عبر قرون متطاولة ، حيث كان الظلم والطغيان والاستبداد شعار تلك الفترة ، فظهر الإلحاد ، وظهرت العلمانية والشيوعية والرأسمالية وغيرها من المبادئ كبديل عن عصور الظلام المتطاولة ، فحكمت وما زالت تحكم تلك المجتمعات ، بل أصبحت مناهج في التفكير ، وفلسفات يُؤمِنُ بها أتباعها ، ويُنَظِّرُ لها أصحابها .

29

وقد كتب العلماء والمفكرون الكثير عن المادية الشيوعية ، ننقل هنا شيئا من أظهر وأوضح ما كتب ، حتى نصل إلى تعريف موجز بهذا المبدأ .

:التعريف

الشيوعية مذهب فكري يقوم على الإلحاد ، وأن المادة هي أساس كل شيء ، ويفسر التاريخ بصراع الطبقات ، وبالعامل الاقتصادي

ظهرت في ألمانيا على يد ( ماركس 1883م ) و( إنجلز 1895م) ، وتجسدت في الثورة البلشفية التي ظهرت في روسيا سنة (1917م) بتخطيط من اليهود ، وتوسعت على حساب غيرها بالحديد والنار . و ( لينين 1924م) هو الذي وضع الشيوعية موضع التنفيذ ، وبعده

( ستالين 1954م) سكرتير الحزب الشيوعي .

الانتشار ومواقع النفوذ :

حكمت الشيوعية عدة دول ، منها : الاتحاد السوفيتي ، الصين ، تشيكوسلوفاكيا ، المجر ، بلغاريا ، بولندا ، ألمانيا الشرقية ، رومانيا ، يوغسلافيا ، ألبانيا ، كوبا .

انهيار الماركسية :

انهارت الشيوعية في معاقلها بعد قرابة السبعين عاماً من قيام الحكم الشيوعي ، وبعد أربعين عاماً من تطبيق أفكارها في أوروبا الشرقية ، وأعلن كبار المسؤولين في الاتحاد السوفيتي قبل تفككه أن الكثير من المبادئ الماركسية لم تعد صالحة للبقاء ، وليس بمقدورها أن تواجه مشاكل ومتطلبات العصر ، فاقتنع الجميع بأنها نظرية فاسدة يستحيل تطبيقها ، حيث تحمل في ذاتها بذور فنائها ، ومن أكبر ناقدي الماركسية من الماركسيين أنفسهم الفيلسوف الأمريكي أريخ مزوم في كتابه ” المجتمع السليم ” ، ومن غير الماركسيين كارل بوبر صاحب كتاب : ” المجتمع المفتوح ” ، وغيرهما ، ويجيء جورباتشوف بكتابه ” البيروسريكا أو إعادة البناء ” ليفضح عيوب تطبيق الشيوعية في الاتحاد السوفيتي ” انتهى باختصار .

“الشيوعية

: التعريف

الشيوعية مذهب فكري يقوم على (الإلحاد) وأن المادة هي أساس كل شيء ، ويفسر التاريخ بصراع الطبقات ، وبالعامل الاقتصادي .

ظهرت في ألمانيا على يد ( ماركس 1883م ) و( إنجلز 1895م) ، وتجسدت في الثورة البلشفية التي ظهرت في روسيا سنة (1917م) بتخطيط من اليهود ، وتوسعت على حساب غيرها بالحديد والنار . و ( لينين 1924م) هو الذي وضع الشيوعية موضع التنفيذ ، وبعده

( ستالين 1954م) سكرتير الحزب الشيوعي .

 :أهم الأفكار والمعتقدات

 إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات ، والقول بأن المادة هي أساس كل شيء .

 فسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البرجوازية ، والبروليتاريا ، ( الرأسماليين والفقراء ) ، وينتهي هذا الصراع حسب زعمهم بدكتاتورية البروليتاريا .

يحاربون الأديان ، ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب ، وخادماً للرأسمالية والإمبريالية والاستغلال .

 يحاربون الملكية الفردية ، ويقولون بشيوعية الأموال وإلغاء الوراثة .

 

30

إن كل تغيير في العالم في نظرهم إنما هو نتيجة حتمية لتغيّر وسائل الإنتاج ، وإن الفكر والحضارة والثقافة هي وليدة التطور الاقتصادي .

 يقولون بأن الأخلاق نسبية ، وهي انعكاس لآلة الإنتاج .

يعتقدون بأنه لا آخرة ولا عقاب ولا ثواب في غير هذه الحياة الدنيا .

 الغاية عندهم تبرر الوسيلة .

يقول لينين : ” إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء ، إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعيًّا ” .

: الانتشار ومواقع النفوذ

حكمت الشيوعية عدة دول ، منها : الاتحاد السوفيتي ، الصين ، تشيكوسلوفاكيا ، المجر ، بلغاريا ، بولندا ، ألمانيا الشرقية ، رومانيا ، يوغسلافيا ، ألبانيا ، كوبا .

:انهيار الماركسية

انهارت الشيوعية في معاقلها بعد قرابة السبعين عاماً من قيام الحكم الشيوعي ، وبعد أربعين عاماً من تطبيق أفكارها في أوروبا الشرقية ، وأعلن كبار المسؤولين في الاتحاد السوفيتي قبل تفككه أن الكثير من المبادئ الماركسية لم تعد صالحة للبقاء ، وليس بمقدورها أن تواجه مشاكل ومتطلبات العصر ، فاقتنع الجميع بأنها نظرية فاسدة يستحيل تطبيقها ، حيث تحمل في ذاتها بذور فنائها ، ومن أكبر ناقدي الماركسية من الماركسيين أنفسهم الفيلسوف الأمريكي أريخ مزوم في كتابه ” المجتمع السليم ” ، ومن غير الماركسيين كارل بوبر صاحب كتاب : ” المجتمع المفتوح ” ، وغيرهما ، ويجيء جورباتشوف بكتابه ” البيروسريكا أو إعادة البناء ” ليفضح عيوب تطبيق الشيوعية في الاتحاد السوفيتي ” انتهى باختصار .

31

جاوب سؤال البحث: كيف اثرت الماركسية الاشتراكية على المفهوم الشيوعي

هي الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج في الإقتصاد؛ تؤدي بحسب منظريها لإنهاء الطبقية الإجتماعية ولتغيّر مجتمعي يؤدي لإنتفاء الحاجة للمال ومنظومة الدولة. وفي العلوم السياسية والاجتماعية هي ايدوليجية اجتماعية اقتصادية سياسية وحركة هدفها الاساسي تأسيس مجتمع شيوعي بنظام اجتماعي اقتصادي مبني على الملكية المشتركة لوسائل الانتاج في ظل غياب الطبقات المجتمعية والمالومنظومة الدولة

وايضا الشيوعية تنادي بان لكل فرد اعماله وياجذ حسب حاجته

 والاشتراكية تنادي بان للافراد لكل شخص عمله وحسب جهده

32

المصار والمراجع

جان, ايف ,فكر كارل ماركس( المجلد الاول ) , بيروت : المطبعة الكاثلوكية  ,1956.

جان, ايف ,فكر كارل ماركس( المجلد الاثاني ) , بيروت : المطبعة الكاثلوكية  ,1956.

,الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية 14) , الرياض : مؤسة اعمال الموسوعة للنشر والتوزيع , 1914.

,الموسوعة العربية الميسرة(المجلد الرابع ك-ي) , بيروت القاهرة : الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية  , 2001.

,الموسوعة العالمية العربية مصورة بالالوان(المجلد الثامن) , الشركة الشرقية للمطبوعات ش.م.م  , 1998.

:من الحاسوب

http://www.mohamedrabeea.com/books/book1_5793.pdf

https://elthawry.files.wordpress.com/2012/01/introductiontomarxism.pdf

http://revsoc.me/wp-content/uploads/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%A9.pdf

33
الاشتراكية وتأثيرها على الشيوعية by ETAF SQUAD - Illustrated by عطاف ابو نصرة وفرقتها  - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content