by Ghada
Artwork: Ghada Shalabi
Copyright © 2016
محمود درويش (13 مارس 1941 – 9 أغسطس 2008)،
أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني [1] التي تم إعلانها فيالجزائر
حياته
محمود درويش هو شاعرٌ فلسطيني وعضو المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية. ولد عام 1941 في قريةالبروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل [2] قرب ساحل عكا, حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة،[3] لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)”أحيهود”.[4][5] وكيبوتس يسعور [6] فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب [7] مثل الإتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
نبذة عن القصيدة
يتمثل الشاعر في هذه القصيدة قصة النبي يوسف عليه السالم. وليست القصة بمجهولة، فقد وردت في العهد القديم “تكوين”، كما أن هناك سورة في القرآن الكريم تقص قصة يوسف مع اخوته وأبيه وزوجة الوزير. وتمثل درويش لها ليس تمثال كامال، فقد وقف عند جانب معين منها هو ما فعله اخوته به – أعني اخوة يوسف-، ولم يأت الشاعر على “ما هو” ابعد من ذلك، فلم ترد في القصيدة اية اشارة الى سفر يوسف الى مصر واقامته في بيت العزيز ومراودة زليخة له وما نجم عن ذلك من سجنه أوال، واالفراج عنه ثانيا، ثم تعيينه وزيرا ثالثا …الخ. لقد اكتفى درويش ، اذن ، بجانب واحد من القصة هو موقف اخوة يوسف منه وانعكاس ذلك نفسيا عليه . شخصيا ال أرى ان هناك أدنى غموض في هذه القصيدة التي تكونت من عشرة اسطر شعرية نظمها الشاعر موظفا تفعيلة فعولن. لقد عبر من خاللها عن ألم يوسف وحسرته لما فعله اخوته به دون أن يكون له ذنب في ذلك، ويشعر قاريء النص ان مبدعه اعاد صياغة هذا الجانب من القصة شعرا، موظفا صورا جديدة ال تبدو في نصي العهد القديم والقرآن، وان كان يقتبس من القرآن )إني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين(. قصيدة أنا يوسف يا أبي ، وما تحمله هذه القصيدة، من ربط تاريخي يجمع الماضي، بكل مكوناته األسطورية، في الذاكرة المتواترة مضمونا المتعددة رموزا ، ليحضره في واقع األيام يرسم صورة معاناة هذا الشعب وهذه القضية بإبداع يصعب على غير الشاعر الراحل إحضاره في متون القصيد. وفي بعد آخر لهذه القصيدة، إن درويش بذكائه الفطري، يعلم مدى حضور قصة يوسف في الذاكرة االنسانية، وليس اإلسالمية فحسب، لما تختزنه من بالغة في الموضوع وإنسانية تحاكي الوجدان وتشعل الخاطر، فكانت قصيدة يوسف تأخذ أبعادها بكل خطابا إنسانيا كما هي القضية الفلسطينية، وكما كان يريدها ويراها درويش. المقاييس لتكون *** استمد الشعراء مادتهم من تاريخ البشرية، وتعاملوا مع موضوع يوسف بحرية، ولعل أبرز ّ من ل تمث هذا الموضوع هو الشاعر محمود درويش حيث اتخذ من موتيفات يوسف رموزا للتعبير عن القضية الفلسطينية فتحول يوسف إلى نموذج الالجئ، الفقير، المنبوذ…..إلخ، ولعل الصورة المشاهدية التي تتماشى مع المعطيات الراهنة هي صورة األخوة األعداء الذين زجوا بيوسف في عمق البئر . فكيف تمثل الشاعر الرمز الديني للتعبير عن القضية الفلسطينية؟ لم تكن عبارة “أنا يوسف يا أبي” في النص “المقدس” موجهة إلى األب، وإنما كانت موجهة إلى اإلخوة ليؤكد لهم أنه هو يوسف، وبأن هللا أكرمه، ولكن النص الشعري فارق النص المقدس بكلمة يا أبي، فتبدو عبارة محمود درويش “أنا يوسف يا أبي”، طافحة بالشكوى، وبالمسكوت عنه في النص المقدس، وكأنه بهذه الصياغة يخبر عن شكوى يوسف ألبيه، وهي كلمات ترد على شكل حضور صريح تأخذ شكل ومضات تتسع ببريق القصة الدينية ليتوارى آخ ر من أشكال الحضور، يتسم بالغموض والخفاء”: خلفها كالم مفارق “يؤسس شكال بي. نا يوس ف يا
الشخصيات في النص:
صورة االابن: وهو النبي” يوسف” – عليه السالم–، وقد اتخذها الشاعر رمزا للتعبير عن اإلنسان الفلسطيني، فتحول “يوسف” الشاعر إلى نموذج لالجئ، الفقير، المنبوذ، وغدا فيها ناطقا باسم القضية الفلسطينية، يرسم صورة صادقة لمعاناة هذا الشعب. صورة األخوة: أخوة التخل منه بزجه في عمق البئر في ّ النبي “يوسف”، األخوة األعداء الذين ، الذين حاولوا ص سبيل االستحواذ على األب، وهم ذئاب، بل إن الذئب بشراسته وشرهه أرحم من إخوته، وهو ترمز باألخوة لبعض العرب الذين باعوا القضية الفلسطينية كما بيع يوسف من قبل إخوته، وهم الذين اعترضوا على الطريق الذي اختاره “االبن”؛ لنيل حقوقه من العدو طريق المقاومة ال االستسالم. صورة األب: وهو النبي”يعقوب”، ويرمز”األب”هنا لألنظمة العربية التي تبنت القضية تخل عنه ّ الفلسطينية والتي توجهت إليها الذات الشاعرة بالشكوى من األخوة العرب الذين وا وتركوه يواجه مصيره بعد أن صار عبئا على استقرارهم في عصر جديد، “وربما كانت هذه أبا ، اإلشارة هي إشارة درويش األولى والوحيدة إلى اتخاذه عربيا ولع ّل مسار القصة التي يتنا ّص معها هو ما فرض عليه تمثيل هذا األب الذي ال يتو ّجه إليه عادة في خطابه الشعري. ومن أهم الشخصيات الدينية التي استخدمها الشاعر في بعض قصائده شخصيات األنبياء- عليهم السالم – التي شاع استخدامها شيوعا الفتا في الشعر العربي المعاصر ، وتأتي شخصية وفكريا وذلك النبي يوسف- عليهم السالم – في طليعة الشخصيات التي استغلها الشاعر فنيا ، في قصيــدته” أنا يوسف يا أبي”، وهو يستخدمها في إطار مالمحها القرآنية المعروفة. ّص منه بزجه في صورة اإلخوة: إخوة النبي “يوسف”، اإلخوة األعداء الذين حاولوا التخل عمق البئر في سبيل االستحواذ على األب، وهم ذئاب، بل إن الذئب بشراسته وشرهه أرحم من إخوته، وهو يرمز باألخوة لبعض العرب الذين باعوا القضية الفلسطينية كما بيع يوسف من قبل إخوته، وهم الذين اعترضوا على الطريق الذي اختاره “االبن” لنيل حقوقه من العدو، طريق المقاومة ال االستسالم
إضاءات أسلوبية:
كل من البحر المتقارب)فعولن(، بشرط قراءتها في “نف س” واحد، وبالتشكيل ّ القصيدة ها، الذي يحرص عليه الشاعر أشدّ الحرص، مثلما يحرص عادة على عالمات الترقيم التي يبدو ن ّصه مشبعا بها. إال أن القراءة المتواصلة غير ممكنة طبعا، والقارئ مضط ّر إلى الوقف بعد الجملة األولى، مثال، عند النقطة التي حرص الشاعر على إثباتها، وسرعان ما يتح ّول الوزن فاعل (. وإذا زعم زاعم أن الشاعر لم يقصد هذه ُ في الجملة الثانية إلى البحر المتدارك) ن ن يفرض على القارئ الوقف، تبعا للتشكيل والوزن، فيتح ّول “الحيلة” اإليقاعية، أتيناه بمثال ثا الوزن فورا من المتدارك في السطر األ ّول إلى المتقارب في تاليه: على هذا النحو يدأب الشاعر على المراوحة بين المتدارك والمتقارب، أو على األخذ بما أسميناه بح ّق المتدارب، فيُخي ل إلى “كثيرين من الشعراء والقراء”، كما صّرح بنفسه، أنّهم حيال ن ّص نثري، وما هو بن ّص نثري. لك ّن الشاعر “قتل” الوزن فيه بهذه الحيلة اإليقاعية البارعة! إن ن ّص موزون على نحو دقيق، ّه والغرض من هذه الفنية أي دمج البحور في القصيدة الواحدة هو عدم االستقرار على حال نفسية واحدة، وتعمد الغموض، وخلق جو من التساؤل، وإضفاء الحيرة على المعاني كي تتسم باالزدواجية وأكثر كما اتصف الوزن بذلك، والتعبير عن جو نفسي غير متناسق وغير متحد الوتائر.
قصيدة القناع
وهي وسيلة فنية لجأ إليها الشعراء للتعبير عن تجاربهم بصورة غير مباشرة، أو تقنية مستحدثة في الشعر العربي المعاصر شاع استخدامه منذ ستينيات القرن العشرين بتأثير الشعر الغربي وتقنياته المستحدثة، للتخفيف من حدّة الغنائية والمباشرة في الشعر، وذلك للحديث من خالل شخصية تراثية، عن تجربة معاصرة، بضمير المتكلم. وهكذا يندمج في القصيدة صوتان: صوت الشاعر، من خالل صوت الشخصية التي يعبّر الشاعر من خاللها. يتخذ الشاعر المعاصر القناع ليضفي على صوته نبرة موضوعية شبه محايدة، تنأى به عن التدفق المباشر للذات، دون أن يخفي الرمز المنظور الذي يحدد موقف الشاعر من عصره، وغالبا ما يتمثل رمز القناع في شخصية من الشخصيات تنطق القصيدةُ صوت ها، وتقدمها تقديما متميزا يكشف عالم هذه الشخصية، في مواقفها أو هواجسها أو عالقتها بغيرها ، فتسيطر هذه ، الشخصية على )قصيدة القناع( وتتحدث بضمير المتكلم، إلى درجة يخيّل إلينا أننا نستمع إلى صوت الشخصية. ولكننا ندرك، شيئا فشيئا ، أن الشخصية ـ في القصيدة ـ ليست سوى )قناع( تجاوبا ينطق الشاع ُر من خالله، فيتجاوب صوت الشخصية المباشر مع صوت الشاعر الضمني يصل بنا إلى معنى القناع في القصيدة. ويعتبر بدر شاكر السياب من أوائل الشعراء الذين تقنعوا في قصيدته”المسيح بعد الصلب”)1957 .)ويحقق القناع امتزاجا واتحادا بين الشاعر وقناعه، وليصبحا معا كيانا جديدا، وتحمل قصيدة القناع صوتا يميز الشاعر، وقد يتزاحم صوتا القناع والشاعر في القصيدة فيصدر صوت مركب منهما، والقناع حيلة بالغية أو رمز أو وسيلة للتعبير عن تجربة معاصرة، وهو وسيلة إخفاء وإبعاد فنية، وإضفاء للموضوعية، وللرمز حضور قوي في القناع، فعالقة القناع بالرمز عالقة الجزء بالكل، أو الخاص بالعام. وقد انخرط الشاعر بقناعه”يوسف” ليعبر عن ذاته هو برمزية رائعة وإشارة إلى “فلسطين” فجاء صوت الشاعر – صوت فلسطين – متحدا بصوت قناعه يوسف وقد أشرنا إلى أغراض تلك الفنية من خالل ما سبق.
اسئلة مقترحة على القصيدة:
1-تتض ّمن القصيدة مجموعة من المواقف التي تشير إلى عدائيّة أخوة يوسف له. بيّن بلغتك أربعة منها. االجابة: اربعة مواقف, مثل: رجمهم له بالحصى والكالم القاسي , يريدون له النوت ليتسنّى لهم مدحه لتغطيبة موقفهم الحقيقي, إغالق باب بيت والدهم)أبيه( أمامه , طردهم له من الحقل , تحطيم الدّمى التي يلعب بها , تسميمهم عنبه, ثورتهم عليه. – 2وردت في نهاية القصيدة إشارة تو ّضح سبب عدائيّة إخوة يوسف له. عيّن هذه االشارة , ث ّم اشرح سبب العدائيّة الوارد فيها. االجابة: اإلشارة :“ أب ِت! هل جنيت على أحد ….. ساجدين“ . سبب العدائيّة : كان يوسف صاحب رؤيا , وهي صفة يتميّز بها االنبياء . وال ّرؤيا تتحقّق في وقت الحق, لذا أصيب ّطنة , خا ّصة وقد تأ ّكدوا أ ّن رؤيا إخوته بالخوف الممتزج بالغيرة المب يوسف تقصدهم هم في حالة تبّوء يوسف منصبا يضط ّرهم جميعا لل ّسجود أمامه, فحاولوا قتله لئ ّال تتحقّق رؤياه. – 3اعتمد ال ّشاعر أسلوب ال ّسرد القصصي في بناء القصيدة . اذكر اثنين من أغراض هذا االسلوب. االجابة: إحداث انسجام مع التّناص القرآني القصص ّي دة في سورة يوسف ( , )ق ّصة يوسف الوار تواصل المتلقّي مع النّص , تسهيل المعاني ال ّشعريّة , توضيح تسلسل األحداث وال ّزمن , إضفاء جماليّة خا ّصة على النّص , تداخل األجناس األدبيّة , إيراد ق ّصة واقعيّة تخدم تي أراد ال ّشاعر إبرازها ّ ال ّرمزيّة ال .
Published: May 25, 2016
Latest Revision: May 25, 2016
Ourboox Unique Identifier: OB-137759
Copyright © 2016