أحلام النوارس by fuad azzam - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

أحلام النوارس

ولد في قرية دير حنا- الجليل. درس في جامعة حيفا اللغة العربية، والإنكليزية، والتاريخ. ثمّ تابع دراسته في جامعة تل- Read More
  • Joined Mar 2017
  • Published Books 2

الآنَ

الآنَ…

بينَ العتمةِ والضوءِ

أشتاقكِ شوقَ النوارسِ إلى البحرِ أشعرُ بدفئكِ

بعدَ أعوامٍ من الصقيعْ

صوتُكِ كانَ يملأ ثقوبَ روحي كانَ يعطيني أجنحةً

أحلقُ بها نحو الشمسِ

الآنَ…

أضمُكِ إلى صدري لأشعرَ بحنانِ كلماتكِ

كما تحتضن الموجةُ قناديلها

الآنَ…

في قمةِ شوقي إليكِ أشتاقُ صهيلك أنغام صوتكِ

أتدثّرُ بها أحلّقُ فوقَ رمشيكِ أغفو على سريرِ عينيكِ

أنتِ سيدة المسافاتِ سيدة الذكريات…

الآنَ…

2

كلّ حين

 

كلّ حين تدخلُ / يدخلُ

تقرأُ تفاصيلَ وجههِ

يقرأ تفاصيلَ وجهها

فرحَهُ وحزنَهُ/  فرحَها وحزنَها

دمُهُ يتأججُ في ضلوعِها

دمها يتأججُ في ضلوعهِ

كلّ حينٍ تدخُل/   يدخلُ

تقفُ على شرفةِ عينيهِ

يقفُ على شرفةِ عينيها

تبحثُ عن قلبِهِ

يبحثُ عن قلبها

وهو حائرٌ/   متردّدٌ

وهي حائرةٌ /  لا مترددةْ

بينَ النارِ وبينَ الماءْ

يهربُ… يُقدِمُ

ثمّ يهرُبُ…

3

قبلكِ أو بعدك

قبلكِ أو بعدكِ

مقفرةٌ أيامي

باردةٌ أحلامي…

وأنت تقطفينَ ثمارَ اللذةِ

تستحمينَ بحليبِ الغيماتْ

  • سميتُكِ كليوبترا-

تنامينَ على سريرِ عينيَّ

تستريحُ أيامكِ غبَّ الرحيلِ

على شفا حلمي

وجهكِ هالاتٌ من نارْ

ضحكاتكِ أثمارٌ سقطتْ

من شجرِ الجنةِ

نظراتُكِ غاباتٌ

تتأوّهُ  تسألُ تتحيَّرُ

(في الدربِ ذئابٌ يا ليلى

وجائعةٌ أعشابُ البرِّ…)

قلبي مأسورٌ في كهفٍ مسحورْ

لكني جاءت نورسةٌ تحملني

مثلَ بساطِ الريحْ…

4

غواية البحر

 

 

يتجاذبكَ البحرُ

ولا تدري أنّ البحرَ

هو البحرْ

تمشي فوقَ الجنةِ والنارْ

تمشي فوق حبلِ غسيلْ

والنورسُ يصرخُ

احذر كيلا تأخذك اللجّةُ

كيلا تسقطَ في بخَرِ النارْ

ولا تلمس بخورَ الجنةْ

ويقولُ النورسُ: جنياتُ البحرِ

جميلاتٌ كالشمسِ المثلجةِ

فحاذر: بحرك أنقى من بحرٍ

مثقوبٍ تصرخ فيه الجنياتْ…

5

صوتك الأخضرُ

 

صوتك الأخضرُ

يبللني يغمرني يغرقني

أسبحُ في لآلئ عينيك

أشدُّ أشرعةَ كلماتكِ

تحكينَ حكاياتِ شهرزاد

الحكاياتُ صبايا يغتسلنَ

بماءِ الشهوةِ

بشوق النهاياتِ السعيدةْ

الحكاياتُ أميراتٌ لبسنَ

أقنعةَ السعادةْ

للحكايات ألفُ عينْ

ولك أنت ألفُ قلبْ

عطرك غابةٌ أضيعُ فيها

عطرُكِ بوصلةٌ لقلبي…

6

سامحيني

 

سامحيني لأني جرحتُ هواءَكِ

سامحيني لأني- بصوتي- جعلتُ

عصافيرَ شعركِ تهربُ مني

سامحيني لأني عشقتُ

ظلكِ حينَ كانَ صغيرا

سامحيني لأني سرقتُ ابتساماتك

ثمَّ خبأتها في حقيبةِ المدرسةْ

سامحيني لأنَّ دموعي تهرُّ

كما هيَ ضحكاتكِ المجلجلةْ

سامحيني لأني أمرُّ سريعًا

وأحتلُّ بعضَ الثواني التي نامت

على وسادةِ حلمكِ

سامحيني لأني ظننتُ الظنونَ-

ظننتُ بأني الحبيبُ المفضلُ

في البدءِ والخاتمةْ

سامحيني لأني عشقتكِ

لأني عجزتُ أكسّرَ أقفالَ قلبكِ…

سامحيني لأنَّ حزنيَ يكبُرُ

ثمَّ يكبُرُ فيضحي غيومًا

تهاجرُ مثل الطيور…

7

ثلج الانتظار

 

أنامُ  مُسافرًا في فراش الكآبةْ

لا الصيفُ يأتيني

ولا الشتاءُ يحملني إلى سحابةْ

وأنت حبيبتي تتركينني

بين ثلجِ الانتظارِ

ومرايا التعاسةْ

طفلٌ أنا ودموعي تغسلُ

وجهكِ في الصباحْ

عطركِ يلعب مع عينيَّ

تبسمينَ تعودُ أيامي التائهةْ

في وجع السنينْ

صوتكِ يزرعُ الأخضرَ

في عينيَّ

8

تسرقين غيومي

  

أغصاني تذبلُ

لأنكِ تسرقينَ غيومي

وتسافرينَ بعيدًا

أغصاني تكسرها العواصفُ

لأنكِ خيمةُ عمريَ كنتِ

وها أنتِ تمزقينها

وتسافرينَ بعيدًا

يا امرأةً سرقتْ

تفاحةَ الجنةِ

كي تطعمني

يقتلني البردُ

ويطفئُ قنديلي

يقتلني البردُ

ويشعلُ أحلامي

فخذيني يا نورسَ أيامي

كي أتدثّرَ بعريِ الكلماتْ

9

ِأنت

  

لماذا أبحثُ عن

كلماتٍ وحروفْ

أنت أجملُ الكلامْ

أصعبُ الكلامْ

عطركِ كلَّ ليلةٍ

ينسجُ لي وسادةً / قصيدةً

لشهرزاد

أنت أجملُ الكلامْ

وأطيبُ الكلامْ

كلامي طفلٌ جائعٌ لعينيكِ

كلامي غيمةٌ / نورسٌ

يزورني- وحيدًا- كلّ صباحْ

أنت نورسي/ موجتي

وفنجانُ القهوةِ تهربُ رائحتهُ

في غيابكْ

تقتربينَ حتى تلامسينَ الروحْ

وفجأةً تهربينَ من يدَيَّ

فراشةً أو نجمةً تائهةْ…

أنتِ أجملُ الكلامْ

وآخرُ الكلامْ…

10

امرأة  الوهم

 

لوحُ زجاجٍ أنتِ

أم سيلٌ بركانيٌ

يتشكلُ أحيانًا

بهدوء العاصفةِ

وأحيانًا موقدَ نارٍ

لقبيلةٍ أفريقيةْ

وأنا المشتعلُ بثلجِ

لياليكِ

يغويني ضبابُ عينيكِ

أسافرُ فوقَ بساطِ اللذةِ

أبحثُ عن كلماتٍ

هربتْ مني إليكِ

كلمات غنتها شهرزادٌ

في شهوةِ بركانٍ…

لوحُ زجاجٍ أنت

أم كلمات تحرقني وتحيرني

تحملُ أوهام الوعدِ

في ليلٍ ثلجي؟      

11

أضمّك

 

أضمّك … تضمينني وجعًا

أغمرك… تغمرينني صمتًا

أتعمّدُ بنارك

يغمرني الياسمينْ …

شَعركِ يلعبُ مع طفولتي

صدرُك يحتضنُ دموعي

أشمُّ شعرك

تحملني أمي طفلاً

يغمرني الياسمينْ…

الغزالاتُ يسرقنَ أيامي

وأنت عنقاءُ وقتي

تسقطينني في جُبِّ لوزكِ

“لا سيارةٌ تأخذني

ولا حبلٌ يرفعني”

وشعرك المتكبرُ يسرقُ

الريحَ من جيوبي

يلملمُ أوجاعَ ظلّي

وليمونَ أيامي

ويرحلُ…

12

السقوط

 

كانت جنتُهُ ظليلةْ
كانت جنته ثمرًا من هواهْ
كانت تغني له أجملَ الأغنياتْ…
في الصباحِ والمساءْ
وذاتَلحظةٍ
وذاتَ نظرةٍ
جاءتْ له جنيةُ البحارْ
وكان في عينيها ألقٌ
وموجٌ واخضرارْ
همَّ بها يوسفُ وهمتْ بهِ
لكنها كانتْ شديدةَ الدوارْ
قُدَّ قميصُهُ من الأمامْ
قاومَ الموجَ لكنه تذوقَ الثمارْ
قاومَ الموجَ لكنه غاصَ 
في القرارْ…

13

رحلة سندباد إلى مدن النساء

يبحر سندباد
في معظم البحارْ
يواجه الأخطارْ
تغويه جنياتُ البحر
يقول في رسالة إلى الرجالْ:
 أبحرت في مدائن النساء
أبحث عن ملح آخر
عن بحر آخر
قابلت كل النساء
الجميلات والقبيحات
وأخيرا وجدت البحر هو البحر
لا فرق سوى في الموج

والموج هو الموج
ترفعه النوارس نحو الشمس…

14

وداعُ السنونو

كلّ الغيوم تصبّ في قلبي
ولا أرتوي
إلا بصوتكْ
كلّ الأزاهرِ في شبابيكي
ولا أنتشي إلا بعطركْ
ارمي وراء الظهرِ
أحلامي فقد يبستْ
على عتبات بيتكِ
من زمانْ
ارمي وراء الظهر
أنّاتي
فقد صمتتْ على عتبات
بيتكِ من زمانْ
امحي كلامي من رسالاتي:
لأنّي قد علمتُ الآن
للصمتِ مولودٌ أنا
لا تجرحي أغصانَ 
غيمتك البريئةِ
باحتمال الدمعِ في عينيّ
امحي وجودي من وجودكِ
قد علمتُ الآنْ::للحزن مولودٌ أنا
امحي طيوري من مجالك الجويّ والبرّيِ
قد علمتُ الآن:

حتى الطيورُ لها جوٌّ 
لترسمَ فيه أغنيةً
سوايْ
حتى الطيور لها شجرٌ
لتركبَ فيه أشرعةً
سوايْ…

15

الشوق

الشوقُ شوكٌ في فراشِ الذاكرةْ
الحُلمُ شكٌّ في جدارٍ
تهدّمَ بعد عشقٍ
شارفَ على البدايةْ
ذاتَ صباحٍ
ذاتَ مساءٍ
كانَ الحبُّ
وكانتْ سياجًا شائكًا 
وردًا وعطرا
مطرًا يعرّيني من الماضي
ويشعلني ويشعلني
ويشغلُ كلَّ أشواقي
وأنتِ نورسي الذي يحكي
عن البحر… عن الشجر
عن العشقِ الذي يأتي…

16

في المقهى

الرجال يضحكون/ يصخبون
وأنا
أفكاري بعيدة/ وحيدة…
أحصنتها جامحة
ركبت الريح وساقت الغيم
هدمت جدران الفرح
عيوني تجمد تمثل قوس قزح
أفكاري بعيدة/ وحيدة
أرتشف القهوة/ المرارة
تهدمت جدران  الفرح
والتقت العيون بالعيون/ الظنون
فارغة سوى من شجون
تمزقت خيوطها التي
نسجت في الصباح قوس قزح
أشعله بردُ المساءْ…

17

كانت الدنيا مطر

كانت الدنيا مطر
ما أصعب الشوق
حين يكون موجة
واحدة في البحر

كانت الدنيا مطر
وكان قلبي باردا
مثل جمر
او مثل أغنية
سقطت عن وتر

كانت الدنيا وتر…

18

باريس

باريس

الشوارعُ… الأرصفةُ… الشجرْ
ترتدي الثلوجْ
المقاهي تتثاءبُ من البرد
أرتشفُ القهوةَ
وقلبي يشتعل بردًا في جادة الشانزليزيه
الوحدةُ تكللُ الغرباءَ بثلجِ أبرد 
ونساءُ باريز تحلمُ بنارٍ 
تدفئُ القلبْ 
أمشي على الرصيفْ
وقلبي نورسٌ يحلقُ فوقَ السين
يبحث عن دفء الحنينْ
الصمتُ ضجيجٌ يلفُّ المكانْ
جسدي نارٌ والشجرُ حنينٌ
وأنينْ…

19

أوقاتنا

أوقاتنا غيمٌ يمرّْ
فرحٌ…ضحكٌ
شقاءٌ… بكاءْ
وكأننا نمشي إلى الوراءْ
نبكي الطفولةَ والعمرُ
زجاجْ
كلامٌ لا يقالْ
لقاءُ العيونِ بالعيونْ
لقاءُ الحقيقةِ بالظنونْ
وجعٌ يصيرُ قدرًا
قدرٌ يصيرُ مصيرًا 
لا يهونْ…
أنا لا أريدْ سوى 
أن تكوني نجمةً
أو موجة في جنةٍ
يسيجها شوق العيونِ
إلى العيونْ…

20

في مرايا السنين

صارت الدروبْ
وطنا للدموعْ
أعطيك عمري لأسند قلبًا
يودع قلبًا
وكانت الريح تحمل الذكرياتْ
ألتقي بها في صهيل الغيوم

تغني أغنياتٍ حزينةْ
هده الجوع في الليالي الطويلةْ

كل ما كان أضحى سرابًا
لا أريد غير أحلامي القديمةْ
أن تعود تملأ الوقت جنونا

21

صباح الخير

صباح الخير أيتها الشوارع الناعسةْ

أيتها الأرصفة الجميلة بالغناء
صباح الخير
أيتها النساءُ الحالمات
صباح الخير أيتها النوافذ الخجولة
صباح الخير أيتها النوارس المهاجرة في القلوب
صباح الخير أغنياتي الدافئة…

22

الوقت شجر

الوقتُ شجرٌ
ثمارُه المرارةْ
شجرٌ ثماره المتعةُ
التي تنام على سرير 
الخديعةْ
جمرٌ يثلجُ أطرافَ
أصابعنا
أغنيةٌ لموتٍ منسيٍ
تقولُ الجسد 
أغصان يابسة 
والموت نرجسة وياسمينة
أو حكاية متجددة…

 

 

23

كانت الدنيا مطر

كانت الدنيا مطرْ
ما أصعبَ الشوقَ
حين يكون موجةً
واحدةً في البحرْ

كانت الدنيا مطرْ
وكان قلبي باردًا
مثل جمرْ
أو مثل أغنيةٍ

سقطت عن وتر

 كانت الدنيا وترْ

24

الشوق

الشوقُ شوكٌ في فراشِ الذاكرةْ
الحُلمُ شكٌّ في جدارٍ
تهدّمَ بعد عشقٍ
شارفَ على البدايةْ
ذاتَ صباحٍ
ذاتَ مساءٍ
كانَ الحبُّ
وكانتْ سياجًا شائكًا 
وردًا وعطرا
مطرًا يعرّيني من الماضي
ويشعلني ويشعلني
ويشغلُ كلَّ أشواقي
وأنتِ نورسي الذي يحكي
عن البحر… عن الشجر
عن العشقِ الذي يأتي…

25

ها هو الوقت يمضي

ها هو الوقت يمضي

إلى النهاية
يضيء الظلال التي تاهت
في مسيرها إلى عش الحكاية…
كان يظن أنه المدار
وأنه الإسار
لكن شهرزاد تقول
الحكاية لا تنتهي
والعشق لا ينتهي
والنار تسري في
شرايين الغواية
أنت يا شهرزاد تهربين
من شفرة الموت
والعشق قاتل
راغبة متمنعة…
كيف ترغبين
كيف تتمنعين
والعشق قاتل؟

26

مساء شتائي ثقيل

مساء شتائي ثقيل
صباح شتائي ثقيل
تطير النوارس وحيدة
مثل قلبي الوحيد
الشوارع مثقلة بالرذاذ الحزين
وروحي مثقلة بكلمات تشققت حروفها
حزني يسح مثلما يسح المطر 
على أوراق الشجر…
حصاد الوجع يكبر مع الليل
يتمدد مثل بحر ينام تعبا
صديقي ينكرني
كي يحصد ظل امرأة…

 

 

 

27

حبك يخدعني

لست بأعمى
أعلم أنك تشربين الحب 
من عدة أنهار
حبك يتأرجح
يسطع أحيانا
يخبو. يتأجج بركانا
لكن ثلوج الوهم
تغطي وجهك صمتا
يا امرأة يتنفس منها النرجس
حبك داهمني
بين الحبق وعبق الحلم
جفاني النوم لكي يسقط
من عمري
عمري لحظات من عينيك
قطرات من برق النشوة
قنديل من ليل لا يفشي
البسمة
أحفظك بين شغاف القلب
وفي حديقة أحلامي
تحت زوايا الغيم/ العين

28

أيتها الفراشةُ التي لا تنامْ

أنت أجمل شيءٍ
كهذا الصباحِ الجميلْ
أضمّك بيديّ نحو صدري
أطيرُ بك نحو النجومْ
التي لا تنامْ
أنت أنغامُ المرايا
في ليالي شهرزاد الناعساتْ
تحترفينَ البراءةَ
تخدعينَ أحلامنا
تستحمينَ بماءِ الكلامْ
أضمك مثل الصباحِ الجميلْ
مثلَ رفِّ اليمامْ
على سطحِ قلبي
الذي لا ينام…

 

 

 

 

 

29

البحر هو البحر

 

البحر هو البحر يقول البحارة والعشق هو العشق يقول العشاق ينامون على جرح لا يبرأ والمرأة ليمون الجنة تحمل عينيها بحرا يزرع أحلام العاشق في أغصان الأيام العطشى
وأنا أحمل عشقي بين يدي خجولا وأمسد كلمات أرسلها طفلا بين يديك كذب البحَّارة فالبحر بحار في عينيك
أنت الراغبة المتمتعة يغويك المد ويرعبك الجزر وأنا تحملني الريح فأربط أحصنة الغيم كيلا 
.أغفو عنك فيحملني المد بعيدا عن جرحك عن عطر الكلمات الملساء

 

 

30

خائفة مترددة

 

خائفة مترددة لا تدري أحيانا تدري في حالة ذوب تقبل ترفض
بين النوم وبين اليقظة ترسل آهات صامتة لا تجرؤ أن تلفظها يقول هي الكلمة الواحدة كي يشطر تفاحة حواء كي يحملها مثل النورس مثل الريح فوق بساط الريح او يركب غيمة عشق تتسلل من بين حبال النشوة تحملها الشهوة شطر شهور تشبه شاطئ شجر يشعلها الشوق وشرارة نشوتها
يشعلها الشوق وشرارة نشوتها

تشعل أيامي

31

ها هو الشتاءُ يأتي

ها هو الشتاءُ يأتي
ها هو حزنيَ يأتي
يغسلُ غبارَ السهرْ
عن عيوني الذابلةْ
هاهو الشتاءُ يأتي
أسيرُ عاريًا ما بين غيمةٍ وغيمةْ
كي أرى وجهكِ الذي
رسمتهُ أزقةُ الطفولةْ
عصفورًا بلا ريحْ
يدُ الحزنِ تدقُّ نوافذَ قلبي
وأنت تجيئينَ مثلَ الشتاءْ
على حين غرّةْ
وتختفينَ مثلَ قوسِ قزح 
في المساءْ
تذهبينَ ويبقى الحزنُ مثلَ المساء

32

أراك أو لا أراكِ

يصبحُ قلبي شعلةً
مثلَ جمرةٍ في مغارةِ
إنسانٍ قديمْ
روحي تجمحُ نورسًا
يلتهمُ الفضاءْ
يلتهمُ الشمسْ
يترمّدُ يولدُ ريحًا
يحملكِ يصهركِ يتبركنُ
إيزيسُ تحملني طفلاً رجلاً
أحملها امرَأةَ الأزمنةِ
همسات الروح
ربيع الأيام 
مطرٌ يغمرنا

33

العيون مرايا

العيونُ مرايا
تنامُ على وسادةِ العشقِ
دموعًا تهاجرُ
كي يشربَ البحرُ
والنوارسُ تعلو لترفعَ الريحَ
تجمع بيني وبينكِ
أحصنةً جامحةْ
تعالَيْ نشربِ العمرَ مثلَ
الطيورِ التي تغني
وحينَ تبكي تغنّي
وحينَ تحملها الريحُ
نحوَ النجومِ تغني
وحينَ يجئ الشتاءُ تغني
فلِمْ تهربينَ من نوافذِ قلبي
تعالَيْ نغنِّ
ونحمل شمسَ التمني
ونجعلُ عينيكِ للياسمينِ بيتًا
تعالَي نسمِّ الدموعَ دروعًا لعشقي
تعاليْ كي نخيط الشموسَ نشيدًا لطفلٍ
يغنّي…

34

لماذا تختفين؟

لا تتركي دموعي 
وحدها
خذي يدَي دموعي
كي لا تسقطَ
وتكسرَ اليديْنْ
دموعي طفلٌ يتيم
امسحي شعرَه بشفتيك
دموعي مطرٌ ضاعَ وتاهَ
على مفترقات الطرقِ الطويلةْ
دموعي تسلّمُ عليك
تجففُ شعركِ الذي دللني
ورسمَ انحناءاتِ سعادتي
تختفينَ كأنك برقٌ مضى
تختفينَ كأنك رعدٌ أبى 
أن يطولَ الشتاءْ
لماذا تختفينَ وقوسُ قزحٍ
يضيئُ المساءْ؟

35

ها هي النوارس

ها هي النوارس
تشرب البحر 
وتأتيني مثقلة بالبياض
تأخذني إلى المرأة التي 
نسجت جنوني 
من خيوط عينيها
ها أنت تنزلقين 
من يدي
كما النوارس تنزلق من 
موجة عابرة
الرذاذ ينزلق على وجهي
كل شيء ينزلق
مطر خفيف 
غيمة ناعسة 
مثل صوتك الهارب المتردد
صوتك يزرع الريح في ظنوني
يفتح الياسمين
في حدائق بيتي

36

تسرقين غيومي

أغصاني تذبلُ 
لأنكِ تسرقينَ غيومي
وتسافرينَ بعيدًا
أغصاني تكسرها العواصفُ
لأنكِ خيمةُ عمريَ كنتِ
وها أنتِ تمزقينها
وتسافرينَ بعيدًا
يا امرأةً سرقتْ
تفاحةَ الجنةِ
كي تطعمني
يقتلني البردُ
ويطفئُ قنديلي
يقتلني البردُ
ويشعلُ أحلامي
فخذيني يا نورسَ أيامي
كي أتدثّرَ بعريِ الكلماتْ

 

 

 

 

 

 

37

بينَ اللحظةِ واللحظةْ

بينَ اللحظةِ واللحظةِ
تكبُرُ فينا الهاويةْ
بينَ اللحظةِ واللحظةِ
تصغرُ/ تكبرُ أحلامنا التائهةْ
بينَ اللحظةِ واللحظةِ
تتبدّلُ النجومُ في عيوننا 
التي هربتْ من دموعها الغافيةْ
بينَ حبٍّ وحبّ
يكبرُ فينا الصقيعْ
تتقشّرُ جدرانُ القلبْ
وحينَ يأتي الحبّ
نركبُ غيمةً تائهةْ
بساط الريحْ
أحلام شهرزادْ
على سريرِ السيفْ
سرقتْ أيامها/ كلماتها
التي أزهرتْ نرجسًا
على ضفةِ أحزانها المهملةْ

38

تفاحة شهرزاد

 

كلّ ليلةٍ
تفكّينَ أزرارَ الرغبةِ
تحيكينَ في النهارِ أحلامي
وفي الليلِ- مثل- بينيلوب- تفكّينَ خيوطها
يحملني صهيلُ الذكرياتِ
إلى قصورِ ألفِ ليلةٍ وليلةْ
تقطفُ شهرزادُ ابتساماتٍ سوداءَ
من شجرِ الأرقْ
وتسقيني رذاذَ البسماتِ
من عبقِ النومْ
نتلاقى على غيمةٍ بيضاءَ
ننسى كلّ ما كانَ في السنينَ الغابراتْ…
نأكل التفاحةَ نصفينْ…

39

المرأة/ خيمتي

على رموش حبيبتي
أبني خيمتي / لغتي
* * * *

على حبق / عبق عيني حبيبتي
أزرع فرحي الذي يأتي
ولا يكبر
دائمًا يتسلقُ شفتي غيمةٍ
تائهةْ / نائمةْ
***
وسط القاعةِ يهتزّ الحزن المقنّعُ بالفرحْ
رذاذُ الفرح يتسلّق وجهي
كي أقشرَ
طبقات المكياج
التي خنقت غزالات النساءْ
***
هاهي الوجوهُ جائعةْ/ كالحةْ
تحملُ ثمارَ اللغةِ التي غطاها الغبارْ
تحجّرَ الحزنُ عليها
***
المغني في قمّةِ حماسته
يوقظُ القططَ التي اختبأتْ 
في صدورِ النساءْ 
يغني للغزالة التي سئمتْ
سجنَ الدموعْ
***
تعلو الموسيقى
يستيقظ شهريار في 
وجوهِ الرجالِ الجائعةْ
***
يشحذُ شهريارُ
أسنانهُ التي صدئت
وهو يفترسُ النساءْ
***
الشاعرُ- أنا- نورسٌ غريبْ
يركبُ الموجَ المسافرْ
يمضي مع الغيمات
التي تأبى البحار…

40

افتحي كل النوافذ

افتحي كلّ النوافذِ

كي تمرّ الريحْ

كي تشعلَ ثلجَ أيامكِ

افتحي كلّ النوافذِ

كي تمرَّ الكلمات

التي لم أجدْها

تشعلينَ الوقتَ- أيامي

في صدى الصمت

في صدى العتماتْ

يشعلني انتظارك

يشعلني الحضورُ

الذي غاب عني

وجاءني متمنعًا

وجاءني راغبًا

* **

41

الدموعُ حجارةٌ

الدموعُ حجارةٌ  

ثقيلةٌ في العيونْ

سرقه الماءُ حبًا

وجنيّةُ البحرِ تمكُرُ

وكانَ الهواءُ أجدرَ

من أيِّ شيءْ

كانتِ الضحكاتُ مطرًا

يزهرُ نرجسًا

في العيونْ

كانَ يمسحُ غبارَ السنينْ

عن جبينِ السواقي

لتضحكَ الخطوطُ التي

انطوتْ على البكاءْ

وعادَ البكاءْ

حجارةً ثقيلةً في العيونْ

42

هرب

الريحُ  تحتضنُ الغيمْ

الجبالُ تحتضنُ الفضاءْ

السماءُ تحتضنُ النجومْ

الوردُ يحتضنُ النحلْ

الضوءُ يحتضنُ الفراشاتْ

وأنت تهربينْ

كما تهربُ أيامي

التي جفَّ بريقُها

حينَ سافرَ ظلّي

مع غيمةٍ عابرةْ…

43

وترحلُ أنتَ

يعودُ الشتاءُ

على غيرِ عادةْ

وترحلُ أنتَ

غريبًا

ولكنْ لا تعودْ

إلى الأرض التي كنتَ منها

تهاجرْ

وتقطفُ في رحيلكَ

بعضَ النجومِ

التي أطفأتْ قناديلَها

على غيرِ عادةْ

رفاقُكَ لم يرحلوا

على غيرِ عادةْ

لم يكونوا على الطريقْ…

44

وحدتي حصانٌ جامح

شَعرُك المتكبّرُ

يداعبُ الريحْ

يمشي مرحًا

مع الغيمْ …

عيناك تشفّانِ

حزنًا عميقْ

فيهما سماءٌ

من جليدْ

كأنهما نجمتان

يشدّهما ثقبُ أسودْ

وحدتي صارت

حصانًا جامحًا

في حقولِ السأَمْ

وروحي خيطُ نورٍ

من شمسك

التي أخافُ أنْ تغيبَ

في النهارْ…

45

عاصفة الصمت

لماذا كلما صاحبتُ عاصفةً

رمتني في حقولِ الصمتْ؟

لماذا كلما فارقتُ أغنيةً

رمتني في حقولِ الشوكْ

على وسادتكِ التي هجرتْ عيوني؟

أسافرُ في تفاصيلِ الزمانْ

علّني أجدُ احتمالاتِ اللقاءْ

أحيكُ من دمعي زوارقَ

تبحرُ في دمي المعجونِ

بالأرقِ الذي ينامُ على صخورِ الهمّْ

كنتِ السواقي في

الروابي الضاحكاتْ

هاهيَ البسماتُ تسرقُها الطيورُ التي

هجرتْ نوافذَ الحلمِ القصيرْ…

46

أراكِ

 كأنّي أراكِ لأوّلِ مرّةْ

 ونهرُكِ جارٍ

 يفيضُ على ضفتيهِ

قطْرٌ وماءٌ منَ الوردِ

 صهيلٌ يقوّسُ ظهري

 صهيلٌ يقوّسُ عمري

 ويقشرُ الذكرياتِ التي

 نامتْ على عتباتِ عينيكِ…

أراكِ 

 كأني أراكِ لأوّلِ مرّةْ

 طيورُكِ تفزعُ

 والعنادلُ قد تجلّتْ

 على عناقيدِ شَعرِكِ

 وانحنى الوردُ

 يحملُ حُلمًا تكسَّرَ

 يلملِمُ نظراتِنا التي

 سرقتها الغيومُ

 وصارتْ ورودًا، رعودَا، ودورْ

 أراكِ

كأني أراكِ لأوّلِ مرّةْ…

47

عودةُ سندباد

– السندبادُ- يقولُ صديقيَ المحمومُ-

قدْ مرَّ

ولمْ يعد يخطر

ببالْ

– السندبادُ- أقولُ- أغنيةٌ تعطّرُها

ليالي الوحدةِ المجنونةِ

ألْقت القبضَ على نومي

ولمْ تعد ترضى سوى قلبٍ

تفجّرَ بالربيعْ

وعلى شفتيهِ ألفٌ من سؤالْ

السندبادُ- صديقيَ المحمومَ-

يسكنُ في دمي

ويحملُ في يديهِ الغيمْ

كخريطةِ التجوالْ

ويعدُّ أنمُلَهُ التي ضاعتْ

معك لّطيرٍ قد سرى

نحوَ الجنوبِ أو الشمالْ

48

القهوةُ الصباحيةُ

أقطفُ كلَّ صباحٍ

عناقيدَ الأيامِ

التي نضجتْ على شعركِ

يتدلّلُ

تتدلّى رائحتُهُا لحريريةُ…

القهوةُ الصباحيّةُ

النّقاءُ المغامرُ في شفتيكِ

الهدوءُ الناعسُ في لونِ عينيكِ

الصهيلُ الصامتُ في شمسِ شعركِ

تؤدبينهُ… تشدينَ رسَنهُ

بيديكِ النهريّتينِ

في ليالي الحرِّ والقرِّ

تسرقينَ وسادةَ كلماتي

التي تحملني في سفري…

 

49

السقطةُ قد سقطت

 

منْ شجَرِ الجنّةِ أنتِ

ثمارُ كِيدُ الفرحِ ترويها

مغلَّفةً بنارِ اللهفةِ

مترددةً بينَ الرّغبَةِ والرّغبةِ

صدقُكِ كذبٌ

الرّغبةُ ثمارٌ يانعةً: عطرٌ…

وردٌ أحمرُ أحمرْ

السقطةُ كانتْ…  مازالتْ

منْ أرضِ الجنّةِ

منْ “بداية الزّمانِ ونهايتهِ”1

من سقطةِ كامو2

والسقطةُ تنمو تكبرُ فينا

مثل اللغةِ…

ولغتنا مهما تعلو

ت

س

قط

في هوّةِ حُلُمٍ يسقُطُ من غيمةْ…

[1][1]بداية ونهاية رواية لنجيب محفوظ. إحدى الشخصيات نفيسة تلقي بنفسها في النيل.

[2][2]  الكاتب الفرنسي ألبير كامو له رواية بعنوان ” السقطة”.

50

51

52

53
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content