يُحكى أنَّ شخصًا مِنْ مدينةِ جنين رَزَقَهُ اللهُ بابنتينِ، ولمّا كَبُرَتا تزّوجَتِ الابنةُ الأولى مِنْ شابٍّ في قريةِ الجلمةِ، وتزوّجتِ الثانيةُ مِنْ شابٍّ في قريةِ جبع.
تقعُ قريةُ الجلمةِ في مرجِ بِن عامر، ويعتمدُ أهلُها في معيشَتِهم على زراعةِ المحاصيلِ البعليّةِ (المطريّةِ)، بينما تقعُ قريةُ جبع في جبالِ نابلس ويعتمدُ أهلُها في معيشَتِهِمِ على زراعةِ الزيتونِ والرعيِ وصناعةِ الفخّارِ لوجودِ تربةِ صِلْصاليَّةٍ في أرضِها، تَصلُحُ لصناعةِ الفخّارِ، وكانَ الفخّارُ مِنَ المستلزماتِ الأساسيّةِ لحياةِ الناسِ في القِدَمِ.
ذاتَ مرَّةٍ أرادَ الأبُ أَنْ يتفقَّدَ ابنتيهِ ليقفَ على أحوالِهِما؛ لأنَّ “همّ البنات للممات” كما يقولُ المثلُ. فَرَكِبَ حمارَهُ وسافرَ إلى البنتِ الأولى المتزوّجةِ في الجلمةِ، وكانَ ذلكَ مُنتصفَ شهرِ كانونِ الأوّل
فلمّا وصلَ سألَها عَنْ أَحوالِها فأجابَتْ: لقدْ تأخَّرَ نزولُ المطرِ تأخّرًا خطيرًا ونخشى مِنَ المَحْلِ (القَحطِ) على موسمِ هذا العامِ، ونتضرَّعُ إلى الله ليلَ نهارَ أنْ يَمُنَّ علينا بالغيثِ ويَنْزِلَ المطرُ كيْ لا يموتَ أولادي مِنَ الجوعِ، فَهُمْ وكما تراهُم أمامَكَ عبارةٌ عَنْ كومٍ مِنَ اللحمِ لا حولَ لهُم ولا قوّةَ، ولا أحدَ مِنْهُم يستطيعُ مساعدتَنا في شيءٍ ولا أنْ يساعدَ نفسَهُ، وإنَّ أكبرَ واحدٍ فيهُم لا يزيدُ عمرُهُ عَنْ ثماني سنواتٍ، وزوجي لا صنعةَ لَهُ سوى الزراعةِ البعليّةِ، وأضافَتْ: “يا ربُّ مالي بابٌ غيرُ بابِكَ”.
رجعَ الأبُ إلى بلدتِهِ “جنين”، وبعدَ أسبوعينِ هطلَتْ مِنَ السماءِ أمطارًا غزيرةً استمرّتْ أسبوعينِ كاملينِ لَمْ ينقطِعْ لَها خيطٌ، ففَرِحَ الأبُ لفَرِحِ ابنتِهِ والّتي كانتْ قدْ شَكَتْ مِنْ قلّةِ المطرِ، فاستبشرَ خيرًا وقرّرَ أنْ يزورَ ابنتَهُ الثانيةَ، فاستغلَّ أوّلَ توقّفٍ بسيطٍ للمطرِ وسافرَ إلى “جبع” ليطمئنَّ على أحوالِ ابنتهِ، وكانَ ذلكَ في منتصفِ شهرِ كانونِ الثاني. فلمّا وصلَ سألَها عَنْ أحوالِها فأجابَتْ: لقدْ صَبَبْنا وجبةَ الفخّارِ الّتي تراها أمامَكَ تملأُ الغرفةَ الواسعةَ منذُ أسبوعينِ ولمْ تجفَّ للآن والدنيا تُمطرُ مطرًا غزيرًا، ونحنُ نتضرَّعُ إلى اللهِ ليلَ نهارَ أنْ يتوقّفَ المطرُ كيْ يجفَّ الفخّارُ ونبيعَهُ ونشتريَ بثمنِهِ قمحًا كيْ نصنعَ الخبزَ للأطفالِ الذينَ تراهُم أمامَكَ عبارةٌ عَنْ كومٍ مِنَ اللحمِ لا حولَ لَهُم ولا قوّةَ، وزوجي لا صنعةَ لَهُ سوى الفخّارِ وليسَ لَهُ أرضٌ زراعيّةٌ، وكما قالَ المَثَلُ: “يا ربُّ مالي بابٌ غيرَ بابِكَ”، فليسَ أمامي غيرُ الدعاءِ للهِ عزَّ وجلَّ أنْ يوقّفَ المطرُ ليجفَّ الفَخّاُر ونبيعَهُ ونشتريَ للأولادِ قمحًا يأكلونَهُ كيْ لا يموتوا مِنَ الجوعِ.
رَجِعَ الأبُ إلى بلدتِهِ، فسألتْهُ زوجتُهُ عَنْ أحوالِ ابنتَيْهما فقالَ لَها: “إِنْ أَشْتَتْ أُلُطْمي وإِنْ أَصْحَتْ أُلُطْمي”، فَضُرِبَتْ مَثَلًا.
الشخصية المركزية : الأب .
الشخصيات الثانوية : البنت الأولى ، البنت الثانية ، الأم .
الشخصيات الهامشية : ابناء البنت الأولى، ابناء البنت الثانية، زوج البنت الأولى، زوج البنت الثانية .
المكان : جنين ، الجلمةِ ، جبع ، نابلس .
زاوية السرد : الراوي المشرف .
الزمان : لم يذكر . حسب الأحداث القصة حصلت في الماضي .
مركبات الأحداث :
1. المشكلة : اذا لم تمطر هذا سيضر بأحوال البنت الأولى .
2. الذروة : اذا لم تمطر هذا سيضر بأحوال البنت الأولى ، ولكن اذا أمطرت هذا سيضر بأحوال البنت الثانية .
3. النهاية : النهاية كانت عندما عاد الأب الى بيته وقال لزوجته : “اِن امطرت او اِن لم تمطر في الحالتين سيضر بأحدى بناتنا”.
Published: Mar 1, 2021
Latest Revision: Mar 1, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1061720
Copyright © 2021