ما هي حقوق الطفل؟ولماذا أتت حقوق الطفل؟ ومن هم الأطفال المستهدفين منها؟
الأطفال، تلك الكائنات البريئة التي لا تعرف سوى بسمة ولعبة ، الكائنات التي تلوّن الحياة وترسم الأمل بكل مكان، الأطفال الذين يمثلون مستقبل الغد وشباب التغيير والأمل، الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد وفي كثير من الأحيان لا يميزون بين الضوء والنار، فلمذا حقوق الطفل؟ لماذا أصبحت هناك منظمات خاصةً بهم؟ أيعقل إن إضطهاد الإنسان وصل لأجمل الكائنات ألا وهم الأطفال؟ أم أنهم ضحية ظروف مزّقت أحلامهم وشتّتها بين سماء وأرض؟ وإن كان كذلك فما هي صور هذا الظلم والإضطهاد والتشتّت؟
2
في عصرنا الحالي باتت كلمة حقوق الطفل تدخل إلى أجواف مسامعنا كثيراً، وتترد في نشرات الأخبار، فلمذا؟ لقد باتت ظاهرة تناثر وتوزع الأطفال بالشوراع والطرقات العامة هنا وهناك ظاهرة يومية وبكثرة، أطفال هنا وهناك على أطراف الشوارع والطرقات، بلا مأوى، بلا مسكن وبلا طعام و حتى بلا ثياب، تجرّدوا من أبسط الحقوق الأساسية كحقهم بالطعام والشراب وحقهم بالحصول على المنزل والمسكن وحقهم بالتعليم والّلعب ، وحُرِموا من فرصة بناء مستقبلهم بشكل مستقر وآمن وسليم، ولا تقتصر حقوق الطفل بحصوله على الطعام والشراب والمسكن بل أيضاً تتعدها بحقهِ بالحصول على الأمن والأمان، فقد أصبحت ظاهرة المناداة بحقوق الطفل ظاهرة تجتاح كل البلدان والدول فكيف تم التعامل مع هذه المشكلة والظاهرة ومعالجتها.
نظراً لتعرض العديد من الأطفال للحرمان من أبسط حقوقهم الأساسية وتعرّضهم للظلم أحياناً والتشرد والعماة فقد تم وضع هذه المشكله أمام المختصين و أمام أصحاب القلوب الحية فتم إقرار إتفاقية حقوق الطفل بشكل دولي وعالمي ضمن معايير وأسس تضمن حق هؤلاء الأطفال، لتأتي هذه الأتفاقية المنصفة والمنقذة للأطفال التي سلبت حقوقهم ليتم نشلهم من عالم بات يسلب حقهم ويسلب طفولتهم و برائتهم فيقيم لهم كياناّ منذ طفولتهم ليبونوا عليه كيان مستقبلهم وشبابهم، وجائت إتفاقية حقوق الطفل بإعتبار الطفل فرداً من أفراد المجتمع وجزء لا يتجزء منه لا يمكن إهمالهُ وبإعتبارهِ ركيزةً سوف تصبح في يوم من الأيام المستقبل نفسهُ، وأكدت هذه الإتفاقية على ضرورة حصول كل طفل على حقوقهِ بشكل كامل وضمان نشوئة بجو يسودة الراحة والأمان ومن الحقوق التي أقرتها المنظمات العاليمة للطفل.
4
حق الطفل في التعليم
التعليم من الحقوق الأساسية للانسان، إذ ميزه الله تعالى بالعقل و يجب عليه أن يستثمر هذا الجزء العظيم الذي و هبه الله إياه، وإن الله تعالى عندما خلق آدم عليه السلام علّمه أسماء كل المخلوقات، فكان العلم والتعليم ركن أساسي منذ خلقة آدم عليه السلام. و إن التعليم يبدأ منذ الصغر، و يتم زرع بذوره في الأطفال، يكبر معهم شيئاً فشيئاً، و في عصرنا هذا يتم إلحاق الأطفال بالرياض ليتم تعليمهم العديد من الأشياء، بدايات الأبجديات، بالإضافة إلى السلوكيات والتعامل، ثم يكبر الطفل لمراحل التالية و يتعلم أشياء أكثر و أكبر مما تعلمها في المرحلة السابقة، إذن فالتعليم مرحلة تراكمية تعتمد كل مرحلة على سابقتها، و لذلك يجب أن يكون أساس التعليم قوي، حتى يكون البناء و النتائج للعملية التعليمية عالي.
6
إن كثير من المحافل للأسف لا زالت تناقش حق الطفل في التعليم، رغم أنه حق مفروغ منه و بلا شروط، فالأطفال الذين يتركون مدارسهم للعمل من أجل قوت يومهم، هؤلاء من الأجدر بالحكومات و مؤسسات المجتمع المدني أن تؤمن لهم بيئة اقتصادية و اجتماعية سليمة تسمح لهم بممارسة حقهم الخالص في التعليم. وحق الطفل في التعليم من الحقوق التي كفلتها الأمم المتحدة كحق من حقوق الإنسان سواء كان طفلاً أو شاباً أو شيخاً. ثم إن ممارسة التعليم ليس فقط لنيل الشهادات، و لا يقتصر تأثيره على الدرجة العلمية التي يصل إليها، إنما تؤثر على شخصيته فالله تعالى خلقه إنسان ذا عقل، و إن لم يتعلم فإنه سيشعر بشيء من النقص، لأنه لم يخلق للأكل و الشرب كما الحيوانات.
8
حق الطفل في الحياة
الحياة التي وهبها الله للمخلوقات وخاصة الإنسان، حق يجب ألا يعتدي عليه أي شخص من غير وجه حق، ويجب أن تصان ويحافظ عليها، ولقد حرمت كل الأديان قتل النفس البشرية، وأكدت على وجوب توفير الحياة الكريمة للإنسان، التي تحافظ على إنسانيته وآدميته. وجاءت الإعلانات والاتفاقات العالمية لتؤكد على حق الحياة، واستمرت هذه الإعلانات والاتفاقات تتوالى من العام 1924 وحتى يومنا هذا، وكذلك أكدت دساتير الدول على هذه القضية.
ومن أهم ما تم التصريح به في حق الطفل بالحياة إعلان حقوق الطفل الصادر في عام 1924، والذي أكد على حاجة الطفل للحماية والرعاية؛ لعدم نضجه الجسماني والعقلي، وكما جاء في قرار الأمم المتحدة عام 1959 في المادة الثالثة أنه من حق كل فرد بالحياة، وشدد على السلامة الشخصية، وفي المادة السادسة أكد بأحقية كل شخص أن يتم الاعتراف بشخصيته، وفي المادة الخامسة والعشرين للأمومة والطفولة أكدت على الحماية الاجتماعية للطفل ؛ لينعم بحياة كريمة.
10
أما في عام 1989، فقد وقع رؤساء العالم على اتفاقية تقر بحاجة الأطفال إلى رعاية خاصة، وحماية قد لا يحتاجها الكبار، وكان أهم ما ركزت عليه هذه الاتفاقية من حقوق الأطفال: البقاء، والنمو والتطور إلى حد البلوغ، والحماية من المؤثرات الضارة، وسوء الاستغلال والمعاملة، والمشاركة في الأسرة، والمشاركة في الحياة الثقافية والمجتمعية.
كان لاتفاقية زعماء العالم تسعة بنود تضع معايير خاصة بالتعليم، والرعاية الصحية، والاجتماعية، والمدنية، والقانونية الخاصة بالطفل :
12
-
حيث أكد البند الأول على ضرورة عدم التمييز والتفريق في إعطاء الطفل حقوقه المشار إليها في الاتفاقية لأي سبب كان.
-
أما البند الثاني أكد على ضرورة حماية الطفل ؛ لضمان نموه المتكامل نمواً طبيعياً.
-
والبند الثالث أكد على حق تعريف شخصية الطفل منذ ولادته من خلال الإسم والجنسية.
-
والبند الرابع أشار للضمان الاجتماعي، وأهميته لنمو الطفل صحياً، من خلال توفير ما يكفيه من غذاء ومسكن ولعب وخدمات صحية.
-
والبند الخامس لم يتجاهل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
-
أما البند السادس نص على حق الطفل بأن ينشأ بين والديه وتحت مسؤوليتهما ؛ لينعم بالحب والحنان والأمن.
-
والبند السابع ركز على مجانية وإلزامية تعليم الطفل، خاصة في التعليم الأساسي.
-
والبند الثامن شدد على ضرورة عدم استغلال الطفل في عمل ينعكس سلباً على تعليمه، وصحته، ونمو نمواً سليماً.
-
والبند التاسع أكد على ضرورة بث ثقافة التفاهم، والتسامح، والسلم، والصداقة بين شعوب الأرض، دون تمييز عنصري، أو ديني، أو أي شكل من أشكال التمييز.
13
Published: Jun 2, 2016
Latest Revision: Jun 3, 2016
Ourboox Unique Identifier: OB-161660
Copyright © 2016