هويّة غزوة بدر الكُبرى:
أسماءالغزوة: بدر الكُبرى، بدر القتال، يوم الفرقان.
أسباب التّسمية: سُمّيت غزوة بدر الكبرى بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر الَّتي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة
التّاريخ: حدثت في السّابع عشر من شهر رمضان من السّنة الثّانية للهجرة.
موقع المعركة: منطقة بدر المعركة فيها، تقع بين مكة والمدينة المنورة.
عدد المقانلين المسلمين: 313 رجل.
عدد المقاتلين من الكفّار: 1000 مقاتل.
المنتصر: المسلمون.
الأرجوزة السّنّية السّنيّة:
إرهاصات وأسباب الغزوة
بعد أن كذّبت قريش النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وضايقت المسلمينَ توجّه المسلمون إلى الحبشةِ في الهجرة الأُولى، وبعد انتشار إشاعة أنَّ آمنت رجع المسلمونَ من الحبشةِ إلى مكّة، ثمَّ زادَ اضهاد قريش للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابة فحدثت الهجرة إلى الحبشة مرّة ثانية، بعدَ ذلكَ انعقدت بيعة العقبة، وهاجر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أصحابِهِ إلى المدينة، ونتيجة لذلكَ استولى كفّار قريش على أموال/ أملاك المسلمينَ في مكّة وتوجّه أبو سفيان إلى الشّام حاملًا هذه الأموال لبيعها، مع حراسة ثلاثين أو أربعين رجلًا، وقد افلتت من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في طريق ذهابها.
حينا اقترب موعد رجوع العير بقيادة أبي سفيان من الشّام بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى الشَّمال ليقوما باكتشاف خبر هذه العير، فوصلا إلى منطقة تسمى الحوراء، ومكثا بها حتى مرَّ عليهما أبو سفيان بن حرب بالعير، فأسرعا إلى المدينة وأخبرا الرسول محمدًا بهذا الخبر وأنَّ الأموال كانَ تقدّر بخمسن ألف درهم، فتحرّك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالجيش من المدينة.
تلخيص أهمّ أحداث الغزوة وبنقاط
* بعد سماع خبر رجوع أبي سفيان إلى مكّة مع الأموال، تحرّك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من المدينة بجيش قوامه 313 رجلًا على القول الرّاجح وقد استخلفَ عليها ابن أمّ مكتوم.
.
*سار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في طريقة إلى مكّة حتّى بلغ بئر الرّوحاء، ولمّا ارتحل منها ترك طريق مكّة بيسار، وتوجّه يمينًا إلى نازية قاصدًا بدروعندما وصل منطقة الصّفراء بعث الصّحابيين بسبس بن عمر الجهنيّ، وعدي بن أبي الزّغباء الجهنيّ ليستشعروا بدرًا والعير.
.
* علم أبو سفيان الّذي كان متوجهًا إلى مكّة من طريق بدر أنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد خرج ليوقع بالعير، فغيّر اتجاه إلى السّاحل غربًا وأرسل ضمضم بن عمرو الغفاريّ إلى مكّة، فوصل إلى مكّة حتّى فصرخ ببطن الوادي وافقًا على عير، وقد جدع أنفه، وحوّل رحله، وشقّ قميصه فنادى فقال يا قريش اللّيمة اللّطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمّد في أصحابِه.
*جهّز أهل مكّة جيشًا قِوامه 1300 مقاتل منهم مئة فرس، ستّة مئة درع، وجمال لا يعرف عددها بالضّبط، وتجمّعت قبائل العرب معهم، ولم يتخلف عنهم سوى بن عدي فلم يرح منهم أحدًا، وتوجّهوا سريعًا إلى بدر.
–
*وهم في طريقهم إلى بدر وصلت رسالة من أبي سفيان أنّه قد خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا، وهنا تدخل فرعون هذه الأمّة وهو أبو جهل فقال: “والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً».
–
*عارض الأخنس بن شريق وأشار بالرّجوع ولكن رفضوا قوله ورجع، فرجع معه ثلاثمئة، بقيَ من الجيش المكيّ ألف مقاتل.
–
*وصل الخبر انفلات العير، وتقدّم المشركون للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في ذفران، بهذا عقد النّبيّ صلّى الله مجلسًا استشاريًّا عسكريًا، فتحدّث قادة فريق المهاجرين، وقادة الأنصار.
*من قادة المهاجرين تحدّث أبو بكر وعمر فأحسنا، وقامَ المقداد بن عمر فقال: يا رسول الله، امض لما أمرك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد – وهو موضع في أقصى اليمن أو مدينة الحبشة – لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له.
–
*من الأنصار قامَ سعد بن معاذ وقال: يا رسول الله لكأنك تريدنا؟ قال: أجل، فقال سعد: قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله.
–
* فََسَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك، ثم قال: سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم.
*بعدَ هذا المجلس استمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالمسير، حتّى وصل قريبًا من بدر.
–
*عملّيّة الاستكشاف خرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكرٍ في عمليّة استخباراتيّة، فمرّ حتّى وقف على شيخ من العرب، فسأله عن محمّد وقريش وما بلغه من خبر الفريقين، فقال الشيخ: لا أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أخبرتنا أخبرناك. قال الشيخ: خبرت أن قريشا خرجت من مكة وقت كذا، فإن كان الذي خبرني صدق، فهي اليوم بمكان كذا ـ للموضع الذي به قريش، وخبرت أن محمدا خرج من المدينة وقت كذا، فإذا كان الذي خبرني صدق، فهو اليوم بمكان كذا ـ للموضع الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
–
*ثم قال: من أنتم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن من ماء ثم انصرف. وجعل الشيخ يقول:نحن من ماء!! من ماء العراق أو ماء كذا أو ماء كذا. والله سبحانه وتعالى يقول: (وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ)، وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم.
*وصل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فنزل وسبق إلى بدر، وقد علم عن جيش الكفّار المعلومات المهمّة، وأنزل الله في تلك اللّشيلة مطرًا، كان وبالًا على المشركين، وخيرًا على المسلمينَ، وسبق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ماء بدر، واشار لَهُ بعض الصّحابة أن يأخذ أقرب ماء للكفّار حتّى يشربوا وهم، أمّا الكفّار فلا يشربونَ.
–
* بعدَ ذلكَ بنوا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عريشًا وهو مقرّ القيادة، للطوارئ للهزيمة قل النّصر، وكانَ هذا باقتراح سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه.
–
* في هذه الأثناء كانَ جيش الكفّار عند العدوة القصوى ونزلت إلى وادي بدر، وحاول بعضهم ان يقتر إلى حوض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليشربوا فكلّ من اقترب وشرب قتل إلّا الحكيم بن حزام نجى وأسلم وحَسن إسلامه، وكان هو الجهة المعارضة الثّانية لأبي جهل، وأراد يمنع القتال، وسانده العتبة بن ربيعة.
* وفي 17 رمضان من السّنة الثّانية للهجرة، تمَّت المقابلة بين الجيشين حيث ترآى.
–
*دعا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “الَّلَهُمَّ هَذِهِ قُرَيْشُ قَدْ أَقْبَلَتْ بِخُيَلَائِهَا وَفَخْرِهَا، تحَادَّكَ وَتُكَذِّبُ رَسُولَكَ، الَّلَهُمَّ فَنَصْرُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، الَّلَهُمَّ أَحْنهِمُ الْغَدَاةَ”.
–
* ودعا أبو جهل فقال: “اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، فكان المستفتح، فأنزل الله عزّ وجلّ: ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19].
–
اشتعال وقود المعركة، والّذي أشعلها الأسود بن عبد الأسود المخزوميّ، حيث أصرّ أن يشرب من حوض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو أن يموت دونه، أو أن يهدمه، فاقترب، فضربه حكزة فنقطعت ساقه، ولكنّه استمر ليبرّ يمينه، فقتله حمزة وهو داخل الحوض.
*بعدها تقدّم للمبارزة عتبة، واخوه شيبة، والوليد ابن عتبة، فطلبوا المبارزة فخرج لهم ثلاثة من شباب الأنصار، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: رَهْطٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، قَالُوا: مَا لَنَا بِكُمْ مِنْ حَاجَةٍ. ثُمَّ نَادَى مُنَادِيهِمْ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْرِجْ إِلَيْنَا أكفاءنا عَن قَوْمِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “قُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عَلِيُّ“، فَلَمَّا قَامُوا وَدَنَوْا مِنْهُمْ، قَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالَ عُبَيْدَةُ:
عُبَيْدَةُ، وَقَالَ حَمْزَةُ: حَمْزَةُ، وَقَالَ عَلِيٌّ: عَلِيٌّ، قَالُوا: نَعَمْ، أَكْفَاءٌ كِرَامٌ.
–
المبارز من المسلمين المبارز من الكفّار
عُبَيْدَةُ * عُتْبَةَ (بْنَ) رَبِيعَةَ،
حَمْزَةُ * شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ
عَلِيٌّ * الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ.
–
فَأَمَّا حَمْزَةُ فَلَمْ يُمْهِلْ شَيْبَةَ أَنْ قَتَلَهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَلَمْ يُمْهِلْ الْوَلِيدَ أَنْ قَتَلَهُ، وَاخْتَلَفَ عُبَيْدَةُ وَعُتْبَةُ بَيْنَهُمَا ضَرْبَتَيْنِ، كِلَاهُمَا أَثْبَتَ صَاحِبَهُ، وَكَرَّ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ بِأَسْيَافِهِمَا عَلَى عُتْبَةَ فَذَفَّفَا عَلَيْهِ، وَاحْتَمَلَا صَاحِبَهُمَا فَحَازَاهُ إلَى أَصْحَابِهِ.
–
بدأ الهجوم العامّ، وتكررت الهجمات على المسلمينَ وهم ثابتونَ يقاتلونَ مدافعين حتّى تكبّد المشركين خسائر فادحة، وكانوا يردّدون في الغزوة، أحد أحد.
في هذه الأثناء دعا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وألح بالدّعاء: اللَّهُمَّ أَنجِزْ لي ما وَعَدْتَني، اللَّهُمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذهِ العِصابةَ مِن أهْلِ الإسلامِ، فلا تُعْبَدُ في الأرضِ أبدًا. قال: فما زالَ يَستَغِيثُ ربَّهُ عزَّ وجلَّ ويَدْعُوهُ حتَّى سَقَط رِداؤُهُ، فأَتاهُ أبو بكرٍ رضِيَ اللهُ عنه، فأَخَذ رِداءَهُ فرَدَّاهُ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِن وَرائِهِ، ثُمَّ قال: يا نَبِيَّ اللهِ، كَفاكَ مُناشَدَتُكَ ربَّكَ؛ فإنَّهُ سيُنْجِزُ لكَ ما وَعَدَكَ. وأَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].
–
غفى النّبيّ غفوة واحدة ثمّ، قامَ فقال: أبشِر يا أبا بكرٍ أتاكَ نصرُ اللَّهِ ؛ هذا جِبريلُ آخذٌ بعَنانِ فرسِهِ يقودُهُ علَى ثَنايا النَّقعِ”.
–
وعند اشتداد المعركة هرب إبليس الّذي جاء متنكرًا بصورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجيّ، وعندما قالوا لَهُ أين يا سراقة وأنت القائل: “إنّك لجار لنا لا تفارقنا”، فردّ أبليس المتنكر بصورة سراقة فقال: “إنّي أرى ما لا ترون، إنّي أخاف الله، والله شديد العقاب” فأخذ يركض حتّى ألقى نفسه في البحر.
أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالهجوم المضاد، بعد تعزيز ونصرة الملائكة، فاشتدّ القتال بعدما أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالشّدّ والهجوم المضاد، فقتل من المشركينَ ما قتل.
–
وكانَ من القتلى أبو جهل، يقول عبد الرّحمن بن عوف: إنِّي لَفِي الصَّفِّ يَومَ بَدْرٍ إذِ التَفَتُّ فإذا عن يَمِينِي وعَنْ يَسارِي فَتَيانِ حَدِيثا السِّنِّ، فَكَأَنِّي لَمْ آمَن بمَكانِهِما، إذْ قالَ لي أحَدُهُما سِرًّا مِن صاحِبِهِ: يا عَمِّ أرِنِي أبا جَهْلٍ، فَقُلتُ: يا ابْنَ أخِي، وما تَصْنَعُ بهِ؟ قالَ: عاهَدْتُ اللَّهَ إنْ رَأَيْتُهُ أنْ أقْتُلَهُ أوْ أمُوتَ دُونَهُ، فقالَ لي الآخَرُ سِرًّا مِن صاحِبِهِ مِثْلَهُ، قالَ: فَما سَرَّنِي أنِّي بيْنَ رَجُلَيْنِ مَكانَهُما، فأشَرْتُ لهما إلَيْهِ، فَشَدّا عليه مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ حتَّى ضَرَباهُ.
–
قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟. فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ ، قَالَ: أَأَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ ، أَوْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ ).
وعنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ:( أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ ، فَقُلْتُ: هَذَا رَأْسُ أَبِي جَهْلٍ ، قَالَ: اللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ؟ ، وَهَكَذَا كَانَتْ يَمِينُهُ ، فَقُلْتُ: وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، إِنَّ هَذَا رَأْسُ أَبِي جَهْلٍ ، فَقَالَ: هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ).
–
انتصر المسلمونَ وخسر المشركون بخسائر فادحة.
–
بعدما أُلقيت جثث المشركين، قام رسول الله، وناداهم: ” يا فلان ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم
أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا”
–
أقام النّبيّ ثلاثة أيّام في بدر، وقد وقع خلاف حول الغنائم ثمَّ أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنْ يدع الجميع الغنائ فنزل الآيات في التّقسيم، ثمَّ عاد الجيش إلى المدينة منتصرًا، وقد تلقى الطّرفان الخبر بما حدث في المعركة.
–
استشار النبي أصحابه في أمر الأسرى، فأشار عليه أبو بكر بأخذ الفدية منهم، وأشار عمر ب الخطاب بقتلهم، لكن النبي مال لرأي أبا بكر، غير أنّ الآيات نزلت عتابا لرسول الله، وتأييدا لرأي عمر، قال تعالى: “مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”
نتائج المعركة
1. انتصرالمسلمون بتأييدٍ من الله وبالملائكة الذين كانوا يقاتلون بجنبهم.
–
2. قُتِل سبعون من صناديد قريش، وأُسر سبعون.
من القتلى من الأسرى
فرعون الأمّة أبو جهل. سهيل بن عمرو. زمعة بن الأسود بن المطّلب. أبو عزّ الجمحيّ.
عتبة بن ربيعة العبشمي القرشيّ. صفي بن أبي رفاعة.
حنظلة بن أبي سفيان بن حرب الأمويّ القرشيّ. المطّلب بن حنظلة.
أمية بن خلف. أبو عاص.
شيبة بن ربيعة العبشمي القرشيّ.
–
3. ظهور جبن الشّيطان عند فراره من المعركة.
4. استشهد من المسلمين أربعة عشر رجلًا.
أولًا ـ من المهاجرين:
1 ـ عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، من قريش.
2 ـ عمير بن أبي وقاص، من قريش، وهو أخو سعد.
3 ـ ذو الشمالين بن عبد عمرو الخزاعي، حليف لقريش.
4 ـ عاقل بن البكير الليثي، حليف لقريش.
5 ـ مهجع، مولى عمر بن الخطاب.
6 ـ الحارث بن صفوان الفهري، من قريش.
ثانيًا ـ من الأنصار:
1 ـ سعد بن خيثمة، من الأوس.
2 ـ مبشر بن عبد المنذر، من الأوس.
3 ـ يزيد بن الحارث، من الخزرج.
4 ـ عمير بن الحمام، من الخزرج.
5 ـ رافع بن المعلى، من الخزرج.
6 ـ حارثة بن سراقة، من الخزرج.
7 ـ عوف بن الحارث ( المسمّى: ابن عفراء )، من الخزرج.
8 ـ معوذ بن الحارث ( المسمى: ابن عفراء )، من الخزرج، وهو أخو عوف.
5. قويت شوكة المسلمين نتيجة لهذه المعركة، وأصبح لديهم مهابة في المدينة والمناطق المجارة.
–
6. أصبحَ هناكَ مصدر جديد للدّخل الإسلاميّ وهو من الغنائم.
–
7. انكسارًا معنويًّا وحسيًّا الكفّار، وإعلاء كلمة الحقّ.
–
8. أصبحت المدينة مصدرًا لقلق بالنّسبة للكفّار إذ أصبحت منطقة مهددة لسيادتها، هذا فضلًا عن خسارتها للمدّينة كونها مركز تجاريّ.
أوّلًا المقاصد التّربويّة العقديّة
.1.الحبّ الأعلى: وهو حبّ الله عزّ وجلّ، وحبّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ونجد خذا عندما قامَ سواد بن غزّيّة بتقبيل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عندما وكزه وطب منه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يقتصّ، فقبّل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
.2. الإيمان والاعتقاد بأنَّ النّصر من عند الله وحده تبارك وتعالى، ولو كانوا قلّةً فإن وعد الله حقّ وعليه يكون الإيمان بوعد الله، وأنّه قادر على نصرنا في أحلك الظّروف، وهذه العقيدة السّليمة الّتي علّمها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه.
.3. جواز قتال من ظلَمنا وأخذ حقّنا دون أيّ وجهِ حقّ إذا كانت لدينا القدرة والاستطاعة، فعلى الرّغم من أنّ خروج النّبيّ صلّى الله عليه سلّم من المدينة في هذه المعركة لم يكن بدوافع القتال إلّا أنّه عندما سمع أنَّ مكّة متجّه للقتال ذهب وثبتَ وقاتل لاسترجاع حقّهم
ثانيًا المقاصد التّعبّديّة
.1. التّوكّل على الله –عزّ وجلّ-حيث نرى أنَّ المؤمنينَ في هذه الغزوة اتّكلوا على الله حقّ توكّل، وآمنوا وصدّقوا بأنّهم هم المنصورون رغمَ قلّة عددهم وعتادهم، مقابل الكفّار الّذين كانوا أكثر عددًا وعتادًا.
.2. تعبّر هذه الغزوة عن مدى اقتداء الصّحابة رضوان الله عليهم بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث نصروه، وأيدوه، وسمعوا لَهُ أطاعوه، فيظهر كونه قدوة لَهم، وأنّه معلِّمهم الّذي لَهُ السّمع والطّاعة، وبِه يتقرّبون إلى الله.
ثالثًا المقاصد الاجتماعيّة
.1. استشارة الجنود، فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم حثَّ بل طلب الجنود أن يعطوا رايهم، وأن يكونوا ضلعًا في القرارات الحربيّة، وهذا ما يؤدّي إلى تلاحم مجتمعيّ بين أفراد المجتمع الإسلاميّ حيث يُعطى كلّ واحد من المسلمينَ حقّه في المشاركة السّياسيّة والاجتماعيّة.
.2. عدم الإفصاح عن المعلومات السّرّيّة للجيش أو للمجتمع الإسلاميّ لأشخاص قد يضرّوا بالمجتمع الإسلاميّ ويظهر هذا في التّورية الّتي قالها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من ماء».
.3. أنْ لا توقع الأموال خِلافًا اجتماعيّة بين المسلمينَ لهذا أنزل الله عزّ وجلّ في هذه المعركة تقسيم الغنائم، وأوعظ المسلمينَ أن تكون الأموال سببًا في فرقتهم، وتشتت مجتمع، وأنَّ كلّ صاحب حقّ سيأخذهُ.
رابعًا المقاصد الأخلاقيّة
.1. الصّبر: نستخلص ونتعلِّم من هذه الغزوة مقصد أخلاقيّ عظيم وهو الصّبر، بداية الصّبر على مقاتلة الأعداء، وعدم الاستكانة، وكذلك الصّبر وتحمّل مشاق السّفر لاسترجاع الحقّ الّذي سُلب منهم.
.2. الوحدة: توحّد المسلمينَ مهاجريهم وأنصارهم لمقاتلة عدوّهم، ولم يتفرّقوا أبدًا بل قاتلوا جميعًا ولاءً لبعضهم، وبراءً من الشّرك والمشركينَ.
.3. الرّحمة: نجد رحمة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالمسلمينَ، ويظهر هذا جليًّا عندما طلب من سواد بن غزّيّة أن يقتصّ لنفسه عندما شعر أنّه أذاه بتلك الوكزة.
.4. الأُخوّة: التآخي بين المسلمينَ يظهر في هذه المعركة، عند قتالهم جنبًا إلى جنبٍ كأنّهم جسد واحد «إنّما المؤمنون إخوة»، والأخوة ينصرونَ بعضهم، ونجد أنّهم نصروا بعضهم البعض في هذه المعركة خاصّة عندما استعدّ الأنصار أن يبدؤوا القتالَ والمبارزة.
خامسًا المقاصد التّعليمّة والتّعلّميّة
.1. التّخطيط: نجد أنَّ التّخطيط لهذه المعركة كان عاملًا مهمًّا للفوز بالمعركة، وكذلكَ المعلِّم إذا أراد التّوفيق والنّجاح فلا بدَ أنْ يقوم بالتّخطيط بشكل وافٍ وكافٍ قبل تعليم الطّلّاب في المدرسة.
.2. المشاورة: كذلكَ نجد من المقاصد التّعلميّة والتّعليميّة مقصد المشاورة، عندما شاور النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أصحابه وعقدَ مجلسًا عسكريًّا، من هنا يكون أيضَا على المعلِّم أن إذا أراد أن يكون ناجحًا أن يشاورَ طلّابه ويشاركهم عند اتخاذ القرار.
.3. المصابرة على المتعلِّم: تعلِّمنا هذه الغزوة أنَّ على المعلِّم أن يصبر على المتعلِّم وألّا يكون عجولًا عليه، ويظهر هذا من تعامل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع الصّحابة، بتصفيفهم في أماكنهم، وإعطائهم الأوامر برفق ودونَ استعجال أو تأنيب.
فعّاليّة ختاميّة:
Published: Apr 23, 2021
Latest Revision: Apr 23, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1115579
Copyright © 2021