البحر الميت by Basel - Illustrated by باسل سمري السادس ج - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

البحر الميت

by

Artwork: باسل سمري السادس ج

  • Joined Jan 2017
  • Published Books 1
البحر الميت by Basel - Illustrated by باسل سمري السادس ج - Ourboox.com

البحر الميت

لبحر الميت هو بحيرة ملحية مغلقة تقع في أخدود وادي الأردن ضمن الشق السوري الأفريقي، على خط الحدود الفاصل بين الأردن وفلسطين التاريخية (الضفة الغربيةوإسرائيل). يشتهر البحر الميت بكونه أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية، حيث بلغ منسوب شاطئه حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر حسب سجلات عام 2013. كما يتميز البحر الميت بشدة ملوحته، إذ تبلغ نسبة الأملاح فيه حوالي 34%، وهي ما تمثل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط، وواحدة من أعلى نسب الملوحة بالمسطحات المائية في العالم. وقد نتجت هذه الأملاح كون البحيرة هي وجهة نهائية للمياه التي تصب فيه، حيث أنه لا يوجد أي مخرج لها بعده.[1][2]

يصل عرض البحر الميت في أقصى حد إلى 17 كم، بينما يبلغ طوله حوالي 70 كم. وقد بلغت مساحته في عام 2010 حوالي 650 كم2 إذ تقلصت خلال الأربع عقود الماضية بما يزيد عن 35%. كما يلعب المناخ الصحراوي للمنطقة الذي يمتاز بشدة الحرارة والجفاف ومعدلات التبخر العالية دورًا كبيرًا في زيادة تركيز تلك الأملاح فيه.[3]

3
مكانه

طلق على البحر الميت تاريخيّا عدة أسماء قديمة في العهد القديم مثل: “بحر الملح” و “بحر العربة” و “البحر الشرقي” و “عمق السديم”. وفي عهد عيسى المسيح عُرف بـ “بحر الموت”، و “بحر سدوم” نسبة إلى منطقة سدوم المجاورة، كما دُعي “البحيرة المنتنة” لأن مياهه وشواطئه لها رائحة منتنة. كما دُعي “بحيرة زغر” نسبة إلى بلدة زُغر التي كانت تقع على شاطئه الجنوبي الشرقي، واُطلق عليه اسم “بحر الزفت” نسبةً إلى قطع الزفت التي كانت تطفو على سطحه في بعض الأحيان وخاصة عند حدوث الزلازل. وقد كان بعض سكان المنطقة يتاجرون في قطع الزفت التي يستخرجونها ويبيعونها. كما ذكره المقدسي في كتابه “أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم” باسم “البحيرة المقلوبة”.[10] وقد سُمي أيضًا “بحيرة لوط” نسبةً إلى النبي لوط الذي سكن وقومه بالقرب منه قبل أن يحل بهم العذاب. أما الإغريق فكانوا أول من أطلق عليه إسم “البحر الميت” لعدم وجود حياة فيه.[11]

5

عُرف البحر الميت في الكثير من ثقافات وحضارات شعوب المنطقة. وكان الفراعنة أول من التفت إلى أهميته، وتحديدًا الملكة كليوبترا، فهي أول من اكتشف أملاحه وخصائصه الشفائية والعلاجية للبشرة وشدّ العظام والجلد وتنشيط الدورة الدموية ومقاومة التجاعيد.[94][95] كما كان حمام الطين أحد وصفاتها للجمال، حيث كانت تصنع ذلك الحمام من الطين المأخوذ من البحر الميت، والذي اشتهر باحتوائه بوفرة على المعادن التي تغذي البشرة وتنشطها وتسهم في نعومتها وبريقها.[96]

لوحة للبحر الميت والقدس، 1906.

وقد وُصف البحر الميت في الكثير من اللوحات الفنية العالمية، كلوحة الفنان المجري تيفادار أثناء زيارته لفلسطين عام 1906، حيث ظهرت فيها مدينة القدس ومن خلفها البحر الميت. كما ذُكر البحر في عدد من الأعمال الأدبية، سواءً المحلية أو العالمية.[97] وتُعد قصيدة “حجر كنعاني في البحر الميت” للشاعر الفلسطيني محمود درويش أحد أهم تلك الأعمال الأدبية.[98] من جهة أخرى، تُعد “قصائد البحر الميت” التي كتبها الشاعر الإنجليزي سيمون آرميتاج من الأعمال الأدبية الغربية المهمة في هذا الخصوص. وقد استوحاها من النتائج التي توصل إليها علماء الآثار من مخطوطات البحر الميت، والتي اكتشفها راعي ماعز في عام 1947، كما عكست تجارب الشاعر وتجذرها في حياته الخاصة. وتتكون القصيدة من 11 موشحة، معظمها يتكون من 3 أسطر، و يتكون المقطع الشعري الأخير من مجرد نصف سطر.[99]

6

شير المصادر التاريخية، إلى أن تاريخ الاستيطان البشري في منطقة البحر الميت وتحديدًا الجزء الجنوبي منه يمتد إلى الألف الثالث قبل الميلاد. حيث كان مركزا حضاريًا في الفترة التاريخية من 3300 ق.م إلى 2300 ق م. وقد اُستدل على ذلك من خلال الحفريات التي اُجريت في منطقة غور المزرعة، وتحديدًا باب الذراع، حيث عُثر هنالك على أكبر مقبرة في الشرق القديم والتي يعود تاريخها إلى أقدم من خمسة آلاف عام في العصر البرونزي المبكر. وفي الألف الثاني قبل الميلاد، وتحديدًا في 1900 ق. م. كانت منطقة الحوض الجنوبي تعج بالحضارة، وهي الفترة ذاتها التي عاش فيها لوط حسب معظم المصادر التاريخية. وكان فيها خمسة مدن مزدهرة هي: سدوم، عمورة، زغر، أدمة، وصوبيم. و شهدت في تلك المرحلة خسف ودمار لتلك الحضارات. وقد تم الاستشهاد بما نزل من آيات القرآن، وبعض الكتب المقدسة وأراء الكثير من المفسرين وربط ذلك مع التاريخ الجيولوجي لمنطقة البحر الميت.[46]

المجتمع المحلي

رجل عربي من سكان المنطقة، 1919.

يعيش اليوم على الجانب الشرقي من البحر الميت حوالي 70,000 نسمة، يتركز معظمهم في بلدات فيفا وغور الصافي ومدينة البوتاس والكفرين. بالإضافة إلى الآلاف من الذين يعملون في الصناعة والسياحة في محافظتي الكرك و مادبا. يوجد في منطقة غور الصافي نشاط زراعي واسع، حيث يجذب بعض العمالة. ويتركز النشاط السياحي في الجزء الشمالي الشرقي حيث تتركز الفنادق الأردنية. ويعمل في هذا القطاع حوالي 20 ٪ من المشتغلين في تلك المنطقة. كما توظف المصانع الكيماوية حوالي 200 ٪ منهم، أما الباقي فيعمل في قطاع الخدمات. وتخضع المنطقة الشرقية للبحر الميت لسلطة وادي الأردن.[77]

ويشكل لواء الأغوار الجنوبية التابع لمحافظة الكرك الأردنية جزءاً كبيرًا من هذه المنطقة، والذي يتجاوز عدد سكانه المقيمين إقامة دائمة 49,000 نسمة حسب إحصائيات دائرة الأحوال المدنية والجوازاتفي الأردن للعام 2008. وهم يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى بحكم الطبيعة الجغرافية للمنطقة. ويُقدر عدد العاملين في هذا القطاع بحوالي 600% من السكان ذكورًا وإناثًا. وتعد الصافي من أكبر التجمعات السكانية.[78]

أما على الجانب الغربي، فيعيش في المنطقة الشمالية الغربية، وتحديدًا بالقرب من أريحا وضواحيها 25,000 نسمة. ويعمل سكان هذه المنطقة بشكل أساسي في الزراعة والخدمات. كما يوجد عدد من المستوطنات الإسرائيلية على هذا الجانب يسكنها حوالي 2,500 نسمة، وتديرها المجالس الإقليمية المحلية، ويبلغ عدد هذه المستوطنات 12 مستوطن وتجمع سكني. هذا بالإضافة إلى البدو الذين يأتون في كل يوم لمنطقة أريحا من عراد والقدس و ديمونة و بئر السبع. تشغل السياحة الجزء الأكبر من عمل الموظفين في الجزء الغربي من البحر الميت، حيث يعمل فيها حوالي 5,000 موظف. أما الباقي، فيعملون في الزراعة والخدمات.[77]

7

8
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content