ذات يوم، عندما كانت ليلى تلعب خارج منزلها، دعتها والدتها قائلة: “تعالي يا ليلى، خذي هذه الكعكة إلى منزل جدتك”، فقالت ليلى: “أنا قادمة يا أمي”، ثم دخلت ليلى إلى المنزل، ولبست معطفها الأحمر وخرجت.
قالت لها والدتها محذرة إياها: “احترسي يا حبيبتي من الذئب، ولا تتحدثي معه، فالغابة ليست آمنة”، وكانت ليلى قد قطعت طريقها بالفعل بين الأشجار، وهي تحمل سلة كبيرة بداخلها كعكة والدتها اللذيذة، فشم الذئب رائحة الكعكة وتقدم نحو ليلى.
سأل الذئب ليلى قائلاً: “ما اسمك؟”، فابتعدت عنه ليلى وقالت له: “لن أتحدث معك، أنت ذئب شرير”، فرد الذئب: “لا، لا تخافي، أنا أريد مساعدتك”، مؤكداً لها: “إنه أمر خطير للغاية”، فخافت وأجابته: “اسمي ليلى، والناس يطلقون عليّ اسم ذات الرداء الأحمر”، فسألها الذئب: “إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها الفتاة الجميلة؟”.
قالت ليلى: “أنا ذاهبة إلى منزل جدتي، لأقدم لها هذه الكعكة اللذيذة”، فقال لها الذئب: “مممم، وأين يقع منزل جدتك؟”، فقالت له: “إنه بيت خشبي مميز يوجد في آخر الغابة”، فقال لها الذئب: “إذاً عليكِ أن تسلكي هذا الطريق، فهو أقصر كثيراً”، لكن الذئب كذب عليها وخدعها، فقد كان ذلك الطريق طويلاً جداً إلى منزل جدتها.
صدقت ليلى كلام الذئب، وسارت في الطريق الذي قال لها عليه، وعندما أكملت سيرها وابتعدت عنه، ابتسم الذئب ابتسامة خبيثة، وقال محدثاً نفسه: “هههه! هكذا سأتمكن من الوصول إلى منزل الجدة أولاً”، وبالفعل وصل الذئب هناك أولاً، وحبس الجدة في الخزانة، وحذرها من إصدار أي صوت حتى لا يأكلها، ثم ارتدى ملابسها ونظاراتها ونام على فراشها في انتظار ليلى.
وعندما وصلت ليلى أخيراً إلى منزل جدتها، طرقت الباب، فقال الذئب: ادخلي يا حبيبتي”، بعدما غيّر صوته متظاهراً بأنه الجدة، ففتحت ليلى الباب، وقالت: “مرحباً يا جدتي، كيف حالك؟”، فقال الذئب: “أنا بخير، وسعيدة لرؤيتك، ماذا بين يديك؟”، فقالت ليلى: “أوه، إنها كعكة لذيذة خبزتها لكِ أمي”، فقال الذئب: “شكرا لكِ، ضعيها هناك على المائدة”.
بعد ذلك، جلست ليلى بجانب الفراش، وحدقت في جدتها، قائلة: “لماذا عيناكِ كبيرتان جداً؟”، فقال الذئب: “لأنني أراك بجانبي”، فأردفت ليلى: “ولماذا أنفك كبير جداً؟”، فقال الذئب: “لأنني أشمك بها”، فسألت ليلى: “ولماذا أذناك بهذا الحجم؟”، فقال الذئب: “لأنني أسمعك بهما”.
فقالت ليلى: “ولماذا فمك كبير جداً؟”، فقال الذئب: “لأنني أكلتك به!”، ثم قفز الذئب على ليلى ليأكلها، لكنها هربت منه، وركضت نحو باب المنزل، وهي تصرخ: “انقذوني، انقذوني أكل الذئب جدتي وسيأكلني أيضاً!”، وقد كان هناك صيّاد يمر مصادفة بالقرب من منزل الجدة، فسمع صوت صراخ ليلى، فركض إلى المنزل ودفع الباب وقتل الذئب ببندقيته، وأنقذ ليلى وأخرج الجدة من الخزانة أيضاً.
Published: May 18, 2023
Latest Revision: May 18, 2023
Ourboox Unique Identifier: OB-1455731
Copyright © 2023