ليلى الحمراء

ليلى الحمراء

كان يا مكان في قديم الزمان وفي سالف العصر والاوان كان هنالك طفلة جميلة وخلوقة تدعى ليلى , كانت ليلى تبلغ من العمر 4 سنوات , لم يكن لديها اخوة واخوات أي وحيدة الوالدين , في صباح يوم من الايام ذهبت أم ليلى اليها لايقاظها من أجل أن تطلب منها الذهاب الى جدتها التي تسكن بعيدا عن بيتهم وأن توصل اليها الطعام الساخن , استيقظت ليلى وبدأت بالاستعداد من أجل الذهاب الى بيت جدتها .

عندما انتهت ليلى من الاستعداد اعطتها والدتها الطعام واوصتها ببعض التعليمات مثل :

1- أن لا تتكلم مع الغرباء .

2- أن تسير في طريقها بشكل مباشر .

3- أن لا تدخل في طريق الغابة .

4- أن لا تقوم بحركات شغب في بيت جدتها .

قالت ليلى لا بأس يا أمي سوف أتبع تعليماتكي وأحسن التصرف عند وصولي فلا داعي للقلق سوف أكون على ما يرام .

خرجت ليلى في طريقها لبيت جدتها وهي تحمل سلة الطعام وكانت في غاية السعادة وحماس شديد وكانت تنشد الاغاني في طريقها من سرورها , في هذه الاوقات رأها ثعلب المكار وعقد الامر على أن تكون ليلى غدائه اليوم , أخذ يقترب منها رويدا رويدا ويتحدث معها لكي يعرف الى اين هي متجهه .

كانت ليلى على جهل تام بمدى خبث هذا الثعلب المكار وأجابته بكل براءة وأخبرته عن تفصيل رحلتها بالكامل وهنا أبتسم الثعلب المكار لليلى بخبث شديد وقال لها يا ليلى ما رأيك أن تقومي بقطف الازهار لجدتك المريضة وأن تقدميها لها كهدية هذا سيدخل الفرح والسرور الى قلب الجدة. اعجبت ليلى بالفكرة وشكرت الثعلب لأنها تعتقد أنه طيب ويود تقديم المساعدة لها , هنا شعر الثعلب بسعادة لا توصف وقال في ذهنه أنه تمكن من خداع ليلى البلهاء ومن ثم ركض مسرعا الى منزل الجدة ليستقبل الفتاة ويقوم بتناولها .

تمكن الثعلب من ايجاد بيت الجدة قبل أن تصل ليلى أليه , وقام بدق الباب ولكن الجدة لم تتمكن من النهوض بسبب مرضها الشديد فقالت من بالباب ؟ فقام الثعلب المكار بتقليد صوت ليلى وقال لها : أنا ليلى يا جدتي الحبيبة ..

فقالت الجدة تفضلي يا حبيبتي ليلى أدخلي , عندما دخل الثعلب صدمت الجدة وبدأت بالصراخ , فذهب اليها الثعلب ومنعها من اصدار صوت عال , وقام بتعنيفها وتهديدها بقتلها هي وحفيدتها اذا احدثت صوتا , ومن ثم حملها ووضعها في الخزانة , وبعد ذلك تنكر الثعلب المخادع ولبس ملابس الجدة ونام على فراشها وبدأ بأنتظار حضور ليلى ..

بعد وقت قصير قامت ليلى بدق الباب فحاول الثعلب بتقليد صوت الجدة وقال لها : تفضلي يا حبيبتي بالدخول , دخلت ليلى وهي في غاية السعادة وقامت بتقبيل جبين الثعلب معتقده أنه جدته , فهي لم تراها منذ زمن بعيد , لكنها احست بأن هنالك شيء مريب حيث أن ردة فعل جدتها كانت باردة فلم تملئها الفرحة عند رؤية حفيدتها الحبيبة كما تفعل في العادة , ولكن الثعلب كان في غاية المكر وقام بمقاطعة أفكار ليلى وأخبرها كم هذه الزهور جميلة شكرا لك يا صغيرتي , هنا شعرت ليلى بالاطمئنان لبرها , وقامت بوضع الطعام لجدتها فشعرت بشيء غريب فسألتها يا جدتي لماذا صوتك غريب فقال الثعلب المكار : لأني مريضة يا حبيبتي , وأيضا سألتها ليلى : لماذا اسنانك كبيرة ؟ , فـأبتسم الثعلب وهب من مكانه ونظر اليها وقال : من أجل أن اتناولكي يا حبيبتي . بمجرد استيعاب ليلى لما حدث صرخت وأخذت تركض مسرعا من المنزل وكان الثعلب يركض خلفها وهو في غاية السعادة , في هذه اللحظة سمع الحطاب القوي صراخ ليلى وعلم أن هنالك شيء خطير يحدث معها , ركض ومعه فأس كبير ليخلص ليلى المسكينة من الخطر وبالفعل تمكن الحطاب من القضاء على الثعلب وقام بأنقاذ ليلى وأعادتها الى جدتها سالمة . طلبت الجدة من الحطاب أن يشاركهم في تناول الطعام لتشكره على ما فعله من أجلهم .

من خلال قصة ليلى الحمراء بأمكاننا تمرير للأطفال الكثير من المعلومات والمفاهيم الخاصة التي سوف تعلمهم وتثريهم ومنها :

قصة ليلى والذئب من القصص التربوية التي تثري وتعلم أطفالنا وأبنائنا بعض القيم والمفاهيم الهامة , كالانصات للوالدين وعدم مخالفة أوامرهم , عدم التحدث للغرباء , وعدم اللهو في أماكن غير معروفة بالنسبة لهم . 

– أن نقوم باتباع تعليمات الأم والأب فهم اكثر خبرة منا وأحرص الناس على مصلحتنا .

– ألا نقوم بالتكلم مع الغرباء ووصف مكان بيوتنا لهم وتفاصيل حياتنا لهم وخاصة عند المقابلة الأولى .

– عدم تجاهل نصائح الكبار , فهم أعلم منا بالحياة .

– عدم الذهاب الى أي مكان غريب دون اصطحاب أحد الكبار , وبدون اخبار الأم والأب عن مكان تواجدي , خاصة عند التأخر خارج المنزل دون علمهم .