في أحدِ أيام الصّيف الحارّة، ذهبت رغد مع عائلتها الى شاطئ البحر للسباحة.

دخلت رغد إلى الماء وسبحت كثيرا حتّى شعرت بالتعب، فخرجت لتستريح وهي مبللة.

بعد فترة من الزمن لمست رغد ملابسها فوجدتها جافّة.

سألت رغد أمّها: أين اِختفى الماء؟!

ضحكت الأُمّ وأجابت:

الماء الذي كان على ملابسك لم يختفِ بل تبخر يا رغد، وهذه الظاهرة تُسمّى “التبخر” وهو تحوّل الماء من الحالة السائلة الى ماء في الحالة الغازيّة، ويمكن أن تحدث هذه الظاهرة عن طريق التّسخين أي تزويد حرارة باستمرار مصدرها أشعه الشمس الحارّة.

هتف الأبُّ بصوتٍ عالٍ: الجوّ حارٌّ جدًا، سَأُخرِج بعض المثلجات…  

بعد مدةٍ من الزمن لاحظت رغد أنّ الثلج تحوّل لماء سائل فسألت أباها بتعجّب: ماذا حدث للثلج؟!

أجاب الأبُّ: الثلج انصهر.

ضحكت رغد: انصهر! ماذا تقصد؟

قال الابُّ: يا ابنتي، لقد تحولت مكعبات الثلج منَ الحالة الصلبة الى الحالة السائلة بسبب تعرّضها للحرارة من أشعه الشمس وهذه الظاهرة تسمّى “الانصهار”.

رغد: آه يا أبي، الآن فهمت شكرا لك.

قال الأبُّ: لا شكر على واجب يا حبيبتي، من فضلك أعطني قنينةً من الماءِ البارد، فإنّني أشعر بالعطش.

قالت رغد: حاضر يا أبي ….

لاحظت رغد قطرات من الماء على سطح القنينة الباردة من الخارج

 فسألت أباها: ما هو مصدر هذه القطرات يا أبي؟

الأبُّ: من الجيد أنّك لاحظتي يا بُنيتي، لقد تكاثف بخار الماء الموجود في الهواء على القنينة.

ضحكت رغد وقالت: ماذا تقول يا أبي لم أفهم!

أجاب الابُّ: الماء الموجود في الهواء بالحالة الغازيّة (بخار)، تحوّل إلى ماء بالحالة السائلة، ممّا أدى إلى ظهور قطرات الماء، نتيجة برودة الماء الموجود في القنينة، وهذه الظاهرة تسمّى “التكاثف”.

رغد: شُكرًا يا أبي على هذه المعلومات القيّمة.

اخ بطني، أشعر بالجوع، تناولت رغد شطيرةً من حقيبة الطعام، غسلت يديها، وجلست تأكل مستمتعة بالنظر لجمال أمواج البحر.

النِّهاية