القضية الفلسطينية

مقدمة:

اخترنا القضية الفلسطينية لأنها موضوع مهم لنا ويجذب انتباهنا في الحياة اليومية. فنحن نعتبر أنفسنا قسم من الشعب الفلسطيني المحتل في دولة الاحتلال وهذه القضية تأثر على هويتنا الفلسطينية وانتماءنا لهذا الشعب. نريد بحث هذا الموضوع لكي نستطيع التعرف على هويتنا الفلسطينية وعلى اساساتها. حيث القضية هي أحد أسباب انهيار “الدولة” الفلسطينية فنهتم للتعرف على هذا القسم المهم من هويتنا الذي يبنا على أساسات القضية الفلسطينية.

نتعلم في مدرسة ثنائية اللغة، وفيها ندمج هويتنا الفلسطينية والعربية مع كوننا سكان في دولة الاحتلال, ففقط كوننا سكان الدولة, هويتنا الفلسطينية تخسر من قوتها, فالقضية الفلسطينية والتناقض بين هويتنا الفلسطينية وعيشنا في دولة الاحتلال يمسّ هويتنا ويأثر عليها. نحن نريد التعرف على اساسات هذه القضية التي حتى اليوم تُستعمل كأداة للكفاح ضد الاحتلال ولاقواء الهوية الفلسطينية في حياة العرب. أيضًا نريد التعرف على تأثير القضية الفلسطينية على الشعب الفلسطيني في فترت الانتداب البريطاني وفي فترة احتلال الشعب الإسرائيلي لفلسطين وعلى طريقة وأسلوب الحياة عند الشعب الفلسطيني, هل حتى اليوم كانت نتائج هذه القضية سليبة ام اجابية؟ هل احضرت هذه القضية نتائج اجابية ساعدت الشعب الفلسطيني ودعمته واقوته من نواحي مختلفة؟

سؤال البحث:

ما مدى تأثير السياسة البريطانية على تشكل الحركات القومية الفلسطينية وتأسيسها؟ ما هي نضالاتها وما هي العوائق التي واجهتها؟

الفصل الأول:

سياسة الانتداب تجاه العرب وتاسيسهم للصهيونية في فلسطين:

بعد خسارة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، كثفت الحركة الصهيونية تواصلها مع حكم الانتداب البريطاني من اجل الحصول على ضمان بضم إسرائيل للحماية البريطانية وفاتح باب للهجرة اليهودية. ما أدى الى وعد بلفور الذي نشر في 2 تشرين الثاني عام 1917 على يد وزير خارجية بريطانيا جيمس بلفور، ووصل الى اللورد روتشيلد لكونه ممثل الاتحاد الصهيوني في بريطانيا.

“ان حكومة جلالته تنظر بارتياح الى تأسيس وطن قومي للشعب الصهيوني في فلسطين” – فمن مضمون هذا التصريح ان الانتداب البريطاني سوف يبذل جهدًا لإقامة دولة صهيونية يهودية للشعب الصهيوني في فلسطين.

فقد أعطى وعد بلفور اعترافا رسميًا بأن المنظمة الصهيونية هي الممثلة الرئيسية للشعب اليهودي وعلى ذلك يجب اقامة دولة صهيونية للشعب اليهودي، فقد أصبح التصريح من اهم الخطوات نحو تحقيق حلم الشعب الصهيوني بوطن قومي يهودي لهم.

شكّل الإصدار أحد الحواجز والعوائق في التحالف فيما بين العرب والانتداب البريطاني الذي حكم في فلسطين فأصبح له تأثير مهم وكبير على مستقبل وتقدم القضية الفلسطينية والعربية تحت الانتداب البريطاني.

 فقد واجه العرب تحالفا بين بريطانية والحركة الصهيونية لإقامة دولة يهودية في موطنهم وعلى بيوتهم واراضيهم وثقافتهم. جلب هذا العقد أكبر محنة للشعب الفلسطيني فقد أصبحت قضية فلسطين وبريطانية لب الصراعات الواجدة والقائمة بين الشعب الفلسطيني والصهيوني ما ادى الى نقاشات كثيرة بين الطرفين.

أدى هذا الاتفاق لخوف الفلسطينيين على موطنهم وبيوتهم فوعد هذا العقد اعطاء وطن قومي لليهود على اراضي فلسطين.

عبر الفلسطينيون عن معارضتهم لهذا الوعد لأول مرة في ماتمر عقد في القدس عام 1919. فأدت هذه اللقاء الحاسم الى اصطدامات كثيرة بين المستوطنين اليهود وبين الفلسطينيين، حيث رأى اليهود مصلحتهم على مصلحة الفلسطينيين وراوا بأنفسهم الشعب الملائم للعيش على اراضي الدولة. زيادة على اصطدامات كثيرة حصلت بين الفلاحين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود الذين كان عليهم العيش قرب بعضهم، فبدأت هذه الاصطدامات تقريبا عام 1886، فبعد سنوات كثيرة هاجم الفلاحون الفلسطينيون المستوطنين اليهود الذين طردوهم من منازلهم لصالح العيش فيها. اضافة الى ذلك عبر عرب فلسطين عن معارضتهم عدة مراتٍ لهجرة اليهود الى فلسطين ما كبر من خوفهم من خسارة منزلهم.

سياسة وتفضيل الأنتداب البريطاني لليهود:

مندوبي الانتداب البريطاني: 

“المندوب السامي” هو موظف تم اختياره من قبل الحكومة البريطانية في لندن، بهدف توصية من وزارة المستعمرات البريطانية، وتوكيله بمهمة إدارة شؤون المحميات والأراضي التي لم تكن تحت السيادة البريطانية بالكامل. عاش المندوب في فلسطين حياة راقية حيث كان له سيطرة على سياية الدولة وحياة الشعب.

فترة حكم هربرت صموئيل:

ولد هربرت صاموئيل لعائلة يهودية أرثدوكسية تعمل في تجارة الذهب، فقد كان سياسي بريطاني يهودي ومندوب سام أول في فلسطين كقسم من الانتداب البريطاني.

من نواح عديدة يمكن القول ان حكم هربرت صموئيل خلق ظروفًا مريحةً جدًا لتطول الوطن القومي اليهودي، وفترة حكمه أعطت دفعة قوية لتطور الاستيطان اليهودي في فلسطين. ففي فترة حكمه اتصف العلاقة بعدم الاتزان تجاه الفلسطينيين، ما اعطى المجتمع الصهيوني إمكانية الانتشار وإقامة مستوطنات يهودية صهيونية أخرى. فأحداث حصلت ضد بريطانيا في الشرق الأوسط في هذه الفترة اثارة معارضة الصهيونيين في البلاد، فعند مجيء هربرت, كانت أحدا مهماته جعل الموظفين الانجليز في فلسطين ينظرون لتحقيق الصهيونية وطموحاتها, وبذلك الاثبات لليهود في فلسطين ان بريطانيا عازمة لتحقيق الوعود التي وعدتها في وعد بلفور. محاولت تخفيف عداء الفلسطينيين ضد اليهود والهجرة واعمال أخرى كثيرة قام بها لتاكيد تواجد الصهيونية في فلسطين.

فترة حكم بلمور وتشانسلر:

في منتصف عام 1925 أنهى هاربت صموئيل فترة حكمة كمندوب سام بريطاني في فلسطين. في هذه السنوات ساد هدوء نسبي في العلاقات بين عناصر مثلث القوة بين اليهود والعرب والبريطانيين. اخذ اللّورد بلمور على عاتقه ان يحافظ على الموازنة في التزاماته تجاه الطرفين، وربط الهجرة اليهودية بقدرة البلاد الاقتصادية على الاستيعاب ومنح تأشيرات الهجرة فقط لكل من يملك القدرة على إعلاء نفسه او من يمكنه عمل يعتاش منه.

أدخل بلمور في السنة الاخيرة تعديلا في تشريع بالنسبة لشراء اراضي في فلسطين بهدف حماية الفلاحين العرب كي لا يطردهم من الارض، عند نقل الارض من مالك لآخر.

أما اليهود قد ساعدهم في وقت الازمة الاقتصادية على حماية الصناعة اليهودية الناشئة، وبلغت فترة الهدوء الى نهايتها عام 1929 وتعين مكان اللّورد بلمور مندوب سام جديد واسمه جون روبرت تشانسلر.

التوجه الصهيوني اخذ يزداد اوساط وزارة الخارجية ووزارة المستعمرات.

فترة حكم آرثر واكهوب 1931-1935:

مع تعيين ارثر واكهب مندوبا ساميا دخل التعاون الصهيوني البريطاني مرحلتا جديدة حيث شجع الهجرة والاستيطان.

ردا على سياسة واكهب قام العرب بانتفاضة عام 1933 كما انهم عقدوا مؤتمرا في مدينة يافا ودعوا الى اضراب. مع كل هذه الاحداث لم يتراجع واكهب واستمر في سياسة المؤيدة للصهيونيين واعلن في عام 1934 اه بريطانيا ملتزمة بصق الانتداب

كان عام 1933 نقطة تحول في قيادة الحركة الوطنية حيث تم تأسيس خمس احزاب تقود نضال الشعب من خلالها بينما كانت البلاد تعاني من المشاكل السياسية الكبرى، كانت هنالك خلافات بين زعماء الاحزاب السياسية. استمرت الاشتباكات المسلحة بين العرب واليهود بسرعة، مما ادى الى اعلان الاضراب الشامل بالبلاد.

الكتاب الأبيض – كتاب تشرتشل:

اتخذ البريطانيون عدة اجراءات لتنظيم الهجرة وذلك بناء الوثيقة الرسمية للسياسة البريطانية وسميت بالكتاب الابيض لعام 1922. منح تأشيرات الهجرة فقط لكل من يملك القدرة على اعالة نفسه او من يملك ايجاد عمل يعاش منه.

بعد فترة قصيرة من صدور هذا الكتاب صادق مجلس عصبة الامم على “صك الانتداب” البريطاني على فلسطين. في نفس الوقت اخدت اوساط داخل الحركة الوطنية الفلسطينية التشكك بمدى نجاعة الاضطرابات واستخدام العنف ودعت الى انتهاج خط معتدل والعمل بالطرق الدبلوماسية.

في هذا الوقت حاول ايضا البريطانيون انتهاج سياسة توازن بين التزاماتهم نحو اليهود وبين مطالب العرب لإلغائها. فاقترحوا اقامة مجلس تشريعي لكن القيادة العربية وفضت هذا الاقتراح.

عرض هربرت صامويل على العرب انشاء وكالة عربية على غرار الوكالة اليهودية، رفض العرب لهذا الاقتراح ايضا.

الفصل الثاني:

بداية اليقظة القومية الفلسطينية:

اخذت اليقظة القومية الفلسطينية مساراً خاصاً بها، وكانت مجابهة الصهيونية العامل الذي اعطاها طابعاً خاصاً مميزاً أكثر من اي عامل اخر وكان الخوف من الاستيطان الزراعي اليهودي واستقرار العنصر الصهيوني في البلاد دوراً هاماً في تطور الحركة القومية الفلسطينية.

الحركة القومية الفلسطينية لا تزال في بداية طريقها، فهي لم تقف مكتوفة الايدي إزاء الهجرة الصهيونية المتزايدة واستملاك الاراضي وإقامة المستوطنات الزراعية، وايضاً قاموا بطرد الفلاحين العرب من اراضيهم. في عام 1891 بعد طرد الفلحين العرب من اراضيهم الخضيرة، استمرت الهجرة واستملاك الاراضي دفع وجهاء القدس ويافا عام 1891 الى تقديم عريضة احتجاج للصدر الاعظم، طالبوا فيها منع هجرة اليهود الروس الى البلاد وتحريم استملاك الاراضي فيها.

في مطلع القرن العشرين قد حذر نجيب عازوري فب كتابة “يقظة الامة العربية” الصادر عام 1905 من ان المخططات الصهيونية تناقض الأماني العربية، لأنه لا يمكن وقف المشروع الصهيوني في دولة مكبلة بقيود “الامتيازات الاجنبية”، وقد مادى عزاوري بنبذ الرابطة الدينية التي كانت تربط بين سكان الدولة العثمانية وبإحلال رابطتي العنصر والوطنية بين العرب، مسيحيين ومسلمين.

تطور الحركة الوطنية في اعقاب الاحتلال البريطاني:

ظهرت معارف الفلسطينيين مما قد يحدث من سلب اراضي السكان والفلسطينيين وذلك بسبب وعد بلفور لليهود بإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين وكذلك الاحتلال البريطاني ولجنة المندوبين التي كانت بمثابة حكومة يهودية وظيفتها تقديم الاستشارة حول تحقيق وتنفيذ وعد بلفور.

حايم وايزمان التقى بالأمير فيصل الحسيني والذي كان الزعيم بالمنطقة وحاول ان يعرض عليه تطلعات وامنيات اليهود في فلسطين ليحصل على موافقة عليها، وكانت بريطانيا من وراء هذا اللقاء. وقعا الاثنان على اتفاقية عام 1919، ورغم هذه الاتفاقية عارض العديد من العرب الصهيونية فبدأت تتألق جمعيات اسلامية مسيحية فلسطينية، وقد اقامت هذه الجمعيات احتفالات ترحب بالاحتلال البريطاني الى انها تعلن عن عدائها للحركة الصهيونية.

الثورة الفلسطينية:

أسباب الثورة:

1. انتشار الروح الوطنية العربية خارج فلسطين، حيث قامت في هذه الفترة ثورات في سوريا ومصر تطالب الاستقلال.

2. ازدياد موجات هجرة اليهود منذ عام 1933 وعدم ثقة العرب بإخلاص الحكومة البريطانية

3.الخوف المستمر الذي أصاب الجانب العربي من استمرار عملية انتقال الأراضي للجانب اليهودي.

4.عدم وضوح حكومة الانتداب ومخططاتها.

5.مدى التناقص في عملية انتقال المجتمع الفلسطيني من الاقتصاد الزراعي الاقطاعي.

6.استشهاد الشيخ عز الدين القسام الذي كان استشهاده نقطة تحول من مظاهرات صاخبة الى جهاد ضد بريطانيا.

مراحل الثورة: مرت الثورة بمرحلتين رئيستين:

المرحلة الاولى: بدأت في نيسان 1936 الى تشرين الاول 1936، وسادها العمل المسلح.

المرحلة الثانية: امتدت من تشرين الاول الي أيلول 1939, اتسمت بنضال سياسي وقومي وبمقاومة عنيفة لسياسة حكومة بريطانيا، وبالتصدي لمشروع التقسيم واستمرار الثورة المسلحة داخل فلسطين الى جانب الاعمال العدائية والجهود الدبلوماسية خارج فلسطين.

مرحلة الثورة الأولى:

مع تدفق عدد كبير من المهاجرين اليهود الى فلسطين وإدراك الفلسطينيين لحقيقة حكم الانتداب البريطاني ومساعدته ودعمه للحركة الصهيونية، وفهم صعوبة وضع السياسة في فلسطين، قرر العرب محاولة إتباع نوع آخر من الجهاد وهو الجهاد المسلح الذي سوف يساعدهم بالحصول على اهدافهم الوطنية، فقد حصل هذا الجهاد للمرة الأولى في ثورة الشيخ عز القسام عام 1935.

معركة يبعد وتفجير الثورة؛

كان عز الدين القسام مناضلًا عربيًا مسلمًا، فقد اخذ قسم في ثورة سوريا ضد الفرنسيين ومن ثم استقر في فلسطين. آمن القسام بان الجهاد العملي والقتال الصادق هما الوسيلتان للحصول على الاستقلال. فحضر ثورته بشكل سري.

اصطدمت احدى مجموعات القسام بقافلة من شرطة الانتداب، فحدثت بينهما معركة في منطقة جنين ادت الى استشهاد القسام وبعض من رفاقه اضافة الى اسر بعض منهم.

قد أثارت هذه الحادثة غضب الفلسطينيين فاعلنوا على الاضراب، بدأت اعمال الثورة بارسال مجموعة رجال الى الطريق بين نابلس وطولكرم التي اوقفت عدد من السيارات واطلقت النار على ركابها فقتلت يهوديًا واصابت واحدًا.

ففي اليوم الثاني قُتِلَ عربيان في منطقة ملبس، وعند جنازة اليهودي الذي قُتِل، اصبحت الجنازة مظاهرة صهيونية تحاول التوجه الى يافا. فبدأت هجمات اليهود على العرب في انحاء تل ابيب ما ادى الى اصابة عدد بالجروح.

في نفس اليوم، اقيم في نابلس والقدس اجتماعات قُرِرَ فيهما الاضراب العام حتى يحصل العرب على مطالبهم وهو وقف هجرة اليهود. فانتخب اعضاء للجنة القومية الأولى في هذين الاجتماعين، وطُلِبَ اعلان الاضراب في باقي القري العربية.

رغم اشتداد الاضراب، رفضت سلطة الانتداب طلب لجنة العرب، فقُرِرَ في اجتماع عقد في اللجنة على إضراب يشمل عدم دفع الضرائب لحكومة الانتداب. وهنا قد بدأ العصيان المدني (رفض الخضوع الى قانون، لائحة او اوامر) حيث خرج المصلون من مساجدهم وبدأت مظاهرات ضد حكم الانتداب.

انتقلت الثورة الى العمليات المسلحة فبدأت بوضع بعض الرجال من الثورة في جبال بين طولكرم ونابلس لانتظار قوافل الجيش البريطاني، وعند وصولهم بدأت المعركة التي اشتدت واستمرت لمدة 7 ساعات ونهايتها كانت استشهاد 25 من العرب.

بعد كل هذا، بدأ الثوّار يهاجمون المواقع البريطانية، ما جعل حكومة الانتداب تطبق قانون “العقوبة الجماعية”، فنسفت ما اختارته من البيوت الفلسطينية وفرضت غرامات الباهظة على السكان لوقف الاضراب.

ضاعفت الحكومة البريطانية قواتها على العرب وقامت بأشياء كثيرة اخرى لمساعدة الشعب الصهيوني وتعقيد الوضع على عرب فلسطين حيث شهدت هذه المرحلة أساليب بشعة من القمع البريطاني واستمرت هذه الثورة حوالي شهرين حتى نهاية الاضراب.

وقف الإضراب:

نتيجة الفشل المتواصل الذي اتى مع جميع الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا لوقف الثورة، فلجأت بريطانيا للملوك العرب للتوسط لدى اللجنة العربية العليا في فلسطين ومحاولة فك الاضراب ووقف الثورة، حيث تعهدت لهم بريطانيا أن تعمل على إنصاف عرب فلسطين (إعطاءهم حقهم وإقامة سياسة عادلة تجاههم). بعد مشاورات بين الملوك والأمراء، ارسلوا رسالة لرئيس اللجنة العربية العليا يطلبون إيقاف الإضراب وانهاء اعمال العنف, أوقف الإضراب في 21 تشرين الأول 1936 بعد 167 يوم. عادت الحياة الى مجراها الطبيعي، فغادر القائد العام للثورة فوزي القاوقجي وصحبه الى بغداد بسبب وقف الإضراب.

تلخيص:

بعد النظر بامكاننا ان نرى بوضوح مدى تاثير الانتداب البريطاني على فلسطين وعلى الشعب وطريقة الحياة فيها. فكان للشعب الفلسطيني ارادة بوطن خاص بهم، ومع الثورات والمعارك التي حصلت، لم يستطع الشعب الفلسطيني ان يحصل على مطلبه. بدأت الحركة الوطنية في ظل الانتداب البريطاني وحكمه في فلسطين، فقامت الثورة واقيمت لجنات للدفاع عن حقوق واراضي الفلسطينيين، اما كل هذا لم يكن كافيا ففي النهاية حصلت الصهيوينة على مطلبها بمساعدة كبيرة من الانتداب. فالعلاقات بين كل أطراف هذا المثلث (فلسطينيين، يهود والانتداب البريطاني) كانت واضحة جدًا وحصلت بعدم الاتزان بين الاطراف، فمع عزم وارادة وقوة الشعب الفلسطيني، كان حب وتفضيل الانتداب وحكمه ومندوبين اليهود ولفكرة الصهيونية اقوى من العرب ومن اراداتهم، وفي النهاية قد شكل السبب في وقوع الشعب الفلسطيني، وادى ايضا الى احداث ال 48 والى تهجير عرب فلسطين من منازلهم واستيلاء المستوطنين اليهود عليها. نستطيع ان نرى ان احد اهم العوامل التي اثرت على العلاقات بين عرب ويهود فلسطين هي حكم الانتداب وتفضيلهم للصهيونية.