الوسائل الاجتماعية لاستقطاب المتطوعين
دراسة لوسائل استقطاب المتطوعين في الأعمال الاجتماعية التطوعية
الأستاذ/ علي عيسى الوباري
1424هـ
مقدمة
أن العمل التطوعي عامل أساسي في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل الناس منذ أن خلق الله الأرض و ما عليها من بشر وكائنات، والعمل الاجتماعي التطوعي أخذ عدة أشكال بدائية فرضتها الفطرة الإنسانية التي تجعل من الناس أن يهبوا في مساعدة بعضهم البعض لحاجة أفراد المجتمع في التكامل و التعاون .
وتعددت أشكال و أنواع العمل التطوعي بحسب المجتمع و تعليمه ووعيه ومدى المشاكل و الحاجات التي تفرض عليه ، فهناك عمل تطوعي لا إرادي يهب الفرد لعمله نتيجة حادث طارئ و هناك عمل تطوعي مقصود و معد له لنجدة مجموعة من المحتاجين أو طبقة معينة .
ويزداد العمل التطوعي في أوقات الأزمات و الكوارث و الحروب و تقل في حالة الرخاء و الاستقرار .
ويتشكل العمل التطوعي من جهد يدوي و عضلي و مالي و معنوي في جميع حاجات و متطلبات المجتمع ، وتطور في القرن العشرين وأخذ شكل مؤسسات و هيئات رسمية و أهلية تطبق عناصر التخطيط و التنظيم و الرقابة في أنشطة اجتماعية و اقتصادية تعليمية و تنموية، حيث كان في السابق ارتجالي و غير منظم و في السنوات الخمسين الماضية أخذ الشكل المنظم و المؤسساتي تطبق فيه كل أنظمة و قوانين علم الإدارة واكتسب سمعة طيبة لدى طبقات المجتمع و أنخرط المتخصصون و ذوي الخبرة حتى يقدموا خدمات تتسم بالتخطيط و الأعداد و تطبيق العدالة الاجتماعية على الكل.
ضرورة الإيمان بالعمل الاجتماعي التطوعي :
فرضت حاجة المؤسسات الاجتماعية لأيدي عاملة و متطوعة في وقت يندر فيه الشباب المتطوع المتخصص أو الذي له إلمام بالعمل التطوعي أو الإيمان به لانتساب بعض الشباب و الأفراد كان دافعهم إلحاح المؤسسة الاجتماعية أو الوجاهة الاجتماعية بالحصول على مركز اجتماعي مجانا و لم يكن دافعهم الحماس و الإيمان به و المعرفة و المهارات، و أحيانا أو لكثرة تبرع رجل أعمال يمكن أن يضع في منصب قيادي في جمعية خيرية أو مؤسسة اجتماعية بدون إيمان حقيقي بالعمل التطوعي أي تخصيص وقت لقيادة الهيئة أو الجمعية ، و مع التقدم التعليمي و التخصصي يجب الاتجاه نحو الكوادر البشرية المؤمنة بالعمل التطوعي و التخصص في الشئون الاجتماعية و المالية حتى تقدم نشاطات و برامج مفيدة و بناءة تعود بالنفع على أفراد المجتمع و القصد منها رضا الخالق البارئ سبحانه و تعالى .
ثقافة التطوع
ثقافة التطوع هي ” منظومة القيم والأخلاقيات والسلوكيات والمعايير والممارسات التي تحض وتدفع بعمل الخير حتى يصل نفعه وفائدته للغير أما بجلب مصلحة أو بدرء مفسدة تطوعا ومن غير إلزام أو إكراه ” .
هذا تعريف من عدة تعاريف في ثقافة التطوع التي ما زالت في العالم الإسلامي دون المستوى وتحبوا مقارنة بالدول الغربية التي قطعت شوطا طويلا ووصلت إلى أهداف ابعد من خدمة المواطن والبلد الذي يعيش فيه بل تسامت ببرامج ومشاريع إنسانية تخطت حدود الدولة الرسمية وأصبحت تسد العجز المالي والتخطيطي في عجلة تنمية دول كثيرة.
والعمل التطوعي هو الزاوية الثالثة في مثلث التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمكملة للقطاعين العام والخاص، فالقطاعين الآخرين لا يستطيعان تلبية حاجة المجتمع بالكامل وقد يصعب عليها تلمس حاجات ومتطلبات المجتمع بشكل مباشر وفوري لأنهما يخضعان للروتين والبيروقراطية وهدف أحدهما الربح ، لذا وجِدَ القطاع الثالث الذي يُترجم أحاسيس ومشاعر أفراد ومؤسسات المجتمع نحو محتاجين واسر تضيق بها الدنيا ماديا ، لتعالج قضايا اجتماعية واقتصادية وبيئية وصحية بل تجاوز إلى أمور كمالية مثل الحصول على شهادات عليا وبرامج ترفيهية لبعض شرائح المجتمع .
وبالرغم من أصالة العمل التطوعي في الإسلام وأن تعاليم الدين الإسلامي رغبت وحفزت على العمل الاجتماعي وفضلته على كثير من العبادات الفردية إلا إننا نرى ونلمس تقدم العمل التطوعي في الدول الغربية أكثر من العالم الإسلامي من حيث عدد المتطوعين وساعات العمل والتبرعات المالية والعينية والمؤسسات التطوعية وابتكرت الدول الغربية مؤسسات ومنظمات تطوعية وفعلتها بشكل مباشر بحيث كانت لها نتائج ايجابية وأنفقت المليارات من الدولارات في عمليات الإغاثة والأزمات حول العالم مثل منظمة أطباء بلا حدود وصحفيين بلا حدود ومنظمات المحافظة على الطبيعة والبيئة كل هذا التقدم والتطور في الثقافة التطوعية خولها الانتقال إلى مرحلة متقدمة في التطوع وتحولت المؤسسات الأهلية المرتبطة بالدولة نسبيا إلى مؤسسات المجتمع المدني الأكثر حرية واستقلالية في التخطيط ووضع الأهداف واتخاذ القرارات.
والسؤال المهم… لماذا تطورت وبرزت عملية التطوع في الفكر الغربي وتأخرت في العالم الإسلامي بالرغم من اختلاف الأسس والمرجعية التي استندت عليها الثقافة التطوعية ؟
مهما بحثنا وقلنا بأننا بخير ألا إننا نرى حركية التطوع والعمل اللاربحي في الغرب أكثر تقدما على مستوى الأموال والنشاطات والبرامج ويكفي أن نقرأ عن تخصيص بيل جيتكس أكثر من 10 مليار للأعمال الخيرية والصحية.
ارتبط القطاع الثالث «العمل التطوعي» بالثقافة الغربية بالقطاعين العام والخاص اللذين يوحيان بالرأسمالية والربحية وقياس أي عمل تطوعي بالتقدير المالي والمادي، بمعنى منشأ العمل التطوعي منبعه الربحية والمادية ، ومع هذا لا ينبغي أن نحكم على من تطوعوا في المؤسسات التطوعية الغربية هدفهم الغايات المادية مثل المال أو الشهرة وإلا لم نرى الكثير من الصحفيين والأطباء ذهبوا ضحية حروب أو كوارث من أجل مهام إنسانية ونسيهم العالم ، ولكن على النقيض نرى العمل التطوعي في الإسلام متأصل من مصادره الأساسية مثل القرآن والأحاديث النبوية قال الله تعالى: ﴿ ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ﴾، وقال سبحانه وتعالى ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾ وفي الحديث «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وكثير من الأدلة الشرعية التي حثت و أوجبت العمل الخيري ، فهناك الأحكام العينية التي توجب العمل على المكلف بعينه وأحكام «فروض» الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين مثل تجهيز الميت وتغسيله بل بعض فروض الكفاية تتحول إلى واجب عيني في أمور كثيرة ، وباستطاعة ذوي الاختصاص التبحر وتبيان مواقع تحول الحكم من كفاية إلى فرض عيني ، ومع هذه الأصالة والاستحباب المؤكد والتأكيد على عمل الخير وخدمة الناس ، إلا أننا نجد قصور ونقص في كادر المتطوعين حتى وصل الأمر إلى بعض المشاريع الاجتماعية المهمة مثل الزواج الجماعي بتشغيل كوادر بشرية من وافدين وأفراد من أقارب المتزوجين نظير مبالغ مالية في وقت لا يتعدى 6 ساعات ، وهنا يجب ملاحظة المفارقة العجيبة في انكفاء الناس عن التطوع الذي ينبغي مناقشته ومعالجته على مستوى متخصصين من طلبة العلوم الدينية ومتطوعين من ذوي الخبرة الطويلة في المجال الاجتماعي .
أسباب عزوف الشباب عن العمل التطوعي :
و تبقى هناك نقطة جوهرية ينبغي ملاحظتها لعلها ساهمت في عدم الحماس للنشاطات الاجتماعية التطوعية ، وهي زرع مفاهيم وقناعات لدى الفرد المسلم بأولويات العبادة والتركيز على العبادة الفردية، بالرغم من أهميتها «المقصود هنا العبادة المستحبة» وكأنها الوسيلة الأقرب إلى رضا الخالق والحصول على الأجر الأوفى، وأنها الطريق الأسلم للوصول إلى الجنة . مما نتج عنه قناعة لدى البعض أن الابتعاد عن الأمور الاجتماعية التي تسبب حساسية ونقد المجتمع وعدم رضاه عن العبد أفضل، والركون إلى المستحبات العبادية الفردية اسلم، وأن الانعزال عن الناس والمجتمع يحميك من أمور كثيرة نهى عنا الشارع المقدس مثل الغيبة والنميمة .
أهمية الخطاب الديني في التوجيه للعمل التطوعي :
إعادة صياغة الخطاب الديني الموجه وتحديد أولويات العبادة المستحبة المرتكزة على خدمة الناس وحمل الهم الاجتماعي وتلمس آلام وجراح الناس ومداواتها من بوابة المؤسسات الاجتماعية والعمل التطوعي مهم ، إن ترسيخ مفاهيم وقيم الإيثار ونكران الذات، وإزالة اللبس والضبابية عن عيون الشباب الراغب في العمل الاجتماعي، وأهمية بروز شباب مؤمن بالتطوع ينهض بالمؤسسات الاجتماعية ويقود نشاطات وبرامج اجتماعية كلها عوامل تسهم بدفع عجلة العمل التطوعي والتنمية في المجتمع .
تأصيل العمل الاجتماعي التطوعي
حتى يتكامل المجتمع و يتعاون و يتضامن و يحب المرء لأخيه كما يحب لنفسه و يعطي ما لديه ويتم تحقيق أهداف التضامن و التكافل بين أفراد المجتمع و تنتشر المسئولية الاجتماعية في النسيج الاجتماعي يجب تفعيل العمل الخيري التطوعي الذي يساهم بشكل فعال في تنمية المجتمع .
مفهوم العمل التطوعي :
و العمل التطوعي الخيري هو تقديم كل أعمال البر و الخير لأفراد المجتمع و بيئته و كل ما يؤدي إلى مصلحة البيئة الاجتماعية بدون مقابل مادي و هناك عدة تعريفات للعمل التطوعي مثل ما نقله الدكتور صالح الصغير في بحثه ” الجهود التطوعية و سبل تنظيمها ” “العمل التطوعي هو القيام بأعمال الخير و إيصال المنافع إلى الغير بدون مقابل مادي أو عائد دنيوي محسوس ، بل طمعا في رضا الله و كسب الثواب و تحقيقا للقيم الإنسانية و مُثلِها الراقية و تعبيرا عن الفطرة البشرية السليمة ”
فالأساس التي يتركز عليه العمل التطوعي عدم الحصول على المقابل المادي حتى و لو بالنية و لذا يجب أن تهب جهود أصحاب النفوس العالية و المرتبطة بالله التي ترجو الأجر و الثواب من عنده الذي لا تفنى عطاياه و لا يحرم عامل جزيل أجره و ثوابه فمطلوب من كل مسلم السعي لتأصيل و تعزيز العمل التطوعي و إيجاد وسائل و أدوات لمحاربة العوز و الحاجة لدى الفرد و المجتمع و ابتكار صيغ حديثة للنهوض بالتنمية الوطنية و الاقتصادية و الاجتماعية لبناء بيئة اجتماعية صحية يراعي القوي الضعيف و يحضن الكبير الصغير .
إن قيم و مبادئ الإسلام حثت و ركزت بشكل ملح و مستمر على العمل الخيري و مد يد العون للأخ في الدين و الإنسانية في جميع الأحوال و الظروف و المأمول من أفراد المجتمع أن يكون العمل التطوعي الخيري حالة متجذرة في النفس يشعر بها الفرد في كل زمان و مكان و لا تكون حالة طارئة في الحوادث و الكوارث ، و يجب أن تتضافر جهود المؤسسات و الجهات الوطنية مع جهود المواطنين في الرقي بالمجتمع و السعي وراء تنمية مستدامة لرفع مستوى الفرد و الأسرة نحو الأفضل معيشيا و معنويا و حتى يتحقق هذا لابد من توفر عناصر في المتطوع .
العناصر الواجب توفرها في المتطوع :
أهمية و أهداف العمل الاجتماعي التطوعي
أهمية العمل التطوعي :
للعمل التطوعي دور بارز ينعكس على حركة المجتمع و تقدمه وراء التكامل و العطاء الاجتماعي الإنساني و يمكن تلخيص بعضها في النقاط التالية :
1 – مشاركة الجهات أهلية و رسمية لتلبية حاجات المجتمع .
2 – لا يستطيع القطاع الحكومي منفرداً أن يلبي طلبات المجتمع بسبب البيروقراطية و المركزية .
3 – مرونة المؤسسات التطوعية في سد حاجات المجتمع .
4- العمل التطوعي هو أعرف بمتطلبات و تلمس حاجات المجتمع .
5 – أعطاء المواطنين المجال لتأدية واجبات اجتماعية و إنسانية .
6 – تطبيق ما يتعلمه المواطن من معاني و مفاهيم اجتماعية .
أهداف العمل التطوعي على المجتمع :
هناك عدة أهداف تتحقق من انتشار العمل التطوعي في المجتمعات و منها :
1 – يساهم المتطوعون في التنمية الاجتماعية .
2 – تفعيل دور أفراد المجتمع و استثمار أوقات الفراغ .
3 – تعميق العمل التطوعي لدى النشء و الأجيال .
4 – المساهمة مع الجهات الرسمية للنهوض و الرقي بالمجتمع .
5 – معرفة مشاكل و قضايا و حاجات المجتمع وحلها .
6 – استغلال إمكانيات أفراد و مؤسسات المجتمع .
7 – تسهيل التعاون بين المؤسسات الحكومية و الجمعيات الأهلية .
8 – تحقيق التكافل و التضامن في المجتمع بواسطة العمل التطوعي .
9 – التكامل بين الموارد المالية الحكومية و الخاصة و الموارد البشرية المتطوعة .
فوائد العمل التطوعي على الفرد :
تنتج عن مشاركة أفراد المجتمع في العمل التطوعي و التنظيم الاجتماعي فوائد كثيرة على المتطوع في حياته الدنيوية منها :
1 – تدريب الفرد على المشاركة المفيدة في المجتمع .
2 – الاستفادة و استثمار الطاقات و المواهب الكامنة .
3 – اكتساب الثقة و الشعور بالرضا عن النفس .
4 – إقامة علاقات اجتماعية مع الأفراد و المؤسسات الأهلية .
5 – الفهم الحقيقي لمتطلبات و ظروف المجتمع .
6 – ترويض النفس البشرية على حب الآخرين و نكران الذات .
7 – تعويد الفرد على العمل مع الآخرين كفريق عمل و لرسم الخطط و اتخاذ القرار
دور العمل التطوعي
العمل التطوعي و الدين الإسلامي :
قال الله تعالى ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) و قال تعالى (أنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين ) سورة الأنبياء آية 90 ، “ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “ حديث شريف ، حث الإسلام على العمل الاجتماعي و حث على خاصية تكاد تكون غريزية لدى الإنسان و هي حب مساعدة الآخرين و نجدتهم و لاسيما في الظروف الحرجة و الطارئة قال تعالى ( و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ) و قال تعالى ( فمن تطوع خيرا فهو خيرا له ) و الآيات القرآنية و الأحاديث كثيرة في الحث على العمل الاجتماعي الذي يعود على المجتمع بالفائدة و تبرز روح التعاون و التظافر و التكافل الاجتماعي حتى يصل إلى التكامل في العطاء و اهتم الدين الإسلامي بالأمور الصغيرة في خدمة المجتمع من إماطة الأذى عن الطريق و فيها أجر كبير و حث على الإيثار و حب الخير للآخرين حتى ولو كان به خصاصة .
العمل التطوعي و علم الاجتماع :
اجتماعيا يميل الإنسان إلى المجتمع و لا يستطيع أن يعيش لوحده فطبيعة الإنسان اجتماعيا و التفاعل مع الأحداث و الكائنات من إنسان و حيوان و نبات فيؤثر و يتأثر نتيجة عوامل نفسية و خاصة و اجتماعية و منها العمل التطوعي الذي يختلف أسبابه من فرد إلى آخر فمنها ناتج عن عوامل شخصية و اجتماعية و يعمل بإرادته وهو الأفضل و يمكن أن يؤدى بإكراه قال تعالى: (فمن تطوع خيرا فهو خير له) و هذه الآية تفيد بأن التطوع له فوائد نفسية و معنوية و شخصية ، و التطوع كنشاط خيري هو أداة على بعث الراحة النفسية و الاطمئنان القلبي على أداء عمل تجاه أسرته أو مجتمعه كما يبعث على الشعور بالسعادة و الاعتزاز بالنفس و الثقة بها لراحة النفس بالعمل والشعور بالاعتزاز والثقة بالنفس عند من يتطوع؛ و من أهمية العمل التطوعي أنه يستخدم لعلاج بعض الحالات النفسية مثل الاكتئاب و الانطواء و الانعزال ، فانخراط المكتئب و المنعزل في العمل الاجتماعي يمنحه ثقة بالنفس و يروح عن نفسه و يقضي على الملل و السأم فيكتسب سعادة خاصة بالقضاء على أوهام تعتريه ، لذا يكون للعمل الاجتماعي التطوعي فوائد جمة شخصية و اجتماعية دنيوية و أخروية فالهدف لدى المتطوع هو رضا الخالق و أن الثواب الجزيل ينتظره على أعماله و أفعاله النبيلة .
العمل التطوعي و التنمية :
للعمل التطوعي دور فعال و مجد في تنمية المجتمع و سد حاجته من الأعمال و البرامج التي تهدف إلى تحسين معيشة الفرد و الأسرة و مساعدة الطبقات المحتاجة من المجتمع إن العمل التطوعي يساهم في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية بتقديم خدمات تعليمية مساعدة و تطويرية و فتح آفاق حديثة للرقي و إعطاء أمثلة و نماذج للتضامن الاجتماعي و يساهم مع مؤسسات الدولة بالتنمية الاجتماعية و الاقتصادية و يكمل باقي أوجه التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و قد أطلق عليه البعض القطاع الثالث أو مكملا للقطاعين العام و الخاص ، لذا فأن التوعية بأهمية العمل التطوعي الخيري يعود على المجتمع و الوطن بفوائد جمة لا يمكن حصرها فهي تؤدي إلى تخفيف العبء الاقتصادي و الاجتماعي على الدولة و تدفع بروح التعاون بين المؤسسات و الهيئات و الجهات الرسمية و الحكومية و المجتمع و تزيد أواصر الأخوة و المحبة بين أفراد المجتمع و تقلل التكلفة المادية عن بعض الوزارات و الهيئات الرسمية و تخفض مستوى الفراغ لدى الشباب و ابتعادهم عن شبح و مساوئ الفراغ فتقلل من مستوى الانحراف و تجعل الدولة في مصاف البلدان المتقدمة التي تثمن العمل التطوعي و تربطه بالتنمية الاجتماعية .
العمل التطوعي و المجتمع :
لم يعد العمل التطوعي مقتصرا على المساعدات المادية و هي جمع الأموال و الهبات و المساعدات العينية و توزيعها ، بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك من الأمور الاجتماعية التي تهم الإنسان بصورة عامة كالحفاظ على البيئة و الاهتمام بالثقافة و التعليم و الصحة و برامج المرور و السلامة و نشر الوعي الديني و التعليمي و رفع مستوى المواطنين ماديا و معنويا و رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة و ينبغي تبادل المنافع بين الجمعيات و أفراد المجتمع بأن تستقطب هذه الجمعيات الكفاءات و الطاقات البشرية الراغبة في العمل الاجتماعي التطوعي و العمل على استقطاب متخصصين في ميدان العمل الاجتماعي و الترويج لرجال البر و المؤسسات و الشركات للتبرع لأعمال الخير بأن يزكوا مبالغهم للجمعيات الخيرية حتى تعطى من يستحقها .
العمل التطوعي و الدولة :
منذ القدم أتخذ العمل التطوعي في هذا الوطن عدة أشكال و أنواع من جهود فردية و أسرية و بعد التطور و التقدم الذي حدث في مرافق الدولة أتخذ العمل الاجتماعي شكلا آخر بعد إنشاء وزارة العمل و الشئون الاجتماعية عام 1380 هـ التي وضعت الأسس و أطرت الإطارات العامة لإنشاء الجمعيات و المؤسسات الخيرية و التعاونية وسعت الوزارة في تنمية المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا و تضافرت الجهود الحكومية والأهلية في إنشاء اللجان التطوعية و الجمعيات الخيرية التي أثر بشكل ملفت في تنمية المجتمع السعودي و من خلال فروع الوزارة – الإدارة العامة للتنمية الاجتماعية و الإدارة العامة للجمعيات و المؤسسات الخيرية – نُسقت جهود المؤسسات و الهيئات و الأفراد للنهوض بالمجتمع و توعيته فقامت الجمعيات الخيرية المنتشرة في أرجاء الوطن بدور مهم في رفع الحاجة عن الأسر المحتاجة و الأفراد و الأيتام و أنشأت المشاريع الخيرية من إسكان خيري و دور للعجزة و المسنين و مشاريع لكفالة الأيتام و غيرها من المشاريع المهمة التي ساعدت في تنمية المجتمع و وحدت الجهود للعمل الخيري و الاجتماعي و تنوعت أنواع العمل الخيري الاجتماعي من مساعدات مادية و عينية و وتعليمية و ثقافية و صحية و بيئية ، ففي السنوات الأخيرة بدأت الدولة متمثلة بوزارة العمل و الشئون الاجتماعية ترعى المؤتمرات و الاجتماعات لتطوير و تحسين العمل الاجتماعي الخيري .
أنواع العمل الاجتماعي التطوعي
يمكن أن نميز بين نوعين من العمل التطوعي وهو “السلوك التطوعي اللاشعوري الذي يعني مجموعة من التصرفات نتيجة حالة طارئة في ظرف طارئ ” كإنقاذ غريق و يعتبر هذا سلوك أنساني أخلاقي استجابة لحالة لا إرادية .
و الشكل الثاني من العمل التطوعي هو ” الذي يقدم نتيجة استجابة لا شعورية أو أمر طارئ نتيجة أيمان بالعمل و عن قصد مثل مساعدة الفقير و المحتاج و التنظيم العام و خدمة المجتمع تعليميا و ثقافيا و صحيا الذي لا ينتج عنه مردود مادي أو مقابل دنيوي للمتطوع و لكن يرتجي الثواب في الآخرة و لهذا العمل شكلان .
العمل التطوعي الفردي | العمل التطوعي المؤسسي |
وهو سلوك اجتماعي يمارسه الشخص من تلقاء نفسه في مجتمعه ليلبي حاجة نفسية ذاتية و لا يريد مقابل مادي . | وهو أكثر تقدم و تطور و يتسم بالتنظيم الإداري و الإعداد المسبق له يتميز بالتأثير الملموس على المجتمع مثل الجمعيات و المؤسسات و الهيئات الخيرية حكومية أو أهلية و تتميز باستثمار الجهود البشرية و المادية و توجيها الوجهة الصحيحة لخدمة المجتمع كمساعدة الحكومة و تبرعات المواطنين . |
تفعيل العمل الاجتماعي التطوعي
ارتبط العمل الاجتماعي التطوعي بالقطاع العام و القطاع الخاص و عُرف بالقطاع الثالث الذي يتكامل مع القطاعين الآخرين و حتى نجعل العمل التطوعي ثقافة سائدة لدى المجتمع ينبغي أتباع الآتي :
1 – زرع المبادئ و القيم الإسلامية التي تحث على العمل التطوعي .
2 – التربية الاجتماعية للأجيال على العمل التطوعي .
3 – تشجيع الأجيال على التطوع من خلال وسائل الأعلام .
4 – تدريب و تأهيل الشباب الراغب في العمل التطوعي .
5 – إصدار دورية تعنى بالأعمال التطوعية تبرز نشاطات المتطوعين .
6 – تحفيز الشباب المتطوع بالحوافز المادية المعنوية .
7 – حث الدوائر الحكومية على تشجيع العمل التطوعي بتسهيل الإجراءات.
دور الأعلام في تفعيل العمل التطوعي :
إن العمل الاجتماعي التطوعي لم يتبلور في العالم العربي إلا في العقود الخمسة الأخيرة من القرن العشرين و ذلك كردة فعل على حركة الاستعمار التي اجتاحت العالم الإسلامي ، فكانت هناك مؤسسات و هيئات أهلية تطوعت بشكل منظم و بسيط للتصدي لحركة الاستعمار و توعية المجتمع لمساعدة المواطنين في الأمور الضرورية كالمأكل و المشرب و التعليم و الصحة و معالجة الفقر بشكل جزئي و تطور الأمر حتى ظهرت وسائل الأعلام من صحف و مجلات و إذاعة و تلفزيون فكان لها الأثر الكبير في توعية الناس بالعمل التطوعي الاجتماعي و بلورة حركة التطوع بشكل منظم و نتج عنها أمور منها:
1 – إبراز أهمية دور العمل الاجتماعي التطوعي .
2 – نشر الوعي الاجتماعي من خلال وسائل الأعلام .
3 – تحفيز المؤسسات و رجال البر بالتبرع للعمل التطوعي الخيري .
4 – المشاركة المباشرة من وسائل الأعلام بالتبرعات الخيرية .
5 – وسائل الأعلام يبتكر وسائل جديدة للعمل التطوعي الاجتماعي .
6 – وسائل الأعلام تساهم في التعليم و التدريب للعمل التطوعي .
7 – تعميق معاني و مفاهيم العمل التطوعي الاجتماعي لدى الناس .
8 – مشاركة وسائل الأعلام في تعميق الحس بالمسئولية و التعاون بين أفراد المجتمع .
التنسيق بين الأعمال الاجتماعية التطوعية :
العمل الاجتماعي التطوعي جهد أنساني يتميز بالعطاء الذي يبرز فيه نكران الذات و حب الآخرين بتخفيف معاناة و آلام المحتاجين ،و حتى لا تهدر النشاطات و البرامج التطوعية ينبغي التنسيق بين الجهات الخيرية الرسمية والأهلية و اللجان التطوعية بالوزارات حتى يتم تبادل الأفكار و الرؤى و الخبرات بين الجمعيات و الهيئات الخيرية التطوعية، و ينبغي رسم الخطط و وضع الأهداف لرفع مستوى الوعي بالعمل التطوعي و إبراز قدرات وطنية في العمل التطوعي .
العوامل المشجعة على العمل التطوعي :
هناك عوامل تساعد على جذب الشباب للتطوع و الانخراط في العمل الاجتماعي :
1 – تحديد الأهداف المرجوة من العمل الاجتماعي .
2 – التخطيط على أسس علمية و إدارية في الأعمال الاجتماعية .
3 – تحديد المتطلبات و الخدمات الاجتماعية .
4 – إقناع الشباب للتطوع من خلال نشر الوعي .
5 – الاستفادة من وسائل الأعلام لنشر الوعي من خلال الندوات و الحوارات .
6 – توظيف وسائل الاتصالات الحديثة كالإنترنت على التشجيع في الأعمال الاجتماعية .
7 – إعطاء المتطوعين مميزات معنوية و مادية .
8 – زرع حب العمل التطوعي الاجتماعي في مراحل الدراسة الأولى .
9 – تنظيم معسكرات و مراكز في الإجازات المدرسية لاستغلال وقت الفراغ .
10 – تكريم المتميزين في العمل الاجتماعي التطوعي .
بيئة العمل التطوعي
حتى نحصل على شباب متطوع و بيئة عمل اجتماعية محبة للعمل التطوعي الاجتماعي و تخدم المجتمع و الوطن لا بد من توافر مناخ ملائم سواء أكان تنظيميا أو إداريا و أهم العناصر المحفزة لعمل التطوعي هي :
أولا : توفر المعلومات و البيانات :
تعتبر المعلومات و البيانات ذات أهمية كبيرة في أي عمل لأنها تسهل في التخطيط و التنظيم و اتخاذ القرارات على ضوء المعلومات و البيانات مما يسهل حل المشكلات و المعضلات .
ثانيا : البيئة المناسبة
أن بيئة العمل الملائمة المريحة المزودة بعناصر المكاتب المريحة و الحديثة من أجهزة مكتبية و جو إداري منظم و انسجام بين فريق العمل الواحد تساعد على تضافر الجهود و التعاون المثمر الذي يعين على التخطيط مبنيا على بيانات و معلومات دقيقة يمكن العامل معها بسهولة من خلال الكمبيوتر و تحليلها يساعد على اتخاذ قرارات بناءة .
ثالثا : التنظيم الإداري
تطبيق وظائف الإدارة من تنظيم و تخطيط و توجيه و رقابة يؤدي إلى عمل اجتماعي مثمر يوائم بين الإمكانيات المتاحة و الخطط و الأهداف المرسومة ، و التنظيم الإداري ينتج عنه استثمار أمثل للموارد المالية و البشرية اللذين يحسن اختيار معايير الكوادر البشرية المتطوعة والتي منها :
1 – الإيمان و القناعة بالعمل التطوعي .
2 – الاستعداد للعمل مع فريق عمل .
3 – توصيف أنواع العمل التطوعي .
4 – تصنيف الأشخاص المتطوعين حسب المهارات و المعارف .
5 – دراسة و معرفة دوافع و حوافز المتطوع .
6 – التركيز في الاختيار على الانسجام مع بقية الأعضاء في التطوع .
7 – مصداقية المتطوع في العمل .
8 – الالتزام بالقيم الأخلاقية و حب عمل الخير .
9 – نكران الذات و البعد عن التأثيرات القبلية و العائلية .
عوامل جذب المتطوعين
حتى نرسخ التطوع لدى أفراد المجتمع و نجعله يتسابق على حب الخير و بذل الجهد لأعمال البر يفترض أن تأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها :
1 – التنشئة التربوية و الاجتماعية لحب الخير .
2 – الترويج بالمجالس و المساجد و الأماكن العامة لأعمال التطوع .
3 – تكثيف المحاضرات و الندوات لأهمية العمل التطوعي .
4 – التوجيه الصحيح للمتطوعين في الخدمات الملائمة لهم .
5 – إنشاء مراكز و مكاتب خاصة للتعريف بالعمل التطوعي الاجتماعي .
6 – تنسيق جهود المتطوعين و تصنيفهم .
7 – تعريف الأفراد بأهداف و احتياجات العمل التطوعي .
8 – تقديم المكافآت و الحوافز المادية و المعنوية للمتطوعين .
9 – إعداد مناهج دراسية تحث على التطوع في المراحل الدراسية الأولى .
10 – تبادل التجارب و الخبرات بين الجمعيات و المؤسسات الخيرية .
11 – القيام بالأبحاث و الدراسات الميدانية على الأعمال التطوعية .
تدريب و تأهيل المتطوعين :
مهما بلغت صفات المتطوع في العمل الاجتماعي و المهارات التي يتصف بها من استعداد نفسي لخدمة المجتمع ألا أن المتطوع يحتاج للتدريب و زيادة المعارف و مهارات مثل :
التدريب على البحث الاجتماعي على أسسه العلمية .
التدريب على فن التسويق و الترويج لتبرعات .
كيفية إعداد نشرات و ملصقات دعائية .
تدريب المتطوعين على مهارات إدارية و تنظيمية .
إكساب المتطوع مهارات سكرتارية و كتابية مثل الخطابات و التقارير.
التدريب على التعامل مع الكمبيوتر و برامجه .
التدريب على إعداد الاجتماعات و التحضير لها .
تعليم مهارات الاتصالات و فن الإقناع .
دراسة حالات و مشاكل اجتماعية و اتخاذ قرارات مناسبة .
التدريب على إقامة المعارض و تسويقها .
كيفية إدارة المشاريع الخيرية مثل الإسكان الخيري .
التدريب على التخزين و التوزيع .
مستقبل العمل التطوعي بالمملكة
بما أن الجهات الخيرية و الأهلية تتلقى الدعم المادي و المعنوي من قبل وزارة العمل و الشئون الاجتماعية و تزود باللوائح و الأنظمة و القوانين التي تساعد على تبسيط و تسهيل الإجراءات الإدارية و المالية في العمل التطوعي و من المتوقع أن يزدهر أكثر و تنمو حركة العمل الاجتماعي التطوعي بالمملكة للأسباب التالية :
1 – الاهتمام بالمؤتمرات و اللقاءات و الندوات التي تعقد للجهات الخيرية .
2 – زيادة الوعي التعليمي و الاجتماعي بأهمية العمل التطوعي .
3 – عقد دورات تدريبية في الأعمال التطوعية .
4 – التركيز على نوعية العمل التطوعي .
5 – تطبيق تقنيات الاتصالات في الأعمال التطوعية .
6 – توجيه التبرعات و الأوقاف في الأعمال الخيرية الاجتماعية .
7 – أجراء مزيد من البحوث و الدراسات لتطوير الأعمال التطوعية .
8 – العناية برضا المحتاج و المستفيد من الأعمال التطوعية الخيرية .
خاتمة
العمل التطوعي أصبح مهما في حياة الأفراد و المنظمات و المؤسسات و الهيئات لأنه يلعب دور ملموسا في مرافق العامة و الخاصة و يتكامل مع مؤسسات رسمية في التعاون و التضامن في سد حاجات المجتمع و يستطيع القيام بالخدمات الخيرية و يساهم بشكل فعال في حركة المجتمع اجتماعيا و اقتصاديا و بسبب أهمية العمل الاجتماعي التطوعي أولت الدول المتقدمة هذا المجال أهمية قصوى في التربية الاجتماعية و أعدت أجيالا للتطوع من خلال المناهج الدراسية في حياة الشباب الدراسية و أقامت المحاضرات والندوات لترسيخ منهج العمل التطوعي لتستفيد من طاقات المواطنين و المؤسسات الخيرية الأهلية في إشباع حاجات نفسية و شخصية لدى المتطوعين ، فبفضل الجمعيات و المؤسسات الخيرية ارتفع لواء العمل الاجتماعي التطوعي بالمملكة و بدأ الباحثون بالدراسات و الأبحاث لتحسينه و إضافة أدوات و قنوات أخرى تستثمر في العمل الاجتماعي الخيري كالمؤتمرات و اللقاءات و الندوات و بدأت الجمعيات تأخذ أساليب و أنظمة إدارية حديثة لتطبيقها في العمل التطوعي مثل الكمبيوتر و الإنترنت الذي بدوره وظف الطاقات البشرية و المالية في الاتجاه الصحيح و من منطلق أن العمل الخيري عمل أنساني و ديني حثت عليه الشريعة الإسلامية و ركزت عليه فإن العمل الاجتماعي أخذ ينمو و يتطور نحو الأفضل و كثرت المؤسسات الاجتماعية و الجمعيات الخيرية و انتشرت فروعها في جميع أنحاء المملكة و أصبحت المبالغ لدى الجمعيات في خانة المئات من الملايين من الريالات التي استفاد منها المواطن بالمساعدات النقدية والعينية و إقامة المشاريع الخيرية ، و تأمل الجمعيات بمزيد من العطاء و العمل الخيري الاجتماعي التطوعي للاستفادة العامة .
علي بن عيسى الوباري
رئيس جمعية المنصورة الخيرية
السبت 16/7/1424هـ الموافق 14/9/2003م
المصادر :
1 – العمل الخيري و تنمية المجتمع – صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان – الملتقى الأول للجمعيات الخيرية بالمملكة شعبان 1423هـ .
2 – الجهود التطوعية و سبيل تنظيمها و تفعيلها – إعداد د/ عبد الرزاق بن حمود الزهراني – الملتقى الأول للجمعيات الخيرية بالمملكة شعبان 1423هـ .
3 – دواعي التغير في لائحة الجمعيات و المؤسسات الخيرية – إعداد عوض عبد الله الغامدي – الملتقى الأول للجمعيات الخيرية بالمملكة العربية السعودية – الرياض – 1423هـ .
4 – نحو إدارة مؤسسية للعمل الخيري – د/بدر بن عبد اللطيف الجوهر- اللقاء السنوي الأول للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية.
5 – مستقبل الجهات الخيرية – ضيف الله بن سليم البلوي اللقاء السنوي للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية .
الجهود التطوعية و سبل تنظيمها و تفعيلها – إعداد صالح بن محمد الصغير – الملتقى الأول للجمعيات الخيرية في المملكة – شعبان 1423هـ – الرياض.
6 – العمل الاجتماعي التطوعي ركيزة أساسية للتنمية – عوض بن بنيه الردادي – مجلة العمل و الشئون الاجتماعية – عدد محرم 1420هـ .
7 – الشباب و الفراغ جريدة الوطن السعودية – عبد الله أبو حياد عدد 567 –6/2/1423هـ
8 – دور الأعلام في دعم العمل التطوعي في المجتمع – محمد عبد الحق 2002 – إنترنت .
الخدمات الاجتماعية في الجمعيات الخيرية الجوهرة بنت محمد الوابلي – الملتقى الأول للجمعيات بالمملكة شعبان 1423هـ .
9 – العمل التطوعي في تنمية المجتمع – مركز التميز لمنظمات غير الحكومية – سبتمبر 2002 .- إنترنت .
Published: Feb 18, 2016
Latest Revision: Apr 13, 2016
Ourboox Unique Identifier: OB-110182
Copyright © 2016